الثلاثاء، 29 أبريل 2014

دفاعاً عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنهم



بسم الله الرحمن الرحيم

إن من أظلم الجور و أشد الإثم التطاول على صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و تلفيق الأكاذيب فيهم و سبهم و حتى تكفيرهم و العياذ بالله . و الله سبحانه و تعالى يقول في كتابه الكريم :


(( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود )) الفتح .


(( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) التوبة


(( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )) الفتح


و يقول الصادق الأمين عليه الصلاة و السلام :


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ))


عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ))


قال الشيخ عبد المحسن

ومذهب أهل السّنّة والجماعة فيهم وسط بين طرفي الإفراط والتفريط، وسط بين المُفْرطين الغالين الذين يرفعون من يُعَظَّمون منهم إلى ما لا يليق إلَّا بالله أو برسله، وبين المُفرِّطين الجافين الذين ينتقصونهم ويسبونهم؛ فهم وسط بين الغلاة والجفاة؛ يحبون الصحابة جميعاً وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، فلا يرفعونهم إلى ما لا يستحقون، ولا يقصرون بهم عما يليق بهم؛ فألسنتهم رطبة بذكرهم بالجميل اللائق بهم، وقلوبهم عامرة بحبهم.


يقول الخطيب البغدادي رحمه الله في "الكفاية" (49) :


" على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء ، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة ، والجهاد ، والنصرة ، وبذل المهج والأموال ، وقتل الآباء والأولاد ، والمناصحة في الدين ، وقوة الإيمان واليقين ، القطعَ على عدالتهم ، والاعتقاد لنزاهتهم ، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤون من بعدهم أبد الآبدين ، هذا مذهب كافة العلماء ، ومن يعتد بقوله من الفقهاء " انتهى .


قال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب السنة: «ومن السّنّة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين والكف عن الذي جرى بينهم، فمَن سبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحداً منهم فهو مبتدع رافضي، حبهم سنّة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة».

وقال: «لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم؛ فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، وليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ثم يستتيبه فإن تاب قبل منه، وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة، وخلده في الحبس حتى يتوب ويراجع».


فالصحابة رضوان الله عليهم هم من بلغنا الرسالة عن النبي صلى الله عليه و سلم عن رب العزة جل في علاه . فمن طعن فيهم طعن في الإسلام و هو أولى بأن يطعن فيه . فمنهم من طعن لإفساد عقائد الناس و تفرقتهم و منهم من طعن بجهل و تناقل الأخبار الضعيفة و الموضوعة المكذوبة دون أدنى تحر أو سؤال لما يشتبه عليه فضل و أضل و العياذ بالله .


و من هؤلاء جماعة يتهمون معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه و يصل بهم الأمر إلى تكفيره عليهم من الله ما يستحقون . و أدلتهم في ذلك إما روايات صحيحة يفسرونها تفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان فيخرجون منها بما ليس فيها ، و إما روايات مكذوبة ساقطة سنداً و متناً عن ضعفاء و مجاهيل و وضاعين أمثال أبي الفرج الأصفهاني . و هاكم رابطاً لهذا الأخير للاستزادة :


http://ift.tt/1nZkCmD


و لولا أن أخشى فتنة الناس إن أتيت بالردود على عدد من الشبهات بشأن معاوية رضي الله عنه لفعلت . لم يدفعني لكتابة هذا الموضوع إلا أحد الأعضاء هنا و هو مراقب سابق إذ يكفره و ينقل عنه النقولات الكاذبة بعذر أقبح من ذنب هو "التحرر من القيود و الانفتاح الفكري" . فتحدى بأن يناظر بالدليل و البرهان و أنا أتحداه ها هنا و أؤكد أنه ما من شيء يأتي به إلا و سيظهر للجميع أنه ساقط . فليأتنا ببهرانه إن كان من الصادقين .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق