السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم أعزائي .. أتمنى أن تكونوا في تمام الصحة و العافية
موضوعي عن النزعة الدرامية قد يكاد أن يكون قصير .. ولكنّي حاولتُ التركيز على المهم
على بركة الله نبدأ
النزعة الدرامية:
هي عنصر رئيس من عناصر الفن القصصي، تعمل على دفع أحداث القصة من جهة، وتولد في نفس القارئ و المتلقي صراعا من جهة أخرى ، حيث تحفز القارئ لقراءة المزيد لمعرفة القادم من الأحداث وتجعله في حالة ترقب أثناء القراءة ..وتقوم النزعة الدرامية بتحريك النص القصصي و دفعة للأمام، حدثاً خلف حدث، وواقعة خلف واقعة.. فينتقل القارئ بين الحدث و متشوقا و متلهفا لمعرفة ما سيأتي بعده ولمعرفة أي منحنى ستسلك القصة و بأي نهاية سوف تنتهي.
لا تتحقق النزعة الدرامية في نص إن لم يكن الكاتب ذو خال واسع و فكر غير تقليدي .. فقليلون هم من يستطيعون تحقيق النزعة الدرامية في قصصهم ..
ونجد النزعة الدرامية أكثر ما تتجلى في القصص و الروايات البوليسية و القصص التي تتحدث ففي هذه القصص نجد القارئ في فضول دائم لمعرفة القاتل ..
كيف نحقق النزعة الدرامية في النصوص الأدبية؟ ..
1- ابدأ النص بداية مشوقة و غامضة
2- اجعل بدايتك صاخبة و متوترة
3- اجعل الأحداث تتسم بالغموض و الإثارة
4- اجعل نصك الأدبي تطبيق لفكرة غير تقليدية
5- ابتعد عن سرد الاحداث اليومية و الروتينية بطريقة عادية
6- لا تعرف بشخصياتك فورا .. بل اجعل الأحداث هي التي تكشف لنا جوانب و طباع شخصياتك
وهنا سأعرض عليكم نصين يتحدثان عن حدث واحد و لكن بأسلوب مختلف –فانتبهوا- :
○ النص الأول:
( .. كان خالد فتى عنيد تملؤه العزيمة و الإصرار يحب والدته بجنون و يعشقها كلّ ما يريده هو ارضاؤها .. لقد أصر على أمه أن توقظه صباحا ليذهب إلى المدرسة .. لقد كان شديد الإلحاح على أمه .. فقد كان يقول لها: أمي أرجوكِ .. أيقظيني غدا .. لا أريد تفويت يومي الأول في المدرسة .. أرجوكِ أمي . ...)
- في هذا النص عرفّنا بـ خالد فورا وذكرنا صفاته وذكرنا أيضا سبب إصراره على الاستيقاذ باكرا .. فبدت القصة من بدايتها مملة و لا يوجد أحداث قادمة لمعرفتها ..
○ النص الثاني:
( .. قال خالد: أمي .. أيقظيني غدا .. أرجوكِ لا تنسي..
ردت الأم: ولكنّك يا عزيزي تكره الاستيقاظ مبكرا ..
قال خالد في إلحاح: أرجوكِ .. أرجوكِ ايقظيني .. اصرخي بأعلى صوتك .. رشيني بالماء .. المهم أريد الاستيقاظ باكرا
- ولكنّ ياحبيبي .. يا حملي الوديع ماذا افعل إن لم تستيقظ
همّ الولد بالبكاء و الصراخ بصوت عال : أيقظيني .. أيقظيني غدا .. أرجوكِ .. أرجوكِ أمي ....)
- في هذا النص لم نعرف لماذا يريد خالد الاستيقاظ مبكرا فهذا يخلق في أنفسنا الفضول لمعرفة السبب و للقراءة أكثر
,أيضا لم نعرف بخالد و بصفاته بشكلٍ مباشر بل سياق النص كشف لنا عن سماته منها العناد و الإصرار من خلال إصراره على أمه لتوقظه
- الكاتب الذكي صاحب العقل الفذ هو الذي يستطيع أن يخلق نزعة درامية في نصه بكل بساطة و ذكاء
هكذا أكون قد أنهيت موضوعي هذا أتمنى أن ينال إعجابكم ..
موضوعي هذا مشارك في مُسابقة رِحلات قَصَصية بِنكهة رَمضانية
دعواتكم لي بالتوفيق
دمتم بـ ودّ ♥ ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق