![]() |
||||
|
وتاه الخريف
في البداية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: احببت ان اهديكم هذه القصة القصيرة ... احببت ان اهديها لكل امرأة .. خصوصا تلك التي لا تثق بنفسها .. وتلك التي تساعد في الخفاء .. تلك القوية والواثقة .. الى تلك الطفلة .. او مراهقه .. والاهم ام حملت بداخلها نبضا للحياة وروح جديدة ... الى بنات حواء جميعا ... شكرا لانكن نساء . . . اسطر الاحرف لاراها تتبخر في الهواء لان لا شيء يصف حقا التجربة التي عشتها .. في الحقيقة ليست معاناتي ولكن عشت كل التفاصيل مع ابطالها ... من نسج الخيال (وهي كذلك) كانت او لا .. هي تحمل من الواقع الشيء الكثير .. في الحقيقة اعترف انني عشت مع تفاصيلها الشئ الكثير... ولكن سأسطرها علها تلامس شيئا في قلوبكم . . . هذه قصتي الثانية .. قبل ان نبدأ هناك تنويه مهم سوف تكون القصة على جزئين او اكثر اتمنى منكم تقبلها.. واعطوني انتقاداتكم وارائكم .. لان النقد لا يهدم بل يبني واعتذر عن اطالتي للثرثرة ... وشكرا لصبركن . . تلبس فستان اسودا قصيرا لا يراعي الحشمة ولا الحياء قصيرا وبقصة أظهرت انثوية التفاتاتها الناعمة والمغرية .. الا ان ملامحها كانت بمنتهى الفتنة ...قصة فتنة سرمدية جمعت بحرارة دم واسمرار طفيف نسبته لاجدادها الاسبان .. وتراث عريق ذاك الذي تحكية عن قصة اجيال ربتها الارض فضحه ارتفاع وجنتيها البارزتين .. واتساع حدقيتها الرمادية التي توارثتها منذ قديم الازل وانف ارتفع بعنفوان بين ملامحها وتلك النظرات المغرية التي ورثتها من جداتها سلطانات زمانهم ... سلطانات حتى على السلاطنة العثمانين انفسهم .. تدخن بين يديها نوعا من السيجار الغالية الثمن ترفعها لشفتيها المكتنزتين والمطلية بلون احمر مثير بكل غنج ودلال وفي عينيها نظرات الازدراء للجريدة التي توسطت الطاولة الصغيرة امامها كانت تعرف مسبقا بمحتواها خبر سرقة جديدة لزمردة غاليةمن احد اعرق المتاحف في ميلانو والتي تقدر بالملاين... ضحكت بسخرية وكأنها تحتاج معرفة انها هي من سرقتها هذه هي كلوديا .. او فيلمونت كما لقبت نفسها ... هذه اللصة الجميلة والتي لم تبلغ ربيعها الثامن والعشرين بعد اصبحت الشغل الشاغل لكل وكالات التحقيق المركزيه منها والفدرالية في العالم حتى اصبحت هاجسا يهدد بتفكك نظام التحقيق العالمي ....هذه اللصة الجريئة التي لم توقفها الحراسة المشددة ...او حتى التطويق الامني... لقد كانت من الكفاءة بدرجه جعلتها تتحدى اعتى القوى في العالم دون ان يرف لها جفن وفي المقابل تحصل على ما تريد الانها لم حصلت على شيء واحد فقط لم يساعدها للوصول اليه دهاء ... او جمال ... او حتى ... مال فخسرته قبل ست سنوات ...لكنها اقسمت انها ستستعيده عما قريب وعندها لن يقف شيء في طريقها .... ! سافرت الى باريس ونصب عينيها هدف واحد فقط ستسرق لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دفينشي تلك اللوحة التي تعتبر اشهر الاعمال الفنية في تاريخ البشرية عمل قد بدأ تاريخا جديدا في عصره .. و فنه عمل عاش بين اروقة القصور المترفة في عهد ملوك فرنسا ...حتى وصل الى غرفة القائد الفرنسي نابليون بونبارت عقب الثورة الفرنسية لتشهد على ما لم يدري به بشر ... اسرار خبأها القائد العظيم داخل اللوحة لتكون مفتاح سر لامر اعظم من كل تخيلاتها جمعاء .. سر سعت فرنسا بكل مالديها لمعرفته ولكنها فشلت لان اصحابه اصبحو في صمت القبور ... سر ستساوم عليه باعلى الاثمان وهل هناك اعلى من الموت ثمنا ! ... سافرت الى باريس خلال يومين فرحبت بها المدينة بصخب .. ووجع تحاشته الذاكرة .. استقبلتها بحفاوة جعلت قليلا من الرهبه تتسرب الى قلبها ... اقل بقليل من الحد الذي سيجعلها تقلق ! ... استقلت سيارة اجرة حتى الشقة التي اشترتها قبل اسابيع لتكون مقرا لعمليتها ... كانت شقه جميلة في مكان هادئ مقابلة لبرج أيفل منظره يريحها وهي المتعبة من كل هذا التكلف ... الطفلة البريئة بداخله عادت للتساؤل متى يمكنها ان ترتاح من كل هذه الاحمال وتلقيها من على كاهلها ؟ .. متى؟ مدينة الاضواء والعشاق باريس .. خلال فترة تقل عن الشهر سوف تحتفل هذه المدينة باكبر عملية نفذتها حتى الان عند دقات الساعة الثانية عشرة من العام الجديد سوف تكون على متن الطائرة المتجهه الى هاواي ومعها كنز لايقدر بثمن . . -بعد يومين - باريس لحق بها صديقها دميتري تشرخوف اكبر قراصنة المعلومات حول العالم ومعه كل المخططات اللازمة حول المتحف اللوفر العتيق لعدة ساعات ظلا يتناقشان حول أمن الطرق للدخول الخروج واتفقا على ان دخولها بزي عامل نظافة هو الأمن نسبة لعدد الحرس الذين سيشكون بكل تحركاتها خصوصا لو انها ختارت ان تتسلق عبر ممرات التهويه لاكتشفت عبر اجهزة الانذار الدقيقة المركبة في جميع الانحاء ..وخروجها سيكون اسهل من على السطح بواسطة طائرة هيليكوبتر من موقع اللوحة الحقيقة التي يدرك الجميع انها استبدلت بواحدة مزيفة اثر اعلان فيلمونت عن نية سرقتها خلال الاسبوع المنصرم لم يكونا قلقين من ما قد يتعرضان له من مشاكل إلكترونيه لان دميتري قادر على التكفل به بقدر قلقهما على المشاكل على ارض الواقع خصوصا من المفتش الذي تولى القضية .. الكساندر ماكروف المفتش الذي لم يكن سبب خوفهما منه قوته .. او نفوذه ولكن بسبب نزوة ضعف عابرة قد تمر بها كلوديا وهي تقف في مواجهة حبها الاول والوحيد ... عند معرفتها بالامر ظلت عدة دقائق صامتة وجهها لا يفسر حتى نطقت بجملة جعلت كيان دميتري يرتجف " ان كان الموت سيأتي على شكله فأنا ارحب به ... فليأتي " جملتها المبهمة جعلت قلقا من نوع اخر يجتاح كيان دميتري فهي و خلال معرفته الطويلة بها لم تأتي على ذكر الموت ابدا فلماذا هذه المره خصوصا ... سؤال حتى هي لم تعرف جوابه تحديدا .. انتهى التخطيط كانا منهمكين بالتفكير لدرجة جعلتهما ينسيان الوقت ودعت دميتري وصعدت الى الاعلى منهكة ارتمت على السرير بتعب شديد ... كانت تحبذ لو انها تنام عدة دقائق ولكنها تعلم انها لن تنام حتى ولو لدقيقة لان عقلها متخم به ... تعرف ان قلبها لن يطاوعها وينام وهو قريب منها فتحت الدرج بجانبها علها تجده بحثت قليلا حتى تجد ضالتها كانت هذه طريقتها عندما يجافيها النوم بسببه لانها تدري ان النوم هو المهرب الوحيد من رؤيته حتى وان كان هذا غير صحيح بتاتا لان احلامها متخمة به استيقظت عند الساعة السابعة والنصف صباحا في حياتها كلها لم تنم حتى هذا الوقت المتأخر بالنسبة لهاوهي من اعتاد الإستيقاظ منذ بزوغ اول خيوط الفجر ارتدت ملابسها على عجل كانت قد قررت ان ترى معالم باريس اليوم وهي ابدا لن تضيع الفرصة في فعل ذلك تناولت فطورها في مطعم صغير ... تمشت كثيرا حتى انها رأت ... المعارض الصغيرة المقامة.... والفنانين في الشوارع رأت المخابز الصغيرة ... والمحلات ذات الطابع البسيط والراقي ... لكنها تجنبت المعالم الشهيره لما تسببه من الم .. الم لم تنسه الذاكرة ولم يتذكره القلب ... في منتصف النهار تجولت حول متحف اللوفر عدة مرات تكتشف اماكن الدخول والخروج منه والمباني المحيطة به عل هذا يفيدها في خطتها و قبل ان تفكر في دخوله ... في مثل هذا الوقت كان المكان مزدحما بالزوار من مختلف دول العالم .. كان الاختلاط بينهم سهلا لانها لم تكن ترتدي ما يلفت الانظار اليها انضمت الى مجموعة ما تراقب المكان وكل الاثار من مختلف دول العالم اصابها الذهول من روعة ما تراه الا انها لم تجد ضالتها فقد كان جناحها مغلقا خوفا من السرقة المتوقعة او حتى لايهام الجميع ان الوحة بالداخل...اصيبت بخيبة امل في ان تكتشف جناحها ولو من بعيد وفي خضم معركة افكارها المتذمرة .. لمحته هناك يقف بالقرب من مجموعة من الشرطة المسلحة وقوات الدفاع ألمها قلبها ... لشوقها ...وحبها ... لطفلها المفقود تمنت ان انتبه لها ولو من بعيد لو استمع لمناجاتها اليائسة والتفت ولو قليلا حتى تملأ روحها من منظره وطلته .. مرت ست سنوات منذ اخر لقاء بينهما .. ست سنوات منذ ان ظهرت فلمونت وكأنه استمع الى روحها الضائعه التفت اخيرا ... ياللهي ! لم يزده الزمن شحوبا بل انه اضاف الى سحنته الرجولية هالة من الوقار والخطورة يصعب كسرها ... لا زالت تحفظ تقاسيم وجهه كما تحفظ اسمها لا زالت ترى النظرات الصقرية الحادة والتي لم تفارقة حتى في اكثر لحظاتهما حميمة لازالت تذكر الندبة الباردة اسفل خده الايمن لم تنسى تفصيل واحد منه ولكن هل لازال هو يذكرها ؟ لم تعرف جواب هذا السؤال من قبل .. هذا السؤال الذي منعها النوم براحة طوال ست سنوات الاانها عرفت الجواب اخيرا عندما وقع نظره عليها عندما التمعت عينيها ببريق خاطف جعله يضع حائط الامبالة امامه نظرته تلك كانت اكثر من كافية بالنسبة لها انسحبت بهدوء من خلال ضجيج المتحف وبنفس الهدوء انسكبت دموعها لتكون مجرى صغير عبر خديها وهي تعرف الجواب الوحيد لكل تساؤلاتها ... عادت وهي في حالة غريبة من التبلد العاطفي شعرت بانها تطفو على الهواء ... شعرت بالطمأنينة ... وبصقيع يغزو قلبها كانت تشعر بكل هذا في وقت واحد ... الا انها صممت على اتمام هذه المهمة حتى وان كلفها هذا حياتها ربما في دواخلها تعلم انها كانت تريده ان يرى انها لم تعد تلك الفتاة الغبية الضعيفة تلك التي لم تقدر قبل ست سنوات من منع رحيله تلك التي وحتى اللحظة لازالت شغوفة به وحده ... دون سواه ! . . . وانتهى الجزء الاول لاتنسو تعليقاتكم وصلى الله وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
|||
وتاه الخريف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق