هذا العقل فيه من الأسرار مالا يعلمه الا الله، فمثلا في موقف واحد قد تتنوع وجهات النظر، والتصورات. في موقف واحد قد تستحضر عدد من الذكريات والصور والأحداث والكلمات والحكم، ولا عجب ان قلنا ان هذا المخ فيه ارشيف ومخزن ومكتبه كامله حول مانراه وما نسمعه وما نقرأه ولكنه ارشيف مربك تتساقط الذكريات والأحداث بدون ترتيب فيغلق الحكيم جانب الهوى ويقبل على ما ينفعه.
كذلك يكون المرء بجانبك ويشعربـ " لذة والم لما يسمعه أو يفكر فيه ولا يشاهد ذلك جليسه منه"
يكون المرء في مائدة واحده مع احبابه، وكل واحد في بعد آخر فهذا في ارض قفر صحراء قاحله يتألم، وذاك في سماء يحلِّق.
اسرار في الروح
هذه النفس وهذه الروح عجيبه فيها اشراق وظلمه، فرح وحزن، لحظات مدهشه مثيره ولحظات ممله، فيها الحماس وفيها الكسل، لحظات حب ولحظات بغض، فيها الهدوء والغضب، فيها العلم والجهل، والغفله واليقظه. فيها توهج أشد من توهج النجوم وطلب أكثر من قدرة الدنيا على الوفاء وافكار متاتبعه، حتى ابسط الناس يمسي ويصبح على فكره تسحقه الآف المرات وهي فكره واحده، فاللهم لا عيش الا عيش الآخره...والأذكار قوت الروح وتخفف المشاق وتزيد الإيمان
اذا كانت امكنتنا الحقيقه حيث الروح تسرح بلا اعتبار لمكان الجسد، فكيف بمن خلق الروح وهذه الخصائص العجيبه...ماذا أعدّ لأهل كرامته في مملكته الباهره، وجنته العاليه. في المقابل لاتوجد متع في الدنيا تشرق على روحك وتروي ظمأك كما تشرق الشمس على الأفق فهي متاع الغرور ومن تأمل احوال العالم وجد انتحار وكآبه وتعب. نسأل الله ان يذيقنا حلاوة الإيمان والفوز بالجنّه التي سمّاها الفوز الكبير. ففي تلك الدار "فوق ما يخطر بالبال وما يدور في الخيال" ابن القيم. وفي المقابل تأمل العلم القليل الذي نحن فيه في الدنيا. وتأمل العالم المختلف كليا عن هذه الحياة في دار البرزخ ثم الدار الآخرة.
يقول الشيخ محمد المنجد
.
.
اذا تأملت كل متعه تحبها في هذه الحياة وجدتها بلا قيمة بدون العقل "فله الحمد الخالص دون غيره" (الحمدلله رب العالمين) وعلى من يقرأ سورة الفاتحه ان يستحضر هذا السر البديع فالحمد الكامل له وحده دون غيره
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
وقال تعالى( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ) "أي : العقول والإدراك"
ثم قال( قليلا ما تشكرون )
ما اكثر نعمه وما اقل شكرنا
.
.
مالذي نعلمه!
"العلم بحر لا ساحل له" فسبحان من احاط بكل شيء علما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق