الجمعة، 15 يوليو 2016

هـيـبـاتـيـا | الفيلسوفة التى قتلها الجهل

,  


العضوٌﯦﮬﮧ »
 التسِجيلٌ »
مشَارَڪاتْي »
هـيـبـاتـيـا | الفيلسوفة التى قتلها الجهل




الفلسفة هي روح الحقيقة التي يصلُها معظمُ من إعتزلوا قواعد الفكر العادي و المتوارث عند العامة ..فكلُ فكرٍ عادي كان في ما مضى فكرا شاذا و غيرُ مقبول لدى معظم الناس وهو أمرٌ يتكرر كلّ مرّة يحدثُ فيها ثورةً فكرية بعيدة عن الإختلاف الجنسي أو الإديولوجي ولا يخلو التاريخ من قصص مأساوية كانت ثورية قلبا و قالبا و من ضمنِ من ترتعشُ أقلامنا للكتابةِ عنهم "هيباتيا " ..
هي إمرأة يُقال أنّ كان لها حظا من الجمال و كل الحظْ من العلم و الفلسفة هي إبنة الفيلسوف فيثاكوري ثيون مصري الأصل تعلّم هناك وذكر في كتبِه دور إبنته هيباتيا في علم الفلك و الرياضيات ناهيك عن الفلسفة التي إتخذتها مرجعا لها في حياةٍ كانتْ تملأها أسئلة كثيرة وهي ذات مرجعية أفلاطونية ..كان عددُ الأعداء يفوق عدد معجبيها !





كلُ فكرٍ مختلف و ثوري يهاجم من فكرٍ متعصِب و رجعي ورغم إيمانها بكلِ ما تدرسُه لتلاميذها إلاّ أنّها كانت تلعبُ دور المعلم و الطالبْ في آنٍ واحد أمام من يملكُ شغفا و فضولا في مجال العلوم و الفلسفة فكانت تملكُ شهرةً واسعة حيثُ كان الطلاب يأتون من أماكن مختلفة لحضور دروسها ..
لم تلقى إهتماما في عصرها و كانتْ تحاربْ من الكنسية لأفكارها التي تعتبر مجردْ أفكار تكفيرية و تهدف للنشر للإلحاد ، دور الكنسية كان دائما حاسما بين الحق و الباطل لكن في نظر من يملكُ مكانا في الكنيسة أنّها مذنبة !
لم تخضع لمحاكمة علنية فقدرتها على النقاش كانتْ تستفزُ بعض رجال الدين و الدولة فهي بحكمِ قربها من الملك كانت من وجهة نظرهم يجبُ قتلها حتى لا تتشعب أفكارها و يصبحُ شبحُ هيباتيا في كلِ منزل و فكرُها يغرسُ جذوره في كل عقل ..ظهرتْ في العلن كربيبة الشيطان !!
ربّما لهذا فقِدتْ كلُ أعمالها وكتبَ عنها معاصروها فقط فهي تملكُ فكرا حرا و بالنسبة لطلابها كانت أستاذة جميلة و متمكِنة ..نحن نعلمُ أنّ الإبتلاء يأتي بعدَ التمكين و ما حصل لها كنهاية مأساوية كان متوقعا ، لم يكنْ الحوار معها ينتهي بلا جدال وهي كانتْ قادرة على خوض معركتها إلى الآخر لكن أصحاب الفكر المتعصِب كانوا لا يملكون سعة صدرٍ كافية لتحملها و كانوا يرون أنّها تحول بين اتفاق الحاكم و البطريق





هي لم يبقى منها سوى شبحها في كتبٍ خطّتها يدها و مأساة أنتهتْ حياتها بطريقة مرعبَة كأنّهم يخافون من رجوعها إلى الحياة و حرصا على تأكيد موتها قاموا بتقطيعها إربا إربا ..أظنهم قتَلوا الجسد فقط فكلُ فكرٍ حقيقي يبقى رغم مرور الزمن و يتشعع في عقول الناس كلّ مرّة تقرأ أعمالها ، سلطة الحمقى كانتْ أقوى من سلطتها !
بعدَ هيباتيا وقبلها كانتْ عقولٌ كثيرة حاولتْ كشف الستار عن حقائق كثيرة وكلّ شخصٍ كانتْ طريقته مختلفة ونهايته كذلك فمنهم من ذاع صيته و بعظهم ينتظر دوره في رفوف المكاتب تنتظر أعماله يدا و عقلا تزيل عنها غبار الزمن و الجهل !
رغم موت هيباتيا المحزن على يدِ عصابة إلا أنّها تعتبر شهيدة العلم و الفلسفة و رمزا من رموز العقل الحر التي أسقطتها عقولٌ ترتعبُ من أيِ إختلاف ولو كان بسيط ..







 


هـيـبـاتـيـا | الفيلسوفة التى قتلها الجهل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق