الأربعاء، 13 يوليو 2016

كبرياء انثى لين وخالد

,  


العضوٌﯦﮬﮧ »
 التسِجيلٌ »
مشَارَڪاتْي »
كبرياء انثى لين وخالد

المقدمة
انا لست إمرأه كباقي النساء أنا لست شهرزاد الخائفه وليلى الهادئه أنا لست طفله أبصرت للتوّ ولا مراهقه تحاول إثبات نفسهـاولا صبيه مثلت دور الكبـار أنا لست مثل أمّـي ولا أشبه صفات أختي ولم أرث الطبع من جدّتي أنا لست كباقي النسـاء أنا بداخلي روح مختلفه وقلبـي لايشبه أيَ قلـب...انا امرأة عنواني ألاّ أركع لأيّ إنسان
قلْ ما شئتَ في مَسَبَّةِ عِرضِي فَسكُوتِي عنِ اللئيم جوابْ
كلماتكِ نسَجَت لكِ في عقلي وجها موحِشًا
نظراتك الفاحصة توقظ غرور المرأة بى
فمن البرائة تحولت لأفعى تلدغ لتشق طريقها
كانت اصغر الاشياء تفرحني ..
والان اعظم الاشياء لم تعد تفرحني..









الفصل الاول
يُروى في محافظة مصرية ريفية حيث الهدوء الجمال الهواء العليل البساطة بشتى مفاهيمها
صوت خرير الماء الجارى ,اشجار النخيل ,العشب الأخضر المبلل بقطرات الندى ,
الفلاحون في حقولهم الخضراء
يفتح الحارس البوابة الحديدية لقصر مهيب ذو طراز ملكى
يُحكى بأن هذا القصر كان ملكاً لأمير وبعد ثورة يوليو اشترى القصر كبير هذه العائلة
الطابق الأسفل مخصص للضيوف حيث توجد ساحة كبيرة تُقام بها الولائم المعتادة وغرف واسعة لاستقبال الضيوف من النساء والرجال
في الطابق الأول يسكن الأخ الاكبر وزوجته وبناته الثلاث والجدة
في الطابق الثانى يسكن الأخ الثانى وزوجته وابنائه
في الطابق الثالث تسكن أختهم الأرملة ماجدة ببناتها
أما الطابق الرابع والأخير فصمم على هيئة باحة كبيرة بها مقاعد خشبية يجلسوا عليها ليلاً يتسامروا إن ملوا من جلستهم في حديقة المنزل الخلفية وبها كافة أنواع الترفيه
يطل منزلهم على نهر النيل من الخلف وقد استغلوا هذا في السباحة بنهر النيل والاستمتاع بمنظره الخلاب ونقاء وهدوء مياهه
انها عائلة أبو الدهب
لعائلة أبو الدهب شهرة واسعة في جميع أرجاء محافظتهم
فهى عائلة ثرية للغاية تمتلك العديد من الأفدنة الزراعية وحظائر تربية المواشى والخيول العربية
كما انهم يمتلكون مصنعاً لصناعة العلف وأخر لإنتاج اللحوم وأخر للألبان
الأخوان على وكمال يديران ممتلكاتهم التى ورثوها من أبيهم وطوروها كثيراً لتلائم الأسواق والتطور الأقتصادى
الأخوان بينهما روابط محبة أخوية كبيرة كمال الأخ الأكبر وكلمته مسموعة عند الجميع حتى والدته الأم الحنون الحاجة صفية
أما أختهم الوحيدة ماجدة فترملت بعد وفاة زوجها ولديها ابنتان فجهزا أخويها لها ولبناتها الطابق الثالث لتسكن فيه مع بناتها
ماجدة أبو الدهب : أربعون عاما قمحية البشرة حادة الملامح والطباع تتميز بالحدة خاصة مع زوجات أخويها تعشق التسلط لأبعد الحدود كلمتها أمرة على الجميع إلا أخيها الأكبر كمال لديها بنتان الأولى مى تشبه والدتها في التكبر والعند ولا تضعف إلا أمامه هو " ......." تعشقه منذ الطفوله
أما الثانية منة فهى تشبه ابنة خالها سارة في الطباع وهما صديقتان صدوقتان في كل شئ حتى الفشل الدراسى
كمال أبو الدهب : الأخ الأكبر لديه أربع بنات أنجبهما بعد حرمان سنوات من الخلفة زوجته سيدة مصرية بسيطة أقصى ما يمكنها فعله هو كلمتى حاضر ونعم موجودة بالاسم فقط تهابه بشدة وتهاب أخته ماجدة للغاية
أما بناته فالكبرى لين خريجة حاصلة على ليسانس اداب ابنته من زوجته الأولى توفيت والدتها وهى تلدها فتزوج أبيها زوجته الحالية لتهتم بتربية ابنته ولديه من زوجته الثانية بنتان سارة ودينا
بارعة في كتابة الشعر والخواطر تعشق الجلوس بمفردها والتأمل وكتابة خواطرها لم تكن تعرف الحدة والغلظة لقلبها عنوان ولكن بعد ما حدث وهبوب عاصفة المشاعر انقلبت رأساً على عقب وتبدلت أحوالهامن قطة أليفة لمتوحشة
الثانية دينا فتاة تشبه لحد كبير عمتها ماجدة حادة الطباع بمزاجٍ متقلب كأمواج البحر متفوقة دراسياً وافق أبيها بعد إلحاحٍ كبيرٍ منها أن يدخلها الجامعة بالقاهرة وكانت البنت الوحيدة في عائلة أبو الدهب التى يوافقوا على إكمالها تعليمها خارج محافظتهم ولتفوقها وتميزها حصلت على منحة دراسية للولايات المتحدة لمدة عامين لاكمال تعليمها ومع اصرارها وافق والدها وأرسلها لتكمل تعليمها

الثالثة سارة فشلت كثيراً في دراستها حتى قرر والدها أن يخرجها من التعليم ولم يستطع أحد أن يقف في وجه قراره تتميز بحب الذات والاهتمام بهيئتها وملبسها كثيراً ولا تضعف إلا أمامه (......) فهو الوحيد الذى استطاع أن يحتل قلبها رغم انه يكبرها بأكثر من عشرة أعوام

.................................................. ....
الأخ الأخر على : مهندس زراعى رجل طيب القلب واسع الفكر يعشق الجميع
زوجته زينب تشبهه كثيراً في صفاته الخلوقة والهادئة لديهما ثلاثة أبناء ذكور
الأول خالد أو كما يسميه والده ابن عمه رباه كمال واعتبره ابناً له لانه لم يرزق بالصبية فاعتبره ابنه وكاتم أسراره وورث خالد عن عمه كل صفاته الحسنة والسيئة
و يعتبر اليد اليمنى لعمه
شاب قمحى اللون عريض المنكبين طويل القامة فارس يعشق الخيل منذ الصغر يمتلك جواده الخاص المسمى بالأسمر , له هيبه تشبه إلى حد كبير عمه كمال , اليد اليمنى لعمه وكلمته مطاعة من الجميع وهو أكبر أحفاد عائلة أبو الدهب
الابن الثانى أحمد خريج كلية قمة ويعمل مع أبيه وعمه أيضاً وهو شاب خلوق ومتدين ومحبوب من الجميع لتواضعه وأخلاقه العالية
أما الابن الأصغر أمير أو كما تطلق عليه الجدة " الفلاتى " فشل كثيراً في تعليمه وبعد معاناة تخرج من معهد متوسط ليدير مع أبيه وعمه أملاك الأسرة
تتسابق خطوات الخادمات في تجهيز مائدة الإفطار
يجلس الجميع على مائدة الطعام بانتظاره وها هو ينزل درجات السُلم بطوله الفارع وشعره الأسود الذى سرق منه الزمن أسوداده وحوله تدريجياً لخصلات رمادية , بشاربه الذى يعطيه هيبة تتلائم مع ملامح وجهه الحادة وعيون ضيقة تتفحص كالصقر وعصاه التى لا يستغنى عنها مطلقاً رغم عدم اتكائه عليها
يهبط بوقار ويتفحص الجميع ويتأكد من حضورهم جميعاً ويلاحظ غيابه فيقول بحدة معهودة موجهاً كلامه لزوجة أخية : هو البيه ابنك لسه نايم يا زينب ؟
زينب : أصل يا حاج كمال هو تعبان شوية فمقدرش ينزل يفطر معانا
ليكمل كمال بحدة : تعبان أكيد هيكون تعبان ما هو السهر للفجرية والسرمحة تعمل أكتر من كدا ماشى أنا ليا صرفة معاه
ليأتيه صوت خالد ابن أخيه : متزعجش نفسك يا عمى معاه دا عيل فاشل عمره ما هيتغير
ليبدأ الجميع بتناول الإفطار دون تعليق
..............................
بعدها بعدة ساعات في مكتب الادارة لمصانعهم وممتلكاتهم
يجلس خلف مكتبه يراجع بعض الأعمال الهامة لديه ويفتح احد الادراج ويتناول منها ملف يفتحه ليتابعه فتسقط منه صورتها
يتذكر هذا اليوم
هو : إنتِ إيه مبتخافيش من المايه ؟
هى : وأخاف ليه إيه اللى يخوفنى أنا بعرف أعوم كويس يبقى هخاف من إيه
أحمد : والله يا بنت عمى إنتِ غريبة مش زى بنات العيلة خالص
دينا : نعم يا أخويا ليه شايفنى راجل بشنبات
أحمد : أكيد لا بس إنتِ الوحيدة اللى مبتخافيش من عمى وبتقدرى تقنعيه باللى إنتِ عايزاه وفى الأخر بتعملى اللى إنتِ عايزاه مش عارف القوة دى جايباها منين
دينا وهى وتضع يدها على رأسها : بالعقل بالعقل كل واحد وليه مفتاح وأنا عارفه مفتاح عقل بابا بس كدا
ليكمل متابعتها وهى تسبح في مياة نهر النيل الذى يطل على بيتهم من الناحية الخلفية ويزداد إعجاباً بها أكثر وأكثر وتستطيع احتلال قلبه بسهولة منذ الصغر فهو يكبرها ولكنه في حضورها يتحول لطفلٍ صغير فأخرج هاتفه والتقط صوره لها ثم طبعها واحتفظ بها في درج مكتبه المغلق ليراها كلما هزه الحنين إليها
.................................................. ....
كان على جواده الملقب بالأسمر جواد عربى أصيل أهداه له عمه عند ولادته فرحاً بأول مولود ذكر لعائلة أبو الدهب
كان يمتطى حصانه الأسمر خارجاً من الباب الخلفى لاسطبل الخيل عندما رأته وخفق قلبها له بشده فرحاً انها مى
همت بمناداته ولكنه لم يعطيها المجال وخرج بجواده الأسمر انه حبيبها منذ الطفوله وعشقها الأول والأخير خالد ابن خالها على
فتُرى يبادلها نفس المشاعر أم أن له في العشق رأىٌ أخر ؟
.................................................. .....
في غرفتها تجلس تستمع لأغانى مطربها المفضل وتتحدث بهاتفها النقال عندما تدخل عليها ابنة عمتها وصديقتها الصدوق منة
منة : ايه يا بنتى هتفضلى في الاوضة كتير من بعد الفطار وإنتِ حابسة نفسك في الأوضة ليه كدا
سارة بفزع : يخرب بيتك هو أنتِ ؟
منة : أمال فكرانى مين ؟
سارة : كويس أنك جيتى علشان أنا عايزة أخرج وعايزاكى تغطى عليا
منة بخوف : يا بنتى إنتِ محرمتيش والله لو خالى ولا حد عرف أنك بتخرجى تقابلى الزفت دا ليدبحوكى
سارة : أعمل إيه بموت فيه ما هما لو يوافقوا يجوزهونى بس أعمل إيه في بابا قال مش من مستوانا قال ماله حسام ها قوليله يعيبه إيه يعنى كل ذنبه أنه فقير ؟
منة : سارة فوقى لنفسك حسام دا أنا مبثقش فيه دا حتة مدرس ابن ستين .... وبعدين دا كبير عليك بأكتر من عشر سنين مش عارفة بتحبى فيه إيه ؟
سارة : مراية الحب عمية
خلاص بقى أنا ساعة وهرجع خليكى في الأوضة مكانى تمام
منة : يا سار.......
لم تمهلها سارة وخرجت مسرعة من غرفتها وهبطت درجات السُلم ومنها الى الباب الخلفى لمنزلهم
لمنزلهم باب صغير خلفى خصص لدخول الخدم وهو يطل على طريق جانبى ضيق وبالرغم من وجود هذا الباب فنادراً ما يستخدمه الخدم وأسرة أبو الدهب لا يستعملونه أيضاً وذلك ساعد سارة في الدخول والخروج منه لرؤية عشيقها دون أن يلاحظ أحد غيابها
.............................
خلف منزلهم وبين مجموعة كبيرة من أشجار النخيل كان ينتظرها هناك انه حبيبها المجهول : حسام
حسام مراد : كان معلم سارة في مرحلة الثانوية لعب بمشاعرها حتى أقنعها بعشقه لها وعندما تقدم لخطبتها رسمياً طرده والدها فأعاد مكالمتها مرة أخرى ويقابلها بين شجرات النخيل يتحدثا عن حبهما ويذهبا
فهو معلم مغترب يعيش في ذاك المنزل البعيد عن مساكن القرية ويعمل معلماً بمدرستها الثانوية التى تركتها بسبب رسوبها المتكرر
.................................................. ........
لين البنت الكبرى لكمال تجلس في غرفة المعيشة تطالع رواية لتناديها جدتها صفية : لين يا لين
تخرج لين لجدتها : بتنادينى يا جدتى
الجدة صفية : ايوا يا حبيبتى يالا نادى بقية البنات علشان الغدا بيتجهز وأبوكى لو جه وملقهمش عالسفرة هيعمل هوليلة
لين برضا وابتسامة : من عنيا يا جدتى
الجدة : تسلملى عيونك يا رب يكرمك يا لين يا بنت ابنى بابن الحلال اللى يحطك في عيونه ويرعاكى يا رب
تستمع لدعوات جدتها وتتذكره تتذكر نظراته ابتسامته الساحرة
كان زميلها في الجامعة تراه يومياً ابن فلاح بسيط يعمل بأرض أبيها لم يجرأ يوماً بمناداتها بأسمها سوى يا أنسة
كم عشقته ورأت بعينيه مبادلته لها بنظرات الإعجاب ولكنها تهاب كل شئ حتى مشاعرها تهابها ترفض أن تبوح بما يدمى قلبها ولم تتجرأ يوماً أن تحكى عنه لأحد
قررت أن تترك كل شئ للايام خاصة بعد أن علمت أنه سافر لبلد عربى ليعمل هناك ليحسن من مستواه المادى ومستوى أسرته
.................................................. .
جلس الجميع على المائدة إلا واحدة تأخرت وكرسيها فارغ نظر الأب وحملق : هى الهانم فين
لتضطرب الأم وتتلعثم بالحديث : سارة أصلها مش مش ....
ليأتيها صوت من خلفها مش إيه يا ماما يا حبيبتى أنا هنا هروح فين يعنى
كمال بحزم : أنا مش قلت ميت مرة محدش يتأخر عالأكل
سارة بأسف : أسفة بس كنت بقطف ورد من الجنينة اللى ورا البيت واتأخرت
ليبدأ الجميع بتناول الطعام
ومن بعدها يجلسوا في حجرة المعيشة يتحدثون عن يومهم وما مروا به بجو عائلى مميز ورائع
ليوجه كمال حديثه لابن أخيه محمد : ها يا محمد بعت الفلوس اللى قلتلك عليها لحساب دينا ؟
محمد : ايوا يا عمى بعتهم
كمال : تمام
الحاجة صفية : والله وحشتنى البت دى هى امتى هترجع ؟
كمال : الاسبوع الجاى هتخلص امتحانات وتيجى ان شاء الله
الجميع : إن شاء الله
.................................................. .........
في احدى الجامعات بالولايات المتحدة الامريكية
تقف وسط زميلاتها يراجعون امتحانهم وما أدوه داخل لجانهم الامتحانية ليناديها من خلفها
دينا دينا
تلتفت دينا فتراه انه مروان زميلها مصرى الجنسية يكمل دراسته بالولايات المتحدة في ادارة الاعمال
تمشى خطوات باتجاهه وتقول : ها عملت إيه في الامتحان
مروان : الحمد لله وإنتِ ؟
دينا بفرحة : الحمد لله حليت كويس
مروان : طب يالا بينا نتغدى ويهمس لها جوزك واقع من الجوع
لتتفادى الموقف : البنات بيبوصوا علينا بس
ليخرجا سويا من الجامعة وتصعد بجواره في سيارته ويذهبا لأحد المطاعم لتناول الغداء
مروان يزيد : زميلها في الدراسة وابن رجل أعمال تعرفت عليه في الجامعة أحبا بعضهما كثيراً وتوطدت علاقتهما كثيراً خاصة بانهما مصريان ويتقابلان كثيراً حتى اخترقت سهام الحب قلبهما وأخطأ ذات مرة معها فقررا الزواج دون علم أهله أو أهلها بحجة حبهما وعشقهما لبعض وما كان هذا العشق إلا هفوة منهما قضاها تحت مسمى الزواج العرفى لأكثر من عامين
يعيشان في شقة سوياً حياة زوجية كاملة في الصباح يذهبا لجامعتهما ولا يفترقان مطلقا
........................................
يسدل الليل ستائره السوداء على بيت أبو الدهب
متكأ في غرفته يطالع احدى الروايات الأدبية ويتذكر وجهها الطفولى وضحكاتها البريئة قبل أن ......
منذ أكثر من عام
نهى : أنتَ مجنون مجنون بس بردو بموت فيك هدى السرعة بقى
محمد : طب كدا ويضحك ويزيد من سرعة السيارة بقى أنا مجنون
نهى : محمد خلاص بقى حبيبى العربية هتتقلب بينا
محمد : منظرك يموت من الضحك وإنتِ خايفة
نهى : محمد مبهزرش هدى السرعة محمد محمد محمد ويبدأ الصوت في الأختفاء ليفيق من شروده على الكارثة التى حدثت قبل أكثر من عام وانقلاب سيارته وموت زوجته نهى الحامل وضياع قلبه معها
فقد كانت عشقه الأول تزوجها فور تخرجه بعد إصراره وموافقة عمه والعائلة
حدث لهما حادث انقلاب سيارتهما ماتت هى على إثرها وجنينها وخالد لم يصيبه شيئاً سوى صدمة كبيرة يعيش فيها للأن ولم تستطع أى امرأة بعدها دق باب قلبه حتى الأن
.................................................. ..............
كعادته يسهر يومياً في المقهى مع رفاقه
يأتى متأخراً للمنزل ويستيقظ متأخراً وينال وابل من الاهانات من عمه وأبيه على تأخره عن العمل
ولكن ليلتها رأى مالا يصدقه عقل أترى ما رأه حقيقه أم انها مفعول سيجارة المخدرات التى تناولها مع رفاقه ....
.................................................. ......
الفصل الثانى
كانت تقف على الباب الخلفى تتحدث مع رجلاً ما
رأهما وهو يمر بجانب الطريق الضيقة المؤدية لباب منزلهم الخلفى
لم يصدق عيناه وجرى مسرعاً باتجاه الباب فغلقت الباب بسرعة واختفى الرجل بلمح البصر
بحث عن الرجل كثيراً ولم يجده أترى ما رأه حقيقة أم وهم وخيال
وإن كان حقيقة فمن تلك الفتاة التى كانت تقف من بنات المنزل ؟ لم تكن الرؤية جيدة وقتها ولم يتمكن من تحديد من الواقفة على الباب ومن ذاك الرجل أيضاً
فكر في عدم إثارة البلبلة بالمنزل خاصة وأنه لم يرى الرجل أو الفتاة فقرر أن يصمت ويتابع القصة في الخفاء ليتأكد من هوية الفاعلة
.........................................
محمد لم ينم ليلته ويراوده خيال زوجته المتوفاه
أحمد استسلم لنوم عميق وسرح بأحلامه يتأمل نفسه مع دينا
أمير ثائر حائر في هوية البنت التى كانت تقف بالباب
منة تفكر بمحمد وكيف توقعه بشباكها خاصة بعد وفاة زوجته أصبح من السهل جذبه ولكن كيف وهو لا يلتفت إليها حتى
سارة تهاتف حسام لتطمئن من عدم انكشاف أمره وأمرها خاصة بعد هروبه عند رؤية أمير
الشقيقة الكبرى في أحلامها الوردية تتمنى عودة حبيبها المجهول الذى سافر وتركها
..........................
تفتح الشمس بوابتها وترسل أشعتها الذهبية معلنة عن بداية يوم جديد
كالعادة تتناول الأسرة أفطارها سوياً وبعدها يتوجه كلاً إلى عمله من الرجال والبنات تتسلى في المنزل الفسيح
بصوتها الجهورى الذى يهابه الجميع حتى والدتها تنادى على زوجة أخيها هدى
ماجدة بصوت أقرب للصراخ : هدى هدى
لتأتى هدى مسرعة : ايه يا ماجدة بتنادينا
ماجدة بتسلط : أه بناديكى انتى اللى قلتى للخدامة تعمل إيه عالاكل
هدى : قلتلها تعمل ........
ماجدة بغضب : وإنتِ مالك تعمل إيه لتكونى فاكرة نفسك ست البيت لا اصحى لنفسك مفيش ست في البيت دا غيرى مفهوم
لتنزل زينب زوجة على السُلم على صوت ماجدة : في إيه ليه الصراخ داعلى الصبح
لتلتفت لها ماجدة : أهلاً بالهانم التانية
لتغيظها زينب بردها وهى تنظر لماجدة من أعلى لأسفل : ايوا طبعاً هانم أمال فكرانى إيه خدامة عندك
لتلوى ماجدة شفتها ضيقاً ولا تعلق على زينب فزينب ليست كهدى تستمع وترد على ما تسمع اما الأخرى هدى سلبية تستمع وتهان ولا تأخذ حقها ممن أهانها حتى فقدت هيبتها واحترامها من الجميع خاصة ابنتاها دينا وسارة
...............................
يستيقظ كعادته متأخراً بعد أن جافاه النوم طوال الليل مفكراً في الفتاة اللعوب التى تسكن بينهم فقرر مراقبة جميع الفتيات ليتعرف على الفتاة التى كانت تقف بالأمس مع الشاب الغريب
تحمم وأبدل ملابسه ثم هبط للاسفل وجده جدته وأمه وزوجة عمه يتحدثان ومعهما أسماء ومنة
تفحص الفتاتان وعقله مشغول بما رأى بالأمس جلس معهم قليلاً ثم غادر وأثناء خروجه ذهب ناحيه الباب الخلفى لمنزلهم لعله يجد دليل يوصله للفتاة فرأى ابنة عمه سارة تخرج من الباب
: يا بنت ال.... بقى إنتِ اللى خرجتى بالليل يا ...." أمير محدثاً نفسه
فناداها بغضب : سارة إنتِ رايحة فين ؟
سارة بارتباك بعد أن رأت أمير : أنا أنا
ليقترب ناحيتها أنتِ إيه وطالعة من الباب دا ليه ؟
سارة : أصلى .....
أمير : علشان تقابليه
سارة بخوف : مين أقابل مين
أمير : اللى كنتِ واقفة معاه بالليل
سارة : أنا مكنتش واقفة مع حد
أمير : ورايحة فين "والشرر يتطاير من عينيه" دلوقتى
سارة : بتمشى
أمير : لا والله بتتمشى و..... لينظر فيرى عمه واقفاً ببداية الشارع ينظر لهما وعيناه تتطاير شرراً
عادت مسرعة للمنزل واختبئت بغرفتها أما هو فاقترب من عمه قائلاً : صباح الخير يا عمى
لم يكمل جملته حتى باغته كمال بكفٍ على وجهه وتركه ودخل المنزل
وقف مكانه يلعن نفسه وعمه وازداد حنقاً وكرهاً على عمه الذى ضربه بدون سبب
......................
دخل كمال منزله والشرر يتطاير من عينيه
سارة سارة : كمال يصرخ منادياً ابنته
لتنزل درجات السُلم وما إن يراها والدها حتى ينهال عليها إهانة وضرباً حتى أفقدها وعيها
علم أخوه بما حدث وجاء مسرعاً وحاول تهدئته وأدخله غرفة المكتب وتحدثا معاً
على : اهدى كدا وصلى على النبى في إيه ؟ حصل إيه ؟
كمال بغضب : إسأل ابنك
على : ابنى مين فيهم ؟
كمال : السيد الفلاتى
على : أمير عمل إيه الزفت دا
كمال : عايز يمرمغ شرفى في التراب بينتقم منى في بنتى
على : إيه انتَ بتقول إيه ؟
كمال : النهارده سمعت الفلاحين بيتكلموا على واحدة وواحد بيقفوا ورا بيتنا بالليل كل يوم قلت يمكن اشاعة وأنا مروح دلوقتى شفت السيد ابنك واقف مع مقصوفة الرقبة سارة
على : ازاى مش معقولة اكيد في حاجة غلط
كمال : أنا كنت هقول زيك بس إيه اللى موقفهم ورا البيت وطالعين من الباب الورانى اللى بقالنا سنين مبنفتحوش
على : أنا أنا مش عارف أٌقولك إيه
كمال : لا تقولى ولا أقولك ابنك حط شرف عمه في الأرض وخلى البلد كلها تتكلم على بنتى
على : هيتجوزها
كمال : إيه
على : أيوا يتجوزها
..................................................
كان هذا اليوم أخر يوم في امتحاناتها بجامعتها وقررت أن تتحدث معه بموضوعٍ هام وسبقته بعد أن أنهت امتحانها إلى الشقة التى يسكنوها
دخلت الشقة وأعدت الطعام وانتظرته طويلاً لم يأتى
قلقت وهاتفته لم يرد عليها
ظلت منتظراه لأكثر من ثلاث ساعات وكلما هاتفته الهاتف مغلق
قلقت بشدة فاتصلت بأحد أصدقائه والذى قال لها : البقاء لله يا دينا
دينا بفزع : البقاء لله في مين مين مات انطق
الصديق بصوت مخنوق من الحزن : م.... مش قادر انطقها مروان مات مات عمل حادثة وهو راجع من الجامعة ومات
دارت الدنيا بها ولم تدرى إلا بعد عدة ساعات وهى ملقاة أرضاً
فتحت عيناها ببطء وبدأت تسترجع ما سمعت لتنصدم مروان وبدأت في النحيب مروان مات ازاى ازاى وأخذت حقيبتها ونزلت مسرعة باتجاه المشفى بعد ان أخذت العنوان من صديقه بعد أن هاتفته مرة أخرى
استقلت سيارة أجرى ووصلت وجدت والده قد وصل بطائرة خاصة من القاهرة ليستلم جثة ابنه
حبيبها رحل دون سابق انذار
جثت على ركبتيها وهى تضرب خديها بقوة تلعن حظها وما فعلته بنفسها وانسياقها وراء مشاعرها وما سيحل بها وبمن تحمله بين أحشائها
...............................
الفصل الثالث
في منزل أبو الدهب
على : بقولك يتجوزها
كمال وأطرق رأسه يفكر وهو يقبض يديه غضباً وبعد دقائق نطق : وأنا موافق
على : يبقى على خيرة الله سيبلى الموضوع وأنا هرتب كل حاجة بس أهم حاجة محدش يعرف باللى شفته
كمال وهو يهز رأسه بالأيجاب
.....................................
في غرفة على وزوجته زينب
زينب وهى تعقد حاجبيها : تجوزهم إيه القرار المفاجئ دا واشمعنا أمير دا الصغير طب مش نجوز أخواته اللى أكبر منه الأول
على : هما بيحبوا بعض وأنا وكمال موافقين نجوزهم
ليتركها في حيرتها وتعجبها فهى لم تلحظ الأعجاب بين سارة وأمير من قبل
على هاتف ابنه أمير وطلب منه مقابلته في حديقة المنزل الخلفية للتحدث بأمر هام
كان جالس على الأريكة يقبض يديه غاضباً من فعلة عمه معه صباحاً عندما حضر والده على
جلس الاثنان على الأريكة
أمير : بابا أنا كنت .....
على بغضب مكتوم : ملقتش غير بنت عمك دا انتوا متربيين سوا
أمير مقاطعاً : والله يابابا مفيش حاجة من اللى في دماغك دى حصلت
على : يعنى عمك بيكدب
أمير : أنا كنت بتكلم معاها بس
على : وضاقت بيك الدنيا ملقتش غير شارع ضيق محدش بيمر فيه
أمير محاولاً تدارك الموقف : أنا كنت بسئلها على ...
على : لا تسئلها ولا تسئلك احنا قررنا نجوزكم والموضوع انتهى
صعق أمير مما سمع فأخر ما توقعه أن يتزوجها فقال باستنكار : إيه اتجوزها !!!!!!
على : أه تتجوزها دا الحل الوحيد اللى هيرضى عمك ويسكت الناس عنكم
أمير بغضب : عمى عمى عمى إيه احنا لازم ننفذ اللى يأمر بيه كمال بيه ملناش رأى عايشين زى الخدم عنده رغم انه مالنا زيه هو اللى يقول وهو اللى يأمر ةاحنا عبيده ننفذ
على : احترم نفسك انت بتتكلم عن عمك هو صحيح عصبى بس قلبه طيب وبيحبنا
يلوى أمير فمه ضيقاً من كلام والده ليزداد غضباً : بابا أنا مش هتجوز حد يروح يشوف حماريلبسه بنته غيرى
ليستشيط على غضباً من جملة ابنه ويرد بحزم وغضب غير معتاد عليه : ولد أنا مكنتش متوقع انك تطلع حقير للدرجة دى يا حيوان دى بنت عمك اللى بتتكلم عنها يعنى عرضك وشرفك وأنتَ أول واحد لازم تتكلم كويس عنها وبعدين إيه اللى يعيبها مخليك رافضها
أمير : بابا أنا ليا أسبابى انى ارفضها
على بتعجب ممزوج بالضيق : أسبابك أسباب إيه دى إن شاء الله ؟
أمير : بابا أنا امبارح شفت واحدة واقفة عالباب الورانى بتتكلم مع واحد ولما قربت منهم اختفوا
على بضحكة سخرية : لا والله ودا امتى شفته لما كنت راجع مسطول زى عوايدك مش شايف قدامك
أمير حاول الهرب من الحديث بهذا الشئ : من الأخر كدا أنا مش هتجوز سارة دى
على بلغة حازمة : هتتجوزها يعنى هتتجوزها
أمير : وإيه اللى هيجبرنى إن شاء الله
على : أنتَ قدامك حل من الاتنين يا تتجوز بنت عمك وترضينى وترضى عمك يا تفارقنا وساعتها ولا هتبقى ابنى ولا أعرفك وحتى لو أنا مت متحضرش دفنتى سامع وهحرمك من الورث وكل العز اللى متمرمغ فيه
وترك ابنه في حيرته الممزوجة بالغضب ودخل المنزل
.................................................. .............
في الولايات المتحده
ظلت طوال اليوم هائمة على وجهها بالشوارع لا تدرى ما الحل ؟ كيف وضعت نفسها بهذا الوضع ؟كيف سلمت نفسها له وها هى الدنيا غدرت بها وتوفى وحتى ورقتها العرفى لن تفيدها بشئ
كيف ستواجه العالم عائلتها والدتها وتلك الجنين الذى اكتشفت بالأمس أنها تحمله من حبيبها كيف سيواجه ابنها العالم بدون أب ؟ هل سيتركها والدها على قيد الحياة إن علم بهذا الشئ كيف ستواجه مجتمعها الشرقى خاصة وهى عائدة قريبا لبلدها مصر بموضوع الام العزباء
.................................................. .
في منزل أبو الدهب
لم يتخيل أمير أن يوضع في هذا الاختبار الصعب أيختار والديه وقرب عائلته أم يختار نفسه وحياته
ظل طوال الليل يفكر حتى أتعبه الفكر وتوصل لخطة يرضى بها جميع الأطراف أن يوافق على الخطبة ولكنها لن تدوم لأنه سيجبر عمه على رفض هذه الزيجة بتصرفات صبيانية طائشة سيتعمد فعلها لإنهاء الخطبة ومضايقة عمه
.................................................. ..
في غرفتها تجلس خلف مكتبها الصغير تكتب خواطرها كتبت في احدى صفحات دفترها :
الكثير من الناس تجبرهم ظروف الحياة إلى السفر للخارج مخلّفين ورائهم الأحبة، والأهل، والأصدقاء، يتألّمون على فراقهم، وينتظرون عودتهم بفارغ الصبر
رحل عنى ورحلت معه ابتسامتى
متى يعود ؟ , ايتذكرنى كما أتذكره أم صدق الشاعر عندما قال اختلاف النهار والليل يُنسى.....
يقطع عليها شرودها وكتابتها صوت أبيها وهو ينهر أختها في الغرفة المجاورة لها
تخرج لين من غرفتها لترى ماذا حدث لترى والدها خارج من غرفة أختها سارة بوجه مكفهر غاضب
انتظرت حتى ذهب أبيها ودلفت غرفة أختها التى رأتها بحالٍ سيئة تندب وتنتحب فسألتها والقلق ممزوج بصوتها
سارة في إيه بابا كان بيزعقلك تانى ليه حصل إيه؟
لتجرى سارة وتحتضن أختها وهى تنتحب : عايز يجوزهونى
لين : أهدى يا بنتى يجوزك مين ؟ اهدى كدا وفهمينى
سارة : الفلاتى الزفت أمير بابا عايز يجوزهونى
لين : مين أمير ابن عمك ؟
سارة تهز رأسها يالإيجاب
تحتضن لين أختها ولا تجد ما تقوله لها خاصة وأنها تعلم والدهم جيداً لا شيئ يقف أمام رأيه وما يريد
.................................................. ..............
يجتمع على بابنائه الأخرين خالد وأحمد وزوجته زينب
خالد بصدمة : بابا حضرتك بتقول إيه ؟ أزاى يعمل كدا دى بنت عمه يعنى في مقام أخته
أحمد : أنا بجد مش مصدق اللى بسمعه دا صحيح هو صايع وبتاع بنات بس توصل لبنت عمه
على : المهم دلوقتى انه يوافق يتجوزها عمكم مضايق قوى من اللى شافه ولولا انى لحقت البنت من ايده كان موتها
زينب : أمير ابنى ما بيحبهاش أنا متأكدة يمكن قابلها صدفة زى ما بيقول
على : طب وكلام الناس اللى بتقول انهم كذا مرة شافوا واحد وواحدة واقفين بين النخل والشجر ودا شجرنا يعنى معتقدش حد من برا بيتنا هيقدر يقف فيه
خالد يلوى فمه استهجانا على ما فعله أخيه : دا لو عمى قتلهم قليل عليهم
زينب : تضرب بيدها على صدرها : يا لهوى يقتله
على : بعد الشر علشان كدا قلت لكمال أمير يتجوز البنت وخلاص ومحدش هيجيب سيرة الموضوع دا تانى
بس انتوا لازم تساعدونى اننا نقنعه بالذوق بالعافيه أهم حاجة يوافق
................................................
في صباح اليوم التالى
تكلم أمير مع والده وأخبره بموافقته على الخطبة فقط ويترك أمر الزواج الأن
حدد ميعاد الخطبة في الخميس من الأسبوع القادم
لم تجد مفر ولا أحد يقف معها ويساعدها في رفض هذا أمير خاصة وأن الجميع يهاب أبيها وكلمته مطاعة من الجميع فرضخت للامر الواقع ولكن بعقلها خطة
............................
في القاهرة حان وقت تركها للولايات المتحدة خاصة بعد تخرجها ولكن أين سأذهب : دينا تحدث نفسها
هل أعود وأريهم ورقة زواجى من مروان ولكن ما الدليل ومروان الأن في ذمة الله
برغم ما يُذاع عنها بقوة شخصيتها وتكبرها وعنادها وتفاخر والدها بذلك فهى الوحيدة من بناته التى يلقبها بنت بميت راجل
ضعفت كثيراً وخانت ثقة عائلتها بها وها هى على حافة الهاوية
كانت سرحة عندما رن هاتفها معلناً عن رقم والدها
دينا : الو
كمال : الو ازيك يا دينا يا حبيبتى عاملة إيه ؟
دينا بدموع حبيسة : الحمد لله تمام
الأب : امتى راجعة
دينا وتوترت من السؤال : مش عارفة لسه
كمال : مش عارفة إيه لازم ترجعى اليومين دول الاسبوع الجاى خطوبة سارة أختك
دينا بابتسامة باهتة : بجد
كمال : اه خطوبتها هى والفلاتى أمير
دينا : لا سارة هتتجوز أمير
كمال : اه شفتى حال الدنيا أنا هجوز بنتى للفلاتى
كمال : طب سلام يا حبيبة بابا اشوفك قريب سلام علشان عندى اجتماع مهم وهكلمك بالليل تانى
دينا : سلام يابابا
تغلق هاتفها وتبدأ في موجة من البكاء والنحيب
.................................................. .......
في الاسبوع التالى
كانت الترتيبات على قدم وساق للتحضير للخطبة المقرر اقامتها في حديقة المنزل الامامية
كان يساعد العمال ويشرف على التجهيزات عندما نادته
عامل إيه ؟
التفت فرأها تقف خلفه
لمعت عيناه عند رؤيتها فهى عشقه الأول عشق منذ الطفولة
أحمد بفرحة : دينا حمد الله على السلامة
دينا بابتسامة باهتة : الله يسلمك
ممكن تساعدنى انزل الشنظ من التاكسى
أحمد : أكيد ادخلى انتى وانا هوصلهملك لغاية أوضتك
تقف عند الباب الداخلى لمنزلهم وتحدث حالها : ليست كما خرجت منك أعود يا منزلى
منذ عامان خرجت وها أنا أعود ولكن ....
لست ذاك الشخص تغيرت كثيراً هل سيتقبلونى كما أنا أم أن سيناريو أخر بانتظارى بالداخل
.................................................. .....
الفصل الرابع
ماجدة تنادى على احدى الخادمات : جهزتى كل حاجة مش عايزة حاجة تنقص سامعاه
كانت تقف تحدث الخادمة عندما رأت دينا تدلف المنزل
ماجدة بفرحة : دينا دينا وتجرى باتجاهها وتحتضنها
ليلتفت الجميع لقدوم دينا من السفر ويجروا باتجاهها بترحيب كبير
الأم : حمد الله عالسلامة يا بنتى مقلتيش انك جاية كان حد راح استقبلك في المطار
دينا : عادى يا ماما أنا عارفة انكم مشغولين بتجهيزات الخطوبة فمحبتش اربكم معايا
تحتضن دينا أخواتها وبنات عمتها والجميع ثم تتسمر مكانها عندما تراه قادماً بترحاب كبير
كمال : بنتى حبيبتى حمد الله على السلامة
يحتضن كمال ابنته بفرحة عارمة بها تملأ قلبها على النقيض قلبها المملوء بالفزع والقلق والتوتر
......................................فى غرفة سارة
تدخل عليها منة ابنة عمتها : سارة سارة تعالى انزلى دينا جات من السفر
سارة بضيق : لا والله هى شرفت مكنا ارتحنا بقالنا سنتين راجعة تانى لوجع الدماغ
منة بحيرة : والله أنا مش فهماكى أمال لو مكنتوش أخوات كنتى عملتى إيه صفى قلبك يا سو دى أختك بردو
سارة : أختى لا والله وهى مبتعملش حساب كدا ليه دايماً تعمل المصيبة وترميها عليا من واحنا صغيرين وبابا بيفضلها علينا كلامها مسموع تناقشه وتعترض على قراراته وهو عادى ينفذلها طلباتها حتى لما سافرت برا مصر ما اعترضش وأنا موافقش يجوزنى على الانسان الوحيد اللى حبيته وعايز يجوزنى غصب عنى لابن أخوه الفلاتى بتاع النسوان وهو عارف كدا كويس
منة : اهدى كدا وصلى على النبى والله أمير انسان كويس وبكرا يتغير
سارة باستنكار : لا والله طب اتجوزيه انتِ وريحينى منه
يدق باب غرفة سارة وكانت الماكييرة جاءت ومعها مى تصلها لغرفة سارة
.................................................. ............
في الطابق السفلى
كمال : ومقلتيش ليه يا حبيبتى انك جايه النهارده كنت بعت حد جابك من المطار
دينا وهى تهرب ببصرها وعيونها خشية ان تفضح عيونها من شدة توترها وخوفها أن ينكشف سرها في الوقت الحاضر فهى تريد التمهل حتى تعرف كيف سستصرف بالأمر هل ستسقط جنينها أم ماذا ؟
دينا ك عادى يابابا حبيت اعملهالكم مفاجأة
الجدة : ودى أحلى مفاجأة
دينا : طب أنا هطلع أوضتى أريح شوية
الأم : اطلعى يا حبيبتى أنا مجهزهالك الاوضة كان قلبى حاسس انك جايه
....................................
أما الكبرى دودة الكتب كما تسميها عمتها ماجدة كانت في زيارة سريعة لمنزل جدتها لأمها حيث تذهب لين يومياً لرؤية جدتها والدة أمها المتوفاة وتعود بعدها لمنزلها بعد أن تطمئن عليها
كانت في طريق عودتها للمنزل
ترتدى سروال من خامة الجينز باللون الأسود فوقه قطعة من الملابس باللون الوردى من خامة الشيفون وتقعص شعرها للخلف على هيئة ذيل حصان
كان على جواده الأسمر يعدو بسرعة كبيرة وهى تمشى سرحة
حاول تفاديها ولكن الحصان اصطدم بجانبها الأيمن فوقعت من أثر الاصطدام
أوقف حصانة سريعاً وقفز من فوقه ليرى تلك البائسة التى اصطدمت بجواده
كانت واقعة أرضاً مغشياً عليها
اعدلها على ظهرها فتعرف عليها في الحال انها ابنة عمه لين
قلق بشدة عليها ويئس من افاقتها فحملها بين ذراعيه وانطلق بها مسرعاً باتجاه منزلهم
كانا في موقف لا يحسدا عليه شاب يحمل فتاة حتى وإن كانت ابنة عمه ويمشى بها وسط القرية حتى وصل لمنزلهم وأدخلها
فزع الجميع عند رؤيتهم وحاولوا جاهدين افاقتها ححتى فتحت عيونها أخيراً
كانت راقدة على الأريكة تفتح عيونها ببطء وتمسك جنبها الذى شعرت بألمه بمجرد افاقتها
الجميع حولها ينظرونلها بقلق
فبادرتها الجدة بالسؤال : انتى كويسة يا بنتى ؟
لين بألم : أه جنبى بيوجعنى قوى
كمال : طب يالا يا بنتى خلينا نوديكى المستشفى
لين : لا مفيش داعى لو ما اتحسنتش وخف الالم نروح
بخجل يحدثها : ألف سلامة عليكى وأسف على اللى حصل بس انتى اللى كنتِ ماشية سرحانة وحاولت اتفاداكى ولولا ستر ربنا كان الحصان عدى عليك ِ
نظرت له ولم تبالى بكلامه فقط ردت : الله يسلمك أنا كويسة
طلبت من بنات عمتها مساعدتها لتصل لغرفتها لترتاح قليلاً
....................................
كمال : حصل خير حصل خير كله يرجع يالا للى كان بيعمله
يعود الجميع لمتابعة تحضيراتهم أما هى فاستلقت على فراشها تتذكر كلمات جدتها عندما كانت بزيارتها منذ قليل
الجدة بحنو وهى تربت على يد حفيدتها : خدى بالك من نفسك يا لين خليكى قوية وجدعة لا تظلمى ولا تقبلى بالظلم
لما تقررى تحبى افتحى قلبك وعقللك سوا ومتدخليش قلبك الا اللى يستاهلك
خلى الحياء زينة وتاج على راسك
واعرفى ان ربنا دايماً هيقف جنبك طول ما نيتك صافيه
لين : تيتة ولزمتها إيه النصايح دى كلها حد قالك ان أنا اللى هتجوز مش سارة أختى
الجدة : أنا بنصحك للزمن محدش عارف بكرا هيجى علىّ ولا لا
لين : بعد الشر عليكى دا أنتِ الوحيدة اللة بقيالى من ريحة ماما عايزة تمشى أنتِ كمان وتسيبنى
كانت مستلقاة وتتذكر كلمات جدتها وشعرت بأن الجدة تودعها
...............................
أما هو فخرج من المنزل ليعيد جواده الذى قيده على احدى الاشجار عندما انقذها وفى طريقه كانت لا تفارق خياله
فهو لأول مرة يشعر باتجاهها بهذا الشعور خوفه الشديد عليها خفتها بين ذراعيه وجهها الملائكى وهى مغشياَ عليها شعرها المنسدل رغم قعصها له
عيونها الواسعة كالمها وهى تفتحها عند استيقاظها لم يدرى ما به ولمَ يتذكر ذلك ولكن سريعاً ما طرد تلك الأفكار من رأسه عندما تذكر زوجته الفقيدة
وصل إلى جواده وصعد فوقه وانطلق ....
.................................................. .....
يحل المساء سريعاً ويبدأ الضيوف في الوفود
عند حوالى التاسعة تنزل العروس درجات السُلم مرتديه فستان من اللون النبيتى مرصعابفصوص باللون الذهبى عارى الكتفين وشعرها بتموجات بسيطة وتضمه للخلف تاركة بعض الخصلات وتضعا تاجاً رقيقاً من اللون الذهبى
كانت كأميرة رقيقة ليلتها
أما أمير فكان يقف أسفل السُلم ينتظرها مرتدياً بذلة سوداء وصعق عندما رأها من شدة جمالها ليلتها
هبطت بدلال مع أنغام الموسيقى حتى وصلت له وأمسكها من يدها وقبلها ثم لف معصمه حول معصمها وخرجا للحضور
..............................................
كانت دينا تعانى من إعياء الحمل فتركت الحفلة وصعدت لغرفتها دون أن يلاحظها أحد
أما الكبرى لين فارتدت فستان رقيق من الشيفون باللون الفيروزى وحزام بالوسط من اللون الذهبى ورتبت شعرها للخلف
.................................
كانت الحفلة تسير على ما يرام والأجواء هادئة حتى رأته خفق قلبها بشدة أيعقل انه عاد بعد تلك السنوات من الغربة
لمعت عيناها بمجرد رؤيته فقد اغتنى وأصبح رجل أعمال الأن فقد مرت سنوات قليلة ولكن جده واجتهاده أوصله لما هو فيه الأن لينال شرف الدعوة لخطبة أحفاد أبو الدهب
بادلته نظرات فرحة عارمة وكانا يقفا ينظران لبعضهما حتى تجرأ واقترب منها قائلاً : ازيك يا أنسة لين
لين بفرحة مملوءة بالخجل حتى احمرت وجنتاها : أهلاً استاذ يوسف حمد الله عالسلامة انت امتى رجعت من السفر ؟
يوسف : من أكتر من شهرين
لين : حمد الله على السلامة
كان حديثهما رقيق وهادئ قبل أن تهب عاصفة خالد
.................................................. ...........
كان حوارهما دافئاً يحمل مشاعر فياضة كتمت لأعوام ولم تجد سبيلها
ولكن أتعدل الدنيا بحقهما أم أن سيناريو أخر بانتظارهما
كان يتابعها وهى تقف مع ذاك الغريب فهو لا يعرف يوسف ويتعجب أكثر لحديثها الذى طال
كيف لابنة عمى وشرفى وشرف عائلتى أن تقف تحادث الغريب ويطيل حديثهما بهذا الشكل فقرر التدخل ليمنع تلك المهزلة على حسب اعتقاده
يقف بينهما وبنبرةٍ جادة يحدثها : لين عمى كان بيدور عليكِ
لين : صحيح – طب عن أذنك يا يوسف شوية وراجعة
يوسف : براحتك
ينتظر حتى تذهب ثم يبادره بالسؤال : بيتهيألى شفتك قبل كدا أنتَ من أصحاب أمير
يوسف : لا
خالد : أحمد
يوسف : بردو لا
خالد : لا والله أمال مين الاستاذ ؟
يوسف : يوسف مرزوق رجل أعمال
خالد ويحاول التذكر : يوسف مرزوق يوسف مرزوق بيتهيألى مسمعتش الاسم دا قبل كدا
يوسف : بس هتسمعه الفترة الجاية كتير
خالد : لا والله طب كويس وأنتَ رجل أعمال في إيه بقى ؟
يوسف بجد : استيراد وتصدير ودخلت شراكة مع كمال بيه جديد
ليصعق خالد ويحدث نفسه : بقى أنتَ الشريك الجديد اللى عمى بيقول عليه اللى جاى من الخليج
ليكمل خالد حديثه : تشرفنا
يوسف : أنا الأسعد
ويراها قادمة من بعيد فيبتسم فيستدير خالد ليرى لين أتية ناحيتهم فيسرع خطواته ويوقفها قبل أن تصل ليوسف
وبلغة حازمة وجادة : إياكى تروحى تقفى معاه تانى
لين بتعجب : نعم
خالد : اسمعى الكلام أحسنلك
لين : لا والله – طب وسع كدا من قدامى وميخصكش أقف مع مين
بدأت بالتحرك عندما جذبها بقوة لتقف
لتزداد عناداً : إيه الجرأة دى أنتَ أزاى تسمح لنفسك تشدنى كدا
خالد : بحمى شرف عيلتى
لين : سيب ايدى أحسنلك بدل ما تشوف منى الوش التانى
خالد : اطلعى عالبيت احسنلك وبلاش فضايح
ليبدأ صوتها في العلو : أنتَ اتجننت أنتَ بتأمرنى أنا يا ....
لترى أنها لفتت انتباه الجميع لأن الموسيقى توقفت فجأة والجميع ركز عليهما
أحرج كمال من الضيوف كثيراً خاصة لانهم شخصيات هامة ورجال اعمال تربطه بهم شراكة عمل فقال : ههههههه عاملين زى ناقر ونقير ولسه ما اتجوزوش أمال لو اتجوزتوا هتعملوا إيه
ويضحك الجميع
صعقا هما الاثنان من جملة كمال ونظر لبعضهما في احتقار وتوعد وذهبت هى لداخل المنزل وهو وقف بعيداً ينفث سجائره بغضب
أما يوسف فانفطر قلبه عند سماعه بأمر خطبتها من ابن عمها فترك الحفلة وانصرف
أما العروسان فكانا لا يطيقان بعضهما يجلسان يسلما على المهنئين فقط وبالكاد ينظران لبعضهما
...........................................
صعدت لين غرفتها بضيق وغضب مما سمعت ومن تصرفات ابن عمها الغير مببررة وفى طريقها لغرفتها سمعت تأوهات اختها وقيئها فدخلت الغرفة مسرعة
لين بقلق : مالك يا دينا في إيه ؟
دينا وهى تنظر بقلق مفيش بس تعبانة شوية
لين : طب تحبى انادى بابا ونوديكى المستشفى
لتفزع دينا : بابا لا بابا لا ارجوكى اوعى حد يعرف انى تعبانة
لترتاب لين وتتعجب : مالك يا دينا يا حبيبتى في إيه ؟
دينا لتتهرب من الموضوع : مفيش بس أنا لازم أنام وارتاح دلوقتى ممكن
لين : أه طبعاً هسيبك ترتاحى شوية ألف سلامة عليكى ولو احتاجتى حاجة نادينى
دينا تهز رأسها بالايجاب وتدثر نفسها بالفراش وعقلها يتعبها من كثرة التفكير
..................................................
كان يقف بعيداً عن الحفلة منزعج للغاية من كلمات عمه فكيف يجرأ عمه على قول تلك الجملة فهو من بعد زوجته حرم نفسه على النساء وأغلق قلبه على حبها ويعيش على ذكراها
تذكرها وتذكر أيامه معها وهزه الحنين والشوق فصعد بسيارته وانطلق إلى لامكان يعلمه
...................................
كان مفطور الفؤاد أبعد تلك السنين التى قضاها بغربته يتحمل الذل والهوان ليرفع مستواه المادى ليتجرأ على خطبتها
ها هو يعود ويجدها مرتبطة
يا لأحلامى الوردية البائسة فقد اعتقدت بأن العشق سينتظرنى كم كنتُ أحمق كيف لقمرٍ في السماء أن يرتبط بصعلوكٍ على شاكلتى ليعارض نفسه بس أنا بقيت غنى دلوقتى معايا فلوس وشاركت عمها في الشركة الجديدة
للأسف رجوعى كان متأخر قوى
بس هتفضل لين ذكرى حلوة في قلبى مش هنساها للمات
كان هذا يوسف يحدث نفسه بعد أن خرج من الحفلة
.................................................. .......
دخلت غرفتها وتذكرت ما حدث للتو بالأسفل أيعقل أن يجبرها والدها على الزواج من ذاك المسمى بخالد
مستحيل مستحيل : لين تحدث نفسها
مستحيل اتجوزه دا شرانى وعصبى وكمان نحس مراته مقعدتش معاه كام شهر واتقلبت بيهم العربية وهى ماتت وهو طلع سليم
أنا مستحيل أوافق على المهزلة دى ولو كان أخر يوم في حياتى
........................................
توقف بسيارته في مكانٍ هادئ وخرج من السيارة ووقف يشرد بعيداً تخالجه مشاعر مختلطة من الألم والغضب والحنين لماضٍ لن يعود مهما بذل جهد لإعادته
..................................
انتهت حفلة خطبة أمير وسارة
وما إن ذهب أخر المدعويين حتى صعدت مسرعة لغرفتها وأوصدت الباب عليها إنها سارة حبيسة الفؤاد محطمة القلب
كان الجميع في حالة إرهاق شديد فصعد الجميع لغرفتهم ليرتاحوا بعد عناء يومٍ طويل
وهو أنهكته الذكريات المرة فعاد المنزل ودخل غرفته واستسلم لنوم عميق
........................................
ترسل الشمس اشعتها الذهبية معلنة عن بداية يوم جديد
في غرفة زينب وزوجها على ابو الدهب
زينب : على أنتَ أخدت بالك من اللى كمال قاله امبارح في الحفلة
على : عن إيه
زينب : جواز خالد وبنته لين
على : لا دا بس علشان يهرب من الموقف السخيف اللى كان فيه لما بنته كانت بتشتم المحروس ابنك قدام الناس
زينب : يا لهوى دا أنا حطيت ايدى على قلبى خفت لخالد يرزعها كف على كلامها دا
على : بس متعرفيش هما اتخانقوا ليه ؟
زينب : معرفش لما انزل ابقى اسأل لين أصلى لو سئلت خالد مش هاخد منه لا حق ولا باطل
.....................................
يجلس الجميع على مائدة الطعام وأول مرة يتخلف هو عن موعد الافطار العائلى المعتاد
ليسأل كمال عنه : أمال خالد فين يا زينب منزلش عالفطار ليه
زينب : أنا دخلت أوضته ملقتهوش اتصلت بيه قالى أنه خرج بدرى وراه مشوار مهم
................................
كمال موجهاً كلامه لابنته : الا بالحق مبروك يا عروسة
سارة : الله يبارك فيك يا بابا
كمال : لا يا قلب بابا انتى باركتلك امبارح أنا ببارك للحلوة أم لسان طويل اللى جنبك أصلى حبيت اعلمها الأدب على اللى عملته امبارح قدام الناس فملقتش أحسن من أنى أعاقبها بجوازها من خالد
........................................
الفصل الخامس
كمال موجهاً كلامه لابنته : الا بالحق مبروك يا عروسة
سارة بغضب ٍ مكتوم : الله يبارك فيك يا بابا
كمال : لا يا قلب بابا انتى باركتلك امبارح أنا ببارك للحلوة أم لسان طويل اللى جنبك أصلى حبيت اعلمها الأدب على اللى عملته امبارح قدام الناس فملقتش أحسن من أنى أعاقبها بجوازها من خالد ادس

تقع الشوكة من يدها بمجرد سماعها تلك الجملة
اختلطت مشاعر الجميع بين صدمة وفرحة لينظر لأخيه على قائلاً : بص يا على ياأخويا المثل بيقول اخطب لبنتك وأنا بخطب بنتى لين لخالد ابنك ها موافق ؟
على بتوتر : طبعاً طبعاً بس إنتَ عارف خالد زيك قراره من دماغه ومقدرش أقوله اتجوز أو متجوزش
كمال : لا سيب خالد علىّ
وأنتِ وهو يشير باصبعه باتجاه لين الدلع اللى دلعتهولك ووصلك تقلى أدبك على ابن عمك قدام الناس أنا مش هعاقبك عليه هسيب خالد هو اللى يربيكى ودا اكبر عقاب ليكى تتجوزيه
لتهرب مشاعرها الغاضبة منها بعد أن حاولت كبتها وتصيح بكلمات غير مفهومة وصعدت لغرفتها وهى تنتحب
والجميع صامت لا يستطيع التدخل فكلمة كمال نافذة على الجميع
والأخرى بقلبٍ مفطور سمعت الخبر ولو بيدها لقتلت لين قبل أن تصل لخالد انها منة ابنة ماجدة
......................................
كانت بغرفتها يعتصر الألم قلبها كيف لوالدها أن يكون قاسى لهذه الدرجة يفرض على الصغرى الزواج من انسان غير ملتزم لا يتحمل المسئولية كأمير وها هو يتحكم بالكبرى ويزوجها لأخر أسوأ
كانت ترسمه بعقلها قاسى أنانى متكبر لا تعرف العاطفة أو الرقة طريق قلبه
لذلك مقتته منذ الصغر فمن صغرهما وأبيه يفضله عليها رغم انها هى ابنته وهو ابن أخيه ولكن لمجرد انه ذكر فله الحق بكل شئ
كرهت نفسها وحياتها تمنت الموت على الارتباط بذاك الخالد
قاطعت عليها خلوتها بنفسها دق بابها فتحت فوجدتها تلك الماكرة ابنة عمتها منة
منة : ازيك يا لين
لين : الحمد لله اتفضلى
دلفت منة الغرفة وجلستا معا في الشرفة تتحدثان
منة بمكر : مبروك
لين بعصبية مكبوتة : والنبى بلاش يا منة أنا مش ناقصة
منة : هو خالى كمال كدا مبيعملش غير اللى نفسه فيه بيعامل الكل على انهم عبيده وهو الامر الناهى فيهم
نأكل بمزاجه ننام نخرج كل حاجة بأمره بس اللى مستغرباله انتوا بناته ازاى يعمل فيكم كدا دا رماكى انتى وأختك رمية سودا
سارة مع الفلاتى وانتى مع خالد اللى كلنا عرفينه نسخة طبق الأصل عن باباكى دا حتى باباه خالى على ميقدرش يرفضله كلمة واخد طبع باباكى
كانت لين سرحة تستمع وتفكر بمخرج لما هى فيه
كحفيف الأفعى تقول : بس أنا عندى ليكى الحل اللى يخلصك من خالد وميخلهوش يفكر يتجوزك تانى
لين : حل حل إيه دا ؟
منة : تروح وتقوليله ..................
..................................................
اقتنعت لين بكلام منة تماماً وإن كانت ستخاطر كثيراً ولكن لا مفر أمامها سوى بهذا الفعل
انتظرت للمساء وما إن وصل خالد للمنزل حتى نادته
في البداية لم يعيرها انتباهاً ولم يرد عليها فاتجهت ناحيته وكلمته بجدية :خالد أنا عايزاك في موضوع مهم لازم نتكلم
لينظر لها بتكبر : بيتهيألى مفيش بينا مواضيع مشتركة علشان نتكلم فيها
لين : لا فيه ولو هتعمل اللى بابا هيطلبه منك يبقى من حقك علىّ تعرف الحقيقة
لينتبه لكلامها ويستدير ناحيتها : حقيقة إيه ؟
لين وهى تنظر يميناً ويساراً : مش هينفع هنا خلينا نطلع نتكلم في الجنينة
خالد وهو يزفر ضيقاً : أمرى لله اسبقينى وهحصلك
بعد عدة دقائق خرج للحديقة وجدها تنتظره وجالسة على مقعد خشبى فجلس على المقعد الأخر وقال : خير موضوع إيه اللى عايزانا نتكلم فيه ؟
لين بتوتر وهى تفرك يديها : أصل بصراحة
خالد : وهو ينصت باهتمام لتكمل هى : بابا عايزنى أنا وأنتَ
خالد : كملى عايزنى ارتبط بيكى
لين : خالد خلينا نتكلم بصراحة احنا مننفعش لبعض احنا مختلفين في كل حاجة زى الشرق والغرب
خالد ويلوح لها لتصمت : خلاص خلاص بقى دا الموضوع المهم اللى عايزانى فيه أحب أريحك أنا لا هتجوزك ولا هتجوز غيرك
لين بفرحة : ايوا وعايزاك تثبت على الجملة دى قدام بابا وعمى لانهم مش هيقدروا يجبروك على الجواز
خالد : متقلقيش
لين بفرحة : شكراً يا خالد شكراً وهمت بالرحيل فناداها : علشانه كل ده
لتستدير لين مستفهمة : مين قصد ك مين ؟
خالد : يوسف اللى كان في الحفلة ؟
لتبتسم هى ببرائة طفوليه وتهز رأسها بالإيجاب وتدخل المنزل
ويتابعها ويرى الابتسامة العريضة على وجهها عند ذكره لاسم يوسف وعدم انكارها اعجابها بيوسف
فتساّل في نفسه : إيه اللى لم يوسف على لين ويعرفها منين معقولة تكون .........
كانت بشرفتها تتابعهما وهما يتحدثان ونيران الغيرة والحسد تأكل قلبها فها هو حبيبها أمامها ولا تستطيع أن تقترب منه أن تبوح له بحبها بما يعتلى صدرها من عشق دامى منذ الصغر
يا ترى هتنفذ الكلام اللى قلتلها عليه ولا هيحلى في عنيها وتوافق : منة تحدث نفسها وهى تتابعهم من الأعلى من شرفتها
.............................
كان إعياء الحمل واضح وجلى عليها تقيؤ مستمر وشعور بالدوار ولكن هذه الأعراض لم تمنع عقلها من إيجاد الحل المناسب لكارثتها ففى الولايات المتحدة لم تتمكن من إجهاض نفسها بسبب منع الأجهاض في المستشفيات الأمريكية ولكن ببلدها يختلف الأمر ليس عليها إلا مغادرة المنزل عدة أيام والذهاب لطبيب والإجهاض ومن بعدها تسير الأمور على ما يرام ولكن ما هى حيلتها للتغيب عن المنزل عدة أيام
..................................................
كانت فرحة للغاية بعد أن علمت برأيه في موضوع زواجهما واطمئنت بأنها لن تكون إلا لحبيبها يوسف فبعد أن يرفض الزواج منها سيتمكن يوسف من خطبتها كما كانت تعتقد ولكن تُرى أتتحقق أمنيتها أم أن ليوسف رأىٌ أخر
..............................................
في صباح اليوم التالى
كانت ماجدة ووالدتها الحاجة صفية تجلسان في حديقة المنزل الخلفية تحيكان الكروشيه
ماجدة : لكن بالحق ياماما نسيت اسألك
صفية : تسألينى عن إيه يا بنتى ؟
ماجدة : هو الكلام اللى قاله كمال أخويا في خطوبة أمير دا صح واللى عادوا تانى للين واحنا بنفطر امبارح
صفية : قصدك انه هيجوز خالد للين
ماجدة: ايوا
صفية : معتقد ش دا بس كان بيخوف لين عارفها مبتطقش خالد وبعدين انتى فاكرة خالد زى أمير اتجوز دى يتجوزها ميتجوزش دى ميتجوزهاش
ماجدة : معاكى حق يا ماما خالد نسخة من كمال أخويا لا حد بيقدر عليه ولا يقدر يناقشه
صفيه : وبعدين يا بنتى دى مراته الله يرحمها كان بيحبها وبيموت فيها مش بالساهل واحدة تاخد مكانها ابن ابنى وأنا عارفاه
ماجدة : بكرا نشوف هيرسى على إيه الموضوع دا ما هو كمال داير يخطب لبناته وناسى بناتى خالص
صفية : يا ماجدة حرام عليكى أخواتك مبيفرقوش بين ولادهم وبناتك
ماجدة : طب لو مبيفرقوش ليه كمال ولا على مخطبوش حد من بناتى لاحمد ولا خالد ماهما قدامهم بنات زى القمر ومؤدبين هيلاقوا زيهم فين
صفية : دا نصيب يا بنتى اللى ليه نصيب في حاجة هياخدها غصب عنه
.................................................. .....
ارتدت ملابسها عبارة عن بنطال من الجينز الأزرق وفوقه قطعة ملابس باللون الابيض الشيفون وحذاء رياضى وعقصت شعرها كذيل الحصان
نزلت درجات السُلم لتقابل أمامها زوجة عمها زينب
زينب : صباح الفل يا لين
لين بابتسامة واسعة : صباح الفل يا طنط
زينب : إيه خارجة
لين : أه رايحة لجدتى
زينب : ابقى سلميلى عليها
لين : يوصل إن شاء الله
خرجت لين من منزلها لبيت جدتها لأمها
وفى الطريق قابلته صدفة
لقد تغير تماماً أصبح يملك سيارة فارهة تُرى من أين له بكل هذا المال هل السفر للخارج يجلب كل ذاك المال قاطع عليها شرودها عندما توقف بسيارته وهبط منها
يوسف : صباح الخير يا أنسة لين
لين بخجل : صباح النور
يوسف : عاملة إيه ؟
لين : الحمد لله
يوسف بضيق : مبروك
لين : على إيه ؟
يوسف : خطوبتك
لين : لا لا أنتَ فهمت غلط بابا كان بيهزر أنا مش مخطوبة ولا حاجة
يوسف بفرحة وابتسامة : بجد الحمد لله
لين : نعم
يوسف : قصدى ربنا يكرمك بابن الحلال قريب قريب جداً
أحرجت لين من كلماته فقالت : طب عن أذنك لازم أمشى
يوسف : طب خلينى أوصلك
لين : لا مفيش داعى أنا بحب أتمشى
يوسف : لا مش ممكن أنتِ بنت شريكى أنا وكمال بيه بقينا شركا ولازم أوصلك
لين : صدقنى والله ما فيش داعى
يوسف : طب براحتك
لين : فرصة سعيدة
يوسف : هتتكرر قريب إن شاء الله
خجلت كثيراً من كلماته فتركته وأكملت طريقها وهو يتابعها حتى اختفت عن أنظاره
.................................................. ..
الفصل السادس
في المكتب الادارى لمصانع أبو الدهب
في مكتب كمال
خالد : بس يا عمى أنتَ واثق منه الراجل دا يعنى إيه يسافر أربع سنين يرجع مليونير ليه كان بيلاقى الفلوس في الشارع
كمال : احنا هنخسر إيه واحد وعرض علىّ يشاركنا في شركة استيراد وتصدير وأنا هدخل بعشرين في الميه يعنى مش هجازف كتير
خالد : أنا مش مطمن للشراكة دى يا عمى
كمال : اطمن أنتَ ومتشغلش بالك متخلقش لسه اللى يضحك على كمال أبو الدهب
فضيلى أنتَ نفسك بس النهارده في موضوع مهم حابب اتكلم معاك فيه
خالد : خير موضوع إيه يا عمى ليقاطعهم دق باب المكتب فكان السكرتير يعلن عن قدوم يوسف مرزوق وجاهزيه الجميع للاجتماع المقرر عقده
كمال : بعدين نتكلم يالا على الاجتماع
.............................................
قضت لين معظم يومها بزيارة جدتها حتى حل المساء
كان عائداً بسيارته في طريقه للمنزل عندما رأها على جانب الطريق فتوقف بسيارته وناداها فالتفتت لتراه انه خالد ابن عمها
خالد بجدية : أنتِ راجعة من فين ؟
لتلوى لين فمها ضيقاً وتجيب : هو حضرتك ولى أمرى وتكمل طريقها فيغتاظ بشدة وينزل من السيارة ويوقفها أنتِ يا بت مش هتتعلمى الأدب ما تردى باحترام إيه قلة الأدب دى
لترد عليه بغضب : قليلة أدب في عينك وأنتَ إيه دخلك في حياتى أصلاً أروح فين ولا أجى من فين
وقتها جاء بعقله أنها ربما كانت تقابل عشيقها يوسف خاصة وانها لم تنكر علاقتها به عندما سألها خالد عن الأمر من قبل
ليزداد غضباً : طب اركبى العربية وفى البيت لينا كلام تانى مع والدك
لين : لا مش هركب معاك هتمشى
ليجذبها من ذراعها : أما أنتَ بنت قليلة الأدب بصحيح وعايزة اللى يربيكى
وقتها لم تشعر إلا وهى تصفعه على وجهه
حملق بها ورفع يده ليضربها ولكنه أبعد يده عنها في أخر لحظة وهى مغمضة العينين تتوقع أن يعيد لها الضربة
تفتح عينيها فتراه ما زال واقفاً ينظر لها بعينين محمرتان كالذئب ووجه مقتطب من شدة الغضب مما أرعبها منه بشدة فهى تعرفه جيداً انسان عصبى للغاية فلم تبرح مكانها خوفاً من ردة فعله إن تحركت أو تحدثت مرة أخرى معه
فأشار لها على سيارته فلم تدعه يتكلم حتى جرت مسرعة وصعدت بالمقعد الخلفى للسيارة
ظل هو واقفاً مكانه غير مستوعب لما حدث منذ قليل وتجرأها على صفعه ويتوعدها في خلجات نفسه بتأديبها على تجرأها المتواصل عليه أكثر من مرة فلم تخلق بعد من تهين خالد أبو الدهب
يحملق بها بعيون ٍ قاسية متوعدة ويصعد بسيارته ويقودها بسرعة حتى وصلا المنزل
ما إن أوقف السيارة حتى نزلت منها وجرت باتجاه البوابة الداخلية للمنزل ودخلت مسرعة
أطفأ محرك سيارته ونزل من السيارة وهو يزفر ضيقاً على ما حدث منذ قليل
ودخل المنزل فتذكر عمه فاتجه ناحية مكتب عمه ودق الباب
ودلف المكتب
خالد : مساء الخير يا عمى
كان كمال يطالع بعض الأوراق الهامة
كمال وهو يخلع نظارته الطبية ويضعها على مكتبه : مساء النور يا خالد تعالى اقعد
يجلس خالد على أحد المقاعد وينظر باتجاه عمه ليبدأ كمال في الحديث : إيه رأيك في اجتماع النهارده اللى مع يوسف مرزوق
خالد : والله مبدأيا باينله انسان طموح وليه رؤيه وهدف
كمال بابتسامة سخرية :ههههههههههههههههه رؤية وهدف
خالد وقد خجل من سخرية عمه : حضرتك بتضحك ليه يا عمى إيه اللى في كلامى يضحك
كمال بجدية : أنتَ عارف أنا قابلت أشارك يوسف دا ليه ؟
خالد : ليه ؟
كمال : علشان الواد دا بيفكرنى بنفسى وأنا صغير واخد الدنيا بدرعاته وأهم حاجة يوصل ومش مهم ازاى أهم حاجة ينفذ اللى في دماغه , بص يا خالد أنا عايزك تجمعلى معلومات عن يوسف فلوسه عملها ازاى كان مسافر فين كان بيشتغل مع مين ما هو مش معقوله ابن مرزوق الحافى اللى من كام سنة كان بيشتغل في أرضنا مع أبوه يرجع بالملايين دى كلها ويقولى من شغلى في الخليج
خالد : وأنا بردو مش مرتحله إن شاء الله هجيبلك قراره
كمال : تمام تقدر تروح علشان ورايا ورق مهم عايز أخلصه
يقف خالد من كرسيه ويتحرك بضع خطوات للخارج ولكن يعود مرة أخرى ويقول : عمى
كمال : إيه ؟
أنتَ ليه قلت في الحفلة إنى أنا ولين هنتجوز ؟
كمال : كنت بغيظها علشان تتأدب
خالد : يعنى الموضوع مش حقيقى ؟
كمال وهو يعيد النظر بأوراقه لا حقيقى ودلوقتى أنا ورايا شغل مهم روح وهنتكلم بعدين
خالد : بس يا عمى .......
لم يرد عليه كمال وأطرق يكمل مراجعة الأوراق التى أمامه
.................................................. ........................
ظل خالد ليلته غاضباً مما يتعرض له مؤخراً كيف لفتاة أن تجرأ على صفعه وإهانته المتكررة وها هو عنه يريد أن يزوجه لتلك الفتاة
مستحيل اتجوز واحدة زى كدا حتى لو كانت بنت عمى دى واحدة ........ ماشية مع واحد ومبتنكرش دا مستحيل استأمنها على شرفى مستحيل
...........................................
في صباح اليوم التالى
كانت الوقت يقارب على الظهيرة
خرجت من غرفتها وذهبت لشاطئ النيل خلف منزلهم خلعت حذائها ووضعت قدماها في المياة وكانت سرحة
عندما جاءها صوته من الخلف : ايه القمر قاعد لوحده ليه ؟
زفرت بضيق عند سماع صوته ليكمل هو بعد أن يخلع حذائه ويجلس بجوارها ويضع قدماه في الماء : طب كنتِ قلتيلى وأنا أجى أسليك بدل الوحدة دى
سارة بضيق : أوووف ممكن أعرف عايز إيه ؟
أمير : ولا حاجة جاى اتغزل في عروستى شويه
سارة : عروستك لا دا بعينك أنا مستحيل أبقى مرات واحد زيك
أمير : لا هتبقى يا حلوة سواء برضاكى أو غصب عنك
سارة : دا أنا أموت نفسى ولا أنى أكون مراتك
أمير : طب موتى نفسك يالا أهو النيل قدامك أرمى نفسك فيه
سارة : يا ابن الحلال لا أنتَ بتحبنى ولا أنا بحبك ممكن أعرف أنتَ موافق عالجوازة دى ليه ؟
أمير : علشان دخلتى دماغى نوع جديد حبيت أجربه
سارة : أما أنتَ سافل و....... ليختل توازنها وتسقط في الماء وسط ضحكاته الساخرة علىها
.................................................. .....
على مائدة العشاء يجلس الجميع باستثناء لين
ليبادر كمال بالسؤال عنها : هى لين فين ؟
الجدة : راحت لجدتها
كمال : هو كل يوم جدتها
لتتدخل ماجدة : ماأنا بقول بردو إيه الناس تقول عننا بنتنا كل يوم تخرج من الصبح مترجعش غير بالليل
كمال يبدأ بالغضب ويقول : خالد خلص أكلك وروح بالعربية هاتها
لينظر خالد بضيق : أنا مش فاضى عندى مشوار مهم
كمال : أه وعايز خطيبتك تفضل ماشية كل يوم عالطريق بالليل وحدها
ليتدخل أمير : خلاص يا عمى أنا هجيبها
يغتاظ وبشدة حتى وإن كان لا يعشقها أو يريدها فالغيرة أكلته عندما طلب أخيها أن يصلها ولا يعرف لغيرته سبب
بعد انتهاء العشاء خرج أمير من المنزل وصعد بسيارته وهم بإدارة المحرك عندما خرج عليه خالد قائلاً : خليك أنا هروح أجيبها
أمير : لا والله ما كنت من شويه عند مشوار مهم
خالد بضيق : اتلم يا أمير مش ناقصك ليخرج أمير من السيارة ويصعد خالد وينطلق ناحية بيت جدتها
في الطريق لبيت جدتها رأها تقف على الطريق تحدثه ذاك الئيم بنظره
رأى لين تتحدث مع يوسف على قارعة الطريق
الفصل السابع
كان يقود سيارته لبيت جدتها ليقلها للمنزل عندما رأها تقف على قارعة الطريق مع شاب عرفة في الحال
ليوقف سيارته بسرعة ويهبط منها كأسدٍ ضارم
تراه فيقع قلبها في جوفها ليس لأنها كانت تفعل شئ خاطئ ولكن لخوفها أن يفتعل خالد مشكلة مع يوسف
خالد وقد اقترب منهما بسرعة جنونية : إيه دا إيه اللى موقفكم سوا
لتتوتر هى وتتلعثم في الكلام فيجيب يوسف : أنا شفت الأنسة لين ماشية على الطريق فحبيت أوصلها بدل ما تروح بالليل مشى كدا
لتتسع عيون خالد غضباً ويقبض يده بقوة ويشير إليها بصوت حازم : روحى اركبى العربية
لتجرى هى خوفاً وتصعد بسيارة خالد
يقف خالد بمواجهة يوسف وبلغة جادة مملؤة بالتوعد والغضب : تعرف لو شفتك واقف معاها تانى أو حتى بتبصلها هيكون أخر يوم في عمرك
يوسف : أنا كان غرضى شريف حبيت أوصلها لبيتها بدل ما تمشى وحدها على الطريق ووتتخض من حاجة
خالد بضيق : لا شكراً مش عايزين خدماتك يا ريت تحترم نفسك وتتعلم الأدب بدل ما تتعلمه على ايدى
ويتركه ويذهب بضع خطوات عندما يسمع يوسف يكلمه : بس أنا بحبها وعايز ........لم يمهله اكمال جملته
ويغتاظ خالد بشدة ويعود ليوسف ويلكمه بقوة حتى يوقعه أرضاً ويستمر في لكماته القويه ليوسف حتى أن يوسف من شدة الضربات المتتالية اختل توازنه ولم يستطع الدفاع عن نفسه ووقع أرضاً وسط دمائه السائلة من فمه وأنفه فتركه خالد وبثق عليه وذهب ناحية السيارة
كانت هى تتابعهم ببكاء حتى انها نزلت من السيارة في محاولة منها لتفريقهم ولكنها لأول مرة ترى صراعاً كهذا بين شابين وترى خالد بهذا الغضب والقسوة فوقفت بعيداً تبكى وتنتحب خوفاً وذعراً مما ترى
اقترب خالد من السيارة فرأها تقف وتبكى فأمسكها بقوة من ذراعها وفتح الباب الأمامى لسيارته ودفعها بقوة للداخل وذهب للجهة الأخرى ودخل السيارة وقاد بسرعة جنونية حتى توقف فجأة
................................................
كان صوت بكاها يزعجه وبشدة فتوقف فجأة قائلاً : وليكى عين تبكى كمان
لين بشهقات متتالية من كثرة البكاء لا تستطيع الكلام
فنظر ناحيتها ناهراً : خلاص اخرسى مش عايز اسمع نفسك اخرسى
لين وضعت يدها على فمها خوفاً منه واكملت بكاها في صمت
ضرب بيده على مقود سيارته : ممكن أعرف بتبكى ليه زعلانه عليه زعلان على حبيب القلب اللى مش همه سمعتك وواقف معاك في الشارع قدام اللى رايح واللى جاى
لين : والله ما كنا بنعمل حاجة هو عرض يوصلنى وأنا رفضت
خالد بضحكات سخرية : لا والله وعايزة تقنعينى أنه قابلك صدفة
لين بشهقات : والله صدفة
خالد يحدث نفسه وهو يقطب جبينه بغضب : كدابة دا انتى ما أنكرتيش قبل كدا أنك بتحبيه وكل يوم بتخرجى من الصبح مترجعيش غير بالليل يبقى أكيد كنتِ بتقابليه و........ ليستغفر ربه
ويزداد غضباً ويدير سيارته ويكمل طريقه
ما إن وصلت المنزل حتى نزلت من السيارة مسرعة ومنها لغرفتها التى أغلقتها عليها
أما فجن على عرض عائلته وشرفه كاد الغضب والحنق يقتلاه ولولا خوفه عليها من عمه المتهور لحكى لعمه شأنها وترك عمه يعاقبها
..........................................
في الصباح كانت قرية أبو الدهب سردت الأقاويل حول لين ابنة كبيرهم كمال وزادوا عليها تأليفاً بعد أن رأى أحد الفلاحين ما حدث ليلاً
.........................................
كان كمال يمر بسيارته يتابع حقوله عندما لاحظ نظرات غريبة من الفلاحين فنادى خادمه وسأله
فتردد الخادم في قص ما يحدث على كمال وقال : أصل أصل ...
كمال : انطق أصل إيه
الخادم : أصل الفلاحين بيقولوا أن البت والولد اللى كانوا بيتقابلوا في وسط النخل شفوهم امبارح وحصلت خناقة كبيرة بين قريبها والواد عشيقها
كمال : استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم هى إيه الدنيا جرى فيها مبقاش في خشا ولا حيا
ومين ابن ال.... اللى اتجرأ وعمل كدا
الخادم : أأأأأأأ ......
كمال : مالك من الصبح بتهته ما تتكلم عدل
الخادم : أصلهم بيقولوا أن خالد بيه شاف بنت حضرتك واقفه مع واد مرزوق وضربه وكسر ضلوعه
كمال بصدمة : إيه ..........
كاد يجن مما سمع بنتى أنا لين بنتى أنا طلعت .........
وقاد سيارته كالمجنون باتجاه منزله
نزل من سيارته كالمجنون وما إن دخل حتى سأل زوجته : هى فين هى فين انطقى
هدى برعب : مين
كمال : الفاجرة بنت الفاجرة لين
هدى بتلعثم : في في أوضتها
صعد لغرفتها وضرب الباب بعنف وما إن دخل حتى انهال عليها ضرباً وإهانة حتى سقطت مغشياً عليها بدمائها ولم يستطع أحد أن ينقذها من يده فكل من تحاول تأخذ نصيبها من الضرب والإهانة
حتى اتعبه الضرب فأمسكها من شعرها بتحطى رأسى في الأرض يا بنت ...... اتاريكى كل يوم رايحة لجدتى وتقعدى طول اليوم برا واتاريكى .. ليتعب من الصراخ فيقول انتى انتى لازم تموتى بقى بنتى أنا البلد كلها تتكلم عليها بتحطى راسى في الارض يا بت ال .... ورماها أرضاً
وخرج وأغلق عليها بالمفتاح وصرخ بصوتٍ عال : اللى هيفتحلها الباب هيبقى أخر يوم في عمره سمعين لا أكل ولا شرب ولا خروج من الأوضة وأخذ المفتاح وهبط لاسفل ودخل غرفة مكتبه وأوصدها عليه
......................................ارتعبت زينب مما رأت فاتصلت بزوجها على الذى جاء مسرعاً
على بقلق : في إيه فينهم
زينب وهى تشاور على باب مكتب كمال : يا عينى موتها من الضرب وقفل عليها بالمفتاح ودخل أوضة المكتب وقفلها عليه
على : ليه حصل إيه لدا كله هو كل كام يوم يموتله بنت من بناته ضرب استغفر الله العظيم واتجه ناحيه باب المكتب وطرقه لم يرد كمال عليه طرقه عدة مرات لم يرد
هم بفتح الباب فوجده موصد كرر مناداته كمال كمال أنتَ كويس
كمال كمال لم يرد كمال عليه حتى تجمع من بالمنزل فقالت ماجدة : يا نهار أسود ليكون جراله حاجة
زينب : اكسر الباب يا على
حاول على كسر الباب فلم يستطع فاتصل على ابنائه وأخبرهم وجاءوا مسرعين وكسر خالد الباب فرأوا
كمال واقع أرضاً
جرى الجميع ناحيته وحاولوا افاقته دون جدوى فصرخ بهم خالد : حد يطلب الاسعاف بسرعة
حضرت عربة الاسعاف ونقل كمال للمشفى
.................................................. ...
كانت بغرفتها ترقد أرضاً تنتحب بخفوت لا تعلم ما حدث ولمَ فعل أباها بها هذا
ثم تذكرت ما حدث بالأمس فحدثت نفسها : لابد أن يكون هو من وشى بها لوالدها ,اخبره عن وقوفها مع يوسف , يا لحقارته كيف يشى بى ألم يكفيه ما فعله بلأمس بيوسف أينتقم منى لهذه الدرجة وبالتأكيد أنه ألف رواية لأبى بعيدة عن الحقيقة جعلته يغضب علىّ لهذه الدرجة ويتهمنى بشرفى
احتقرته للغاية ولم تعد تريد حتى سماع اسمه
نهضت من الأرض وأمسكت بمنشفة ومسحت دمها السائل من أنفها ونظرت بالمرأة وعادت لبكاها عند رؤيتها وجهها المتورم من أثر ضربات والدها لها كانت عظامها تؤلمها للغاية وشعرها يؤلمها فسبب جذب والدها لها من خصلات شعرها
كانت تحاول تلملم شتات نفسها عندما سمعت صوت الإسعاف
أحست بأن شئ ما سئ حدث فجرت باتجاه النافذة ولم ترى شئ سوى عربة الإسعاف وبعد دقائق خرج رجال الإسعاف بالناقلة يحملون والدها فصرخت وجرت باتجاه الباب : افتحولى الباب افتحولى
كان الجميع قلقاً على كمال ولم يستمعوا لها
ذهبت عربة الاسعاف بكمال للمشفى وذهب جميع الاسرة خلفه بسياراتهم
وهى بصراخها وبكاها على أبيها
......................................
الفصل الثامن
وصلت عربة الإسعاف للمشفى وأودع كمال بغرفة العناية المركزة بعد تشخيص حالته بأزمة قلبية حادة
بكى الجميع على كمال وانتحبوا فصرخت بهم الجدة : بتبكوا ليه متفولوش على ابنى
ابنى إن شاء الله هيبقى كويس ويقوم أحسن من الأول
فردت دينا : هى السبب هى السبب هى اللى ضايقت بابا ووصلته لكدا
لترد عليها ماجدة : الله ينتقم منك يا لين الله يأخدك ويريحنا من عارك
لينتبه خالد لعدم وجود لين فسأل بصوت خافت أمير : هى لين فين
أمير : في البيت عمى حبسها
خالد بتعجب : إيه حبسها حبسها ليه ؟
أمير : بعدين بعدين مش وقته دلوقتى خلينا نطمن على عمك الأول
خالد بإصرار : أنتَ هتنقطنى بالكلام ما تخلص احكيلى حصل إيه ؟
أمير : بعدين بعدين مش وقته دلوقتى خلينا نطمن على عمك الأول
خالد بإصرار : أنتَ هتنقطنى بالكلام ما تخلص احكيلى حصل إيه ؟
ليقص أمير على خالد ما روته له والدتهم زينب وهم فى طريقهم للمشفى بسيارة أمير
خالد بصدمة : إيه بتقول إيه
ويخرج خالد من المشفى مسرعاً باتجاه منزلهم
وصل خالد المنزل ووصل لغرفتها
طرق الباب فلم تجيب فأحس بأن مكروه ما أصابها من فرط ضرب عمه لها كما سمع
فكسر باب الغرفة ودخل
وجدها ملقاة أرضاً مغشياً عليها حملها ووضعها على سريرها وحاول إفاقتها فانتفضت ذعراً عندما فتحت عيونها ورأته
خالد : متخافيش متخافيش أنا لقيت مغمى عليكى وكنت بحاول أفوقكى
لتتذكر : بابا بابا خدته الإسعاف بابا عايزة أشوف بابا
خالد محاولاً طمئنتها : عمى بخير إن شاء الله استريحى أنتِ وأنا هجيب معقم وقطن وأطهرلك الجروح اللى فى إيدك ووشك دى
لتهب به كالعاصفة : أنتَ أنتَ السبب أكيد أنتَ اللى قلت لبابا وألفت زيادة كمان
ليرد عليها :أنا لو من النوع دا مكانش طلع عليكى النهارده صبح وتركها وخرج وبعد قليل عاد وبيده معقم وقطن
...............................
فى المشفى كانت سارة تقف سرحة ساكنة فى زاوية فاقترب منها قائلاً : لو تعبتى يالا خلينى أروحك
لترد عليه : أبعد عنى مش عايزه أشوف خلقتك
ليغظها : حد يقول كدا لحبيبه بردو
سارة بغيظ : حبك برص إن شاء الله
أمير : وماله يا برص بحبك بردو
سارة : يا ابنى أنتَ عبيط بقولك مبطقكش خلى عندك دم شوية
أمير : ومين قالك معنديش دم فكرانى صرصار ودمى أبيض
لتبتسم ابتسامة خفيفة
فيقول : والنبى تبسم ايوا كدا يا قزعتى صحيح أنتِ قصيرة بس ماشى بحب أغيظك معرفش ليه رغم إنى بكره الناس القزعة اللى زيك
سارة : بقى أنا قزعة ؟
أمير : أه وأهو ووقف بجوارها يقيس طولهم : أهو شوفى يدوب أنتِ واصلة لحد كتفى
سارة : وأنا مالى ما أنتِ اللى طويل وأهبل أعملك إيه
أمير : بقى أنا طويل وأهبل طب ماشى فاكرة وقعتك من كام يوم فى النيل
ساره : ها
أمير : صورتها وبصراحة كنتى مسخرة
ساره : يووووووووو دا أنتَ عيل رخم رخامة أووووف
.............................................
عاد بعد دقائق يحمل كيس قطن ومعقم فجلس على حافة سريرها قائلاً : مدى إيدك خلينى أنضفلك الجرح بدل ما يتلوث
لين بعصبية : اطلع برا
خالد : أكيد هطلع بس خلينا أنضفلك الجرح الأول
لين : مش عايزة منك حاجة أنا هنضف لنفسى
اضطر أن يترك القطن والمعقم ويخرج من الغرفة
الفصل الثامن
أمسكت بالقطن وبللته بالمعقم وبدأت بتنظيف جروحها
وبعدها ظلت حبيسة غرفتها لم تخرج منها وسرحت بخيالها
أيا دنيا أين الإنصاف
أيا دنيا أين العدل
كل عاشق أصيب بسهم العشق أيكتب عليه الفراق؟
لمَ لا تتوحد القلوب والنفوس
عشقى كان لسنواتٍ في الخفاء وعندما هم بالظهور أصيب بطلقات أدمته
أين أنتَ يا محبوبى الأن تُرى ماذا فعلوا بكَ ؟
هل قتلوك هل طردوك خارج أسوار البلدة
هل قدرى يحتم علىّ أن أكون لذاك الوحش القابع خارجاً
كانت هائمة في خواطرها ودموعها منسابة فهى حتى الأن تشك بأن خالد هو من أوشى بها عند والدها
عاد معظم أفراد الأسره إلى المنزل بسبب منع الأطباء زيارة كمال في الوقت الحاضر
وما إن دخلت المنزل حتى اتجهت لغرفة ابنة أخيها لتعطيها وابل من الاتهامات و الإهانات
تدلف ماجدة غرفة لين بعصبية قائلة : ارتحتى ارتحتى اديكى فضحتينا ووقفتى حالك وحال بناتى وحال أخواتك
لين لم ترد فهى تعرف عمتها جيداً سليطة اللسان ولن تسلم منها
لتكمل ماجدة : عرتينا جبتلنا العار أنتِ متستهليش تعيشى فضحتينا وأبوكى كان هيموت بسببك يا .. يا ........ أنتِ الموت فيكى حلال يا ......
ليدخل هو فجأة : عمتى
لتلتفت إليه ماجدة : تعالى تعالى وشوف ربة الصون والعفاف اللى عايز تتجوزها عملت إيه
ليقتلرب من عمته ويقف بمواجهتها : إياكى أسمعك بتجيبى سيرة خطيبتى [اى كلمة تانية سامعة
لين أشرف واحدة أنا عرفتها وكل اللى سمعتوه عنها كدب وهى لو كدا فعلاً مكنتش طلبت من عمى يجوزهانى
لتصعق ماجدة من رده فقد أرادت أن تفشل موضوع زواجه من لين ليلتفت لابنتها ويتزوجها ولكن حدث العكس تماماً
كانت تقف مصدومة من رأيه بها فهو يعلم جيداً انها كانت بالفعل تقف مع يوسف وبأنها اعترفت بعشقها ليوسف وها هو يدافع عنها أمام الجميع بل ويخرسهم من قول السوء عنها
ليكمل هو : اللى يتكلم معاها يتكلم بأدب واللى هيهنها كأنه هنى بالظبط سامعين وتركهم وخرج من الغرفة وسط ذهول ماجدة وابنتها ولين أيضاً
.......................................
كان يعلم في خلجات نفسه أنها ليست بريئة ولكن خوفه من إثارة البلبلة حول هذا الموضوع أجبراه على التدخل بهذا الشكل
خرج وجلس في الحديقة ينفث سجائره لعله يخرج مع دخانها الغضب المملوء به قلبه وعقله وإن حاول أن يبدو عكس ذلك
................................ أما هى فاستسلمت لاحزانها وإرهاق جسدها وغطت في نوم عميق
...............................................
كانت كالأفعى تتحرك يميناً ويساراً في غرفتها تفكر في حلٍ لورطتها
فكرت ملياً ثم قررت ..........
..........................
في صباح اليوم التالى
هبطت لأسفل وبيدها حقيبة ملابس صغيرة وقالت : صباح الخير يا ماما
هدى : صباح الخير يا دينا
إ]ه الشنطة اللى في إيد كدى يا بنتى
دينا : أصلى يا ماما مضطرة أسافر القاهرة النهارده بس أخر النهار هرجع إن شاء الله
هدى : تسافرى تسافرى ليه ؟ وفى الظروف اللى احنا فيها دى ؟
دينا : معلش يا ماما أصلى الجامعة بعتالى ولازم أروح ضرورى علشان بخلص ورقى وشهادتى وكدا معلش ياماما يا ريت متقوليش لحد علشان ميزعلوش إنى سافرت وبابا في الحالة دى
هدى : طب هقولهم رحتى فين
دينا بخبث : راحت مشوار أو نايمة أتصرفى يا ست الكل
وخرجت وتركت والدتها في حيرة من أمرها
.......................................
وصلت للقاهرة وكانت صديقتها في انتظارها
الصديقة : حمد الله على السلامة يا دينا
دينا : الله يسلمك ها اتفقتى مع الدكتور على كل حاجة
الصديقة : اه المهم جهزتيله الفلوس
دينا : أه اهم خمسين ألف التمام والكمال
الصديقة : طب يالا خلينا منضيعش وقت كتير علشان تلحقى ترجعى بلدكم أخر النهار
دينا بقلق : إنتِ ضمناه الدكتور دا
الصديقة : بقولك ايو ادا صاحب واحدة صحبتى يعنى كله تمام
................................................
تلبت في فراشها كثيراً بسبب الكوابيس المزعجة التى رافقتها طوال الليل
استيقظت واعتدلت في جلستها وبعد برهة نهضت من فراشها وتحممت وأبدلت ملابسها وهبطت للدور السفلى
بحثت عن الجميع لم تجد أحد
اتصلت على أختها سارة لإاخبرتها بأن الجميع بالمشفى فقد فاق كمال وذهب الجميع لزيارته
حزنت لين كثيراً لأنها لن تستطيع الذهاب خلفهم للمشفى فكيف تذهب بعد ما حدث
ظلت بالحديقة فترة طويلة حتى ملت وبعدها ذهبت للجهة الأخرى حيث نهر النيل
.............................فى المشفى
تحسنت حالة على ونقل لغرفة عادية
على : الف سلامة عليك يا كمال يا خويا
الام صفية : الف سلامة عليك يا بنى
لتضارب الاصوات : الف سلامة عليك الف سلامة عليك
كمال : والله أنا لو ممتش بالقلب هموت من دوشتكم خلاص صدعتونى الحمد لله أنا كويس
على بمزح ليلطف الأجواء : ايوا كدا ارجع زى زمان اشخط في العيال وسكتهم كدا ههههههه
كمال بأسى : زمان قول للزمان ارجع يا زمان
يراه واقفاً فيقول : وأنتَ تعالى : كمال ينظر لخالد
يقترب خالد من عمه
كمال : اخرجوا كلكم أنا عايز اتكلم معاه هو بس
لينفذ الجميع طلبه ويخرجوا ويظل هو وخالد فقط
يسحب خالد مقعداً ويجلس عليه بالقرب من سرير عمه
ينظر كمال بضيق لخالد قائلاً: وأنتَ مقلتليش ليه ؟
خالد : يا عمى اللى سمعته دا كدب محصلش منه أى حاجة
كمال : يعنى مضربتهوش
خالد : ضربته
كمال : طب ليه لما بتقول محصلش حاجة
خالد : علشان عيل عينه زايغة معجبتنيش نظراته ليها
كمال : وهو شافها فين الزفت دا ؟
خالد عالطريق وهى مروحة البيت من عند جدتها
كمال : ما أنا قلت مروحها لجدتها كل يوم دا مش هيجى لبر أبداً أهو خلى اللى يسوى واللى ما يسواش يتكلم عليها

كمال : وهى عاملة إيه ؟
خالد : لم يرد
كمال : مستخترة تجى تزور أبوها في المستشفى
خالد : ما هى أكيد خايفة يا عمى بعد اللى حضرتك عملته فيها
كمال : شفت بقى أنا قلت هجوزكم ليه
خالد : ليه
كمال بصوت حزين : أنا فضلت سنين مخلفش ويوم ما أبوك اتجوز أمك وخلفوك الفرحة مكنتش سيعانى وكأنك ابنى أنا مش ابنهم ربيتك ومكنتش أرضى أن أمك تاخدك منى أخدك معايا الشغل والأرض وفى كل مكان
وبعدها بكام سنة منى أم لين حملت حمدت ربنا وشكرته إن هيبقالى ابن من صلبى
وماتت منى وهى بتولدها كنت يومها أول مرة أبكى بجد وقلت يا رب كانت مراتى فضلت ومخلفناش
وبعدين اتجوزت هدى وبردو خلفت بنات
دايما خايف عليهم علشان هما بنات وملهمش سند في الدنيا بعدى
بس محدش بيكسر ضهر الأب غير بناته علشان كدا أنا بخاف عليهم قوى وحتى لما اخترت أمير لسارة عارف أنه هيصونها ويحطها في عنيها
وأنتَ اخترتك للين علشان لين براوية ولسانها طويل ولو اتجوزت واحد طيب مش بعيد تضربه بالشبشب
ليضحك خالد من جملة عمه
خد بالك منها يا خالد دى أول فرحتى وصحيح أنا مضايق منها دلوقتى بس في الأخر هى بنتى ومقدرش أتخلى عنها وهى رغم لسانها الطويل بس طيبة وغلبانة بكلمة بتتراضى
خالد ليرضى عمه : وأنا هحطها في عيونى يا عمى
كمال : وأنا متأكد من دا
..................................
في القاهرة
أفاقت دينا من البنج بعد عملية الإجهاض التى قامت بها
نظرت حولها وجدت صديقتها تجلس بجوارها على مقعد
الصديقة : دينا حمد الله على سلامتك
دينا : ها خلصت منه ولا لا
الصديقة : الحمد لله الدكتور أجهضك وقال تفضلى كام ساعة ترتاحى وبعدين تروحى وكتبلك على علاج
دينا : هى الساعة كام
الصديقة : جوالى ستة
دينا : لا كفاية لازم أرجع البلد
همت دينا بالوقوف فتألمت : أأأأأأأأأه
الصديقة : بالراحة بالراحة هتروحى فين دلوقتى وأنتِ مش قادرة تمشى
دينا : لازم أروح قبل ما ياخدوا بالهم من غيابى يدوب ألحق المواصلات
.................................................. ................
عاد لمنزلهم وصعد لغرفته المطلة على نهر النيل
تحمم وأبدل ملابسه ثم فتح نافذته ليشتم الهواء العليل
رأها كانت تجلس على الشاطئ معطيه ظهرها له
ظل ينظر إليها فترة طويلة ويتذكر طفولتهما
منذ أعوام
خالد : يالا يا خوافة
لين : لا يا عم أنا أغرق لو نزلت
لتقفز أختها دينا في الماء : سيبها يا خالد دى جبانة بتخاف من أى حاجة
لتتحداهم : أنا مش خوافة بس مبحبش الماية
خالد : تبقى جبانة وأحنا مبنحبش الناس الجبانة
دينا : يالا يا حلوة روحى ألعبى بعيد هههههههههه
يضحك الجميع ويسخروا منها على خوفها من الماء
لتتحداهم وتلقى بنفسها في الماء قائلة : أنا مش خوافة ودا الإثبات وألقت بنفسها في الماء وسط تهليلهم وتصقيفهم
كانت بعيدة عنهم نسبياً قفزت في الماء ولم تظهر بعد
ليقلق الجميع : هى راحت فين
ليصرخ بهم أحمد : ما هى قالت أنها مبتعرفش تعوم لازم تستفزوها
منة : تصرخ لتكون غرقت
الجميع : إيه
كانوا جميعاً في مرحلة الصبا ولم يعرفوا كيف يتصرفوا فخرجوا من الماء وجروا ناحية منزلهم ينادو أباهم إلا هو ظل بالماء يبحث عنها وغطس حتى وجدها وجذبها لأعلى وسبح بها حتى وصلا للشط
كان وقتها جاء على وكمال والجميع مسرعين فعملوا لها اسعافات أولية وأخرجت من فمها الماء واستعادت وعيها ونقلت للمشفى للاطمئنان عليها
...........................
كان على النافذة شارد يتذكر طفولتهما عندما رأها تقفز في الماء ..........
يتبع ................
الفصل التاسع
كان على النافذة شارد يتذكر طفولتهما عندما رأها تقف من جلستها وتنظر ملياً للماء ثم فجأة ألقت بنمفسها في الماء
خالد وقد أرتجف في مكانه ك لين لين وجرى ليهبط السُلم وبسرعة رهيبة وصل للشط وأوشك يموت ذعراً
وصل للشط فرأها تسبح
زفر بقوة ووضع يديه فوق رأسه فلمحته قائلة : مالك في إيه ؟ بتبصلى كدا ليه ؟
ليجلس من أثر المفاجأة
لتعيد سؤاله : مالك في إيه ؟
خالد وهو بالكاد يأخذ أنفاسه من الجرى أنتِ من أمتى بتعرفى تعومى ؟
لين : من زمان
خالد : بس اللى أعرفه عنك أنك بتخافى من المايه ومبتعرفيش تعومى
لين : هههههههه دا كان زمان بس بعد الحادثة يوم ما كنت هغرق بابا علمنى العوم وبقيت بعرف أعوم كويس
خالد وقد تذكر انهم بعد حادثة غرق لين لم يجتمعوا بعدها مطلقاً للسباحة بنهر النيل
خالد : طب اطلعى كفاية المايه بقت ساقعة والليل خلاص
لين وقد اقتربت من الشط لتخرج فمد يده لها ورفعها من الماء
.................................................. .
جلست على الشط قليلاً لتستريح فسألها : مش حابة تتطمنى على باباكى
لين بأسى : أنا اتصلت بسارة من شوية ووقلتلى ان حالته اتحسنت ونقلوه أوضته
خالد : ومش حابة تزوريه ؟
أطرقت لين رأسها للأسفل ولم تجيب
فنظر لها وقال موطية رأسك ليه ؟
لين لم ترد
فأمسك بوجهها ورفعه لأعلى فتقابلت عيونهم لأول مرة على الإطلاق
كانت عيناها عسليتان واسعتان رموشها كثيفة وإن بدت عيناها متورمتان من أثر البكاء ووجها محمر
فقال لها : كنتى بتبكى
خجلت ولم ترد وأطرقت رأسها مرة أخرى
خالد : أنتِ معملتيش حاجة غلط علشان تتكسفى منها وتوطى راسك بالشكل دا
لين وهى مازالت مطرقة رأسها : ما دا اللى قهرنى وبدأت بالبكاء أنا معملتش حاجة غلط والكل بيتهمنى في شرفى وأنا ورحمة ماما قابلته صدفة وأنا خارجة من عند تيته
خالد : بس أنا مصدقك
لين بضحكة سخرية : لا والله بدليل اللى عملته فيه
خالد يزفر ضيق : هو يستاهل اللى عملته فيه إنتِ متعرفيش هو قال إيه
لين : قال إيه ؟
خالد وبدأ يتضايق وقال : قال اللى قاله خلاص خلصنا
أعتدلت بجلستها ووقفت وهمت بالذهاب عندما ناداها : أنا هخدك بكرا تزورى عمى
لين : بس
خالد : بس إيه ؟
لين : مش يمكن دا يضايقه وينكسه
خالد : يبقى متعرفيش أبوكى كويس
بكرا الساعة عشرة الصبح هستناكى ونروح المستشفى سوا
أطرقت رأسها بالإيجاب وذهبت
أما هو فظل مكانه يفكر بكل الأحداث المتتالية التى تمر بها الأسرة
.......................................
عادت منزلها والتعب يقتلها ويفتك بجسدها
ما إن دخلت حتى لمحتها والدتها فقالت : حمد الله على السلامة يا بنتى
دينا بتعب تحاول إخفاؤه :الله يسلمك يا ماما
الأم : مالك يا بنتى وشك مصفر أنتِ تعبانة ولا إيه ؟
دينا : لا لا تعبانة إيه بس مرهقة شويه هطلع أنام والصبح هبقى كويسة
الأم : أحضرلك تتعشى
دينا : بقولك عايزة أنام
وتركت والدتها وذهبت لغرفتها وغطت في نومٍ عميق
.................................................
تشرق الشمس ويبدأ يومٍ جديد
كانت الأسرة ذهبت بالفعل لزيارة كمال إلا هو ينتظرها بالأسفل لتذهب معه
هبطت درجات السُلم وكان هو بانتظارها
ما إن رأها حتى قال بدون اهتمام : ها جاهزة
لين : ايوا جاهزة
خالد : طب يالا بينا
صعدت بجواره السيارة ووصلا للمشفى
دخلا المشفى حتى وصلا لغرفة كمال
أمام الغرفة وقفت بتوتر : قائلة أنا خايفة
خالد وهو ينظر بتعجب : خايفة من إيه؟
لين : من رده فعل بابا لو شافنى
خالد : متخافيش أنا معاكِ ومد يده ليمسك بيديها فأمسك بيده محاولة بث الطمأنينة في قلبها وفتح باب الغرفة
كانوا بزيارة كمال
تضاربت الأحاسيس عند رؤيتهما فمنهم من ابتسم فرحاً ومنهم من لوى فمه ضيقاً
دلف بها الغرفة ويداهما متشابكتان ما إن رأهما كمال حتى ابتسم ابتسامة خفيفة فرحاً
ونظر لها رأى عيونها دامعة فقال : تعالى تعالى يا بنت منى تعالى
جرت باتجاه والدها وقبلت يديه ورأسه وهى تبكى فتأثر الجميع من منظرهما عدا ماجدة
فحاول خالد تلطيف الأجواء فقال : عمى أنا يشرفنى أطلب إيد لين
كمال مازحاً : وأنا موافق بس مفيش ترجيع اللى ياخد منى بنت إياه يرجعها تانى وهو ينظر لأمير وسارة
فضحك الجميع ومر اليوم بسلام
مرت الأيام سريعاً وخرج كمال من المشفى وقرر عمل خطبة وكتب كتاب للين وخالد حتى تجهز جناحهما
كانت تمثل بأنها فرحة بهذا الزواج لتزيل عن نفسها الاتهامات التى الصقت بها
أما هو فمثل بفرحته ليرضى عمه لا أكثر
كانت خطبتهما جميلة ارتدت هى
أما هو كان كالنبلاء ليلتها
تمت الخطبة بخير وعقد القران
.................................................. .....
في صباح اليوم التالى للخطبة
بعد تناول الجميع للافطار طرقت مكتب والدها فأذن لها بالدخول
لين : صباح الخير يا بابا
كمال : صباح النور يا لين تعالى اقعدى
لين : بابا أنا كنت حابة استأذنك عايزة أزور جدتى
كمال : وبتستأذنينى أنا ليه الأولى تستأذنى جوزك
لين : جوزى
كمال : ايوا خالد مش كتبنا كتابكم ولا أنتى نسيتى
لين : ايوا يا بابا بس أنا مالى بخالد أنا بستأذن حضرتك
كمال : لو هو وافق إنك تروحى لجدتك أنا مليش دخل ولا موافقش هو حر بردو
لوت فمها ضيقاً فها هى وقعت في شر أعمالها فهى مجبرة الأن على الأستئذان من المدعو خالد في كل شئ
يالحظى البائس : لين تحدث نفسها
لين : وهو الاستاذ خالد بيكون فين دلوقتى
كمال : يا في المكتب يا في المصنع
لين بضيق : أووووووف
خرجت من المنزل تبحث عنه فاتجهت ناحيه المكتب وكان يبعد قليلاً عن منزلهم
دلفت المكتب فوجدت أحمد
لين : صباح الخير ياأحمد
أحمد بدهشه عند رؤيتها بالمكتب : لين صباح النور خير في حاجة حصلت في البيت ولا إيه
لين : لا لا اطمن مفيش حاجة أنا كنت عايزة خالد هو هنا
أحمد : بس خالد مش هنا
لين بضيق : أمال فين ؟
أحمد : في المصنع
لين : طب يالا سلام يا أحمد
أحمد : طب محتاجة حاجة وأنا أساعدك
لين : لا يالا سلام
أكملت طريقها مشياً حتى المصنع
دلفت من البوابة الكبيرة للمصننع فأوقفها الأمن : أنتِ مين يا أنسة وعايزة إيه ؟
لين : عايزة خالد قصدى خالد بيه
الأمن ك وحضرتك مين ؟
لين : أوف أنا لين
ليرتاب منها الأمن فيقول : ممكن بطاقتك يا أنسة ؟
لين : مش بشيلها معايا
الأمن : يبقى أسفين ممنوع أى حد غريب يدخل المصنع
لين : يعنى إيه أنا هدخل غصب عنك
الأمن : لو سمحتى متضرناش نستخدم معاكِ القوة
لين وبدأت تغضب : قوة مين يا ابن ........ أنتَ مش عارف أنا مين ؟
الأمن : وكمان بتشتمى يبقى اطلعى برا أحسنلك
لتتضايق أكثر وتقول : أ،ا لين كمال أبو الدهب يا حيوان منك ليه
الأمن : نعم
لين : ها هتدخلنى ولا أخلى نهارك زى خلقتك
الأمن : احنا أسفين يا هانم اتفضلى
دلفت المصنع وتعجبت من كبر مصنعهم فهى لأول مرة تدخله
ما إن رأها العمال حتى بدأت التهليلات
أوعى من الجمال – يالهوى على الملبن – مين القمر – اتفضل ياعسل
مغازلات كثيرة نالتها حتى وصلت لرجل كبير في السن فسألأته : لو سمحت فين مكتب خالد قصدى خالد بيه
الرجل : مش هنا يا أنسة أنتِ دخلتى غلطت دا قسم الانتاج ارجعى تانى واطلعى السلم مكتب خالد بيه تانى دور أول أوضة على اليمين
بالفعل عادت وصعدت السلم وتفاجأت به خارج من مكتبه
بدهشة ما إن رأها : لين
لين : أووووووف أخيراً لقيتك
خالد ك أنتِ إيه اللى جابك المصنع
لين : يوووه دا بدل ما تطلبى ماي هدا أنا دخت على ما وصلت لمكتبك وبعدين إيه العمال الزبالة اللى بيشتغلوا معاكم دول
خالد :إييييييييييه أنتِ إيه وداكى عند العمال
لين : رحت بالغلط
ليتضايق ويسحبها من ذراعها داخل المكتب ويقول : ممكن أعرف أنتِ إيه اللى جابك
لين : بضيق متخافش مش جايه أتأمل منظرك لولا بابا مكنتش جيت
خالد : عمى ليه هو اللى بعتك
لين ك لا مبعتنيش بس هو قالى متخرجيش غير لما استأذن منك وأنا دخت من الصبح بدور عليك علشان استأذنك أخرج أزور تيته
ليستشيط غضباً : بقى أنتِ لفيتى البلد كلها بتدورى عليا ودخلتى عند العمال وفى الأخر عايزة تستأذنينى مفى زفت اسمه موباييل متصلتيش ليه ؟
لين : تصدق نسيت
خالد : بت أنتى أنتِ هبلة ولا بتستهبلى
لين : احترم نفسك دا أنتِ اللى ستين أهبل كمان
وتعرف بقى أنا غلطانة أنى سمعت كلام بابا وهخرج براحتى وقت ما حب
ليقترب ناحيتها بخطوات وهو يقول : بتقولى إيه ؟
لترتعب منه : بقول سلام أنا ماشية وهمت بالخروج من الغرفة لولا أنه جذبها بقوة وألصقها في الحائط ونظر لها بتحدى كبير
فارتعبت من منظره و..........
يتبع ..................
الفصل العاشر
ليستشيط خالد غضباً : بقى أنتِ لفيتى البلد كلها بتدورى عليا ودخلتى عند العمال وفى الأخر عايزة تستأذنينى مفى زفت اسمه موباييل متصلتيش ليه ؟
لين : تصدق نسيت
خالد : بت أنتى أنتِ هبلة ولا بتستهبلى
لين : احترم نفسك دا أنتِ اللى ستين أهبل كمان
وتعرف بقى أنا غلطانة أنى سمعت كلام بابا وهخرج براحتى وقت ما حب
ليقترب ناحيتها بخطوات وهو يقول : بتقولى إيه ؟
لترتعب منه : بقول سلام أنا ماشية وهمت بالخروج من الغرفة لولا أنه جذبها بقوة وألصقها في الحائط ونظر لها بتحدى كبير
فارتعبت من منظره ووقالت سيبنى سيبنى بدل ما أصرخ وألم عليك عمالك
خالد بتحدى : وهتقوليلهم إيه جوزى بيربينى
لين بعند : تربيى مين روح ربى نفسك الأول
خالد وهو ما زال ملصقاً إياها بالحائط ويرفع يديها ويضغط على يديها بقوة وغير ملتصق بجسدها
تصدقى إن عمى عمل الصح لما اخترنى ليكى دا أنتِ لسانك عشرة أمتار مش اتنين بس
لين : طب سيبنى بدل ما العشرة أمتار يهزقوك دلوقتى
خالد بسخريه :هههههههههههههههههه لا والله دا على أساس انى فاتن وهسيبك تهزئى فيا دا أنا كنت قطعتلك لسانك وحطتهولك في ايدك تحتفظى بيه تذكار
لين بخوف : طب ممكن تفلت إيدى علشان وجعتنى
خالد : لا يا شيخة ليه أنتِ بتحسى زى الناس
لين بتوجع : ااه ايدى وجعتنى
فتركها وقال يالا خلينى أوصلك البيت
لين : لا هرجع لوحدى
خالد وهو ينظر بجديه لها : بقولك يالا ولا تحبى .....
لم تدعه يكمل جملته وجرت أمامه
وصلا لسيارته المركونة وصعدا وانطلق بها
في الطريق وأمام قناة مائية صغيرة تصل للطرف الأخر من الطريق حيث الأرض الزراعية
وعلى جانبى القناة موضوعه أخشاب ليمر الناس من فوق القناة للناحية الأخرى
قالت فجأة : دقيقة دقيقة أقف
خالد : مالك في إيه ؟ أقف ليه ؟
لين : معلش بس أقف دقيقة
أوقف خالد السيارة فنزلت منها مسرعة وتخطت للجانب الأخر من الطريق فوق القناة
تفاجأ من فعلها فناداها
فنظرت له وأخرجت لسانها وانطلقت وسط الأراضى الزراعية
نزل من سيارته وهم بملاحقتها وتأديبها لولا ان الطريق ضيقة ولا يصلح ترك سيارته تسد الطريق على المارة فتوعدها وعلم بأنها ستذهب لجدتها فسبقها لهناك بسيارته من الطريق الرئيسى
تمشت هى بين الحقول وفى طريقها أخذت تجمع الريحان والورود لتصنع باقة جميلة لجدتها
تأخرت حتى وصلت لمنزل جدتها
رأت من بعيد حشد من الناس أمام بيت جدتها اقتربت سمعت أصوات بكاء وصراخ
اقتربت أكثر رأت أخوالها ينتحبون أقتربت أكثر رأت والدها وعمها وخالد والجميع يقفون دنت من والدها قائلة بصوت مخنوق : في إيه ؟ حصل إيه ؟ تيتة وبدأت دموعها تنساب تيتة فين ؟
كمال ينظر بحزن لابنته ولا يرد
تقع الباقة من يديها وتجرى لداخل المنزل
تصرخ وتنتحب على أخر شئ بقى من ذكرى والدتها
على جدتها الحنون
ودعت جدة لين لمثواها الأخير ولين في صدمة فبعد صراخها المستمر صمت أطبق عليها
أقيم سرادق العزاء للرجال وكانت النساء تأتى لتعزى لين وزوجات خالها
في المساء ذهب الجميع لمنزله عقب العزاء
كانت قابعة على كرسيها ترتدى عباءة واسعة للغاية عليها لم تدرى من وضعتها عليها لأنها لم تكن تلبس الأسود وقت مجيئها حزينة تطأطأ رأسها للأسفل لا ترد على أحد
كانت هذه حالتها عندما جاء والدها وعمها وأبناء عمها لتعزيتها أخر الليل
كمال بحنو : ربنا يرحمها يا بنتى
ليتذكرها خالد تلك العجوز الحنونة بالمساء قالت له جمل قصيرة لم يكن يعلم بأنها وصيتها الأخيرة فقد قالت له في مساء الأمس في خطبته من لين
جدة لين : خد بالك منها يا بنى دى كانت أمانة بنتى ليا ودلوقتى دى أمانة عندك
لين قلبها أبيض زى العيال تزعل بسرعة وتتراضى بسرعة
لم يكن يدرى بأن الجدة كانت توصيه حفيدتها للمرة الأخيرة
قرر كمال ألا يترك ابنته تبيت ببيت جدتها خوفاً عليها فقرر أن يأخذها معه المنزل
صعدت بسيارة خالد هى ووالدها والجدة صفية والباقى توزعوا على بقية السيارات
كان بين الحين والأخر ينظر لها بالمرأة يرى الحزن بعينيها أشفق عليها كثيراً وتمنى لو بإمكانه أن يحتضنها ليطمئنها
وصل الجميع للمنزل وصعدت لغرفتها واستسلمت في فراشها للنوم بعد أن أتعبها البكاء والنحيب
في صباح اليوم التالى
كان الجميع على مائدة الطعام عداها
ليتسائل كمال : لين فين ؟
هدى : أنا صحيتها وقالتلى انها مش عايز تفطر تعبانة وعايزة تنام
كمال : طب سيبوها ربنا يعينها ويصبرها وخدوا بالكم منها اليومين دول
أما الأخر فقلق عليها فأنهى فطوره سريعاً وانتظر ذهاب عمه والبقية وصعد لغرفتها
طرق الباب عدة مرات
لين بصوت منخفض : اتفضلى
ليدخل ويتنحنح
لين وترفع راسها : خالد
خالد : معلش أنا دخلت الأوضة بس قلقت عليكى وحبيت اطمن
لين : أنا كويسة
خالد : طب محتاجة حاجة
لين : لا بس عايزة أنام
خالد : تمام وأنا هروح ولو احتجتى حاجة كلمينى أنا هكتبلك رقمى وتناول هاتفها الموضوع على الكيمود بجوارها وسجل رقمه به وقال : مع السلامة لو احتجتى حاجة كلمينى
لم ترد عليه واستسلمت لنومها
............................................
حل المساء سريعاً وتجمع الجميع على مائدة الطعام عداها
فسأل كمال : إيه لين لسه مش عايزة تنزل خلينا اطلع واخليها تنزل تاكل معانا مش معقولة هتحبس نفسها في أوضتها يجرالها حاجة
لترد هدى : بس أنا لسه جايه من أوضتها ومكنتش فوق
كمال : إيه يمكن في الجنينة روحى يا سارة شوفيها
ذهبت سارة وبعد دقائق عادت وقالت : ملقتهاش يابابا
كمال : طب بصيتى ورا البيت
سارة : أه بصيت مش موجودة بردو
الجدة : يالهوى أمال راحت فين دى حالتها زفت من امبارح

..........كمال : أنا قلتلكم خدوا بالكم منها وانتوا ولا سئلتوا ماشى حسابكم معايا بعدين
ليدخل من المنزل خالد ما إن يراه كمال حتى يسأله بلهفة : خالد لين معاك
خالد بدهشة : لا ليه ؟ هى لين فين
لترد عليه ماجدة : مش لقينها بندور عليها
ليصرخ خالد : ازاى يعنى راحت فين وامتى خرجت ؟
ماجدة : واحنا إيه عرفنا
خالد : يعنى إيه إيه عرفكم ما انتوا عرفينها منهارة لموت جدتها كنتوا أخدتوا بالكم منها
كمال : كفاية خلاص المهم نلاقيها دلوقتى
وزعوا نفسكم ودوروا عليها اجمعوها يا حبيبتى يا بنتى أنا خايف لتكون عملت في نفسها حاجة
خالد بقلق : إيه وخرج مسرعاً يبحث عنها في أرجاء القرية وتبعه أخوته يبحثون ....
يتبع ............
الفصل الحادى عشر
كمال وهو يأمرهم : وزعوا نفسكم ودوروا عليها متخلوش شبر إلا لما تدوروا فيه
ثم قال بحزن : يا حبيبتى يا بنتى أنا خايف لتكون عملت في نفسها حاجة
قلق عليها وبشدة ولم يعلم وقتها ما دافعه لهذا القلق الشديد ألأنها زوجته ام ابنة عمة أم لأنه عشقها
لم يهتم وقتها كل ما أربكه وهمه أن يجدها سليمة متعافية
جال بسيارته أنحاء القرية بالكامل ولكن دون جدوى ثم خطر بباله بيت جدتها
نعم من المؤكد انها ذهبت هناك : خالد محدثاً نفسه
استدار بسيارته وقاد ناحية بيت جدتها وبالفعل كما توقع وجد الأضواء مشعلة فالضوء يخرج من النافذة
نزل من سيارته وتقدم بضع خطوات حتى وصل للباب
طرق الباب عدة مرات وأخيراً فُتح الباب
ما إن رأها حتى حمد الله شكراً ولم يصدق نفسه فقال : لين الحمد لله الحمد لله طمنينى عليكِ إنتِ كويسة
لين لم ترد وتركت الباب مفتوح ودخلت
تعجب منها فدلف خلفها
وجدها تجلس على أريكة وبيدها ألبوماَ للصور
أدرك وحزن عليها فاقترب منها وجلس على مقعد مجاور ولم يعرف بما سيواسيها فهى في حالة سيئة للغاية ويرثى لها
فجأة كسرت هى الصمت قائلة وهى تنظر لصورة ما في الألبوم : تعرف أنا كل يوم الصبح لازم أمر من زرعة عم صلاح وأقطف ريحان وبعدها أمر على الأماكن اللى فيها ورد واقطف من كل بستان وردة وأجيب فرعة عشب وأربطهم بيها يبقى بوكيه وأقدمهولها
كانت كل يوم تقولى نفس الكلمة يا لين الورد بيبكى متقطفيهوش تانى
وأقولها ليه يا تيته بيبكى تقولى : علشان أنتِ خدتيه من أمه وخلتيه وحيد أٌوم أوعدها مقطفش تانى
وبعدها تنظر ناحيته وهو يتابع باهتمام وحزن : بس بردو كنت بقطف ولغاية امبارح قطفت وعملتلها بوكيه بس ملحقتش وهنا أجهشت بالبكاء ملحقتش اديهولها هى اللى سبتنى وحدى وراحت
ليقترب منها ويجلس بجوارها على الأريكة ويواسيها : بس هى في مكان أفضل من هنا بكتير
لتكمل لين بدموع مترقرقة : بس أنا زعلانة منك يا تيتة وهى تمسك بصورة جدتها وتلمس على وجه جدتها بالصورة : ايوا زعلانة منك أنتِ طول عمرك بتقوليلى مش هسيبك يا لين وأديكى سبتينى
هضايق مين أنا دلوقتى هقطف لمين ورد
خالد بدأت دموعه تنساب
ها قوليلى مين هيعملى تورتة ويحتفل كل شهر بعيد ميلادى لتنظر لين لخالد : أه كانت بتحتفل بعيد ميلادى كل شهر تروح تقبض معاشها وتشترى طلبات التورتة وتعملهالى وتقولى دى تورتة لعيد ميلادك
لتعيد النظر للصورة دلوقتى مين هيحتفل بعيد ميلادى
ليقترب منها أكثر ويضع يديه ليمسح دموعها ويقول : أنا هحتفل بيه
لتنهار لين أكثر وتحتضنه بقوة وهو أيضاً ليقضيا وقتاً طويلاً في عناقهما ودموعهما المنسابة
خالد بعد فترة : لين أوعدينى إن دموعك دى متنزلش تانى أبداً أنا مش هاين علىّ أشوف دموعك
لين : لم ترد ومازالت تعانقه
ليقطع عليهما صوت هاتفه يرن فكان المتصل كمال
خالد وينظر في شاشة هاتفه : دا عمى أكيد هيوت من القلق عليكِ لازم أرد
لين وتبتعد عنه بعد أن لاحظت التصاقها به فخجلت من نفسها كثيراً
خالد : ايوا يا عمى – لقيتها – أه في بيت جدتها – حاضر هجيبها وأجى
خالد : لين لازم تمشى معايا عمى قلقان عليكِ قوى
لين : تمام
أغلقت بيت جدتها وصعدت بجواره السيارة
وصلا لمنزلهم وما إن وصلت حتى عانقها كمال قائلاً بحنو : بنتى يا بابا مينفعش تروحى لوحدك هناك لتتعبى أكتر ادعيلها بالرحمة
لين طأطأت رأسها ولم ترد
زينب : إنتِ أكيد مأكلتيش حاجة من الصبح أنا هحضرلك الأكل
لين : لا شكراَ يا طنط أنا مش جعانة
ليتدخل خالد : بس أنا جعان وعايز حد يفتح نفسى على الأكل " لتغتاظ منة الواقفة
لين : معلش بس أنا مليش نفس
خالد : وأنا قلت هتاكلى ولا عايزانى أحلف عليكِ تاكلى
لينظر له الجميع ويبتسموا عداها وعدى الغيورة منة ووالدتها
اضطرت أن تجلس معه على طاولة العشاء وجلس الجميع بعد انقطاع شهيتهم عندما لم يجدوها منذ ساعات قليلة
مر المساء بخير على الجميع عدا واحدة تقف بنافذتها تفكر بخطة شريرة تزيح لين من طريقها لتفوز به
.................................................. ..........
بعدها بعدة أيام في الظهيرة
كان كمال عائداً من مصنعه فوجد جميع بناته يجلسون عدا لين فسأل عنها فلم يعرفوا مكانها عدا سارة التى قالت
بابا : أنا عارفة ممكن نلاقيها فين
كمال : متنطقى ساكتة ليه
سارة : لين لما بتكون زعلانة بتروح مكانين يا بتقعد عالشط يا بتروح تحت شجرة الليمون
كمال : شجرة الليمون احنا معندناش شجرة ليمون
ماجدة : قصدك شجرة الليمون اللى فى جنينة جارنا اللى بيجى من السنة للسنة هو ومراته
سارة : اه هى دى
كمال : بس دا بيته مقفول هى بتدخل ازاى وإيه اللى يوديها في جناين الناس
سارة : ما هو أصل
كمال : انطقى أصل إيه ؟
سارة : أصل الحيطة اللى من الشرق واطية شوية واحنا بنتعلى وننط جوا الجنينة كلنا بننط ونلعب لما يكون الحارس مش موجود ونقطف مانجه وليمون
كمال : بتقطفوا مانجه وليمون يا فرحتك يا كمال في بناتك اللى شغالين حرامية بينطوا على بيوت الناس
كمال : طب يالا خلينا نروح ندور هناك
كان وقتها وصل أمير ويركن سيارته عندما وجد الجميع خارج من المنزل
وجد كمال والجميع يجرون خارج المنزل فنادى سارة : في إيه يا سارة رايحين فين ؟
سارة : هنجيب لين من جنينة جارنا
أمير : جنينة جاركم ! وهى إيه وداها هناك ؟
سارة : يوووه بطل أسئلة ويالا علشان محدش هيقدر ينط الحيطة غيرى
أمير : تنطى الحيطة ما أنا قلت هيجوزونى قردة يا ناس ومحدش مصدقنى ليتبعها بعدها
ذهب الجميع ناحية منزل الجار فقال كمال : على أخر الزمن هننط على حيطان الناس زى الحرامية
لتتسلق سارة الجدار وتقفز بالداخل
فيذهل أمير ويحدث نفسه : يالهوى وكمان طلعت بتنط على حيطان الجيران أه منك يا سارة
دخلت سارة وتبعها أمير وانتظر البقية بالخارج حتى سمعوا صراخ سارة : بابا بابا لقيناها لين لين لين
كمال بخوف : في إيه مالكم أمير ياأمير ليراهم خالد وهو قادم بسيارته فيهبط منها ويجرى باتجاههم
خالد بخوف : في إيه يا عمى
كمال : لين جوا وسارة وأمير راح يجيبوها وبيصرخوا باين حصلت حاجة
لم يدعه يكمل جملته وتسلق الحائط وقفز بالداخل
جرى باتجاههم فوجدها ملقاة أرضاً وبرأسها دم
حملها بسرعة وأخرجها ووضعها في السيارة وانطلق ناحية المشفى
في الطريق للمشفى
خالد يضع رأسها على ساقيه ويمد جسدها على باقى المقعد ويقود بهم أمير وبجواره كمال
كاد يموت رعباً عليها ويحدث نفسه : لا لا مش معقولة كل واحدة هتدخل قلبى هتموت منى مستحيل لين لازم تعيش لازم تعيش
حاول أن يبقى نفسه هادئاَ قدر الإمكان لولا أن هربت من مقلتيه دمعة حارة سقطت على وجهها النائم
وصل بها المشفى وفحصها الأطباء وعينت حالتها ارتطام رأسها بشئ صلب أفقدها الوعى بالكامل
علقت لها المحاليل وبعد حوالى الساعة بدأت تستعيد وعيها
فتحت عيونها ببطء وجدت الجميع بالغرفة وأول ما وقعت عينيها كانت عليه رأت عيونه دامعة
فقالت بالم : أاااااااااه دماغى
كمال بقلق : إيه يا بنتى مالك اندهوا الدكتور بسرعة
لين وهى تحاول رفع نفسها من وضع الأستلقاء وتتكأ للخلف فتألمت من رأسها فساعدها خالد ورفعها ووضع خلفها وسادة لتستريح فقالت : متقلقوش انا كويسة
كلاَ بدوره : حمد الله على السلامة يا لين
أمير مازحاً : طب مش كنتِ تقليلى أنك عايزة مانجه وأنا كنت جبتلك بدل شغل النط على بيوت الناس أنتِ وواحدة كدا وهو ينظر لسارة الواقفة بعيداً عنه
كمال : لين أنتِ إيه وداكى بيت الجيران
خالد : معلش يا عمى سيبوها ترتاح دلوقتى وبعدين تحكيلنا
لين : أصل يابابا أنا لما بكون مضايقة بحب أكتب خواطرى ومبحبش حد يضايقنى وأنا بكتب فكنت بروح جنينة الجيران وسط الشجر والفاكهة واكتب ولما كنت راجعة وقفت فراسى اتخبطت في جذع الشجرة ومحستش بنفسى غير دلوقتى
كمال : لا إله إلا الله ويا بنتى ما احنا عندنا جنينة وكل حاجة تروحوا بيوت الناس ليه تمام حسابك معايا بس بعد ما تخفى وأنتِ كمان يا مقصوفة الرقبة وأشار على سارة فطأطأت سارة رأسها
على : خلاص يا كمال المهم اننا لقيناهم ولو على شجر المانجه أنا هزرعلكم أربع شجرات مانجه بس بيت الجيران لا سمعين
الجميع فرح بإيجادها وهو ركز بشئ أخر أكتب خواطرى : يعنى هى بتروح هناك وتكتب اللى في قلبها
طب لو أنا لقيت الكتاب دا قبل أى حد تانى هيكون أحسن بدل ما حد يقرأ خواطرها وكمان هعرف عنها حاجات كتير انا معرفهاش
استقرت حالتها وسمح لها الطبيب بالخروج
وصل لمنزله وبعد أن صعد لغرفته تذكر الخواطر فهبط مرة أخرى
تسلق حائط الجيران وبحث عن دفتر خواطرها فوجده
عاد لغرفته وأحب أن يطلع على بعض كتابتها
تردد في البداية ثم أخيراً فتح أول صفحة
قلبى مهجور كبئر جفت مياهه
ليت ينظر لى ولو لمرة
ليقلب بين الصفحات فيقرأ :
رأيته اليوم وطار قلبى فرحاً ليته ينادينى باسمى ولو مرة
يقلب صفحة أخرى :
أبكى عليه فها قد سافر الحبيب وترك قلبى يحترق
ثم قلب بين الأوراق فقرأ :
عاد حبيبى عاد أخيراً ولكن بعد فوات الأوان
ليقلب صفحة أخرى :
يا لسخرية القدر ألم يجد أبى غير هذا الوحش ليزوجنى به
أمقته أمقته أكثر من أى شئ في حياتى أكرهك أيها الخالد اللعين
ليتنى أموت قبل أن أكون لك فالموت أرحم من جوارك
تضايق خالد للغاية فلم يتوقع كرها له بهذا الشكل وأيضاً كلماتها العزباء عن يوسف حتى وقت قريب فقد كانت هى تؤرخ خواطرها أعلى الصفحة
أغلق الدفتر وهو منزعج للغاية وأخرج سجائرة ونفثها بقوة ليخرج معها غضبه المكتوم بصدره
...................................
في اليوم التالى
قضى معظم يومه خارج المنزل وفى المساء عاد
وجد جميع أفراد الأسرة يجلسون يتسامرون فسلم عليهم وهم بصعود غرفته فأوقفه كمال
كمال : خالد
خالد : ايوا يا عمى
كمال : احنا اتفقنا هنسافر اسبوع نغير جو أبقى قضى نفسك علشان تيجى معانا
خالد : لا اعفونى أنا مش فاضى خالص
كمال : لا ازاى كل مرة كدا مبترداش تيجى معانا يا ابنى دى رحلة هتروحها العيلة كلها وانتَ كالعادة تقول لا
خالد : أصلى .... لم يدعه يكمل كلامه كمال مقاطعاً : لا أصل ولا فصل خلاص هنسافر الساحل بكرا الصبح أنا اتصلت بالحارس وبيجهز فيلتنا هناك مش عايز اعتراض
لم يجد بد من رفض الدعوة فاضطر للذهاب معهم
في الصباح الباكر كان الجميع على أهبة الاستعداد للسفر
بعربة أحمد صعدت الجدة وماجدة وبناتها
بسيارة أمير صعد على وزينب ودينا و رفضت سارة الصعود واتفقت مع لين على تبديل الأماكن لتصعد لين بسيارة أمير وسارة تذهب مع والدها ووالدتها بسيارة خالد
تضايق أمير للغاية من فعلة سارة ولكن عدم اعتراض لين على الأمر لم يعطيه المجال لإجبار سارة على الصعود معه
مع حلول شمس الظهيرة وصلت الأسرة إلى الساحل الشمالى ووصلوا لفيلتهم هناك
صعد كمال وزوجته لغرفتهم
على وزوجته صعدوا لغرفتهم
الجدة صفية وابنتها ماجدة لغرفتهم
سارة ومى لغرفتهم فلكل واحدة سرير مستقل في نفس الغرفة
دينا لغرفتها المنفردة
لين ومنة لغرفتهما ولكل واحدة سرير مستقل في نفس الغرفة
أمير وأحمد لهما غرفة مشتركة ولكل واحد سرير منفصل في نفس الغرفة
خالد له غرفة مستقلة
ذهب أمير وأحمد واشتروا الغداء للجميع من أحد المطاعم
جهزت البنات المائدة ونزل الجميع لتناول وجبة الغداءومن بعد الغداء بدأت الرحلة الفعلية للأسرة
سارة ومى أصرا على الذهاب للبحر فصطحبهما أمير
دينا فضلت التنزه في الأسواق فذهبت معها عمتها ماجدة ومنة وزينب وعلى
أما كمال ووالدته وزوجته هدى فضلا البقاء في المنزل
خالد خرج ولم يعرفوا أين ذهب
أما هى فكانت تتابع البحر من الشرفة وما إن ملت حتى قررت أن تذهب لتتمشى على الشاطئ
كانت تتمشى على شاطئ البحر بالقرب من فيلتهم سرحة تتأمل جمال الطبيعة وروعة المياة الزرقاء حتى جائها صوت من خلفها : البقاء لله يا لين
تفاجأت من الصوت فالتفت لتراه إنه يوسف
لين بدهشة : يوسف إنتَ إيه اللى جابك هنا ؟
يوسف : جاى وراكى عرفت انكم مسافرين الساحل فجيت وراكى علشان وحشانى
لين : يوسف لو سمحت
يوسف : لو سمحت إيه ؟ أنا قلبى بيتقطع كل ما أفكر أنك مبقتيش ليا أنا اللى عشت سنين على أمل أنك تبقى ليا ونحت في الصخر علشان أليق بيكى ويوم ما الدنيا تضحكلى غيرى ياخدك
لين لم ترد فقط تنظر له
يوسف : قولى أنك عايزانى زى ما أنا عايزك وأنا هعمل المستحيل علشان تطلقى منه ونتجوز
لين : مينفعش يا يوسف
يوسف : ليه ما ينفعش ؟ أنتِ بتحبينى زى ما بحبك يبقى إيه المانع ؟
لين : خالد ميستهلش إنى أعمل فيه كدا
يوسف : لا يستاهل هو كان عارف إنى بحبك وأنا قلتله بس علشان أنانى خطبك وكتب كتابه عليكى
لين : أنتَ بتقول إيه ؟ أنتَ قلتله ؟
يوسف : أه قلتله يوم ما تخانق معايا ليلتها فاكرة وأنا محبتش أكبر الخناقة علشان كنت شايفك وشايف إنتِ خايفة قد إيه
كان عائداَ من مكان ما ومتجه ناحية فيلتهم عندما رأها تقف معه يتحدثان فغلى الدم في عروقه و.......
الفصل الثانى عشر
كان عائداَ من مكان ما ومتجه ناحية فيلتهم عندما رأها تقف معه يتحدثان فغلى الدم في عروقه وقبض على كفيه بقوة وركض باتجاههم
ما إن رأته حتى دب الذعر بقلبها
خالد بغضب : الله الله إيه اللى موقفك هنا
لين بتلعثم : أاااااااااااا
خالد : حسابك معايا بعدين ارجعى البيت دلوقتى
لين : أصل أصل .......
خالد بلغة تحذير : اطلعى على الفيلا وحسابك معايا بعدين
لين بذعر : خالد أنتَ فاهم غلط ليصرخ بها : بقولك عالبيت
جرت باتجاه فيلتهم
خالد بعصبية : وأنتَ ممكن أعرف إيه اللى موقفك مع مراتى ؟
يوسف : شفتها بالصدفة وسلمت عليها
خالد وهو يقبض يديه غضباً : صدفة أه صدفة وكمان وجودك هنا بردو صدفة
يوسف : أه صدفة يعنى هو الساحل حكر لعيلة أبو الدهب بس
خالد وقد اقترب من يوسف وأمسكه من لياقه قميصه : طب بص بقى لو لمحتك تانى واقف لا مش واقف بتبص بس لمراتى هقلعلك عينيك سامع ولو قربت بس ناحية الفيلا هعتبر ربنا مخلقش سامع
يوسف يبتلع ريقه ولا يرد
ويوخز خالد يوسف بصدره ويذهب غاضباً إلى فيلتهم
في حديقة المنزل كانت تنتظره مرتعبة من رده فعله بعد أن رأها تقف مع يوسف
دخل من البوابة الحديدية فلمحها تقف
جز على أسنانه ضيقاً واقترب منها قائلاً : هو دا الاحترام اللى علمهولك تستغلى غيابى وتقابلى حبيب القلب
لين بتوتر وخوف : والله شفته صدفه و.......
خالد وهو يقترب منها : وإيه مش قادرة تبعدى عنه مش كدا قمتى قلتيله أنتِ مسافرة فين وهو حصلك مش كدا
لين بصدمة : لا أنا .........
خالد : أنتِ إيه ؟ إنتِ واحدة ........ بجد مش قادر انطقها
خالد : والله أنتَ فهمت غلط
خالد : لا فهمت صح وصح قوى كمان ومن النهارده خالد الحنين بح هتشوفى وش عمرك ما شفتيه
لين وهى تبتلع ريقها خوفاً وهو يزداد اقتراباً منها
ليكمل تحذيره : لو شفتك بس خطيتى برا الفيلا من غيرى هكسرلك رجلك سامعاه و ..
وأى مكان رجلك على رجلى فاهمه ولا تحبى أفهمك
لين :تهز رأسها بالإيجاب
خالد : مش سامع
لين بدموع مترقرقة : سامعه
خالد : يالا على أوضتك
جرت من أمامه مسرعة خائفة فلأول مرة يكشر لها عن أنيابه وتراه يقسو عليها لهذه الدرجة فهو لم يسمعها حتى وحكم عليها
ظلت بغرفتها حزينة دامعة فبعد أن لان قلبها وبدأ عشقه يتسلل لقلبها ها هو يعود وحشٌ صارم ويخيفها منه مرة أخرى
........................................
على الشاطئ
كانت سارة ومى تلهوان كطفلتان مرحتان وأمير يجلس على الشاطئ يتابعهما بشغف حتى انه شاركهما اللعب بالمياه وعادوا كأطفالٍ صغار
.................................................. .
بعد عدة ساعات من التنزه
عاد الجميع للمنزل وكانوا متعبين للغاية وصعد كلاً إلى غرفته
دخلت منة الغرفة فوجدت لين دامعة
فسألت لين عن حالها
منة : مالك يا لين بتبكى ليه؟
لين وهى تمسح دموعها : لا مفيش حاجة
منة : علىّ أنا بردو مالك احكيلى لتكونى اتخانقتى مع خالد
لين بتلقائية : هو في حد غيره منكد علىّ
فرحت منة في أعماق قلبها أن لين وخالد تشاجرا ولكن تظاهرت بالعكس
منة : معلش يا لين هو خالد كدا يعنى أنتِ مش عارفاه عصبى ومتهور
بس إيه سبب الخناقة
لين : هحكيلك بس وعد متقوليش لحد
منة : أكيد
قصت لين لمنة ما حدث بالكامل
منة بلؤم : دا غبى قوى خالد طب مش كان سمعك
بصراحة ومتزعليش منى إنتِ اتسرعتى لما وفقتى عليه خالد دا أنانى مبيحبش غير نفسه وبس
لين لم ترد
كانت منة ليلتها قد وضعت لمساتها الأخيرة لخطة تفريق خالد ولين لتناله هو
.......................
في صباح اليوم التالى
طلت لين بالمنزل وخافت أن تخرج خوفاً منه وتحججت بالتعب والإرهاق
كان يجلس على شاطئ البحر يعتصر الألم والغضب قلبه عندما جاءت من خلفه قائلة : قاعد لوحدك ليه؟
التفت خالد فرأى منة
خالد بعدم اكتراث : عادى مبحبش الدوشة
منة وهى تجلس : طب ممكن اقعد اتكلم معاك شوية
خالد وهو ينظر لها : ما أنتِ قعدتى خلاص
خير موضوع إيه اللى عايزة تتكلمى فيه
منة : موضوعك أنتَ ولين
خالد بتأفف : لو سمحتِ مش عايزة اتكلم عن الموضوع دا خالص
منة : كان معاك حق هى فعلاً مقبلتهوش صدفة
ليلتفت لها : إيه!
منة : هحكيلك بس اوعدنى الأول إن اللى هحكهولك محدش يعرفه أبداً حتى لين
خالد : لا مش هقول بس انطقى في إيه ؟
منة : بصراحة لين بتحب يوسف ومن زمان كمان وهما كانوا متفقين عالجواز من أيام الجامعة وكان بينهم .......
خالد وكاد قلبه يتوقف : انطقى كان بينهم إيه
منة : كانت بتقابله في السر ولما سافر فضلت مستنياه وبترفض أى عريس يتقدملها علشان ...
خالد : ها علشان إيه ؟
منة كحفيف الأفعى : علشان سرها ميتكشفش
خالد : سر إيه ؟
منة صمتت ولم ترد عليه ولكن أكملت ولما حصلت فضيحة أن البلد بقت تتكلم عليها اتفقت معاه انها توافق تتجوزك علشان الناس تبطل تتكلم عليها وبعدها تسيبك ويرجعوا لبعض
خالد كان مطرق الرأس غير مستوعب لما يسمع ولولا تأكده من منة لما صدقها فالدلائل واضحة أمامه رأهما معاً من قبل ثم وافقت على الزواج منه دفتر خواطرها ورؤيتهما معاً بالأمس
كاد عقله ينفجر وغلت الدماء بعروقه وقرر أن يثأر لنفسه منهما مهما كلفه الثمن
.................................................. .......
تركته منة وعادت الفيلا بعد اكتمال خطتها
.................................................. ...
في المساء قرر كمال أن يصطحب الجميع لحفلة في احدى القرى السياحية
حاولت أن تتهرب من والدها كى لا تغضب الأخر الغير موجود وبالتالى لن يذهب معهم الحفلة فلم تستطع التملص من الذهاب
ارتدت فستان يصل لركبتها بكوم قصير يصل لبعد كتفها بقليل من اللون الأحمر وحذاء أسود ذو كعب عالٍ
ذهب الجميع للحفلة واستمتعوا بالأجواء
عاد هو للمنزل فلم يجد أحد ولم يجدها فها هى تخالف أوامرة وتخرج اتصل على أخيه فأخبره بالأمر وبالعنوان وذهب لهناك
ما إن وصل حتى جال الحضور بعينيه حتى وقعت عيناه عليها
كانت جميلة للغاية شعرها منسدل حريرى وتبدو جميلة للغاية بفستانها الأحمر
كان مفعول الكحول الغير معتاد عليه والذى ظل طيلة اليوم يحتسيه غضباً يسرى مفعوله في عقله
اقترب منها قائلاً : تعالى عايزك في موضوع
لين خافت منه ولم ترد مجادلته فخرجت معه
قال بصوتٍ هادئ : اطلعى
لين : ليه احنا هنمشى دلوقتى مش نستنى نمشى مع بعض أحسن
خالد : لا أنا هوديكى مكان عمرك ما شفتيه قبل كدا
لين بفرحة كالأطفال بجد : هنروح فين
خالد : دى بقى مفاجأة
صعدت معه السيارة وانطلق بها وسط الظلام وكلما تسأله احنا رايحين فين يرد : مفاجأة
حتى وصل بها لكوخٍ صغير على الشاطئ
أوقف محرك السيارة وقال : انزلى
لين بخوف : احنا هننزل ليه
خالد : علشان المفاجأة
لين : بس هنا مكان مش حلو
خالد وبدأ صوته يرتفع : فتح لها باب السيارة قائلاً : انزاى بالذوق بدل ما انزلك بالعافيه
لين وبدأت تشعر بأنه غير طبيعى : خالد أنا مش حابة أنزل خلينا نروح
لم يدعها تكمل جملتها وحملها بين ذراعيه وأخرجها من السيارة
حاولت أن تنزل من بين ذراعيه ولكنه أحكم السيطرة علية
فتح باب الكوخ وأدخلها بالقوة
لين بذعر وعيون دامعة : خالد أنتَ هتعمل إيه خلينا نروح
خالد بسخرية : هههههههههههههههههههههههه نروح بسهولة كدا بعد ما ادتينا على قفايا علشان تدارى على عمايلك مع عشيقك بسهولة كدا عايزة تمشى
لين : عشيقى أنتَ بتخرف تقول إيه ؟
خالد : بقول إن اللى خده حبيب القلب يوسف من حقى أنا كمان إنى أدوقه
لين جرت مسرعة ناحية باب الكوخ فأوقفها خالد وجذبها بقوة ناحيته
خالد بغير وعى : دا حتى الأحمر هياكل منك حتة
لين ببكاء ونحيب : خالد فوق فوق حرام عليك اللى هتعمله فيا
خالد وقد أبعدها بقوة عنه فسقطت أرضاً : حرام أنتِ تعرفى الحرام ومش حرام أنك تتجوزينى علشان تغطى على عمايلك لما بتكرهينى للدرجة دى وفقتى ليه تتجوزينى ها ولا علشان تاخدينى كوبرى
لين غير مستوعبة لما يحدث
ولكنه فجأة اقترب منها وألقى بجسدها وهى تحاول إبعاده عنها فلم تستطع و.........
.................................................. ..
في الحفلة كان الجميع فرحين وسعداء وقد لاحظ كمال غيابها فطمئنته الجدة بأنها مع خالد وربما يتمشيان في مكانٍ ما
.................................................. ......
صرخاتها وتوسلاتها تملأ المكان
لم يعود لوعيه إلا عندما رأى دليل شرفها
صعق مما رأى أيعقل بأنها حقاً بريئة ولم تفعل علاقة محرمة مع ذاك المدعو يوسف
كانت مغشياً عليها وهو لما يعى كيف فعل بها هذا
حاول لملمة شتات نفسه فحملها بعد أن نظفها وقاد بها باتجاه منزلهم
كان الجميع لم يعودوا بعد
حملها وصعد بها لغرفتها وهم بإبدال ملابسها عندها فاقت وبدأت تصرخ بقوة
خالد : أنا أسف والله مش عارف ازاى عملت فيكى كدا
لين بذعر : اطلع برا اطلع برا
خالد : حاضر هطلع بس ......
لين بصراخ : برااااااااااااااااا يا حيوان برا يا حيوان وبدأـ بنحيبها
.................................................. .
نظرت لملابسها الممزقة وصرخت خوفاً وخلعت عنها ذاك الفستان المشئوم ومزقته ودخلت المغسلة وفتحت المياة وبدأت تبكى وتنتحب على ما فعله بها
...............................
كان الجميع حضر أخيراً من الحفلة
وجده عمه يجلس في الحديقة فقال : خالد أنتوا جيتوا
خالد بذعر : عمى أه جينا
كمال : أمال فين لين ؟
خالد بتوتر : لين لين فوق فةى أوضتها
صعد كلاً لغرفته من شدة الإرهاق والتعب
دخلت منة الغرفة فوجدت لين ما زالت بالمرحاض
سمعت لين طرقات منة فارتدت بيجامة قطنية وخرجت
منة بتسائل : لين مال عنيكى مورمة كدا
لين : مفيش
ودثرت نفسها بغطائها وهى تبكى بصمت كى لا يشعر أحد بما حدث لها
منة شعرت بأن هناك خطب ما حدث وتوقعت بأن يكون ضربها أو تشاجر معها ليس إلا
أما هو فالإحساس بالذنب كاد يقتله وحاول أن يصبر نفسه بأنها زوجته شرعاً وقانوناً ولكن لام نفسه على الطريقة التى بدأ حياته الزوجية معها وتأكد من كذب ادعاءات منة الحقودة
.................................
الفصل الثالث عشر
كان الشعور بالندم يقتله كيف تحول لذئب وفعل فعلته النكراء به أيعقل أن ما فعله حقيقة أم أنه كابوس أسود حل به
حاول كثيراً أن يصبر نفسه بأنها زوجته شرعاً وقانوناً
ولكن ما فعله غلطة قد يدفع ثمنها لبقية عمره
...................................
دثرت نفسها بالغطاء وظلت تكتم بكاها حتى أتعبها البكاء فنامت
.................................
يأتى الصباح بيوم جديد
كان كمال يجلس يتابع الأخبار عندما جلست بجواره قائلة : بابا
كمال : ايوا يا دينا خير
دينا :ك بابا أنا عايزة اشتغل
كمال : تشتغلى تشتغلى فين ؟
دينا : مع حضرتك في المكتب
كمال : هههههههه وأنتِ ايه فهمك في شغلنا
دينا : يا بابا أنا دارسة اقتصاد يعنى دا مجالى
وكمان أنا عندى أفكار كتيرة نقدر نطور بيها شغلنا ويوصل للعالمية
كمال منتبهاً : أفكار زى إيه يعنى
دينا : وبدأت تعرض أفكارها على والدها فتحمس كثيراً وقال : طب خلينى أخد رأى عمك في الموضوع وهشوف
............................................
ظلت حبيسة فراشها غير قادرة على مواجهة أحد أو التحدث مع أحد
انها لين محطمة الفؤاد والأعصاب منذ ليلة البارحة المشئومة
أما هو فخرج منذ الصباح الباكر ولم يره أحد
عاد في الظهيرة وسأل عن عمه كمال ولم يجده فسأل والدته : ولين عاملة إيه ؟
زينب : يا ولا يا ولا بتسأل عالمدام يا بختك يا اللى في باللى
خالد بجدية : ماما
زينب : خلاص متتحمقش قوى معرفش منزلتش من أوضتها من الصبح هدى بتقول انها مش حابة تنزل وبعدين أنا خرجت مع أبوك ومشفتهاش تانى
زينب : لما قلقان عليها قوى ما تعجل واعملوا الفرح وساعتها اطمن عليها براحتك
خالد : ما دا اللى هقوله لعمى
زينب بدهشة : سبحان مغير الأحوال
لم يرد على والدته وتركها وذهب
.......................................
كانا على الشاطئ وحدهما فمى لم تذهب معهما كعادتها
كانت تلهو وتركل المياه بقدميها والهواء يعبث بخصلات شعرها البنى
كان مفتون بجمالها وبرائتها فكيف لم يلحظها من قبل كيف لم يحبها من قبل
شكر الظروف التى أجبرته على خطبتها فها هى غزت قلبه وبسهولة فطرد من قلبه عشقه للنساء بعد أن احتلت هى قلبه
رأته يقف ويراقبها فقالت : مالك مبلم كدا ليه ؟
أمير : ياه على لسانك اللى بيضيع اللحظات الرومانسية
سارة بتعجب : رومانسية ودا من فين
أمير : سارة إنتِ حبيتى قبل كدا ؟
توترت سارة وحاولت التهرب من الإجابة وجلست على الشاطئ
جلس بجوارها وبعد برهة قال : على فكرة مش عيب اننا نحب الحب غريزة فينا بس العيب اننا نتمسك بحد مبيحبناش
سارة : وأنتَ حبيت قبل كدا
أمير : يوووووه بعدد شعر راسى
سارة : بجد ولا بتهزر
أمير : لا بجد كنت كل ما اشوف واحدة أحبها أقوم أشوف واحدة أحلى اسيب الأولى وأحب الجديدة بس لما شفت القزعة نسيتنى القديم والجديد وملكت قلبى ودخلت وقفلت الباب
سارة بضيق : ما تحترم نفسك إيه قزعة دى
أمير : يعنى عارفة إن الكلام عليكِ
سارة : والله أنتَ عيل وأنا الغلطانة إنى جيت معاك
وهمت بالوقوف فجذبها من يدها فوقعت عليه
كانت لأول مرة تنظر بعينيه مباشرة تداركت الموقف ونهضت مسرعة فقال لها : أسف مكنش قصدى
لم تدرى لمَ انسحرت بجمال عينيه أيكون عشق لا لا ولكن حسام هو حبيبى ولكن أين هو حسام فمجرد معرفته أن عائلتى تشك بأمره اختفى ولم يظهر من وقتها أو حتى يهاتفنى أيعقل أنه كان يتسلى معى لا أكثر
ليس بالضرورة أن يكون الحب الأول هو الحب الأخير
كانت سارة سرحة تحدث نفسها
.................................................. ...............
وأخيراً عاد عمه للمنزل ليتحدث معه
خالد ما إن رأى عمه : حمد الله عالسلامة يا عمى
كمال : الله يسلمك يا خالد
خالد : عمى ممكن اتكلم مع حضرتك في موضوع ضرورى
كمال : طبعاً وجلس كمال على الأريكة وخالد يجلس على الأريكة المقابلة
خالد بتوتر : عمى مش كفاية الخطوبة كدا
كمال : إيه عايز تفسخ الخطوبة ولا إيه ؟
خالد : لا لا أكيد لا
كمال : أمال إيه ؟
خالد : عمى أنا عايز أعمل الفرح بيتهيألى بقالنا شهرين كفاية خطوبة
كمال : وشهرين كفاية يعنى
خالد : أه أنا نفسى أخرج مع لين من غير ما يكون في مانع
كمال : خلينى اتكلم مع أبوك ونتفق على معاد الفرح
خالد فرح كثيراً
طلبت العائلة طعام من أحد المطاعم وجلس الجميع على مائدة الطعام عداها فقد تحججت كعادتها
كمال بضيق : وبعدين يعنى هى كل ما نقولها تنزل معانا تقول لا مالها البنت دى
خالد متدخلاً : سيبها يا عمى براحتها
كمال وينظر لخالد : ليه أنتوا زعلانين مع بعض
خالد أطرق رأسه ولم يرد
كمال موجهاً حديثه لأخيه : إيه رأيك يا على نعمل فرحهم الشهر الجاى
على بفرحة : وماله أنا موافق أهم حاجة العرسان يوافقوا
كمال وهوينظر لخالد : متخافش يا على دا هما مستعجلين أكتر مننا
ليتدخل أمير : طب وأنا
على : أنتَ إيه يا بنى ؟
أمير : وأنا أمتى فرحى
كمال ضاحكاً : فرحك وليه مستعجل أنتَ كمان ؟
ليتكلم أحمد مع أمير هامساً : مكنت مش طايقها دلوقتى مستعجل
يوخز أمير أخاه أحمد ليصمت
كمال : نسأل العروسة إيه رأيك يا عروسة نخلى الفرح فرحين ونعمل فرحوا انتوا كمان الشهر الجاى
أطرقت سارة رأسها ولم ترد
ليتدخل أمير : أهى شفت سكتت والسكوت علامة الرضا
لترفع رأسها بضيق من جملته
كمال : يبقى على بركة الله فرح خالد ولين وأمير وسارة الشهر الجاى
لترفع سارة رأسها وتنظر بغل لأمير الذى جاوب بالنيابة عنها فهى لم تكن تريد الزواج الأن ولكنها لم تستطع المعارضة خاصة بعد المباركات التى انهالت عليهم من الجميع
.................................................. ......
ظلت حبيسة غرفتها طوال اليوم لا تتكلم مع أحد لا تأكل
انتهى الجميع من العشاء فقال كمال : إيه رأيكم نطلع في الجنينة الهوا يرد الروح برا
وافق الجميع فقال كمال لسارة : سارة اطلعى اندهى لين وقليلها تنزل ومش عايز اعذار وإلا هطلع أجيبها بنفسى
..............................................
طرقت سارة باب غرفة لين فسمحت لها
سارة : لينو لينو
لين : خير يا سارة قلت مش جعانة
سارة : مبروك يا عروسة
لين : اوووووف بس بقى بلا عروسة بلا زفت
سارة : لا بجد والله بابا حدد فرحك إنتِ وخالد الشهر الجاى وكمان فرحى أنا وأمير
لين بصدمة : إيه بتقولى إيه مستحيل
سارة : بجد والله زى ما بقولك دا عريسك دايب دوب ومستعجل وهو اللى طلب من بابا يحدد الفرح
لين : الحيوان ابن .......... لا مش موافقة
سارة : المهم بابا بيقولك أنزلى ومش عايز أعذار بدل ما يطلعلك
لين : قوليله لقيتها نايمة
سارة : ما يلا يا لين بقى بطلى الكأبة دى دا انتى الاجازة كلها حابسة نفسك
اضطرت لين أن تنزل خوفاً من والدها
أبدلت ملابسها ونزلت
علمت بأنهم في الحديقة فخرجت عليهم
ما إن رأها حتى ارتعب وأشفق عليها عندما رأى عيونها المتورمة وهى ما إن رأته حتى نظرت له بعيونٍ محمرة وباشمئزاز
جلست ولم تنطق بكلمة واحدة
ماجدة : مبروك يا عروسة
لين لم ترد عليها لتتدخل زينب : بس يا ماجدة متكسفيش عروسة ابنى بقى
ظل الجميع يتسامرون ويرون ما يشاهدونه بالساحل إلا هما هو يفكر كيف سينسيها ما فعله بها وهى تفكر بالأنتقام لكرامتها منه
.............................................
انقضت عطلتهم بسلام وحان وقت العودة لبلدتهم
صعد الجميع بسيارتهم وهذه المرة صعدت سارة مع أمير أما هى فكانت متأخرة قليلاً في الخروج
وجدته يقف ينتظرها لتصعد بسيارته
ما إن رأته حتى عقدت حاجبيها غضباً اقترب منها قائلاً : هاتى الشنطة
لين بغضب : ابعد عن وشى أنا مستحيل اطلع معاك
خالد : أمال هتروحى ازاى
لين : أنا عندى أموت ولا اطلع في عربية حيوان زيك
خالد وبدأ يغضب : اخلصى كلهم مستنينا
أخذ منها الحقيبة رغماً عنها وهم بوضعها في السيارة فاتجهت هى ناحية عربة أحمد وقالت : مى ممكن تروحى مكانى في عربية خالد
مى ابنة ماجدة الصغرى : أوكيه بس في مشكلة ولا حاجة
لين : لا بس أنا حابة اطلع مع تيتة حبيبتى
كان يضع الحقيبة في مؤخرة السيارة عندما رأى مى تدخل سيارته فقال : مى أمال لين فين
مى : ركبت عربية أحمد وأنا جيت مكانها
جز على أسنانه ضيقاً من تصرفها وعدم احترامها له ولكنه مضطر للسكوت
انطلقت السيارات الثلاث عائدة للبلدة
.................................................. ...
مرت الأيام بتثاقل شديد
هى في حزنها وصدمتها وأيضا اضطرارها للموافقة على العرس حتى لا ينكشف أمرها خاصة بعد عملته الدنيئة معها
كان هو منهمك بترتيبات العرس للغاية
كان أمير وسارة ذاهبان لشراء فساتين الزفاف من دار أزياء مشهورة بالقاهرة وهى علمت بالأمر فذهبت معهم ولم تخبره رغم انه أخبرها برغبته في الذهاب وهى رفضت بحجة انشغالها وأجلت معه الموعد كى لا تضطر للذهاب معه وذهبت مع أختها وأمير
أختارت فستاناً رائعاً وأختها أيضاً
..................................
تفاجأ عندما حل المساء ووجدها تهبط من سيارة أمير فتقدم قائلاً : أنتِ كنتِ فين
لم تعيره انتباه ودلفت المنزل
فرد أمير : كنا بنشترى فساتين الفرح وهى قالت انك مش فاضى ومش جاى معانا
تضايق من فعلتها للغاية ولكنه صمت ولم يعلق فهو يدرى ما تمر به الأن
.................................................
أمسية ليلة الزفاف
حجز ت قاعة ملكية لزفافهما في كبرى الفنادق وحجز كمال غرف بالفندق للعائلة
بدأت عزف الزفة وهبطت الأختان كأميرتان
كانا يقفان أسفل الدرج ينتظران عروستهما
أمسك أمير بيد سارة وقبلها وقبل رأسها
وهو ما إن رأها تهبط كملكة حتى فتح فاهه انبهاراً من جمالها الأخاذ
كانت الحفلة جميلة حضرها شخصيات هامة ورجال أعمال
بعد انتهاء العرس وقف كمال وقال : أنا النهارده محدش قدى فرحتى قد الدنيا بيكم
ربنا يسعدكم ويخليكم لبعض وتملوللنا البيت صبيان وبنات
وهديتى ليكم دول
وأخرج من جيبيه تذاكر سفر
أمير : إيه دول يا عمى
كمال : دى تذاكر شهر العسل هتقضوا أسبوعين في جزر فيجى في استراليا
سارة : الله بجد شكراً يا بابا
أما الأخران فلم يعلقا واكتفيا بابتسامة
.........................................
كانت الطائرة في الصباح الباكر
أوقفها على باب الغرفة : استنى هتعملى إيه ؟
سارة : تفتكر هعمل إيه هدخل ولا تحب اروح ابات عند ماما مجنونة واعملها والله
أمير : لا أمك أمك مين أنتِ خلاص دخلتى العش ومش هتعرفى تخرجى منه تانى
سارة : امال وقفتنى ليه ؟
أمير : علشان اللحظة دى اللى مستنيها من زمان وحملها بين زراعيه ودلف بها الغرفة
وسكتنا عن الكلام الغير مباح
..................................................
أما الأخران فالغضب والتوتر سيدا الموقف
دلفت الغرفة بعصبية
نزعت عنها طرحتها وألقتها أرضاً وعبثت بحقيبتها وجدتها مليئة بقمصان النوم
لين بغضب : استغفر الله أوف مين اللى حط الزفت دول في شنطتى
خالد : في إيه ؟
لين بعصبية : ملكش دعوة
عبثت كثيراً بالحقيبة حتى وجدت روب طويل فأخذته ودلفت الحمام
غابت لما يقارب النصف ساعة وعندما خرجت وجدته أبدل ملابسه ومستلقى على السرير
فقالت ناهرة : أنتَ بتهبب إيه ؟
خالد : يعنى بعمل إيه متكى
لين : لا يا بابا أنتَ هتنام في داهية بعيد عن سريرى
خالد : ما تحترمى نفسك واتكلمى كويس
لين : لا ومافيش عندى غير الكلام داع اجبك ولا مش عاجبك ميخصنيش ودلوقتى انزل يالا من على السرير أنا تعبانة وعايزة أنام
خالد بضيق : قام من على السرير ونام على الأريكة
.........................................
في الصباح
ودع العرسان عائلتهما متجهين إلى جزر فيجى لقضاء شهر العسل
انتظروا مغامرات العروسان في استراليا
يتبع .............
الفصل الرابع عشر
وصل العروسان لجزيرة فيجى ونزلا في احد القرى السياحية هناك وكانت غرفهم عبارة عن شاليهات صغيرة مستقلة عن بعضها
انبهرت لين من جمال وروعة المكان
فكما تحب المياة والخضرة والطبيعة الخلابة
وصلت مرهقة ففضلت أن تستريح لعدة ساعات فغطت في نوم عميق
وهو نام على الأريكة
....................أما الزوجان الأخران أمير وسارة فناما محتضنين بعضهما يغمرهما الدفء والحب
.................................................. ....................
أرسلت الشمس أشعتها الذهبية على المحيط الهادئ الذى تطل عليه جزيرة فيكى
ومن هنا بدأ جدول رحلتهما ففى البداية سيذهبا لاكتشاف الجزيرة
استمعا إلى المرشد السياحى الذى قال هى جمهورية فيجى ، وهى جزيرة فى ميلانيزيا فى جنوب المحيط الهادئ
تشكلت معظم الجزر فى فيجى من خلال النشاط البركانى الذى بدأ قبل نحو 150 مليون سنة . تتميزة جزيرة فيجى ببعض النشاط الحرارى الأرضى الذى لا يزال يحدث فى جزر فانوا ليفو تافيونى .
تضم البلاد أكثر من 332 جزيرة ، منها 110 مأهولة بشكل دائم
تتميز برمالها البيضاء الناعمة والشعاب المرجانية والجزر الساحلية
عاصمتها سوفا وعملة البلاد هى الدولار الفيجى .
جزيرة فيجى تعتمد على السياحة بنسبة كبيرة ، لما بها من مناطق شعبية مميزة ، مثل : ساحل المرجان ، جزيرة دينارو ، وجزر مامانوكا .
كانت قديماً تابعة لبريطانيا حتى استقلت عنها عام 1970
كان الجميع يستمع بانبهار عن تلك الجزيرة التى يزورونها لأول مرة ويعرفون معلومات عنها لأول مرة
زاروا الغابات الجميلة واستمتعوا بالتخييم في الغابة وجمعوا الحطب بأنفسهملإشعال النيران وقضوا ليلتهم في الخيام
وفى اليوم التالى أحبوا تجربة الغوص لمشاهدة الشعب المرجانية التى تتمتع بها الجزيرة وكانت تجربة رائعة لهم
ثم ذهبوا لزيارة الكثبان الرملية والتزحلق على الرمال
تسوقوا وأحضروا هدايا للجميع
كانوا يقضون أوقاتاً رائعة للغاية بجزيرة فيجى
كانا يتظاهران بالسعادة أمام أمير وسارة أما إذا بقيا وحدهما تنقلب للين لواحدة أخرى وتبدأ المشاكسات بينهما
.......................................
انقضت رحلتهم وحان وقت العودة لأم الدنيا مصرنا الغالية
كان أحمد في استقبالهم بمطار القاهرة وأقلهم للمنزل في بلدتهم
سلمت عليهم العائلة بحرارة وقدموا الهدايا للجميع وبعد قضاء بعض الوقت مع العائلة استأذنوا ليرتاحوا قليلاً من عناء السفر
لأول مرة تدخل غرفته
كانت غرفة مرتبة وهادئة فقد جدد أثاثها بالكامل وكانت عبارة عن جناح وبه ملحق لدورة المياه
أعجبت بتنظيم الغرفة رغم انها أبدت العكس له
دلفت المرحاض تحممت وأبدلت ملابسها وارتدت بيجامة قطنية بأكمام وواسعة
وما إن خرجت حتى رأته يغط في نومٍ عميق على الأريكة
رقدت بالفراش وغطت في نومٍ عميق
حل المساء سريعاً استيقظت بتكاسل وكأنها لم تنم منذ زمن
نظرت للأريكة لم تجده دخلت المرحاض وأبدلت ملابسها وهبطت للأسفل كانت الجدة والنساء باستقبال ضيفاتهن المعتادات ولين لا تحب تلك الأجواء ففضلت الخروج للحديقة
تمشت قليلاً فوجدت نفسها اقتربت من اسطبل الخيل
أحبت أن تدخل الاسطبل وترى الخيل
رأت حصانه الأسمر ووقفت امامه وهى تلعب بخصلات شعر مقدمة رأس الحصان
ليأتيها صوته من خلفها : بتحبى الخيل
تتضايق وترد : مش قوى بس هما حيوانات جميلة
خالد : تحبى تجربى
لين : أجرب لا لا أخاف أقع
خالد : متخافيش أسمر مستحيل يوقعك
ها تجربى
لين : أجرب
أخرج خالد حصانه الأسمر وألبسه لجامه وباقى السرج
ومد يده ناحيتها : يالا
لين : اطلع عليه
خالد : اه متخافيش أنا همسك اللجام
لين : طب لو جرى بيا ووقعنى
خالد متخافيش طب أنا هطلع على ضهر الحصان واركبى ورايا
لين : تمام
صعد خالد على ظهر جواده وصعدت لين خلفه
وتمشا بهما الجواد خطوات بسيطة وهى تضحك بشدة : الله بجد حاجة حلوة ركوب الخيل يا ريتنى من زمان جربتها
خالد ك تحبى نتمشى بيه شويه
لين ك تمام بس متسرعش
خالد : امسكى فيا
تشبثت لين بقميص خالد وبدأ الأسمر بالتحرك
تمشيا بالجواد وسط حقولهم وساعدتهم انارة الشوارع حتى قال لها : متتخيليش أنا مبسوط قد إيه انى معاكى دلوقتى
لين وقد تذكرت ليلتها المشئومة فصرخت به : وقف الحصان
خالد : ليه
لين : بصراخ وقف الحصان عايزة انزل
اوقف الجواد فقفزت عن الحصان فالتوت قدمها فصرخت
قفز خلفها قائلاً : إيه
لين ببكاء : رجلى ااااااااااااه يا رجلى
خالد وأمسك قدمها وخلع عنها الحذاء
لين : بتنيل إيه
خالد : استنى هشوفها لا متخافيش بسيطة بس اتلوت خلينا اردهالك
لين : أنتَ فاكر نفسك دكتور
خالد ليلهيها أه دكتور وعدل قدمها على حين غرة منها فصرخت
خالد : دلوقتى هتبقى كويسة
حاولت النهوض فلم تستطع
حاول مساعدتها فرفضت فقال لها : يعنى هتقعدى هنا وسط الزرع انا هطلعك عالحصان علشان اروحك
استسلمت لطلبه فقدمها تؤلمها ولا تستطع المشى عليها
حملها ووضعها على الحصان وصعد وانطلق بها ناحية المنزل
وصلا للمنزل حملها وانزلها من ظهر الحصان وأدخلها المنزل وصعد بها لغرفتها ووضع على السرير ونظلر لها فارتعبت قائلة : هتعمل إيه ؟
لم يرد عليها وخرج من الغرفة وعاد سريعاً وبيد كيس من التلج ووضعه على قدمها
لين : وليه التلج
خالد : علشان متورمش
.................................................. .......
كانت دينا بدأت العمل لدى مكتب والدها مع أحمد وبغضون أيام أثارت إعجاب والدها وعمها والجميع
كانت تراجع مشاريع المكتب حتى عثرت على أوراق شراكة أبيها مع يوسف
أخذت الأوراق وذهبت لوالدها قائلة : بابا
كمال : نعم
دينا : أنتوا شركا في شركة الاستيراد دى أنا لقيت كدا في الورق
كمال : أه وهفسخ الشراكة دى
دينا : تفسخها ليه ؟
كمال : أهو كدا
دينا : بس من خلال الورق اللى قصادى الشرط الجزائى للى ينسحب من الشراكة عشرة مليون جنيه
كمال وقد تذكر انه من أصر على الشرط الجزائى وها هو يدفع ثمن ذلك
كمال : طب وإيه الحل يا بنتى ؟
دينا : مش معقولة يا بابا ندفع شرط جزائى كبير كدا في شراكة مستفدناش منها حاجة أنا رأيي احنا نكمل في الشراكة لغاية ما نحقق العائد اللى عايزينه وبعدين نفض الشراكة
كمال : أنتِ رأيك كدا
دينا : أه سيبلى أنا الموضوع دا يا بابا وأنا هتابعه
كمال : تمام
.................................................. ..............
يتبع ..............
الفصل الخامس عشر
تمر الأيام بسلام على عائلة أبو الدهب
وفى صبيحة يوم من الأيام استيقظت لين وهى تشعر بالغثيان جرت مسرعة باتجاه المرحاض
أفاق على صوتها فانتظرها حتى خرجت وقال : لين إنتِ كويسة ؟
لين لوت فمها ضيقاً وقالت : ميخصكش
خالد بضيق : تصدقى أنا اللى غلطان دا أنا لو شفتك بتموتى حتى مش سائل فيكى وتركها ودخل المغسلة وتحمم وأبدل ثيابه وذهب لعمله
كانت طيلة الصباح في غثيان وقئ حتى تذكرت فجأة : يا نهار أسود معقولة يكون ....... لا لا بعد الشر أكيد لا ....... بس دى عادتى بقالها شهرين مجتش
لتضرب بكفها على خدها وتبدل ملابسها سريعاً وتذهب للصيدلية
اشترت الاختبار وعادت لغرفتها
بيدان ترتعشان وقلب كعداء رياضى امسكت الاختبار ودخلت المرحاض
خرجت بعد دقيقة وهى لا تقوى على النظر بنتيجة التحليل
جلست على الأريكة وبطرف عينها نظرت للأختبار ............
........................................
في مكتب أبو الدهب
خالد بعصبية : يعنى إيه الكلام دا ودا من امتى حصل
دينا بثقة : أنا خدت رأئ بابا وهو وافق ان الشراكة تستمر علشان فيها خساير كبيرة للشركة
خالد : حتى لو كان احنا مش عايزين شراكته دى ندفع الشرط الجزائى وخلاص
دينا : يا سلام أنتَ عايزنا ندفع عشر مليون لمشروع مكسبناش منه جنيه
خالد : عادى تتعوض في حاجة تانى
دينا : لا والله لو فضلت مصمم على رأيك ومش هتمضى عالورق يبقى أنا بقولك العشر مليون هتدفعهم من حسابك الخاص أنتَ وباباك لا أنا ولا أخواتى عايزين نرمى فلوسنا في الأرض
خالد : إيه الأسلوب دا يعنى إيه فلوسنا وفلوسكم احنا عمرنا ما حسبناها كدا الفلوس بتاعت الكل ومفيش فرق
دينا : لا فيه فرق لو أنتَ مصمم تفض الشراكة يبقى الشرط الجزائى مش هيطلع من حساب الشركة هيطلع من حسابكم الشخصى أنتَ وأخواتك
غضب خالد من تصرفاتها وذهب لعمه
كمال : هى معاها حق يا خالد مش معقوله هدفع لابن الحافى مرزوق عشر مليون
خالد : عمى أنتَ نسيت هو عمل إيه؟
كمال : يا ابنى مش أنتَ اللى قلتيلى انه معملش حاجة ليلتها وأنتَ ضربته علشان نظراته مريحتكش
خالد : ايوا بس ......
كمال : خلاص بقى أنتَ سيبك من موضوع يوسف خالص أنا كلفت دينا تتابع شراكتنا معاه وأهو يا سيدى مش هتجتك بيه خالص
غضب خالد في أعماق نفسه فها هو يوسف يعود لحياتهم مرة أخرى وهو من أراد طرده حتى لا تعود زوجته تتذكر حبيبها القديم
كادت الغيرة تفتك بقلبه ولم يستطع طرد الأفكار الموحشه من عقله
.................................................. ...
كانت تجلس على الأريكة ويديها ترتجف بطرف عينيها نظرت للأختبتر وها هى الكارثة
أمسكت بالأختبار في صدمة كبيرة غير مصدقة لما رأت
القتل هو أنسب وسيلة للانتقام من ذاك الذئب : لين تحدث نفسها
ظلت طيلة الصباح حبيسة غرفتها تمسك بالأختبار في صدمة حتى أخيراً عاد
وجدها تطأطأ رأسها وشارده
فقال بغير اكتراث : مالك ولا أقلك بلاش لأحسن تهبى فيا تانى أصلك لسانك تعدى مرحلة قلة الأدب ودخل في قلة الذوق
رفعت عينيها بغل وهى تجز على اسنانها ونهضت
وقفت في مواجهته ونظرت مباشرة لعينيه وقالت : أنا لو قتلتك هيبقى بريحك بجد بس أنا فكرت كتير ازاى انتقم منك ومش لاقيه طريقة مناسبة
خالد ساخراً : تنتقمى منى تانى دا كفاية طولت لسانك اللى صابر عليها ولولا انى مقدر ظروفك كنت علمتك الأدب من زمان
لتبدأ بالصراخ : تعلمنى الأدب روح علمه لنفسك يا محترم الأول فاكر أن عملتك مالهاش عواقب اتفضل شوف عواقب عملتك وألقت عليه الأختبار
خالد بذهول : إيه دا معناه إيه مش فاهم
لين ببكاء : معناه إن في بطن ابن حرام
خالد : أنتِ حامل ؟
لين نظرت بحقد ولم ترد
خالد بفرحة : بجد حامل يا ما انتَ كريم يا رب بجد حامل
لين بضيق وتعجب : أنتَ فرحان !!!!!!!!
خالد : أكيد فرحان أنا أخيراً هبقى أب
لين : أنتَ مجنون أنتَ عارف إن الولد دا بذرة عملتك السودا في الساحل
خالد وتضايق من نفسه عند ذكرها لحادثة الساحل
خالد : أنا عارف إنى أجبرتك على الحاجة دى بس احنا معملناش حاجة حرام إنتِ كنتِ مراتى شرعاً
لين : أنتَ اللى عملت مش أنا
خالد : وأنا مستعد نبدأ من جديد وننسى كل اللى فات ووعد هنسيكى الماضى كله مع ابننا
لين ببكاء : تنسينى هتنسينى أنك اغتصبتنى
خالد وتألم من كلمتها ولم يرد
لتكمل : وإن اللى في بطنى داه يفضل طول عمره يفكرنى بالليلة السودة دى بس أبداً زى ما حرقت قلبى ليلتها أنا فكرت وهحرق قلبك أنتَ كمان أنتَ حيوان ما ينفعش يكونلك خلفة أنا هنزل البيبى وأحرق قلبك زى ما حرقت قلبى
خالد : إياكى تعملى كدا لو فكرتى بس تنزلى البيبى هتشوفى أيام منى عمرك ما شفتيها
لين ضاحكة بقهر : لا هنزله يا خالد واحرق قلبك
ليمسكها من ذراعها والله لو عملتى كدا ل........
لين لتضايقه : إيه هتعمل إيه .......... هتسوق بيا العربية بسرعة وتموتنى زى ما ماتت نهى
ليتذكر زوجته المتوفاة نهى فأخر ما توقعه أن تلومه لين على مقتل حبيبته وزوجته الأولى نهى فتألم من قلبه على نهى وابنه التى كانت تحمله وماتت به فترك الغرفة وخرج
اتجه باتجاه الأسطبل وركب حصانه الأسمر وانطلق مسرعاً خارج المنزل
..........................................
لامت نفسها كثيراً على معايرته بموت زوجته ولكنها كانت تقصد مضايقته ولكن ليس لذلك الحد فهى تعلم جيداً عشقه لزوجته المتوفاة وأن ذكرها يقلب عليه أحزانه كثيراً
.................................................. ........................
حل المساء سريعاً وهى في غرفتها تأبى النزول أو الحديث مع أحد
وهو لا يدرى عنه أحدٌ أين ذهب بحصانه الأسمر
.................................................
أسدل الليل ستائره السوداء على سماء البلدة
كان قابعاً أمامها يلومها على تركها له وهو في عز الحاجة لها ليتخيلها أمامه وهو جالس : كدا بردو تسيبينى وحدى ليه مخدتنيش معاكم
كان زمانا هنبقى أسعد زوجين بنربى ابننا
وأنتِ عاملة إيه دلوقتى وابننا عامل إيه ؟ متتخيليش وحشانى قد إيه ؟
هى قالتلى إنى أنا السبب في موتك إنتِ وابنى معاها حق لو كنت هديت السرعة مكنتش العربية عملت حادثة ورحتى منى أنا السبب أنا السبب
مش عارف ليه كل ما أحب حد قوى يضيع منى الأول إنتِ ودلوقتىى هى بعد ما حبيتها ضيعتها منى بعملة طايشة مكنش ليها لزمة
تعرفى يا نهى أنها حامل
أه لين حامل بس بتقولى إن اللى زيي حرام يبقى أب علشان أنا حيوان مبحسش
بس أنا وبدأ يجهش بالبكاء : أنا انسان وبحبها زى ما حبيتك ونفسى أبقى أب وعارف إن غلطتى معاها مش هتنساها بس مش بإيدى ليلتها كنت شارب ومحستش بنفسى
أنا فعلاً حيوان زى ما قالت مستحقش أكون أب
بكى كثيراً على قبرها وهو يتخيل أنها تواسيه وتربت على ظهره
كان كلما هزه الحنين او تضايق من أمراً ما يأتى لقبرها يفضفض معها
سمع زمجرة جواده أفاق من شروده وجد سواد حالك أخرج هاتفه وأضاء لنفسه الطريق ودعها وصعد على ظهر حصانه وانطلق ........
يتبع...........
الفصل السادس عشر
لقد انتصف الليل ولم يعد بعد تُرى أين ذهب : لين تحدث نفسها
انتظرته طويلاً ولم يأتى فاضطرت مهاتفته للاطمئنان عليه
يرن الهاتف ولا يرد تعيد الاتصال ولا يجيبها
يزداد القلق عليه
حدثت نفسها : ربما هو في الحديقة عاد ويجلس هناك أو في الاسطبل
هبطت وبحثت عنه ولا أثر له ذهبت لاسطبل الخيل وتحسست منه لم تجد حصانه الأسمر فتأكدت انه لم يعد بعد
ظلت جالسه أمام اسطبل الخيل بانتظاره ولا تعرف لانتظارها سبب أهو تأنيب الضمير أم خوفها عليه أم ماذا
ظلت جالسة أمام الاسطبل حتى غلبها النعاس
كان عائداً بجواده عندما لمحها تضايق من رؤيتها وعندما اقترب وجدها نائمة فزعت من صهيل الخيل عند قدومه فهبت فزعة فهبط من حصانه وأمسك بها : متخافيش متخافيش دا صوت الخيل
لين بلهفة ما إن رأته : خالد وارتمت بحضنه طويلاً
كان في أشد الحاجة لاحتضانها لذلك لم يبعدها عنه وبعد فترة أبتعدت معتذرة : أسفة أنى جريت عليك كدا و.. وحضنتك بس أنا كنت قلقانة عليك قوى
خالد وهو يسحب حصانه لداخل الاسطبل وهى تبعته فقال : أنتِ أيه اللى مقعدك قدام الاسطبل وكمان نايمة
لين بتوتر : أصلى أصلى
خالد وهو ينظر لها باستفهام
لتكمل : أصل كنت مستنياك
خالد : لا بجد إيه نسيت حاجة ما قلتيهاليش الضهر وعايزة تكملى ولا إيه ؟
لين : على فكرة أنا فعلاً مضايقة منك ومضايقة جداً بس دا ميدنيش الحق في اتهامى ليك بموت ...... ليوقفها : لو سمحتى متجيبيش السيرة دى تانى ممكن
لين : أنا أسفة أنا عارفة مكنش ذنبك في موتها بس من ضيقتى قلت كدا أنا بجد أسفة
ربط جواده وخرجا من الاسطبل فتوقفا في الحديقة
بضيق نظر لها : أنتِ اللى قلتيه الضهر دا حقيقى يعنى أنك مش عايزة البيبى وهتنزليه
لين : أه مش عايزاه
خالد : بس أنا عايز ابنى مش مشكلتى أنك مش عايزاه بس أنا عايزه
لين : خالد احنا مننفعش لبعض ولولا عملتك مكناش تمينا الجواز فمفيش داعى نجيب عيل واحنا حياتنا محكومة عليها بالفشل
خالد بضيق : وحياتك معاه هتكون سعيده مش كدا ظ
لين ك قصدك مين ؟
خالد بغضب مكتوم : حبيب القلب اللى بتقابليه من ورايا
لين : أنا مسمحلكش تتكلم عنى كدا أنا مبقبلش يوسف من وراك أنا بشوفه صدفة
خالد وأمسك بذراعها : صدفة صدفة دى حجتك كل مرة بشوفه صدفة
لين : ايوا صدفة أنتَ حر تصدق متصدقش دى حاجة متهمنيش
خالد : تصدقى أنى فعلاً غلطان إنى عاملتك باحترام
اسمعى يا صدفة هانم من الليلة كلامك يبقى معايا باحترام ولو اطاولتى ولسانك طول هقصهولك وأنتِ عارفة كويسة أنا أقدر أعمل إيه
وخروج من البيت من غير إذنى مفيش ولو اتجرأتى وخرجتى هكسرلك رجلك وأنا مبههدش أنا بقولك اللى هعمله
أما بقى موضوع البيبى فورحمةنهى اللى كنت السبب في موتها زى ما قلتى لو جرى لابنى حاجة ولا نزلتيه مش هيكفينى موتك سامعاه
انهى تهديده وذهب لداخل المنزل
وقفت متسمرة مكانها من تهديده فهى تعلمه جيداً لا يعبث بتهديده وإن خالفت ما يقول فلن يرحمها ولا ينقذها من يديه أحد حتى والدها
.................................................. .............
عادت لغرفتها بعد حوالى النصف ساعة
وجدته مستلقى على السرير فرمقته بنظرة غضب قائلة : يا سلام وأنا هنام فين ؟
خالد دون أن ينظر لها : السرير واسع
لين : يا سلام ليه أنتَ فاكر أنى هخليك تنام جنبى
خالد : براحتك بس أنا خلاص مش هنام على الكنبة تانى حابة تنام على السرير اتفضلى السرير واسع مش عايزة أنتِ حرة
لين بضيق : يوووووووووووووووووووووووه واستلقت على الأريكة
ظلت طيلة الليل تنقلب في نومتها غير مستريحة أحس بها وبعدم راحتها فنهض من مكانه وحملها ووضعها وهى نائمة فخمول الحمل لم يوقظها على السرير واحتضنها ونام بجوارها
..................................................
تشرق الشمس ويدخل الضوء من النافذة
تتقلب في نومتها فتشعر بذراعيه تحوطها فتحت عيونها والتفت لتراه
لين : أاااااااه
ليستيقظ فزعاً : في إيه في إيه؟
لين : يا نهارك الأسود أنتَ إيه اللى نومك جنبى
ليتذكر ويبتسم : بس أنا كنت نايم على السرير من الأول
لين : وأنا كنت نايمة على الكنبة إيه اللى جابنى على السرير؟
خالد بمكر : وأنا إيه عرفنى أسألى نفسك
لين : أنتَ بتستهبل أكيد أنتَ اللى جبتنى على السرير
ليمسكها فجأة ويحوط يديه على ذراعيها فيمنع عنها الحركة : أيوا أنا اللى جبتك ومن النهارده مش هخليكى تبعدى عنى تانى
لين بضيق : سيبنى بقولك
خالد : اسيبك مستحيل أسيبك لينظر بعينيها مباشرة بحبك والله بحبك يا ام لسان طويل
لين وبدأت تلين : بقولك سيبنى
خالد : وإن قلت لا هتعملى إيه
لين : هضربك
خالد : متقدريش
لين وهى تذوب بنظراته الساحرة أقدر ونص
خالد : طب جربى كدا
همت بالاعتدال فجذبها بقوة وقبلها بشغفٍ كبير فاستسلمت له
وسكتنا عن الكلام الغير مباح
.................................................. .
كانت الساعة تقترب من العاشرة صباحاً
دينا في غرفة الاجتماعات مع الشريك الجديد يوسف مرزوق
دينا مرحبة : أهلاً وسهلاً يوسف بيه
يوسف : أنا الأسعد أنسة دينا
تحدثا في أمور العمل طويلاً حتى اتفقا على كل التفاصيل
دينا : وأنا هتابع مع حضرتك وهزور شركتك مرة كل اسبوع علشان نتابع الصفقات سوا
يوسف بمكر : أكيد تنورينى يا ريت الأسوع كله مش يوم واحد
دينا بابتسامة باهتة : هههههه مش للدرجة دى مش عايزاك تزهق منى
يوسف : أنا عمرى ما أزهق أبداً
انتهى الاجتماع وعاد يوسف لشركته
.................................
في شركة يوسف يتحدث مع رجلاً ما على الهاتف
يوسف : تمام يا باشا ظبطت كل حاجة وخلاص مضوا عالصفقة
الرجل : والحاجة هتدخل مصر أمتى ؟
يوسف : متخافش يا باشا هدخلها مع البضاعة الجاية أنا مظبط كل حاجة في الجمارك وكله تحت السيطرة
الرجل : تمام وأول ما الحاجة توصل هبلغك بمعاد ومكان التسليم ورجالتى يستلموها منك وأى غدر أنتَ عارف التمن
يوسف : غدر إيه يا باشا دى مش أول مرة الجديد بس انها تحت مسمى استيراد وشركة وكدا
تمام يا باشا
.................................................. .
لم تدرى أكان حلماً جميل أم حقيقة استيقظت بعد انتصاف الظهيرة وأرادت التأكد رأت ذراعيه يحوطاها التفت فرأت وجهه وتحسست بشرته لأول مرة
كان وسيماً للغاية ظلت تعبث بخصلات شعره الأسود الحريرى
شعر بها فقال وهو مغمض العينين : لو جبتى الواد شعره مش زيى هموتك
لين بخجل : أبعد كدا عنى
خالد وفتح عينيه : أبعد عنك بعد دا كله عايزانى أبعد
لين : يووه متكسفنيش الله
خالد : قمر وأنتِ مكسوفة
دخلت المرحاض وتحممت وأبدلت ملابسها فتبعها وخرج من المرحاض لم يجدها
نزل خلفها وجدها تجلس على الطاولة تأكل
خالد : يا مفجوعة مش هاين عليكى تستنينى
لين : مش قادرة كنت هموت من الجوع
رمقها بنظرة أخجلتها وفهمت مغزاها فقالت : احترم نفسك خلينى أكل
خالد : لسانك دا هو اللى جايبلك المشاكل بس لو تقصريه أااااااخ منك
تركته وذهبت للمطبخ وأحضرت له طبقاً وشوكة وتناولا طعامها سوياً بمرح لأول مرة
.............................................
كان الأخران يلهوان في الحديقة عندما قالت : أمير أنا نفسى في المانجه
أمير : حاضر هنزل واشتريلك
سارة : وليه تشترى يا حبيبى واحنا عندنا شجر مانجه
أمير : فين دا ؟
سارة وهى تشير ناحية منزل الجيران : هناك
أمير : لا أنتِ محرمتيش عايزة تنطى عند الناس تانى
سارة بالمحايلة : والنبى والنبى ياأمير أنا بحب أنط أسرق مانجه وأغفل الحارس
أمير : يا مجنونة ليكون الحارس جوا
سارة : لا لا أنا هروح وأنتَ استنانى
أمير : لا عيب مترحيش
لم تمهله تكملة جملته وجرت باتجاه حديقة الجيران وتسلقت الحائط وقفزت للداخل
ناداها كثيراً ولم ترد فخجل وذهب خلفها ببطْ فوجد الحارس يخرج ومعه سارة
أمير محاولاً تدارك الموقف : في إيه يا سارة
سارة نظرت بخجل وبيدها ثمرات المانجه
الحارس : يا أمير بيه أنا شفت الست جوا بنتقطف مانجه مش عيب كدا
أمير : خلاص يا عم عبده دى بتهزر معاك وعاملة فيك مقلب
الحارس : مقلب مش عيب دا أنا راجل كبير وأنا أقول الورد والمانجة بيروحوا فين
سارة : لا والله أنا باخد المانجه بس
دخلت هى وزوجها المنزل فرأهما خالد ولين
جرت لين باتجاهها : يا بنت الإيه مش كنتِ قلتيلى ورحت معاكى أجيب مانجه
أمير : يا فرحتى بيكى وبيها دا بدل ما تقوليلها عيب عايزة تروحى معاها
خالد : ليه هى راحت فين ؟
أمير : المدام نطت على جنينة الجيران وجابت مانجه والحارس شافها
خالد بمزح : لا يا سارة عيب دا أنتِ بقيت مدام ولسه فيكى الحركة دى
سارة : يا سلام ما لين كمان نطت وجابت ورد ولا عيب عليا أنا بس
وخزتها لين لتصمت
ليوجه حديثه للين ويقترب منها : الله الله هى المدام بتنط على جنينة الجيران علشان تجيب مانجه بردو
لين : لا أنا بجيب ورد بس
خالد وأمير يضحكا : لا والله واحدة بتجيب ورد والتانية مانجه هههههههههههههههه
خالد : وبعدين أنتِ حامل ازاى تنطى من مكان عالى
ليتفاجأ أمير وسارة : حامل
اقتربت سارة من أختها واحتضنتها : مبروك يا لين ألف مبروك
أمير : مبروك يا لين مبروك يا خالد وعقبالنا يا رب
خالد : أمين
لتراهم زينب وتأتى ويخبرها أمير فتطلق زغروته يلتم على أثرها من بالمنزل فتخبرهم زينب بحمل لين وتنهال التبريكات على لين وخالد
................................................
قد نعتقد أن الحب الأول وهم وينتهى بفراق الحبيب ولكن على النقيض تماماً فرغبة الثنائى منة ويوسف ازدادت إصراراً على الوصول للحبيب مهما كلفهم الأمر
.................................................. ......
كانت بغرفتها تستريح عندما رن هاتفها معلناً عن رسالة فتحتها وجدت
" مساء الخير يا رب مكونش بزعجك بس حبيت اطمن عليكِ
كانت الرسالة من رقم يوسف الذى سجلت رقمه اليوم بهاتفها
لتعيد إرسال رسالة : ولا ازعاج ولا حاجة أنا متشكرة لذوق حضرتك
ليرسل هو : إيه حضرتك دى لزمتها إيه الرسميات بينا
دينا : طب خلاص متشكرة لذوقك يا يوسف من غير حضرتك
بعدها تتلقى منه اتصال هاتفى : ويستمرا في المكالمة لما يقارب الساعة وتعرفا جيداً على بعضهما
وكان قد بدأ بنصب شباكه حولها ليصل للأخرى
.................................................. ..............
لقد تلفت أعصابها تماماً خاصة بعد علمها بموضوع حمل لين تمنت لو يأخذ الموت لين كما أخذ نهى لتنال حبيبها الوحيد
فكرت ومكرت كثيراً في حيلة تقف بين لين وخالد وما زالت تحاول وضع الا لاعيب لتفشل زواج لين وخالد
..................................
حاولت كثيراً حتى وصلت لحيلتها الخبيثة
خالد انسان ذو طبع عصبى وغيور وأمام عصبيته لا يقف أحد فماذا لو رأى زوجته المصون على فراش رجلٌ أخر من المحتمل أن يقتلها : لا لا أنا مش عايزاه يدخل السجن : منة تسأل وترد على نفسها
طب أعمل إيه أبعده عنها ازاى

.............................
ذات صباح ذهبت منة للين وقالت : لينو
لين : منة إيه ؟
منة : إيه رأيك نخرج نتمشى شويه
لين : بس أنا وعدت خالد ما اخرجش من غير ما أقوله خلينى أقوله
منة : لا لا لا بقى لين اللى محدش بيقدر يعترض على حاجة عايزاها تخاف بالشكل دا
وبعدين هو هيعترض ليه انك تخرجى معايا احنا هنتمشى ونتسوق في المدينة يعنى مش هنسافر
لين : اه بس
منة : بطلى بسبسة خلينا ناخد اليوم من اوله وبيقولوا في حاجات حلوة في المحلات خلينا نروح
استمعت لمنة وذهبت معها دون أن تخبره فقد اعتقدت بأنه لن يعترض على خروجها مع منة
تسوقتا طويلاً وتعمدت لين التأخير حتى أصبح الساعة تتخطى الرابعة عصراً
.............................وصلت المنزل وبمجرد وصولها نهرتها زينب بأدب : أنتوا إيه اللى أخركم للوقت دا
منة لم ترد وصعدت لغرفتها أما لين فقالت : معلش يا طنط اتأخرنا واحنا بنشترى ونسينا نفسنا خالص
زينب :طب اطلعى بسرعة خالد على أخره ومترديش عليه خلى اليوم يعدى بخير
صعدت الغرفة وجدته يقف بالشرفة ما إن سمع فتح الباب حتى التفت ودخل الغرفة
خالد بعينان غاضبتان ووجه مقتطب : حمد الله على لسلامة يا هانم
لين : الله يسلمك شوف جبت إيه ؟
خالد : أنتِ مين أذنلك تخرجى من البيت
لين : مفيش حد أنا خرجت مع منة عادى يعنى
خالد : وأنا نبهت عليكى متخرجيش غير لما تقوليلى صح ولا لا
لين : يعنى أنا كل ما أحب اعمل حاجة لازم أقولك إيه الخنقة دى
خالد وبدأ يغضب وصوته يرتفع : خنقة في واحدة محترمة تطلع من بيتها من الصبح ترجع الساعة خامسة
لين : عادى وانا بخرج كل يوم يعنى
خالد : إنتِ مش حاسة إنك غلطانة خالص
لين : لا مش غلطانة وأنا من حقى أخرج وقت ما أحب وأنتَ بطل خنقة بقى
ليباغتها بكفٍ على وجهها
صدمت من فعلته ونظرت له بغضب واشمئزاز وتركت الغرفة وخرجت ...........
يتبع ..........
الفصل السابع عشر
تشاجرا طويلاً وكانت تلك المرة الأولى التى يفقد بها أعصابه ويضربها
بأسى وحزن نزلت لغرفتها القديمة التى كانت تسكنها قبل زواجها منه
لملمت شتات نفسها وأمسكت بأحدى دفاترها وقلمها وكتبت
الرجل الشرقى رجل متكبر أنانى يعتبر زوجته كقطعة دمى يملكها وحده يلعب بها يلقها يهملها فهى له وحده
يعتصر قلبى على أياماً معدودة قضيتها معه كانت كالسراب بسرعة ما اختفت
أنانيتك يا معشوقى تجبرنى على مقتك
قلت لى بأن الحب دواء وسكينة لما مررت به معكَ ولكنى لم أجد الحب إلا أياماً ها قد عاد الوحش من جديد وعادت معه القسوة والتكبر ولكن الجديد أنه عاد بسوطه ليؤلم من سلمته قلبها عن رضا
نعم أخطأت عندما ضعفت لك لم اعتقد أن ضعفى وقلة حيلتى سببها حبى الوليد لكَ
يا ليتنى نزعتُ قلبى وألقيته أرضاً على أن أكون تلك البائسة معكَ
.................................................. .
كانت دموعها منسابة على خديها وسطرت كلمات لما يجول بخاطرها وقلبها وقتها
......................................
كانت كالأفعى في حجرتها فقد أتمت خطتها وأستمعت لشجارهما ولكن الشجار ليس كافياً فعلى الأقل دبت الخلافات بينهما وكثرة المشاكل تميت القلوب
.................................................
قررت في قرارة نفسها أن توقف نحيبها فهو أنسان أنانى لا يهتم برغباتها أو حقوقها وقررت أن تستكمل حياتها دون خوف أو تهديد منه
هبطت من غرفتها وكان المساء قد حل سريعاً
جلست بجوار فتيات العائلة يتسامرون وتناولت معهم العشاء وأكملوا حديثهم في سطح المنزل غير أبهة بوجوده من عدمه في المنزل
............................... بعد شجاره معها عصراً أحس بالضيق فامتطى حصانه الأسمر وتجول في القرية حتى حل المساء وعاد
علم من والدته أنها بسطح المنزل يتسامرون فلم يشأ مضايقتها وإزعاجها بعد ضربه لها عصراً
تناول عشائه وصعد لغرفته وبدأ بهوايته المفضلة والتى تأتى بعد ركوب الخيل وهى القراءة
تناول أحد الكتب وجلس على أريكة مسطحة بالغرفة { الشيزلونج } وبدأ بقراءة كتابة
................................................
انتصف الليل وبدأ الفتيات تشعرن بالنعاس فذهبت كلاً منهما لغرفتها
أما هى فنزلت لغرفتها القديمة واستسلمت لنومٍ عميق على سريرها القديم
..................................
أتعب من القراءة نظر بساعته وجدها تخطت الثانية قلق عليها فصعد لسطح المنزل لم يراها أو يرى أحداً من البنات
تيقن بأن الجميع يغط في نومٍ عميق
توقع ذهابها لغرفتها القديمة
نزل وبكل هدوء فتح باب غرفتها
وجدها نائمة كملاكٍ جميل دلف الغرفة ووصد الباب خلفه
اقترب منها وجلس على الحافة
كان يتأملها ويلعب بخصلات شعرها عندما أحست بيديه فقامت فزعة
لين بخضة : هيييييييييييييييييييييييييييييييييه
خالد : متخافيش دا أنا
لين وتذكرت فعلته : أنتَ إيه اللى جابك أوضتى
خالد : كنت بدور على مراتى فتوقعت أنها هنا وجيت
لين : مراتك !!!!!!
خالد : أنتِ مراتى حبيبتى أم ابنى
لين : اطلع برا يا خالد أنا تعبانة وعايزة أنام
خالد : ويهون عليكِ تنامى وتسيبى حبيبك صاحى
لين : أنا يا ريتنى كان حبنى برص ولا حبيتك
خالد : يعنى بتعترفى أنك بتحبينى ؟
لين : لا مبحبكش ومش طايقة أشوف وشك يالا أرجع أوضتك أنا عايزة أنام
خالد بجدية : لين متزعليش بس أنتِ اللى غلطانة على فكرة
لين : أه تصدق أه أنا الغلطانة علشان ضربت نفسى بالقلم
خالد : خلاص متزعليش أنى ضربتك أنتِ اسمعى الكلام وأنا مش همد أيدى عليكِ تانى
لين : لا والله هو أنا هسيبك تمدها تانى دا أنا أقطعهالك
خالد : رجعنا لطولة اللسان تانى
لين : أنتَ مينفعش معاك الناس الطيبة الهادية مينفعش معاك غير واحدة تردلك القلم بعشرة
خالد : طب يا ست الشرسة خلاص بقى يالا نرجع أوضتنا ونتكلم هناك
لين بعناد : لا نجوم السما أقربلك أنا هفضل في أوضتى
خالد : لين بطلى عناد بقى أنتِ عارفة كويس أنى بغير عليكِ وبردو طلعتى من غير اذنى وفضلتى ساعات برا البيت أنتِ مش حاسة أنك غلطانة خالص
لين : عادى وإيه فيها ما أنا مكنتش وحدى كنت مع منة
خالد ويلمح لشيئاً ما : أهى منة دى أكتر واحدة عايزك تبعدى عنها وتقللى كلام معاها
لين : ليه إن شاء الله منة بعتبرها أختى ومتربين سوا وبعدين هى الوحيدة اللى بتفهمنى في البيت دا
خالد : مش دايماً اللى بتفتكريه صاحبك وخايف عليكِ بيكون كدا
لين : قصدك إيه ؟
خالد : قصدى خليكِ صحبة نفسك ومتديش أسرارك لأأى حد حتى لو عامل صاحبك
لين : كله إلا منة دى صاحبتى الانتيم وبتحبنى جداً
خالد ويلوى فمه ضيقاً فهو علم منه جيداً الأن ماكرة وكاذبة
لم يعلق أكثر على منة وقال : يالا بقى الوقت اتأخر وأنا عايز أنام
لين : وأنتَ حد مسكك ما تروح أوضتك تنام
خالد : يعنى مش هتيجى معايا
لين : لا
خالد وبدأ بخلع حذائه واستلقى بجوارها : خلاص يا قلبى ما دام أنتِ مش رايحة معايا اقعد أنا معاكِ
لين : لا أنا مش طايقاك ارجع أوضتك يالا
خالد وهو يلعب بخصلات شعرها : ويهون عليكِ حبيبك ينام وحده
لين : أه ما أنتَ خلاص مبقتش حبيبى فعادى
خالد : خلاص طب أنا أسف أنى ضربتك بس أنتِ أوعدينى تتجنبى الحاجات اللى تضايقنى وأنا ساعتها عمرى ما هضايقك تانى
لين : لا تانى ولا تالت يالا ارجع أوضتك
خالد : يووووووووووه دا أنتِ مبتجيش بالذوق واحتضنها وقبلها بشغف
وسكتنا عن الكلام الغير مباح
.................................................. ...
تصالح الزوجان ووقتها بدأ يتقربا من بعضهما يتشاركان هوايتهما المفضلة وهى القراءة ويتناقشان في ما قراءاه وكان حملها بدأ يظهر عليها وهما في قمة السعادة بانتظار ابنهما
سلمته عقلها وقلبها وهو احترمها كثيراً وعشقها حتى جاء اليوم المشئوم
........................................
كانت لين تجلس في الحديقة تطالع رواية ما
عندما جاءتها تلك الأفعى قائلة : لينو أنا عملت عصير وجبتلك معايا
لين : حبيبتى يا منة هاتى علشان أنا وابنى كنا عطشانين
منة بابتسامة خبث : وماله يا قلبى بالهنا عليكِ وعلى ابنك
شربت لين كوب العصير وارتوت
تركتها منة ودخلت المنزل وتابعتها من بعيد
لم يحدث للين أى تغير أو شكوى
باينه البرشام معملش مفعولة لا لازم احطلها المرة دى قرصين مش واحد : منة تحدث نفسها
جهزت المائدة وعلى غير عادتها ساعدت الخادمة بتجهيز وجبة الغداء
كانت لين بسبب شعورها بالغثيان المتواصل تفضل احتساء الشوربة وتصنعه لها الخادمة
كانت بالمطبخ والخادمة ذهبت لوضع الأطباق أخرجت من يدها الحبوب التى سحقتها من قبل ووضعت عدة أقراص في طبق الشوربة وقلبتها وتركت الطبق وخرجت
تناول الجميع وجبة الغداء وتناولت لين شوربتها وبعدها ذهبت لغرفتها لتستريح
........................
كان ما زال بالعمل لم يأتى بعد
عاد متأخراً قليلاً صعد الغرفة وجده نائمة
لم يشأ أن يزعجها وتركها تغط في سبات عميق
أبدل ملابسه ونزل مرة أخرى
استيقظت على ألمٍ شديدٍ يفتك بها
همت بالنهوض فرأت الدماء تغرق الفراش
بصرخاتٍ ملأت المكان
فزع الجميع على صرخاتها وعندما أتوا وجدوا الدماء وصراخها
كاد يصعق مما رأى ها هو حلمه بالأبوة ينتهى
ساعدتها زينب وهدى على تبديل ملابسها وحملها وذهب مسرعاً للمشفى
في المشفى كان الأمر منتهى والطفل أجهض
خرج الطبيب من الغرفة قائلاً : للأسف المدام أجهضت ربنا يعوض عليكم
خالد : بس دى كانت كويسة أيه اللى حصل
الطبيب : لسه مش واضح احنا هنعمل تحاليل وهنعرف إيه السبب
كانت تحت تأثير المخدر لعمل عملية تنظيف مكان الإجهاض
بعد عدة ساعات أفاقت وبدأت تنتحب احتضنها وحاول أن يصبرها بقضاء الله وقدره
جاء ت احدى الممرضات وقالت: استاذ خالد الدكتور عايز حضرتك في مكتبه
تركها خالد مع والدته وذهب لغرفة الطبيب
طرق الباب فأذن له الطبيب
الطبيب : اتفضل اقعد
جلس خالد ومن بعدها قال : خير يا دكتور
خالد : للأسف اجهاض المدام كان بسبب .......
خالد بتوتر : بسبب إيه ....
الطبيب : من التحاليل اللى قدامى واضح ان المدام تناولت دوا عملها سيولة في الدم وخلى المشيمة انفصلت عن الرحم
خالد : دوا دوا إيه هى مبتاخدش دوا
الطبيب : أكيد أخدت ومن الواضح انه اسبرين وكمان خدت أكثر من خمس أقراص في وقت واحد ودا سرع من انفصال المشيمة زحدوث النزيف الجامد دا
خالد : يعنى إيه بصدمة يعنى هى أجهضت نفسها
الطبيب : مقدرش أجزم ويمكن تكون أخدتهم بالغلط
خرج من عند الطبيب غير مصدق لما سمعته أذناه فقد تغيرت وأصبحت تهتم بجنينها وحملها كيف هذا , أكانت تكذب وتمثل علىّ لا لا أصدق أنها فعلت ذلك فهى تعلم اشتياقى لذاك الطفل المسكين الذى أضاعته بجنونها وعنادها
وصل لغرفتها بقلبٍ محترق للغاية ولكنه لم ينطق بكلمة
سمح لها الأطباء بالخروج من المشفى وعاد بها للمنزل مع أسرته
كاد يجن وعقله يطير كيف مستحيل مستحيل
بس لو هى عملت كدا أكيد في دليل لازم أتأكد قبل ما أظلمها : خالد يحدث نفسه
فتح الأدراج وبحث في كل مكان بالغرفة وهى تقول : خالد بتدور على إيه ؟
لم يجيبها وأكمل البحث حتى وجده
.................................................. .....
كان بغرفته وفتح الحاسب الخاص به وبيده فلاشه وصلت إليه بطرد ومكتوب عليها خاصة وهامة لكمال أبو الدهب
وضعها بحاسبه فإذا يرى
دينا : أنتِ متأكدة من الدكتور دا
الصديقة : أه طبعاً متأكدة
دينا : يعنى هيجهضنى وألحق أروح البيت قبل ما يرجعوا
الصديقة : إن شاء الله هتجهضى ولا حاجة هتبان عليكى
دينا بس أنا خايفة
الصديقة : ولما كنتِ عايشة سنتين في الحرام معاه مكنتيش خايفة يا اختى
دينا : العلاقة حاجة وإنى أجهض حاجة تانية
الصديقة : مش احنا ادناه الخمسين ألف يبقى هينفذ ولا من شاف ولا من درى
كان يرى الفيديو المسجل لابنته قبل وأثناء عملية الإجهاض ولا يصدق عقله ويمسك بقلبه المتألم بشدة
دينا دينا اللى بقول بنت بميت راجل تعيش في الحرام وتحمل وت...ههها ويمسك متألماً قلبه
تحمل وتنزل العيل وأنا طرطور الماية بتمشى من ورايا
بنتى أنا تعمل ك.......
يهم بالوقوف فيسقط أرضاً وتأتى له الأزمة القلبية ولا يراه أحد
.........................................
ظل يبحث عن دليل حتى أخيراً وجده
خالد بغضب عارم وهو يمسك بشريط الأسبرين
إيه دا
لين : مش عارفة إيه دا
خالد ويقترب منها ويفتح العلبة فيجدها ناقصة أكثر من ثمانى حبوب
خالد : علبة الاسبرين بتعمل إيه وسط هدومك يا مدام
لين : معرفش
خالد ويقترب منها ويلقى عليها العلبة : عملتى اللى في دماغك ونزلتى الولد
لين ببكاء : لا والله
خالد بصراخ : أنا نبهت عليكِ مش هيكفينى حياتك لو موتى ابنى
لين : أنتَ اتجنيت أنا هموت ابنى
خالد : اه موتيه تحاليلك بتقول اخدتى اسبرين كتير هو اللى نزل البيبى وكمان ادى الدليل العلبة ناقصة حبوب
لين وهى تهز رأسها بالنفى وتنتحب
خالد : أنا نبهتك وقلتلك لو مش عايزاه أنا عايزه بس صممتى تحرقى قلبى واديكى حرقتيه
كان صوته مسموعاً للجميع فتدخل والده ودلف الغرفة قائلاً
خالد بس ليه بتزعقلها كدا
خالد بغضب : الهانم نزلت البيبى
زينب : يا ابنى دا نصيب حرام عليك
خالد : لا هى نزلته وادى الدليل أخدت اسبرين كتير والدكتور قال تحاليلها بتقول كدا
زينب : صحيح يا لين
لين : ببكاء لا والله أنا هقتل ابنى
ليقترب منها بغضب فيبعده أبيه وينهره ويخرجه من الغرفة
يخرج من المنزل بأكمله
يعرف جميع من بالمنزل بقصتهما
الغريب في الأمر تعجبهم من عدم خروج كمال على صوت صراخ لين وخالد
فقال على هو كمال فين؟
أجابته دينا : في أوضة المكتب يا عمى
على : طب خلاص أنا هروحله
دلف على الغرفة فرأى أخيه واقع أرضاً فصرخ وجاء الجميع
حاولو افاقته دون جدوى وجاءت الاسعاف وحملته خارج المنزل
ذهب الجميع خلفه للمشفى عدا منة وأختها لم يذهبا
................
كعادتها تحب الفضول والتطلع على أشياء الغير
دلفت غرفة المكتب المفتوحة لأول مرة
دلفتها وعبثت بمحتوياتها ولفت نظرها الحاسب الشخصى لكمال المفتوح
فتحت الفيديو لترى المفاجأة
صعقت مما رأى وفكرت سريعاً وأخرجت الفلاشة وخبأتها بجيبها وخرجت من غرفة المكتب لتمتلك تلك الأفعى أكبر دليل يمكن بواسطته أن تتحكم بالأفعى الأخرى دينا
........................................
وصلت الإسعاف المشفى ولكن قضاء الله قد نفذ وأعلنت وفاة كمال
لم تتحمل لين الخبر وأغشى عليها على الفور
.................................................. .......
استيقظت في صباح اليوم التالى
بعيونٍ متعبة رأت بيدها كالونة ومحاليل معلقة
تذكرت ما حدث بالأمس وموت والدها واتهام خالد لها باجهاض الجنين
فدخلت في نوبة صراخ من جديد
جاء الطبيب وأعطاها حقنة مهدئة واستسلمت لنومٍ مرة أخرى
.................................................. .......
ودع كمال إلى مثواه الأخير وسط حزن كبير خيم على القرية بأكملها وأقيم سرادق العزاء حضره شخصيات هامة ورجال أعمال
انتهى العزاء وعاد على وأبناؤه إلى المنزل
رأت الجميع ما زال ببكاه حاول مواساة بنات أخيه ووالدتهم
قام خالد بتعزية زوجة عمه ودينا وسارة والجدة ولاحظ غيابها فلم يهتم وخرج من المنزل
.............................
تحدث كمال مع زوجته : هى لين عاملة إيه ؟
زينب : لسه في المستشفى أمير راح يطمن عليها لقيها لسه تحت تأثير المخدر عندها انهيار عصبى الدكتور قاله
وهو عارف أن مراته في المستشفى ؟
على : قصدك خالد أنا قلتله انها من امبارح أغمى عليها واتحجزت بس مكنتش أعرف انها لسه مخرجتش من المستشفى
زينب : كنت قلتله علشان يروح يطمن عليها
اتصل على على ابنه خالد وجد هاتفه مغلق
.....................................
مر المساء ثقيلاً على الجميع وأخيراً جاء الصباح
خرج على وأمير وسارة وزينب وذهبوا المشفى لزيارة لين
أفاقت لين ولكن ما زالت على بكاها وصدمتها
ما إن رأتهم حتى سألت عنه : لم يعرفوا لسؤالها إجابة
لين بقلق : هو كويس طمنونى
أمير : أه والله هو كويس بس أعصابه تعبانة شويه ومش قادر يقعد في البيت فهيغيب يومين يريح أعصابه
تألمت بشده فقد اعتقدت انه أول من سيقف بجوارها لا أن يتركها وحيده تصارع حزنها بمفردها
خسارتين في يومٍ واحد أباها وطفلها
.................................................. ..
سمح الأطباء للين بالخروج وعادت المنزل
كان لا يرد إلا على رقم أخيه يطمئنه عليه ويغلق الهاتف حتى أنه لم يكلف نفسه بالأطمئنان عليها ولو لمرة
...............................................
مر أسبوع كامل على وفاة كمال وغياب خالد عن المنزل
عاد لمنزله أخيراً سلم على الجميع عداها
تألمت بقلبها فطيلة الأسبوع عذرته واعتقدت بأن صدمته على أبيها الرجل الذى رباه كانت كبيرة ولكنه عاد بقلبٍ قاسى
تألمت من فعلته ولم تعلق
تركهم وصعد الغرفة فصعدت خلفه
في غرفتهما
لين : خالد
هو لم يرد واكتفى بالوقوف مكانه
لتكمل هى : ممكن أعرف أنتَ بتعمل معايا كدا ليه ؟
خالد : أنا نبهتك قبل كدا بس مش هعمل فيكى حاجة كرامة لموت عمى بس متطلبيش منى أنى أسامحك أبداً
لين : بس أنا معملتش حاجة
خالد : لو خلصتى كلامك روحى أنا تعبان وعايزة ارتاح
لين : تعبان
خالد : أه تعبان وي اريت تبات في أوضتك اللى تحت علشان أنا مش عايز أشوف وشك تانى
لين وهى تحبس دموعها : بس أبقى أفتكر إن أنتَ اللى اخترت
.................................................. .............
يمر أكثر من شهران وهما في هجرهما هى تبيت بغرفتها وهو بغرفته ويتجنبا اللقاء
حتى قررت دينا الاجتماع بأختيها ووالدتها في غرفة الأم
دينا : أنتوا عجبكم الوضع دا
سارة : وضع إيه ؟
دينا : إن السيد خالد بيتحكم في كل أملاكنا هو وأخواته وأبوه واحنا منعرفش عنها حاجة
هدى : بس يا بنتى هنعملهم إيه ؟
دينا : نطالب بفلوسنا وأملاكنا
سارة : بس هما هيزعلوا كدا
دينا : دا حقنا وفلوسنا واحنا أولى بيها نشغلها براحتنا
لتلتفت للين الصامتة : ولين رأيها إيه ولا هتزعل على جوزها
لين : ارفعى عليهم قضية طالبى فيها بميراثنا كامل ونفض الشراكة والبيت وكل حاجة
دينا بفرحة : ودا اللى عايزاكم كلكم توافقوا عليه أنا هطلبى من عمى ودى موافقش يبقى نرفع القضية
سارة اعترضت على الفكرة ولكن دينا بدهائها اقنعتها
............................. ذات مساء ذهبت دينا لعمها وحدثته في الأمر فاعترض قائلاً : أنتوا أخويا سبكم معايا أمانة وأنا هفضل أراعى مصالحكم لغاية ما أموت وبعد موتى اعملوا اللى عايزينه
دينا : يعنى دا أخر كلام عندك يا عمى
على : أه أخر كلام أنا كدا بحافظ عليكم وعلى مالكم أنتوا لو اخدتوه هتضيعوه
تركته دينا واجتمعت باختيها وقررتا رفع دعوة على عمهما للمطالبة بميراثهما الشرعى
................................لين : اطلع برا يا خالد أنا تعبانة وعايزة أنام
خالد : ويهون عليكِ تنامى وتسيبى حبيبك صاحى
لين : أنا يا ريتنى كان حبنى برص ولا حبيتك
خالد : يعنى بتعترفى أنك بتحبينى ؟
لين : لا مبحبكش ومش طايقة أشوف وشك يالا أرجع أوضتك أنا عايزة أنام
خالد بجدية : لين متزعليش بس أنتِ اللى غلطانة على فكرة
لين : أه تصدق أه أنا الغلطانة علشان ضربت نفسى بالقلم
خالد : خلاص متزعليش أنى ضربتك أنتِ اسمعى الكلام وأنا مش همد أيدى عليكِ تانى
لين : لا والله هو أنا هسيبك تمدها تانى دا أنا أقطعهالك
خالد : رجعنا لطولة اللسان تانى
لين : أنتَ مينفعش معاك الناس الطيبة الهادية مينفعش معاك غير واحدة تردلك القلم بعشرة
خالد : طب يا ست الشرسة خلاص بقى يالا نرجع أوضتنا ونتكلم هناك
لين بعناد : لا نجوم السما أقربلك أنا هفضل في أوضتى
خالد : لين بطلى عناد بقى أنتِ عارفة كويس أنى بغير عليكِ وبردو طلعتى من غير اذنى وفضلتى ساعات برا البيت أنتِ مش حاسة أنك غلطانة خالص
لين : عادى وإيه فيها ما أنا مكنتش وحدى كنت مع منة
خالد ويلمح لشيئاً ما : أهى منة دى أكتر واحدة عايزك تبعدى عنها وتقللى كلام معاها
لين : ليه إن شاء الله منة بعتبرها أختى ومتربين سوا وبعدين هى الوحيدة اللى بتفهمنى في البيت دا
خالد : مش دايماً اللى بتفتكريه صاحبك وخايف عليكِ بيكون كدا
لين : قصدك إيه ؟
خالد : قصدى خليكِ صحبة نفسك ومتديش أسرارك لأأى حد حتى لو عامل صاحبك
لين : كله إلا منة دى صاحبتى الانتيم وبتحبنى جداً
خالد ويلوى فمه ضيقاً فهو علم منه جيداً الأن ماكرة وكاذبة
لم يعلق أكثر على منة وقال : يالا بقى الوقت اتأخر وأنا عايز أنام
لين : وأنتَ حد مسكك ما تروح أوضتك تنام
خالد : يعنى مش هتيجى معايا
لين : لا
خالد وبدأ بخلع حذائه واستلقى بجوارها : خلاص يا قلبى ما دام أنتِ مش رايحة معايا اقعد أنا معاكِ
لين : لا أنا مش طايقاك ارجع أوضتك يالا
خالد وهو يلعب بخصلات شعرها : ويهون عليكِ حبيبك ينام وحده
لين : أه ما أنتَ خلاص مبقتش حبيبى فعادى
خالد : خلاص طب أنا أسف أنى ضربتك بس أنتِ أوعدينى تتجنبى الحاجات اللى تضايقنى وأنا ساعتها عمرى ما هضايقك تانى
لين : لا تانى ولا تالت يالا ارجع أوضتك
خالد : يووووووووووه دا أنتِ مبتجيش بالذوق واحتضنها وقبلها بشغف
وسكتنا عن الكلام الغير مباح
.................................................. ...
تصالح الزوجان ووقتها بدأ يتقربا من بعضهما يتشاركان هوايتهما المفضلة وهى القراءة ويتناقشان في ما قراءاه وكان حملها بدأ يظهر عليها وهما في قمة السعادة بانتظار ابنهما
سلمته عقلها وقلبها وهو احترمها كثيراً وعشقها حتى جاء اليوم المشئوم
........................................
كانت لين تجلس في الحديقة تطالع رواية ما
عندما جاءتها تلك الأفعى قائلة : لينو أنا عملت عصير وجبتلك معايا
لين : حبيبتى يا منة هاتى علشان أنا وابنى كنا عطشانين
منة بابتسامة خبث : وماله يا قلبى بالهنا عليكِ وعلى ابنك
شربت لين كوب العصير وارتوت
تركتها منة ودخلت المنزل وتابعتها من بعيد
لم يحدث للين أى تغير أو شكوى
باينه البرشام معملش مفعولة لا لازم احطلها المرة دى قرصين مش واحد : منة تحدث نفسها
جهزت المائدة وعلى غير عادتها ساعدت الخادمة بتجهيز وجبة الغداء
كانت لين بسبب شعورها بالغثيان المتواصل تفضل احتساء الشوربة وتصنعه لها الخادمة
كانت بالمطبخ والخادمة ذهبت لوضع الأطباق أخرجت من يدها الحبوب التى سحقتها من قبل ووضعت عدة أقراص في طبق الشوربة وقلبتها وتركت الطبق وخرجت
تناول الجميع وجبة الغداء وتناولت لين شوربتها وبعدها ذهبت لغرفتها لتستريح
........................
كان ما زال بالعمل لم يأتى بعد
عاد متأخراً قليلاً صعد الغرفة وجده نائمة
لم يشأ أن يزعجها وتركها تغط في سبات عميق
أبدل ملابسه ونزل مرة أخرى
استيقظت على ألمٍ شديدٍ يفتك بها
همت بالنهوض فرأت الدماء تغرق الفراش
بصرخاتٍ ملأت المكان
فزع الجميع على صرخاتها وعندما أتوا وجدوا الدماء وصراخها
كاد يصعق مما رأى ها هو حلمه بالأبوة ينتهى
ساعدتها زينب وهدى على تبديل ملابسها وحملها وذهب مسرعاً للمشفى
في المشفى كان الأمر منتهى والطفل أجهض
خرج الطبيب من الغرفة قائلاً : للأسف المدام أجهضت ربنا يعوض عليكم
خالد : بس دى كانت كويسة أيه اللى حصل
الطبيب : لسه مش واضح احنا هنعمل تحاليل وهنعرف إيه السبب
كانت تحت تأثير المخدر لعمل عملية تنظيف مكان الإجهاض
بعد عدة ساعات أفاقت وبدأت تنتحب احتضنها وحاول أن يصبرها بقضاء الله وقدره
جاء ت احدى الممرضات وقالت: استاذ خالد الدكتور عايز حضرتك في مكتبه
تركها خالد مع والدته وذهب لغرفة الطبيب
طرق الباب فأذن له الطبيب
الطبيب : اتفضل اقعد
جلس خالد ومن بعدها قال : خير يا دكتور
خالد : للأسف اجهاض المدام كان بسبب .......
خالد بتوتر : بسبب إيه ....
الطبيب : من التحاليل اللى قدامى واضح ان المدام تناولت دوا عملها سيولة في الدم وخلى المشيمة انفصلت عن الرحم
خالد : دوا دوا إيه هى مبتاخدش دوا
الطبيب : أكيد أخدت ومن الواضح انه اسبرين وكمان خدت أكثر من خمس أقراص في وقت واحد ودا سرع من انفصال المشيمة زحدوث النزيف الجامد دا
خالد : يعنى إيه بصدمة يعنى هى أجهضت نفسها
الطبيب : مقدرش أجزم ويمكن تكون أخدتهم بالغلط
خرج من عند الطبيب غير مصدق لما سمعته أذناه فقد تغيرت وأصبحت تهتم بجنينها وحملها كيف هذا , أكانت تكذب وتمثل علىّ لا لا أصدق أنها فعلت ذلك فهى تعلم اشتياقى لذاك الطفل المسكين الذى أضاعته بجنونها وعنادها
وصل لغرفتها بقلبٍ محترق للغاية ولكنه لم ينطق بكلمة
سمح لها الأطباء بالخروج من المشفى وعاد بها للمنزل مع أسرته
كاد يجن وعقله يطير كيف مستحيل مستحيل
بس لو هى عملت كدا أكيد في دليل لازم أتأكد قبل ما أظلمها : خالد يحدث نفسه
فتح الأدراج وبحث في كل مكان بالغرفة وهى تقول : خالد بتدور على إيه ؟
لم يجيبها وأكمل البحث حتى وجده
.................................................. .....
كان بغرفته وفتح الحاسب الخاص به وبيده فلاشه وصلت إليه بطرد ومكتوب عليها خاصة وهامة لكمال أبو الدهب
وضعها بحاسبه فإذا يرى
دينا : أنتِ متأكدة من الدكتور دا
الصديقة : أه طبعاً متأكدة
دينا : يعنى هيجهضنى وألحق أروح البيت قبل ما يرجعوا
الصديقة : إن شاء الله هتجهضى ولا حاجة هتبان عليكى
دينا بس أنا خايفة
الصديقة : ولما كنتِ عايشة سنتين في الحرام معاه مكنتيش خايفة يا اختى
دينا : العلاقة حاجة وإنى أجهض حاجة تانية
الصديقة : مش احنا ادناه الخمسين ألف يبقى هينفذ ولا من شاف ولا من درى
كان يرى الفيديو المسجل لابنته قبل وأثناء عملية الإجهاض ولا يصدق عقله ويمسك بقلبه المتألم بشدة
دينا دينا اللى بقول بنت بميت راجل تعيش في الحرام وتحمل وت...ههها ويمسك متألماً قلبه
تحمل وتنزل العيل وأنا طرطور الماية بتمشى من ورايا
بنتى أنا تعمل ك.......
يهم بالوقوف فيسقط أرضاً وتأتى له الأزمة القلبية ولا يراه أحد
.........................................
ظل يبحث عن دليل حتى أخيراً وجده
خالد بغضب عارم وهو يمسك بشريط الأسبرين
إيه دا
لين : مش عارفة إيه دا
خالد ويقترب منها ويفتح العلبة فيجدها ناقصة أكثر من ثمانى حبوب
خالد : علبة الاسبرين بتعمل إيه وسط هدومك يا مدام
لين : معرفش
خالد ويقترب منها ويلقى عليها العلبة : عملتى اللى في دماغك ونزلتى الولد
لين ببكاء : لا والله
خالد بصراخ : أنا نبهت عليكِ مش هيكفينى حياتك لو موتى ابنى
لين : أنتَ اتجنيت أنا هموت ابنى
خالد : اه موتيه تحاليلك بتقول اخدتى اسبرين كتير هو اللى نزل البيبى وكمان ادى الدليل العلبة ناقصة حبوب
لين وهى تهز رأسها بالنفى وتنتحب
خالد : أنا نبهتك وقلتلك لو مش عايزاه أنا عايزه بس صممتى تحرقى قلبى واديكى حرقتيه
كان صوته مسموعاً للجميع فتدخل والده ودلف الغرفة قائلاً
خالد بس ليه بتزعقلها كدا
خالد بغضب : الهانم نزلت البيبى
زينب : يا ابنى دا نصيب حرام عليك
خالد : لا هى نزلته وادى الدليل أخدت اسبرين كتير والدكتور قال تحاليلها بتقول كدا
زينب : صحيح يا لين
لين : ببكاء لا والله أنا هقتل ابنى
ليقترب منها بغضب فيبعده أبيه وينهره ويخرجه من الغرفة
يخرج من المنزل بأكمله
يعرف جميع من بالمنزل بقصتهما
الغريب في الأمر تعجبهم من عدم خروج كمال على صوت صراخ لين وخالد
فقال على هو كمال فين؟
أجابته دينا : في أوضة المكتب يا عمى
على : طب خلاص أنا هروحله
دلف على الغرفة فرأى أخيه واقع أرضاً فصرخ وجاء الجميع
حاولو افاقته دون جدوى وجاءت الاسعاف وحملته خارج المنزل
ذهب الجميع خلفه للمشفى عدا منة وأختها لم يذهبا
................
كعادتها تحب الفضول والتطلع على أشياء الغير
دلفت غرفة المكتب المفتوحة لأول مرة
دلفتها وعبثت بمحتوياتها ولفت نظرها الحاسب الشخصى لكمال المفتوح
فتحت الفيديو لترى المفاجأة
صعقت مما رأى وفكرت سريعاً وأخرجت الفلاشة وخبأتها بجيبها وخرجت من غرفة المكتب لتمتلك تلك الأفعى أكبر دليل يمكن بواسطته أن تتحكم بالأفعى الأخرى دينا
........................................
وصلت الإسعاف المشفى ولكن قضاء الله قد نفذ وأعلنت وفاة كمال
لم تتحمل لين الخبر وأغشى عليها على الفور
.................................................. .......
استيقظت في صباح اليوم التالى
بعيونٍ متعبة رأت بيدها كالونة ومحاليل معلقة
تذكرت ما حدث بالأمس وموت والدها واتهام خالد لها باجهاض الجنين
فدخلت في نوبة صراخ من جديد
جاء الطبيب وأعطاها حقنة مهدئة واستسلمت لنومٍ مرة أخرى
.................................................. .......
ودع كمال إلى مثواه الأخير وسط حزن كبير خيم على القرية بأكملها وأقيم سرادق العزاء حضره شخصيات هامة ورجال أعمال
انتهى العزاء وعاد على وأبناؤه إلى المنزل
رأت الجميع ما زال ببكاه حاول مواساة بنات أخيه ووالدتهم
قام خالد بتعزية زوجة عمه ودينا وسارة والجدة ولاحظ غيابها فلم يهتم وخرج من المنزل
.............................
تحدث كمال مع زوجته : هى لين عاملة إيه ؟
زينب : لسه في المستشفى أمير راح يطمن عليها لقيها لسه تحت تأثير المخدر عندها انهيار عصبى الدكتور قاله
وهو عارف أن مراته في المستشفى ؟
على : قصدك خالد أنا قلتله انها من امبارح أغمى عليها واتحجزت بس مكنتش أعرف انها لسه مخرجتش من المستشفى
زينب : كنت قلتله علشان يروح يطمن عليها
اتصل على على ابنه خالد وجد هاتفه مغلق
.....................................
مر المساء ثقيلاً على الجميع وأخيراً جاء الصباح
خرج على وأمير وسارة وزينب وذهبوا المشفى لزيارة لين
أفاقت لين ولكن ما زالت على بكاها وصدمتها
ما إن رأتهم حتى سألت عنه : لم يعرفوا لسؤالها إجابة
لين بقلق : هو كويس طمنونى
أمير : أه والله هو كويس بس أعصابه تعبانة شويه ومش قادر يقعد في البيت فهيغيب يومين يريح أعصابه
تألمت بشده فقد اعتقدت انه أول من سيقف بجوارها لا أن يتركها وحيده تصارع حزنها بمفردها
خسارتين في يومٍ واحد أباها وطفلها
.................................................. ..
سمح الأطباء للين بالخروج وعادت المنزل
كان لا يرد إلا على رقم أخيه يطمئنه عليه ويغلق الهاتف حتى أنه لم يكلف نفسه بالأطمئنان عليها ولو لمرة
...............................................
مر أسبوع كامل على وفاة كمال وغياب خالد عن المنزل
عاد لمنزله أخيراً سلم على الجميع عداها
تألمت بقلبها فطيلة الأسبوع عذرته واعتقدت بأن صدمته على أبيها الرجل الذى رباه كانت كبيرة ولكنه عاد بقلبٍ قاسى
تألمت من فعلته ولم تعلق
تركهم وصعد الغرفة فصعدت خلفه
في غرفتهما
لين : خالد
هو لم يرد واكتفى بالوقوف مكانه
لتكمل هى : ممكن أعرف أنتَ بتعمل معايا كدا ليه ؟
خالد : أنا نبهتك قبل كدا بس مش هعمل فيكى حاجة كرامة لموت عمى بس متطلبيش منى أنى أسامحك أبداً
لين : بس أنا معملتش حاجة
خالد : لو خلصتى كلامك روحى أنا تعبان وعايزة ارتاح
لين : تعبان
خالد : أه تعبان وي اريت تبات في أوضتك اللى تحت علشان أنا مش عايز أشوف وشك تانى
لين وهى تحبس دموعها : بس أبقى أفتكر إن أنتَ اللى اخترت
.................................................. .............
يمر أكثر من شهران وهما في هجرهما هى تبيت بغرفتها وهو بغرفته ويتجنبا اللقاء
حتى قررت دينا الاجتماع بأختيها ووالدتها في غرفة الأم
دينا : أنتوا عجبكم الوضع دا
سارة : وضع إيه ؟
دينا : إن السيد خالد بيتحكم في كل أملاكنا هو وأخواته وأبوه واحنا منعرفش عنها حاجة
هدى : بس يا بنتى هنعملهم إيه ؟
دينا : نطالب بفلوسنا وأملاكنا
سارة : بس هما هيزعلوا كدا
دينا : دا حقنا وفلوسنا واحنا أولى بيها نشغلها براحتنا
لتلتفت للين الصامتة : ولين رأيها إيه ولا هتزعل على جوزها
لين : ارفعى عليهم قضية طالبى فيها بميراثنا كامل ونفض الشراكة والبيت وكل حاجة
دينا بفرحة : ودا اللى عايزاكم كلكم توافقوا عليه أنا هطلبى من عمى ودى موافقش يبقى نرفع القضية
سارة اعترضت على الفكرة ولكن دينا بدهائها اقنعتها
............................. ذات مساء ذهبت دينا لعمها وحدثته في الأمر فاعترض قائلاً : أنتوا أخويا سبكم معايا أمانة وأنا هفضل أراعى مصالحكم لغاية ما أموت وبعد موتى اعملوا اللى عايزينه
دينا : يعنى دا أخر كلام عندك يا عمى
على : أه أخر كلام أنا كدا بحافظ عليكم وعلى مالكم أنتوا لو اخدتوه هتضيعوه
تركته دينا واجتمعت باختيها وقررتا رفع دعوة على عمهما للمطالبة بميراثهما الشرعى
................................
يتبع...................
الفصل الثامن عشر
اجتمعت الاخوات وقررتا أن ترفعا قضية على عمهما تطالبه فيها بميراثهما الشرعى
اعترضت سارة على الأمر قائلة : بصوا احنا نحكى لتيتة مطالبنا ونخليها هى تتكلم مع عمى قبل ما نرفع القضية ونبقى في نظرهم وحشين
دينا : أنا معاكى روحى اتكلمى معاها ولو جبتلنا حقنا من غير قضايا ومحاكم تمام بس لو لا يبقى مسمعش اعتراض منك تانى وهنرفع القضية
اضطرت سارة للتحدث مع جدتها صفية بالأمر وغضبت الجدة مما تردن القيام به
عادت سارة لأختيها قائلة : الظاهر أن كان معاكى حق يا دينا محدش مقتنع اننا هنقدر نكبر مالنا ونحافظ عليه الكل شايفنا بنات مالناش قيمة وهناخد الفلوس نضيعها
دينا : تمام يبقى تمضى يا حلوة وبكرا هنروح نعمل توكيل للمحامى
سارة : بس أمير هيزعل ومش بعيد يسيبنى
دينا : لا والله لو هو بيحبك يبقى هيوقف جنبك ويجبلك حق ولو لا يبقى يغور في داهية وتتجوز سيد سيده
.................................................. ..
في الصباح ذهبت الفتيات ووالدتهم للمحامى وعملوا توكيل رسمى وبدأ بإجراءات رفع القضية
بعدها بأيام وصل إخطار رسمى من المحكمة لعلى بالقضية فتضايق للغاية من بنات أخيه وقرر الاجتماع بهن وبأبنائه وأمه في المساء
...................
جلس كمال وأبنائه الثلاثة والجدة صفية وماجدة وهدى ودينا وسارة
لم تأتى بعد فقال على ولين مجتش ليه
سارة : هى تعبانة شوية يا عمى ومش هتقدر تنزل
على : لا معلش اندهيها هى كمان من حقها تعرف هنتفق على إيه هى كمان ليها ميراث
ذهبت سارة لتنادى لين وبعد دقائق نزلت لين وجلست بجوار سارة
لقد مر أكثر من شهران على خصامهما كان يشتاق إليها ولكن عملتها بإجهاض الجنين أغضبته بشدة وجعلته لا يطيق النظر إليها
وقعت عيناه عليها فقد ذبلت وردته ونحفت للغاية
تمنى لو قام من مقعده واحتضنها وصبرها ولكنه وضع عزة نفسه وكرامته في المقدمة فزادا جفاءاً
بدأ على حديثه
أنا جمعتكم النهارده علشان كلكم ليكم حق وانا هوزع الحق دا بعدل ربنا وبالشرع والاستاذ عادل المحامى هيشرحلكم كل حاجة
حسب القانون والشرع توزع تركة المرحوم محمد ابوالدهب على ابناؤه الثلاثة كمال وعلى وماجدة وزوجته الحاجة صفية وبعد عزل تركة المرحوم كمال وحصرها توزع بين بناته الثلاث وزوجته والدته واخته واخيه لانه معندوش أولاد ذكور
وبالتالى توزع على النحو التالى ............
شرح المحامى طريقة توزيع التركة وأعلم كل فرد بنصيبه من ميراث كمال
فقال على : وأنا بكدا لا بقى ظلمتكم ولا ظلمتونى دا شرع ربنا وأنتوا عارفينه كويس
دينا : وبالنسبة للشركة حضرتك هتشترى نصيبنا احنا وماما ولا إيه
على : في الوقت الحالى أنا معنديش سيولة أشترى بيها الورث دا كله أنتوا لو حبين نكمل الشراكة وتيجى أنتِ وأخواتك تديرو معانا فلوسكم
دينا : انا موافقة
هدى : وأنا وعايزة دينا تدير نصيبى
سارة : وأنا موافقة وأمير هيدير نصيبى
الأخرى لم تنطق فسألها على : وأنتَ يا لين كوافقة
لترفع رأسها وترد بثبات : لا مش موافقة
ينصدم الجميع برأيها
لين : أ÷ زى ما سمعتوا أنا مش موافقة
على : بس أخواتك وافقوا
لين : هما حريين بس أنا هبيع ورثى كله حتى نصيبى في البيت دا
على : طب ليه يا بنتى حابة تبيعى دلوقتى
لين : علشان أنا مش هعيش في البلد دى تانى أنا مسافرة ومش هرجع هنا تانى فمش عايزة أسيب حاجة تربطنى بهنا تانى
لينتبه من جملتها ويغتاظ ولا يرد فقط منتبه لبقية كلامها انه زوجها خالد
ماجدة بسخرية : هتسافرى وعلى كدا هتروحى فين يا بت منى
لين : دى حاجة ترجعلى
ماجدة : ومش ناوية تاخدى جوزك معاك ولا هتسافرى وتجيه اجازات
لتغتاظ منها لين وتكمل : جوزى فينه جوزى دا
ماجدة : اسم الله عليك دا وهى تشير لخالد إيه مش شايفاه دا طول بعرض إيه مش مالى عينك ولا إيه
لين : أه قصدك اللى كان جوزى
على : إيه وهو ينظر لخالد أنتَ طلقتها
ليغتاظ منها ويغضب وينظر لها بحنق
لين : لا مطلقنيش لسه بس لو مكلقنيش هخلعه
ليفور ويغضب : تخلعينى ما تحترمنى نفسك واتكلمى عدل
لين بثبات : أنتَ ملكش كلام معايا خالص طلقنى الاول وبعدين نتكلم
خالد : عايزة تطلقى علشان تمشى على حل شعرك مش كدا
ليتدخل على : خالد عيب مواضيعك أنتَ ومراتك تحلوها بينكم مش قدامنا
خالد : طب أنتِ اللى جبتيه لنفسك
تنظر له وتبتسم بسخريه وتدير وجهها الناحية الأخرى
تضايق وخرج وأنهى على اجتماعه بهم
................................
ها قد حققت نصف ما أريد والأن سأدير الشركة بنفسى ولن يخالفنى الرأى أحد : دينا تحدث نفسها
لتستمع لطرقات على بابها تفتح فتجدها الأفعى الأخرى
دينا بضيق : منة خير
منة : كل خير يا حبيبتى بس جايبالك هدية بمناسبة أنك أخدتى ورثك
دينا : هدية هدية إيه دى
منة : اتفضلى وناولتها فلاشة
دينا : ودى أعمل بيها إيه دى هحط عليها فايلات ولا إيه
منة : لا يا قلبى انا عبيتها وجهزتها بفيلم حلو قوى اسمه دينا ودكتور الإجهاض
دينا وتوترت : إنتِ بتخرفى تقولى إيه ؟
منة : اتفرجى واحكمى بس الفيلم جودته عالية قوى ههههههههههههههههههه وتركتها وخرجت من الغرفة
ارتعشت دينا من كلام منة وأمسكت الفلاشة ووضعتها بحاسبها وشغلت الفيديو لترى حديثها وعملية اجهاضها مسجلة بالكامل
.................................................. .
بعد انتهاء اجتماعها بعمها صعدت لغرفتها وحزمت حقيبتها وانتظرت للصباح انها لين
................................................
دينا ارتعبت مما رأت وجرت مسرعة باتجاه غرفة منة
دخلت مباشرة دون طرق الباب
دينا بعصبية : إنتِ جبتى الفيديو دا منين
منة : من خالى الله يرحمه أصله كان بيتفرج عليه لما جاته الأزمة ومات من عمايل بنته اللى بميت راجل
دينا : أنتِ كدابة أنتِ أكيد تعرفى الدكتور الحيوان اللى صورنى دا
منة : وغلاوتك لقيته في لاب خالى الله يرحمه ليلة ما نقلتوه المستشفى
دينا : يعنى بابا شاف الفيديو دا
منة وهى تهز رأسها بالإيجاب
جلست على أقرب مقعد وهى غير مصدقة لما سمعته : يعنى بابا مت بسببى
منة : وهو بابا بس دا لسه لما ماماتك تشوفه أكيد هتموت من الصدمة زى باباكى
دا غير الفضيحة قدام عمك اللى أكيد هيطردك ويجبرك تتنازلى عن ميراثك
دا أنا بفكر أشيره عاليوتيوب داه يعمل مشاهدة عالية قوى
دينا : ممكن أعرف إيه طلباتك وتخرصى خالص
منة : طلباتى طلباتى إممممممممممم لسه مش عارفة بس أما أفكر هقولك
دينا : اخلصى قولى عايزة كام ؟
منة : فلوس لا لا مالى بالفلوس أنا عايزة حاجة تانى
دينا : عايزة إيه ؟
منة : خالد يطلق لين
دينا : يا سلام ما هما هيطلقوا إيه الطلب الغريب دا وبعدين إنتِ إيه مصلحتك فى طلاقهم
منة : أسبابى ملكيش دعوة بيها المهم يطلقوا
دينا : أه وأنا اعملهم إيه علشان يطلقوا
هتروحيلها وتقوليلها ................
............................................ لم تجد مفر من تنفيذ خطة منة لتسلم منها ومن الفيديو الذى تبتذها به
طرقت دينا باب لين
فتحت لين : دينا خير فى حاجة
دينا : لين أنا كنت عايزاكى فى موضوع مهم
لين : ادخلى
دخلت دينا الغرفة وجلست على الأريكة فقالت لين : خير موضوع إيه اللى عايزانى فيه
دينا : موضوع خالد
لين : اوووووووووف وفرى على نفسك التعب لو جاية تقوليلى ارجعيله
دينا : لا بالعكس دا أنا جاية أقولك أنه إنسان زبالة ولازم تطلقى منه
لين : ليه هو عمل إيه ؟
دينا : بصراحة أنا اترددت كتير أقولك بس هو مش كويس
لين : يعنى إيه مش كويس
دينا : بصراحة هو على علاقة بواحدة تانية وبيقابلها كمان فى شقة مفروشة
لين بصدمة : إيه
دينا : مع الأسف
لين : وأنتِ إيه اللى عرفك
دينا : بصراحة أنا كذا مرة اسمعه بيكلم واحدة فى التليفون لما بكون فى الشركة ورايحة مكتبه دا غير انه بيخرج من الشركة بدرى ومبيرجعش البيت غير بالليل وانا شفت عقد ايجار الشقة دى على مكتبه مرة كان ناسيه ولما اطقست علشان إنتِ أختى حبيبتى ولازم اراقبه علشان اقولك الحقيقة
فمرة راقبته لقيته بيدخل هو وواحدة على طول الشقة دى
صعقت لين مما معت فأخر ما توقعته أن يخونها
دينا ولو حابة تتأكدى دا العنوان روحى اتأكدى بنفسك
لين ك يعنى هو معاها دلوقتى
دينا : أكيد علشان هو خرج من شوية ولسه مجاش يبقى أكيد عندها
لين : الحيوان ال......... وأخذت الورقة وخرجت
.............................................
كان يتجول بسيارته عندما رن هاتفه
كان رقماً لا يعرفه رد ك الو
المتصل : اهلاً لو حابب تشوف المدام فى حضن حبيب قلبها روح العنوان داه تلاقيها هناك
جن جنونه : مين بيتكلم
أغلق المتصل الهاتف
لم يعطى نفسه وقت للتفكير وذهب للعنوان
وصل للعنوان وهم بالنزول من اليارة عندما رأها تخرج من البناية
الفصل التاسع عشر
لم يعطى نفسه وقت للتفكير وذهب مسرعاً للعنوان
وصل العنوان وهم بالنزول من السيارة عندما رأها تخرج من البناية
خفق قلبه بقوة ألماً أيعقل أنها هى
أتخوننى أيعقل أن تلك البرائة تختبئ خلفها أفعى
نزل من سيارته وقدماه تتعثران يسابق الزمن ليفتك بها ليقتلها ويثأر لنفسه لولا أن رأهما
........................................
منذ أقل من ساعة
كانت تنزل الدرج مسرعة لتتأكد مما سمعت وتذهب وتكتشف أمره بنفسها
كانت خارجة من الباب عندما اصطدمت بسارة وأمير العائدين من الخارج
سارة بقلق : لين خير بتجرى ليه ؟
لين بعصبية : رايح أكشفه الحيوان الخاين
أمير بعد أن أوقفها : أهدى بس فى إيه ؟
لين : أخوك البيه اللى فاكرينه ملاك بيخونى
سارة وأمير : إيه بتقولى إيه؟
لين : زى ما سمعتوا والله لاطين عيشته الخاين دا
أمير : استنى بس خلينا نروح معاكى الوقت متأخر ومينفعش تخرجى وحدك
صعدت معهم سيارتهم ووصلا للعنوان وصعدا البناية وطرق باب الشقة المكتوب رقمها بالعنوان وما من مجيب حتى يأسوا وغادروا
...........................................
الواقع
نزل من سيارته وقدماه تتعثران يسابق الزمن ليفتك بها ليقتلها ويثأر لنفسه لولا أن رأهما يخرجان خلفها من البناية
خالد بدهشة ممزوجة بالغضب يقف ينظر لهما
لتسبقه هى قائلة : أهو جه مش قلتلكم أنه بيروحلها
أمير بدهشة : خالد أنتَ بتعمل إيه هنا ؟
خالد : أنتوا اللى بتعملوا هنا إيه ؟
لين بعصبية : جايين نشوف خيانتك يا حيوان يا ......
خالد : اخرسى واقترب منها فأبعده أمير
أمير : خلاص بقى احنا فى الشارع
سارة خديها العربية
تلعثمت بكلمات غير مفهومة وصعدت مع أختها سيارة أمير
خالد بعصبية : أنتوا كنتوا بتعملوا هنا إيه
أمير : لين بتقول أنك بتخونها مع واحدة ومأجرلها شقة فى العمارة دى
خالد : إيه أنتَ بتقول إيه ؟
أمير : خلينا نروح دلوقتى وفى البيت نتكلم
.....................................
عاد الجميع للمنزل وكان خالد ورائهم بسيارته
ما إن نزل من سيارته حتى صرخت به : طلقنى يا خاين طلقنى دلوقتى
خالد بعصبية : اخرسى خالص مش عايز اسمع صوتك
لين : لا هتسمعه وهتسمعه قوى يا خاين بتأجر لعشيقتك شقة وعايش حياتك مش كدا
خالد : أنتِ اتجننتى عشيقتى مين إيه التخريف اللى بتقوليه دا
لين : لا دا مش تخريف دى حقيقة يا استاذ يا محترم
كانت أصوات صراخهم المتبادل ازعجت من بالمنزل فاستيقظ الجميع وهبط ليرى مصدر الصراخ وسببه
نزل على وصرخ بهم : أنتوا اتجننتوا بتزعقوا مع بعض بعد نص الليل ومش هاممكم الناس النايمة
لين : تعالى يا عمى شوف ابنك المحترم الخاين
على : اهدى ووطى صوتك فى إيه؟
لين : الاستاذ بيخونى مع واحدة زبالة ومأجرلها شقة مفروشة
خالد : كدابة أنا عمرى ما أعمل حاجة حرام ولو عايز يبقى هتجوز
لين : أنا الكدابة يا .........
خالد : بقولك لمى نفسى واخرسى احسنلك
على : خلاص انتَ وهى لين أنتَ عرفتى منين بالكلام دا
لين : دينا راقبت الاستاذ واتأكدت وقالتلى
نادى على على دينا التى جاءت وقالت : خير يا عمى
على : دينا الكلام اللى لين بتقوله دا صحيح ؟
دينا بتوتر : كلام إيه يا عمى
على : أنك عرفتى غن خالد بيخونها وقلتلها ومعاكى الدليل
دينا : خالد بيخون لين أكيد لا أنا عمرى ما أصدق أن خالد يعمل كدا
على : يعنى أنتِ مقلتلهاش حاجة
دينا : أنا من بعد الاجتماع اللى عملناه أول الليل وأنا على السطح مع منة بنحكى
كانت تقف أعلى الدرج فقالت : وكمان كدابة أكيد يا بت منى ملقتيش فرصة تخرجى من البيت تعملى اللى عايزاه فاتهمتى جوزك علشان تطلقى وتمشى على حل شعرك : كانت ماجدة توجه حديثها للين الواقفة بذهول وهى تستمع لنكران دينا وكذبها
فقالت : والله هى اللى قلتلى انه بيخونى مع واحدة وادتنى العنوان
دينا بتمثيل : أنا يا لين أنا اعمل كدا طب أهى منة اسألوها أنا من أول ليل بنحكى عالسطح
على : صحيح يا منة .
منة : ايوا يا خالى هى لين باينلها أعصابها تعبانة ومش عارفة هى بتقول إيه ؟
لين وعقلها نشتت مما تسمع وتحاول اقناعهم : والله هى اللى قالت
على بغضب : خلاص بقى بلا قالت بلا عادت يالا كله على أوضته وبطلوا لعب العيال دا وأنتَ وهو يشير على خالد مش عايز اسمعك بتتخانق معاها تانى
صعد الجميع لغرفهم وسط ذهولها مما حدث واتهامها بالكذب حتى سارة وأمير بعد انكار دينا لكلام لين لم يصدقوا لين واعتقدوا انها تتهم خالد زوراً وبهتاناً
.................................................. ...................
يشرق الصباح وهى ما زالت مستيقظة أسفة على ما فعلته أختها بها كيف لأخوات أن يفعلن ببعضن هذا ولكن دينا لم تتغير ولكن ما أثار ضيق لين ما مصلحة دينا باتهام خالد ثم انكار الشئ واتهام لين بالتوهم ماذا ورائها
لقد أتعبت نفسى معهم كثيراً لا أريدهم لا أريد العيش مع أناس يكذبون
كانت حقيبتها جاهزة حملتها وخرجت من المنزل فى الصباح الباكر والجميع نيام
.................................................. ......
يضج المنزل باستيقاظ الجميع وذهاب الجميع لعمله
تمر الساعات وتطرق سارة غرفة لين ولا تجد مجيب فتفتح باب الغرفة وتدخل فلا تجد لين
تهاتفها فتخبرها أنها تركت المنزل وذهبت لبيت جدتها لتعيش هناك
كان أمير قادماً من العمل عندما أخبرته سارة وذهبا لرؤية لين ومحاولة اقناعها بالعودة للمنزل
.....................
فى بيت جدة لين
طرقا الباب فتحت لهما ودلفا المنزل
سارة : إيه دا يا لين أنتِ أزاى تسيبى البيت من غير ما تقوليلنا؟
لين : زهقت وحبيت أريح دماغى من كل حاجة
أمير : تريحى دماغك ولا تقلقينا عليكِ
لين : لا متخافش محدش هيقلق أنا خارجة من الصبح ولولا أن سارة أتصلت بيا مكنش حد هيدور عليا
سارة : بس احنا هندور عليكِ
أمير : أنا فاهمك وعارف قصدك بس اعذريه أنتِ كل فصل وفصل بتعمليه فيه يجنن
لين : أنا
أمير : أه أنتِ يا لين دا لو سارة فكرت بس تعمل معايا كدا هعلقه على شجرة المانجه بتاعت عم عبده
سارة وخزته فى كتفه ليصمت
سارة : لينو حبيبتى أنا عارفاكى وعارفة دينا أنتِ بتقولى دينا قلتلك خالد بيخونك وهى بتنكر بس لما حسبتها يعنى إيه مصلحة دينا تقولك كدا وبعدين تنكر
لين : مش عارفة ومش عايز أعرف كل اللى عايزاه يسيبونى فى حالى
أمير : وتفتكرى هو هيسيبك تسكنى هنا وحدك
لين : لو بتحبونى وعايزنى ابقى كويسة متجبوليش سيرته وكل ما أوحشكم تعالوا زورونى البيت دايماً هيبقى مفتوح ليكم
أمير وسارة فشلا فى اقناعها وعادا المنزل خائبين الرجاء
.................................................. .....
ذهب لعمله وعاد منه وهو لم يدرى عن تركها المنزل
حتى جاء المساء
كان يجلس بالحديقة رأه أمير فجاء وجلس بجواره قائلاً : إيه الأخبار ؟
خالد : هكون ازاى يعنى هتجننى على الأخر
أمير : ربنا يصلحلكم الأحوال
خالد : وهى عاملة إيه دلوقتى ؟
أمير : كويسة كنا عندها أنا وسارة النهارده
خالد : كويس
أمير : وحدة واحدة هتتعود على القعدة لوحدها احنا ساعدناها فى توضيب البيت وسارة ساعدتها فى توضيب الهدوم
خالد بدهشة : بيت بيت إيه اللى بتتكلم عنه وهدوم إيه ؟
أمير : بيت جدتها
خالد : ماله بيت جدتها ؟
أمير : ليه أنتَ متعرفش إن لين سابت البيت من الصبح
خالد بصدمة ممزوجة بالغضب : إيه بتقول إيه؟
أمير : أه سابت البيت واحنا لما عرفنا رحنالها وحاولنا نقنعها ترجع معانا ومرضيتش وقالت انها قررت تعيش فى بيت جدتها
خالد وقد انتفض ونهض : يعنى لين دلوقتى بايته وحدها هناك
أمير : أه
خالد : ال......... وأنتَ مقلتليش ليه من بدرى
أمير : أنا كنت فاكرك عارف
لم ينتظر وانطلق بسيارته فى طريقه لبيت جدتها
.................................................. ..............
وصل لبيت جدتها وطرق الباب
فزعت من مكانها عند سماعها طرق الباب
أعاد الطرق عدة مرات وهى بالداخل فزعة تخشى أن تقترب من البيت لتفتح فهى وحدها وربما يكون أحداً ما يعتدى أو لص توهمات كثيرة خطرت ببالها فقررت أن تكتم أنفاسها ولا تفتح
ظل على دقاته للباب وأخيراً ناداها : لين لين
لتفزع أكث عند سماع صوته : ها قد أتى ليشاجرنى مرة أخرى
خالد بإصرار : لين لين أنتِ كويسة متخافيش لين أنا خالد
اقتربت من الباب ووقفت خلفه وقالت : أنتَ عايز إيه منى ؟
خالد بعد أن اطمئن عند سماع صوتها أنها بخير ك افتحى عايز اتكلم معاكى شوية
لين : لا مفيش بينا كلام روح
خالد : بقولك افتحى بدل ما اكسر الباب
لين : بذعر : احلف أنى لو فتحتلك مش هتشخط فيا أو تمد أيدك
خالد : وعد
لين : لا أحلف ورحمة بابا كمال ما هتعتدى عليا أو تتخانق معايا
شعر بغصة بقلبه عند ذكر رحمة بابا كمال
فكمال كان بالنسبة له كأب أكثر من كونه عمه فكمال من رباه واهتم به حتى وفاته
خانته عبرة خرجت من مقلته سريعاً ما تداركها ومسحها
قال بصوت حانٍ : ورحمة بابا كمال مش هضايقك أنا بس ختكلم معاكِ
لين بخوف بدأت تفتح باب منزل جدتها المتوفاة
ما إن رأها حتى اطمئن قلبه فقال : أنتِ كويسة ؟
لين : الحمد لله تعالى اقعد
جلس خالد على الأريكة وجلست هى على مقعد مقابل
لتكمل : خير عايز إيه؟
خالد : أنتِ ليه سبتى البيت
لين بأسى مكتوم : علشان أرتاح وأريح الناس منى
خالد بحنو : وعلشان تهربى منى تيجى تعيش هنا وحدك
لين : عادى دا بيت تيتة وأنا واخدة عليه
خالد : أنا أسف
لين : على أنك خنتينى ولا أنك هجرنى من شهور
خالد : أنا مخنتكيش ولا عمرى أعمل حاجة زى دى
لين : اشاحت ببصرها الناحية الأخرى فى غير تصديق
خالد : أنا مش عارف أنتِ بتجيبى الأوهام دى منين
لين : د..... ولا أقولك خلاص أنا مش عايز اتكلم فى الموضوع دا تانى أنتَ حر أعمل اللى أنتَ عايزه أنا مليش حق أحاسبك احنا كدا كدا هنطلق
خالد : بس أنا مش عايز اطلقك
لين : لا هتطلقنى
خالد : لين أنا وعدتك متخانقش معاكى فمتزتفزنيش
ويالا خلينا نرجع البيت
لين : أرجع فين خلاص أنا مش راجعة أعيش مع ناس كدابة تانى
خالد : يعنى إيه ؟
لين : اللى سمعته
خالد بعد أن يأس منها : خلاص لو مش هتروحى أنا هقعد
لين : تقعد فين !!!!!!!!
خالد : هنا معاكى
لين : لا والله ومين قالك إنى هوافق
خالد : لا ما هو أنا مش هاخد رأيك ما أنا مش هسيب مراتى تبات لوحدها فى بيت بعيد عن بيتى
لين : بردوب يقول مراتى
خالد : أه مراتى وهتفضلى مراتى
لين : يعنى مش هتروح
خالد : لا وخلع حذائه واتكأ على الأريكة
تركته ودخلت غرفتها وأوصدت الباب عليها
.................................................. ...................
كان فصل الشتاء يفرض نفسه بقوة وقتها والجو قارس البرودة
كانت مدثرة بفراشها عندما تذكرته فهو فى الصالة ينام على الأريكة ولا غطاء يدفء به نفسه من برد الشتاء
فتحت دولابها وأخرجت غطاءاً شتوياً " لحاف " وفتحت باب الغرفة وخرجت عليه
كان يغط فى نوم عميق ويبدو عليه الإرهاق والتعب
دثرته بالغطاء ووقفت برهة تتأمله فقد اشتاقت إليه كثيراً
فبرغم ما حدث بينهما وجفاؤه لها لم تستطع طرده من قلبها
.................................................. ..........................................
كانت بغرفتها تتفق على شئ ما
دينا : ايوا عشرين ألف قبل التنفيذ وزيهم بعد الفيديو ما يوصلنى
الرجل : وأنا موافق
دينا : خلاص عدى عليا بكرا تاخد الفلوس وأديك صورتها علشان تعرفها
الرجل : وأنا هستناكى يا هانم
..............................................
تفاجأت بطرق الباب فأغلقت الهاتف سريعاً كانت منة من تطرق
ما إن رأتها دينا حتى لوت فمها ضيقاً
دينا : خير عايزة إيه تانى ؟
منة : لا لا عايزة وأنا لسه أخدت حاجة
دينا : يا سلام ما أنا نفذت خطتك اللى عملتيها فى لين وخلاص
منة : لا دى البداية هى صحيح سابت البيت بس دا مش كفاية
دينا : إيه سابت البيت
منة : ليه أنتِ متعرفيش إن المحروسة أختك سابت البيت النهارده الصبح
دينا بانزعاج : ممكن أعرف عايزة إيه تانى
منة : عايزة اشتغل فى الشركة وأكون جنب خالد
دينا : نعم وأنتِ إيه فهمك فى الشغل
منة : ما دا اللى أنتِ هتعمليه هتمدحى فيا وتطلبى منهم إنى اشتغل فى الشركة معاكى
دينا وتذكرت أمراً ما : وأنا موافقة ممكن بقى تروحى علشان أنا تعبانة وعايزة أنام
خرجت منه من الغرفة
لتقول دينا : أنتِ اللى جبتيه لنفسك يا بنت ماجدة لسه ما تخلقش اللى يبتز دينا أبو الدهب
وأخرجت من درجها صورة لمنة
.................................................. ...........
يتبع..........................
الفصل العشرون
دثرته بالغطاء ليدفء ووقفت بجوار الأريكة تتأمله فقد اشتاقت طويلاً له وإلقاء نفسها بأحضانه
كم تمنت أن يقف بجوارها فى محنتها خاصة عند وفاة والدها
تُرى ما زلت أعشقه أم أن أفعاله أماتت قلبى : لين تحدث نفسها
تركته يغط فى نومه ودخلت غرفتها وأوصدت الباب وغطت فى نوم عميق
تشرق الشمس ويتسلل الضوء لنافذة غرفتها لم تأبه وتستيقظ ونسيته تماماً
استيقظ وبحث عن المغسلة توضأ وصلى
طرق باب غرفتها
لين بصوت نائم : مييييييييييييين
خالد بسخرية : مييييييييين إيه فاكرة نفسك بتفتحى باب الشارع
لتتذكره وتهب من فراشها : يا لهوى دا أنا نسيته خالص
تفتح باب الغرفة وتنظر له وهى تلعب بعيونها
خالد : صباح الخير
لين بتثائوب: صباح النور
خالد : محتاجة حاجة أجيبهالك وأنا راجع
لين : راجع من فين
خالد : أه دا أنتِ لسه نايمة أنا رايح البيت هغير وأروح الشركة محتاجة حاجة وأنا راجع
لين : أه مش عايزه أشوف وشك تانى وعادت لسريرها ودثرت نفسها بالغطاء
خالد بسخرية ليغيظها : يا حبيتى عارفك مبتحبيش تتعبينى وهتعمليلى الغدا من ايديكى الحلوين وأنا بحب الرقاق وعارفك شاطرة فيه
يالا سلام يا روحى ومتفتحيش الباب لحد غريب
................................................
توقفت بسيارتها بجانب الطريق فتحت نافذة سيارتها
وقف بجوار السيارة فناولته الصورة قائلة : ادى صورتها أمتى هتنفذ ؟
الرجل :أول ما ألاقى فرصة كويسة وتخرج وحدها
دينا : طب راقب البيت كويس وأول ما تخرج تنفذ اللى اتفقنا وأدى نص المبلغ والباقى بعد ما استلم الفيديو منك
الرجل : اتفقنا وقريب قوى هيكون الفيديو عندك
.................................................. ...............
كان هذا اليوم هو اليوم الذى خصصته من قبل للبقاء بشركة يوسف لمتابعة شراكتهم
دلفت الشركة ومنها إلى مكتبها وانكبت على أوراق تتابعها
بعدها بدقائق طرق باب غرفتها
تسمح بالدخول
يوسف : وأخيراً القمر طل طلته الاسبوعية
دينا : يوسف تعالى اقعد
يوسف برياء : وحشتينى
دينا : حبيبى وأنتَ أكتر
يوسف : طمنينى اتكلمتى مع عمك
دينا : بخصوص إيه ؟
يوسف : بخصوص إنى عايز أتقدملك
دينا : معلش حبيبى بس أنتَ عارف إن الفترة اللى فاتت الدنيا كانت مكركبة شوية ولسه الأمور مهديتش
يوسف : وأنا هستنى بس مش قادر أبقى بعيد عنك أكتر من كدا
دينا : حبيبى وأنا كمان بس نصبر شوية أمكن رجلى فى الشركة وأعرف كل كبيرة وصغيرة وبعدها هوريهم كلهم
يوسف : وأخواتك رأيهم إيه ؟ موافقين انك تفصلى الشراكة مع عمك
دينا : لا الست سارة مش موافقة
يوسف بغصة : طب ولين
دينا : لين هى المشكلة بجد
يوسف : ليه ؟
دينا : عايزة تسيب البلد كلها وتسافر وتبيع كل ورثها
يوسف : طب وهو قصدى جوزها خالد رأيه إيه؟
لين : لا الدنيا بايظة بقالها شهور بينهم وهى دلوقتى ساكنة فى بيت جدتها وطالبة الطلاق
يوسف بفرحة حاول كتمها : بجد قصدى ربنا يهديها
.................................................. .....................
استيقظت قرب الظهيرة صنعت لنفسها كوباً من القهوة الجاهزة وخرجت أمام منزل جدتها حيث الأرجوحة
جلست على الأرجوحة وهى تحتسى قهوتها وتعبث بهاتفها مستمتعة بالجو المشمس الدافئ
.................................................. ..
عاد المنزل وأخرج من حقيبة السيارة العديد من الأكياس البلاستيكية
رأته فلم تعيره اهتمام
خالد : الغدا جاهز يا روحى ؟
لين : غدا غدا إيه ؟
خالد : الرقاق يا قلبى مش أنا قلتلك إنى بحب الرقاق اعمليه على الغدا
لين : ومين الخفيف اللى قالك إنى بعرف أطبخ أصلاً
خالد وهو يدخل المنزل حاملاً الأكياس : يعنى مفيش غدا النهارده
لين : لا
خالد : كنت متأكد وعلشان كدا جبت معايا غدا
لين بفرحة : بجد أصلى جعانة موت
خالد بمزح : بس أنا جبت لنفسى معملتش حسابك
لين لوت فمها وتضايقت ولم ترد
أدخل الأكياس ثم عاد قائلاً : يالا الأكل هيبرد
لين : مش عايزة أكل معاك
خالد : براحتك خليكى جعانة أنا عن نفسى هموت من الجوع وريحة البيتزا تحفة وسخنة فمش هقدر استنى
سال لعابها وبخجل دخلت خلفه قائلة: وجبتها بإيه البيتزا
خالد : افتحى وشوفى
تضايقت منه فهمت بالخروج فأمسكها من يدها على حين غرة وقبل يدها قائلاً : البيتزا اللى بتحبيها بيتزا فراخ
لين دخلت المطبخ وأحضرت أطباق وجلسوا سوياً يتناولون طعامهم
بعد الغداء خرج وعاد بعد دقيقة يحمل حقيبة ملابس بيده
لين : إيه دى ؟
خالد : دى هدومى
لين : أه وأنتَ هتطول هنا ولا إيه
خالد : لغاية ما تزهقى يا قلبى وترجعى معايا بيتنا
لين : أووف منك وتركته وعادت تجلس على الأرجوحة
دخل المرحاض تحمم وأبدل ملابسه وخرج
جلس بجوارها على الأريكة
كانت تعبث بهاتفها غير معيراه اهتمام فبادرها بسؤال
خالد : لين
لين وهى ما زالت تنظر بالهاتف: خير
خالد : إيه رأيك ندى نفسنا هدنة شوية
لين وهى تنظر له : هدنة ازاى يعنى
خالد : يعنى نبطل خناق ونتعامل زى صديق وصديقته وننسى مشاكلنا واننا متجوزين
لين ونظرت له بريبه
خالد : مش قصدى اللى جه فى بالك يعنى نبقى اصحاب نفضفض لبعض نتشارك هوياتنا نخرج نتفسح ومنضايقش بعضنا فترة وساعتها هنفكر كويس وهنراجع قرارتنا ونحكم على علاقتنا صح
لين بحماس : وأنا موافقة بس مفيش غيرة
خالد : تمام
لين : مفيش خنقة واعملى دى ومتعمليش دى
خالد : موافق
لين : تمام يا صاحبى يالا قوم اعملنا اتنين شاى وهات الطاولة وتعالى
خالد : حاضر يا برنس
لين بانزعاج : إيه برنس دى ؟
خالد : مش إنتِ عايزة شاى وطاولة فاكرة نفسك فى قهوة بلدى
لين ضحكت حتى بانت نواجزها
نظر لها وابتسم وتمنى أن تظل هكذا دائماً ضاحكة فرحة فقال : تدوم الضحكة يا برنس
فأكملت ضحكاتها
.................................................. .....................
خرج بعد قليل وهو يحمل كوبين من الشاى وضعهم على طاولة خشبية صغيرة موضوعة فى حديقة المنزل الصغيرة جلست هى على مقعد وهو على المقعد الأخر وبدئا يلعبان الطاولة
تضاحكا كثيراً وتركها تغلبه أكثر من مرة لمجرد أن يرى ضحكتها وهى تغيظه كطفله فازت بشئ كبير
بدأ الليل يسدل ستائره والبرد تسلل لأجسادهم فقالت : ياااه دا الجو برد قوى
خالد : طب يالا ندخل بدل ما ناخد برد
أمسكت بكوبى الشاى الفارغين وأمسك هو بالطاولة ودلفا المنزل
جلست على الأريكة وهو أشعل النيران فى المدفأة لتدفء المكان
أشعلت التلفاز وشاهدا فيلماً غربياً
كان يجلس بجوارها على الأريكة وفى منصف الفيلم غطت فى نوم عميق على الأريكة
لم يشأ إيقاظها ومددها على الأريكة ووضع رأسها على فخده
كانت نائمة كطفلة صغيرة وجد غطاء قريب فتناوله وفرده عليها
كان يتأمل هدوئها فى نومها وبرائتها ويلعب بخصلات شعرها السوداءويتمنى من قلبه أن تظل هادئة مبتسمة دائماً
فما أروع ابتسامتها وضحكتها البريئة ولكن إذا غضبت انقلبت لأخرى سليطة اللسان حادة الطباع
انتهى الفيلم الذى كان يشاهده وانتصف الليل
حملها بخفة ودخل بها غرفتها ووضعها فى فراشها ودثرها بالغطاء
وسرق قبلة خفيفة وضعها على جبينها وأطفأ الضوء وخرج من الغرفة
خرج من غرفتها وتمدد على الأريكة وهو فى قمة سعادته بهدنته معها وكم كانت رقيقة عندما عاملها بلطف كم تمنى أن تصبح هدنتهما دائمة ويصيرا أسعد زوجين وينجبا أطفالهما وتطرد هى من عقلها فكرة الطلاق والبعد عنه
.................................................. ..........
أرسلت الشمس أشعتها الذهبية معلنة عن بداية يوم جديد
استيقظت كعادتها مبكراً وأبدلت ملابسها وهمت بالذهاب لعملها
كانت تنزل الدرج عندما نادتها : دينا
دينا توقفت بانزعاج عندما سمعت صوتها
دينا : خير عايزة إيه عالصبح
منة : عملتى إيه فى الموضوع اللى قلتلك عليه
دينا : موضوع إيه ؟
منة : موضوع شغلى فى الشركة
لتتذكر دينا : أه أه دا أنا جهزت كل حاجة عدى عليا النهارده فى الشركة
منة : وليه مرحش معاكى من دلوقتى
دينا : لا لا دلوقتى إيه أنتِ متقوليش لحد إنى قلتلك تعالى الشركة كأنك جاية صدفة
منة : تمام وأجيلك الساعة كام ؟
دينا : الساعة واحدة
منة بتعجب : إيه الساعة واحدة دا أنا أنتوا كدا هتكونوا قربتوا تخلصوا شغل
دينا بتوتر : أصل النهارده عندنا طلبيات كتير وخالد مش هيكون فاضى قبل الساعة واحدة علشان امدحك قدامه
منة بفرحة : واحدة بالدقيقة هتلاقينى فى الشركة
دينا : وأنا مستنياكى يا قلبى يالا سلام
خرجت من المنزل وهى تبتسم ابتسامة نصر
اتصلت على الرجل وقالت
دينا : ايوا عايزاك تراقب البيت كويس هى هتخرج النهارده فى حدود الساعة واحدة ودى فرصتك مبيكونش فى ناس كتير فى الشارع
الرجل : تمام بس جهزيلى بقية المبلغ
.................................................. ................
اشتاق لها كثيراً وطار فرحاً عندما علم انها ستترك زوجها أخيراً
قاد سيارته فى طريق منزل جدتها ليراها ولو لدقيقة
اقترب من المنزل فرأى سيارة زوجها خالد مصفوفة أمام المنزل
تضايق وغضب وضرب بيده على المقود وأكمل طريقه ولم يجرأ على زيارتها
.................................................. ....................
استيقظ ودخل المغسلة فسمع صوتها تدندن فى المطبخ
بحيرة ودهشة حدث نفسه : معقولة تكون صحيت بدرى
دخل عليها المطبخ كانت تعطيه ظهرها تقف تجهز الإفطار وتدندن
تنحنح كى لا يخيفها
التفت قائلة بابتسامة : صباح الخير يا صاحبى
خالد بابتسامة ساحرة : صباح الخير يا برنس إيه بتجهزى الفطار
لين : أه لقيت نفسى صحيت بدرى قلت أجهز فطار
كم تمنى أن تهتم به كزوج وتجهز له إفطاره وتودعه عند ذهابه لعمله كأى زوجين سعيدين
لين : يالا روح اتحمم وصلى على ما جهزت الفطار
تركها ودخل المرحاض وتحمم وصلى فريضته
وجلس على المائدة
خالد : واو شكل السفرة تشهى
لين : بجد يالا دوق وقولى رأيك
خالد وأمسك شوكته وتناول قطعة من البيض بالبسطرمة سريعاً ما أمسك المنديل وبصقها به : يعععععع
لين : فى إيه معجبكش
خالد بسخرية : لا جميل بس أنا مبحبش البيض
أمسكت بشوكتها وتناولت قطعة من البيض وبصقتها أيضاً قائلة : ييع شكلى نسيت أحط ملح
خالد بسخرية : بس بصراحة الزيتون جميل أوى تسلم إيدك
لين :يا سلام دا جاهز مش أنا اللى عاملاه
ليمسك يدها ويقبلها ويقول بابتسامة : كفاية أنك حاولتى
لين بحماس : تمام هعملك الغدا بإيدى النهارده تحب تاكل إيه
خالد : لا لا مش عايز أتعبك هجيب أكل جاهز
لين : لا أنا بعرف أطبخ
خالد : لا ما هو واضح قوى أنتِ تقعدى باشا وأنا أجيب أكل جاهز
لين : بس أنا عايز أطبخ
خالد : وأنا مش عايز أروح المستشفى
لين ولوت فمها فاقترب منها : بهزر معاكى
لين : يعنى أطبخلك
خالد وهو يمسك بمفاتيحه ويهم بالخروج : هجيب أكل جاهز
يسرق قبلة يطبعها على رأسها على حين غُرة منها ويخرج
لتجرى خلفه لمعاقبته فيسبقها ويضحكا
لين : بقى كدا فى حد يعمل فى صاحبته كدا
خالد بحركة شفايفه : بحبك
تفهم الكلمة ولا ترد
يدخل سيارته ويحركها
تلوح له وهو يغادر
تدخل المنزل بعد مغادرته فرحة
ما إن يذهب حتى تترك الأكل على المائدة وتذهب لسريرها الدافئ وتعود لنومها مرة أخرى
.................................................. .................................
حان موعد لقائها مع دينا فى الشركة
ارتدت ملابس أنيقة وتأنقت ونزلت الدرج رأتها والدتها فسألتها : رايحة فين كدا
منة : مشوار يا ماما
ماجدة : مشوار إيه اللى الساعة واحدة الضهر دا
منة : مفاجأة يا ماما
ماجدة : مفاجأة إيه ؟
منة : أول ما أرجع هحكيلك على كل حاجة
ماجدة : تعالى هنا أنتِ رايحة فين يا بت
منة : رايحة أوقع خالد
ماجدة : توقعى خالد ازاى يا فالحة وهو ساكن عندها
منة : دا بالليل بس بالنهار فى الشركة
ماجدة : بت إنتِ هتعملى إيه بالظبط
منة : خلاص بقى لما أرجع هحكيلك
...........................................
خرجت من المنزل ومشت بطريقها كان الشارع يخلو تماماً من المارة عندما توقف بسيارته فجأة وأدخلها هو ورفيقه عنوة السيارة بعد أن كمم فمها
.................................................. ..........
انتهى وقت العمل وعاد من عمله
وجدها تنتظره فقال لها : السلام عليكم
لين : وعليكم السلام
خالد بمزح : ها خلصتى الغدا
لين : غدا إيه مش أنتَ قلتلى متطبخيش
خالد :هههههههههههه بهزر معاكى أنا عازمك عالغدا برا
لين بفرحة كالاطفال : بجد
خالد : أه يالا غيرى هدومك على ما تحممت وغيرت أنا كمان
تجهزا وخرجا سويا للمدينة وتناولا طعامهما وقضا بقية اليوم يتنزهان فى المدينة
..................................
مرت ساعات طوال على اختفائها
كانت ماجدة تموت قلقاً على ابنتها حتى انفجرت أخيراً وأخبرت أخيها باختفاء ابنتها
على بغضب : وأنتِ جايه دلوقتى تقولى انها خرجت من الضهر ومرجعتش
ماجدة : أنا مفتكرتش انها هتتأخر بالشكل دا
على : وهى قالتلك رايحة فين ؟
ماجدة : قالت هتقابل خالد
على : خالد ابنى
ماجدة : ايوا يعنى احنا نعرف خالد غيره
أمسك على بهاتفه واتصل على ابنه وجد الهاتف مغلق
بغضب قال وكمان قافل تليفونك
ماجدة : وهنعمل إيه دلوقتى
على : معرفش بس لازم نطلع ندور عليهم ليكون جرالهم حاجة
صعد على بسيارة ابنه أحمد وخرجا ليبحثا عن منة وخالد
فى طريقهما رأوها واقعة أرضا بملابس ممزقه غارقة بدمها
صعقا مما رأى وأوقفا السيارة وأصعدوها وجريا للمشفى
فى المشفى وقبل أن يتصل بأخته
خرج عليهم الطبيب قائلاً : أنا أسف يا جماعة بس الحالة اللى جوا اتعرضت ل.......
على : لإيه
الطبيب : لأغتصاب شديد أدى لنزيف جامد .............
.................................................. ...............
الفصل الحادى والعشرون
فى طريقهما رأوها واقعة أرضا بملابس ممزقه غارقة بدمها
صعقا مما رأى وأوقفا السيارة وأصعدوها وجريا للمشفى
فى المشفى وقبل أن يتصل بأخته
خرج عليهم الطبيب قائلاً : أنا أسف يا جماعة بس الحالة اللى جوا اتعرضت ل.......
على : لإيه
الطبيب : لأغتصاب شديد أدى لنزيف جامد
على بصدمة أوشك أن يفقد وعيه
أحمد ضرب بيده على الحائط : ازاى مين الحيوان اللى عمل كدا لو اشوف لأكله بأسنانى
على : اخرس ومتجيبش سيرة لعمتك ولا لأى حد
أحمد : ازاى يعنى ما أكيد هيعرفوا و........
على : بقولك اخرس خالص عايز الكل يعرف بعملة الحيوان أخوك
أحمد : بابا أنتَ بتقول إيه خالد مستحيل يعمل كدا
على : دا كان الأول قبل ما اتجننه بنت كمال
أحمد : بابا مستحيل يكون هو خالد أخويا أنا عارفه كويس
على : أمال اختفى ليه وقافل تليفونه وماجده بتقول ان بنتها كانت رايحة تقابله
أحمد : معقولة لا لا مستحيل أصدق إن خالد يبقى بالقذارة دى
على : وهو بقى الحيوان ال ....... ملقاش غير بنت عمته يعمل فيها كدا
أحمد : بابا بلاش ظن خلينا نستنى لما هى تصحى وتقولنا الحقيقة
خرجت عليهم الممرضة وقالت : المريضة صحيت ومنهاره أنا رايحة أنادى الدكتور
دخلا على وأحمد الغرفة وما إن رأتهم حتى خبأت وجهها وانتحبت بشدة
على واقترب منها : متخافيش يا بنتى أنا عايزك بس تقولى مين اللى عمل كدا
زاد بكاها ولم ترد
على بغضب انطقى : خالد اللى عمل فيكى كدا
برغم ما تعرضت له فما أجملها من فرصة سانحة أحضرها لها القدر على طبق من فضة
نظرت باتجاه خالها وأومأت رأسها بالإيجاب
ليصعق على مما سمع وتدور الأرض به ويقع
يسنده ابنه ويجلسه على مقعد قريب ويأتى الطبيب لمعاينة منة ويخرج على وأحمد من الغرفة
على بعصبية شديدة : هقتله هقتله الحيوان ال............. ال............... بيعمل كدا فى عرضه فى بنت عمته ال..............
أحمد بعقلانية : اهدى يا بابا وبلاش نتهور
على : وبتقولى اهدى بعد ما أخوك حط راسى فى الطين
أحمد : ايوا نهدى احنا كدا هنصلح الغلط بغلط دا بدل ما يصلح غلطته حضرتك تقتله والبنت تتفضح
على وبدأ يهدأ : يعنى إيه ؟
أحمد : يعنى يتجوزها ويصلح غلطته
.................................................. ..........
كان قلبها سيتوقف من شدة قلقها على ابنتها
حتى جاءها تليفون من أخيها وأخبرها بأن خالد ومنة حدثت لهم حادثة فى الطريق وليس بهم أذى
جرت ومعها أمير وسارة للمشفى
..............................
فى المشفى وقبل حضور ماجدة والجميع
دخل على الغرفة مرة أخرى وقال : أنا أسف يا بنتى على اللى عمله الحيوان دا بس والله لأخليه يصلح غلطته ويكتب عليكِ
منة أكملت تمثيلها : بس هو هيوافق يا خالى ؟
على : هيوافق ورجله فوق رقبته بس اسمعينى دلوقتى كل اللى ياجى تقولى انك أنتِ وهو عملتوا حادثة بالعربية وأنكم كويسين وهو خرج ومتعرفيش راح فين بعد ما جابك المستشفى
منة : طب لو سألوا الدكاترة ؟
على : متخافيش أحمد برا بيظبط كل حاجة
منة بنحيب : ااااااااااااااااااه اااااااااااااااااه
على وهو يربت على يديها : هجيبلك حقك ليصلح غلطته لأقتله بإيدى
.................................................. ..............
كان يستمتعان للغاية برحلتهما فى المدينة فتنزها طويلاً حتى انتصف الليل عليهما فقال : تصدقى أنا مش عايز أروح
لين : ولا أنا
خالد : ونقعد فى الشارع يعنى فى الجو دا
لين : خلاص نروح بس اوعدنى تجيبنى هنا تانى
خالد : لا
لين بضيق : لا ليه
خالد : علشان احنا مش هنمشى هنبات فى أى أوتيل والصبح هنفسحك فسحة عمرك ما هتنسيها
لين : وأنا موافقة
ذهبا لأحدى الفنادق وحجزا غرفة بها
دخلت الغرفة قائلة : يا رب يكون فى كنبة
خالد : ليه؟
لين : ودا سؤال علشان تنام عليها طبعاً
دلفا الغرفة ولسوء الحظ لم يكن بها أريكة
وقفا فى تعجب قائلة وبعدين هنعمل إيه ؟
خالد : بصراحة يبقى ظلم أنى انام عالأرض فى البرد دا
لين : طب أوعدنى هتبقى مؤدب
خالد : أنا عمرى ما هعمل حاجة أنتِ مش عايزاها
ارتما على الفراش من شدة تعبهما ودثرا نفسهما بالغطاء
.............................................
وصلت ماجدة والجميع للمشفى واطمئنوا على منة وسألوا عن خالد فأخبرهم على أنه بحالة جيدة وخرج
..............................
تشرق الشمس ويتسلل الضوء من النافذة
كانا قريبين من بعضهما للغاية
فتحت عيونها وجدته مستيقظ ينظر لها بشغف كبير
لم تتحرك فقط بادلته النظرات ثم اقترب منها و................. سكتنا عن الكلام الغير مباح
................................................
كانا كعروسين يوم زفافهما
اشتاقا لبعضهما كثيرا وتواعدا أن يظلا على عشقهما ويتحديا الظروف والأيام سويا
عند انتصاف الظهيرة قالت له : احنا هنفضل نايمين كتير
خالد : أنا لو عليا أفضل أسبوع ما اقمش
لين وقد وخزته : طب يالا قوم
خالد وقد جذبها : لا خليكى فى حضنى النهارده مش قادر أبعد عنك خالص
لين : الأيام جاية كتير وبعدين أنتَ وعدتنى هتفسحنى إيه هتخلف وعدك معايا
خالد : لو كدا يبقى يالا
تحمما وارتديا ملابسهما وخرجا ليتنزها وقضيا بقية اليوم فى التنزه
..................................
كانت منة تحسنت وسمح لها الأطباء بمغادرة المشفى
يأس على وأحمد بمهاتفه خالد الذى نسيا هاتفه تماماً مغلق
.........................وأخيراً تذكر هاتفه فوجد مكالمات من أخوته وأبيه تعدت المائه
قلق للغاية فاتصل على أبيه
ما إن رد على حتى نهره وبشده قائلاً : حتى لو كنت فى جهنم نص ساعة ألاقيك قدامى
خالد بدهشة : خير يا بابا انتوا كويسين فى حاجة حصلت ولا إيه ؟
على أغلق الهاتف وانتظره
خالد وهو ينظر للين بقلق
لين : خير حبيبى فى إيه مال وشك اتغير بعد ما كلمت عمى
خالد : لين احنا لازم نروح دلوقتى
لين : ليه خير
خالد : مش عارف بس بابا متنرفز عالأخر وبيقول لأأزم اروحله دلوقتى
لين : طب يالا بينا
عادا سوياً إلى القرية وعند مدخل القرية
لين : نزلنى هنا يا خالد وأنتَ روح لباباك
خالد : لا احنا هنروح سوا وبعدين هنروح مع بعض
لين : لا أنا من امبارح بنفس الهدوم أنا هروح اغير وهستناك
خالد : تمام يبقى هوصلك الأول
أوصلها لبيت جدتها وتأكد أنها دلفت المنزل وأغلقت الباب وانطلق بسيارته ناحية منزلهم
...................................
وصل منزلهم وما إن دخل حتى وجد الجميع ينتظرونه جرى الجميع باتجاهه يطمئنون على حالته فقد اعتقدوا انه كان مع منة بالحادث بالأمس
جرت والدته قائلاً : يا ابنى أنتَ كويس
خالد وهويقبل رأس والدته : أه كويس الحمد لله
أمير : أنتَ قافل تليفونك من امبارح ليه قلقتنا عليك
خالد : معلش أصلى نسيته مقفول
يسمع صوته فيخرج من غرفة المكتب وبحدة يناديه ويدخل مرة أخرى
دلف خالد المكتب خلف والده فقال على : أقفل الباب وراك
أغلق خالد الباب واقترب : خير يا بابا إيه الموضوع المهم اللى عايزنى فيه
ليقترب على منه ويصفعه على وجهه
صدم خالد من فعلة والده فهذه المرة الأولى التى يصفعه بها
تماسك وقال : ممكن أعرف ليه عملت كدا
على بغضب مكتوم : علشان أنتَ أقل وصف ليك أنك حيوان
خالد : متشكر يا بابا بس ممكن اعرف ليه بتقول علىّ كدا
على : هى كانت معاك امبارح
خالد وقد اعتقد انه يسأله عن لين : ايوا كانت معايا
على ويعيد صفعه : يا حيوان وبتعترف كمان
خالد وتضايق للغاية فلولا انه والده لفتك به : بابا ممكن افهم فى إيه وإيه الغلط إنى أكون معاها
على : وبتعترف باللى عملته معاها كمان
خالد : بابا أه بعترف إيه العيب فى كدا
على : يا حيوان يا ......... ولما تغتصبها وترميها فى الشارع زى الكلاب يبقى إيه العيب فى كدا
خالد وصعق مما يسمع : بابا أنتَ بتتكلم على إيه
على : بتكلم على اللى عملته فى بنت عمتك يا حيوان على اللى عملته فى منة
خالد بدهشة : منة مالها منة ؟
على : يا سلام ومش عارف كمان عملت فيها إيه ما من شوية اعترفت
خالد : بابا أعترفت بإيه أنا كنت بتكلم على لين مراتى إيه دخل منة واغتصاب مش فاهم حاجة
على : وأنا مش فاهم اللى فاهمه أنى هتكتب كتابك عليها
خالد : على مين ؟
على : على البنت المسكينة اللى ضيعتلها شرفها فى الأرض
خالد : بابا بتقول إيه شرف إيه هو إيه اللى حصل
على : اسأل نفسك عملت إيه فى المسكينة بنت عمتك امبارح
خالد : امبارح انا أصلاً مكنتش فى القرية كلها
على : يا حيوان دا أنا شايفك فى المصنع امبارح بعينى
خالد : أه كنت فى المصنع وبعد الضهر خرجت أنا ولين ولسه راجعين
على : وكمان بتغطى على عملتك عملت العملة وسافرت علشان محدش يشك فيك
خالد : بابا أنتَ بتقول إيه وإيه الاتهام دا دا بدل ما ندور على الحيوان اللى عمل فيها كدا بتهمنى أنا
على : أنا مبتهمكش أنا متأكد
منة اعترفت بكل حاجة عملتها فيها
ليستشيط خالد غضباً ويخرج من الغرفة ويصعد لغرفة منة ويطرق الباب بقوة
خالد بعصبية بعد أن تأذن له والدتها بالدخول : بت أنتِ أنتِ شفتينى امبارح أصلاً
منة ما إن رأته حتى بدأت التمثيل والنحيب والذعر
ليأتى على مسرعاً : اطلع برا يا حيوان متخوفهاش اكتر من كدا
خالد : بقولك متجننيش أنا من يوم ما خرجت بقالى يومين مشفتش خلقتك إيه اللى بتقوليه لبابا دا
ماجدة : فى إيه يا على ماله ابنك بيزعق لبنتى كدا ليه اتجن دا ولا إيه ؟
خالد : بنتك بتقول انها كانت معايا امبارح وأنا مشفتهاش من الاساس
منة وبدأت تنتحب لتكسب عطف الجميع
خالد : وليكى عين بتبكى عايزة تلصقى تهمتك فيا لا شوفيلك حمار غيرى
ماجدة : خالد اتلم وتنظر لبنتها : بت هو عملك إيه
منة برياء : اعتدى عليا اااااااااااااااااااااه
ماجدة ودارت الأرض من تحتها ووقعت مغشياً عليها من أثر ما سمعت
حاولوا إفاقتها دون جدوى ونقلت للمشفى
....................................
كان فى أوج غضبه جال بسيارته فترة طويلة يحاول لملمة شتات نفسه بعد اتهامه الزور له بإغتصابها
.................................................. ............................
أصيبت ماجدة بأزمة قلبية جراء صدمتها مما سمعت
أفاقت وحاول على طمئنتها بأنه سيجبر ابنه على تصحيح غلطته ويتزوجها
كانت تنتحب ماجدة بشدة وتلوم على على ما فعله ابنه وهو لطيبة قلبه مصدق ما يحدث ويتوعد ابنه
.................................................. .........................
ظلت منتظراه حتى حل المساء وأخيراً عاد
ما إن سمعت صوت محرك السيارة حتى جرت عليه
نزل من سيارته واحتضنته
رأت الغضب والضيق بعينيه فلم تشأ أن تسأله وتركته ليرتاح قليلاً
............................................
طرق عالباب بقوة كبيرة
فتح الباب فكان والده
على ويمسك بيده مسدس : ادخل ادخل يا حيوان يا ابن ...........
خالد وهو ثابت مكانه لا يتحرك
هى ما إن رأت عمها يصوب المسدس باتجاه خالد حتى صرخت ذعراً وجرت باتجاه خالد
خالد : لين ادخلى جوا
لين ببكاء : لا
عمى فى إيه أبعد المسدس دا من فضلك
على : ابعده لا خلينا اقتله وارتاح منه ومن عاره
لين : خالد فى إيه عمى ليه بيقول كدا
خالد لم يرد وينظر بثبات لوالده
على : عايزة تعرفى جوزك عمل إيه أنا اقولك استغل بنت عمته المسكينة واعتدى عليها ورماها فى الشارع زى الكلاب
لين وهى تنظر لخالد : مستحيل خالد يعمل كدا وتوجهت ناحية عمها اهدى بس أنتَ يا عمى وابعد المسدس دا
تقترب من على فيمسكها بقوة ويصوب المسدس على رأسها
ينتفض خالد ذعراً عند رؤيتها بهذا الشكل فيقول : بابا ابعد المسدس لتطلع منه طلقة غلط
على : أنتَ مينفعش معاك الذوق عايزنى مقتلهاش يبقى تكتب على منة
خالد : بابا ابعد المسدس عنها وبعدين نتكلم
على :وهويسحب لين للخارج لو فكرت تعمل حاجة هقتلها ورحمة اخويا لقتلها
ذعر خالد وخاف أن ينفذ والده تهديده فابتعد وتراجع للخلف قليلاً
أخذها على واصعدها بالسيارة وانطلق
بذعر كبير عليها انطلق خلفهم بالسيارة حتى وصلا لمنزل ما لا يعرفه خالد
أوقفه رجال كثر على باب المنزل يبدو من هيئتهم أنهم حراس جدد أو ما شابه
دخل بها المنزل وحبسها فى أحدى الغرف
حاولا جاهداً أن يدخل المنزل ولكن الرجال منعوه فاشتبك معهم
سمح له على بالدخول وسط الحراسة
على بتحذير : تكتب على منة وكمان العصمة تبقى فى ايدها علشان متطلقاش تانى يوم تاخد لين غير كدا يبقى تنساها
خالد : بابا والله ما عملتلها حاجة أنا من الأساس مشفتهاش
على : القرار ليك احنا هنبدأ فى اجراءات الجواز مستعجل
لو عايز لين يبقى تتجوز منة
ولو لا يبقى تطلع برا بيتى ومشفش وشك تانى لأخر يوم فى حياتى وتطلع من كل أملاكى وتغور فى داهية وتنسى لين خالص
وقف مذعور خائف على زوجته وبنفس الوقت لايستطيع أن يتحمل غلطة لم يرتكبها من الأساس
خالد : خلينى اطمن على لين الأول
على : متخافش هى كويسة بس مش هتشوفها غير بعد ما تكتب كتابك على منة
خالد : بابا أنتَ بتتكلم من عقلك عايزنى اتجوز واحدة زبالة زى منة دى
على : بعملتك السودا خليتها واحدة زبالة تقدر تقولى مين هيوافق يتجوزها اللى فى البيت امك واخواتك لو عرفوا هيبقى منظرك قدامهم ازاى
خالد : منظر إيه بقولك والله ما شفتها وبعدين اسأل لين حتى احنا من امبارح فى المدينة مجيناش غير النهارده
على : خالد أنتَ ابنى وأنا عارفك كويس أكيد مكنت شفى وعيك بس دلوقتى لازم تستر عليها وتتجوزها
خالد وكاد يجن : بردو بيقولى ...... أوووووووووووف خلينى أشوف لين الأول
على : لا شوفت لين لا اكتب على منة الأول
خالد : لا لين الأول
على : أفهم من كدا انك موافق
خالد بعصبية : خلينى أشوف لين بدل ما اطربق البيت دا عليكم
أشار له على الغرفة التى بها لين وأعطاه المفتاح وطلب من الحراس مراقبة الغرفة جيداً
الفصل الثانى والعشرون
فتح باب الغرفة وما إن رأته حتى جرت مسرعة ناحيته أغلق الباب عندما رأى الحراس يقفون خلف الباب
احتضنها بقوة محاولاً طمئنتها
لين ما إن رأته : خالد خالد وبدأت بالبكاء
خالد وهو يحتضنها بقوة : متخافيش متخافيش محدش هيقربلك طول ما أنا عايش
لين بذعر : إيه دا إيه اللى بيحصل أنا فى حلم ولا حقيقة إيه اللى عمى بيعمله دا
خالد وهو يجز على اسنانه : هى السبب الحيوانة الفاجرة
لين : أنا مش فاهمة حاجة فى إيه ومالها منة واغتصاب إيه وأنتَ إيه دخلك ؟
مسكها من يدها وجلس بها على حافة الفراش وقال : حبيبتى أنتِ بتثقى فيا
لين وتهز رأسها بالإيجاب
خالد : بابا لما اتصل بيا الضهرية وقالى تعالى ضرورى لما روحت لقيته بيتهمنى إنى اعتديت على منة ولازم أصلح غلطتى بالجواز منها
لين وتضع يدها على فمها من هول ما تسمع
خالد : بس أقسم بالله ما شفتها ولا عمرى قربت منها
لين : خالد من غير ما تحلف أنا واثقة أنك عمرك ما هتعمل كدا
خالد : أنا امبارح جيت من المصنع خرجنا عالطول وهى بتتهمنى أنى كنت معاها واعتديت عليها
لين : طب وهى إيه مصلحتها أنها تتهمك ؟
خالد : دى واحدة زبالة وأنا ياما حذرتك منها وأنتِ مكنتيش بتاخدى بالك
لين : ازاى دى صحبتى وطول عمرها بتحبنى
خالد باستنكار : بتحبك اه بدليل انها قلتلى واحنا فى الساحل انك على علاقة بيوسف وسلمتيه نفسك ودا اللى جننى ليلتها وخلانى عملت عملتى معاكى يومها
لين وقد تذكرت فسالت دموعها فأكمل : بس إنتِ كنتِ مراتى يعنى حلالى وأنا مستحيل أعمل حاجة فى الحرام تغضب ربنا منى
.................................................. ..................
كان فى مكتبه وبيده الفيديو ويضحك من قلبه
يوسف : وأنتَ اديتها نسخة وخدت بقية فلوسك
الرجل : ايوا يا باشا
يوسف : طب حلال عليك الفلوس اللى خدتها منها بس أوعى تكون قلتلها إن فى نسخ تانية
الرجل : لا طبعاً قلتلها إن معملتش نسخ
يوسف : تمام كدا يالا بقى انتهى دورك كمصور ومخرج وجه دور العرض
الرجل : اعرضه يا باشا ؟
يوسف : طبعاً عايز البلد كلها الصبح بشبابها ورجالتها ونسوانها تتكلم عن عيلة أبو الدهب واللى حصل فى بنتهم الفاجرة اللى كانت ماشية مع واحد وطمع فيها واغتصبها هو وأصحابه خد بالك لازم القصة تبان انها هى اللى راحت برجليها ويمزاجها
الراجل : ايوا يا يوسف باشا بس احنا كنا مخدرينها
يوسف : الناس بتصدق ما تلاقى قصة تتكلم فيها وانت وأصحابك تألفوا القصة وترغوا فيها قدام الناس والناس هتصدق وتطلع عليها الكلام مع الفيديو كدا يبقى ضربانهم فى مقتل وتتكسر مناخيرهم اللى رفعينها على الناس على طول
الرجل : اعتبره حصل ياباشا وكمان همنشنه لاصحابى علشان يتعرف بسرعة
.................................................. ...........
كانت تجلس فى غرفتها وبيدها كارت الميمورى المحمل عليه فيديو اغتصاب منة وتفكر فى حيلة ما لابتزاز منة
.........................................
كسرعة البرق انتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى تحت عنوان فضيحة حفيدة عائلة أبو الدهب
......................................
كانا يجلسان بغرفتهما يتحدثان ولا يعلمان الحقيقة أو حتى بموضوع اغتصاب منة كل ما يعرفونه انه حادث سير لها ولخالد كما قال على
كانت تعبث بهاتفها تطالع موقعاً اجتماعياً وهو يجلس بجوارها يتحدثان
أمير : بس مش عارف ليه مش مصدق إن خالد كان معاها فى العربية ساعة الحادثة
سارة : ليه يعنى ؟
أمير : ما هو لو هو اللى وداها المستشفى مستحيل يسيبها وحدها ويمشى وبعدين اختفى ومظهرش غير النهارده مش عارف حاس سفى إن فى الموضوع
سارة عادى تلاقيه حب يطمن لين ومشى من المستشفى
أمير : ربنا يهديها عليه دى هتجننه خلاص
كانت تحدثه عندما رأت : فيديو بعنوان " فضيحة حفيدة أبو الدهب "
ضايقها العنوان وجاءها الفضول لتفتحه فكانت الصاعقة " منة وهى عارية تماماً ونائمة ويتناوب عليها ذئاب بشرية لا تظهر وجوههم فقط أصواتهم وهم يغتصبوها وكلمات نابية للغاية لم تستطع إكمال حتى دقيقة وصرخت
أمير بفزع : سارة خير بتصرخى ليه ؟
سارة وهى تناوله الفيديو : نظر بالفيديو وتعرف عليها فى الحال فوجهها يظهر واضحاً وجلى أغلق الفيديو وغلت الدماء بعروقه
هبط لأسفل باحثاً عن أبيه
جاء على على صوت مناداة ابنه فقد عاد للتو وكان بغرفته
على : بتنادى ليه ؟
أمير بضيق شديد : فضيحة يا بابا كارثة كارثة
على : فى إيه انطق
أمير : شوف دا
فتح على الفيديو وأول ما وقعت عيناه لم تحمله قدماه وأحس بدوار
أسنده أمير ونادى الجميع بصوتٍ عالٍ
جاءوا مهرولين
زينب : يا لهوى على على مالك فى إيه ؟
على بصوت ضعيف : يعنى ابنى كان مظلوم وهى اللى كدابة
أمير : بابا ابنك مين أنتَ بتقول إيه ؟
على : خالد عمره ما هيسامحنى أبداً
أحمد أندهولى أحمد بسرعة
اتصل أمير على أحمد ونزل مسرعاً
أحمد بذعر : خير خير بابا ماله ؟
على : خالد مظلوم يا أحمد منة كدابة مش هو اللى عمل فيها كدا
أحمد : امال مين ؟
على : وهو يشير على الهاتف بيد أمير
اعطى أمير الهاتف لأحمد وفتح الفيديو
أحمد وهو لا يستطيع النظر من هول المنظر : بس بس خلاص يعنى خالد طلع فعلاً مظلوم وهى اللى .. طب هى إيه وداها عند الشباب دول هى مش بتطلع من البيت
أمير بضيق : يعنى أنتوا كنتوا عارفين بالفضيحة دى وأنا أخر من يعلم
أحمد : أه عرفنا من المستشفى بس هى مقلتش كدا
زينب الواقفة بذهول مما تسمع : وإيه دخل خالد فى الموضوع دا
أحمد : منة اتهمت خالد انه هو اللى عمل فيها كدا بس اهو الفيديو واضح أنا كنت شاكك فى كلامها بس مقدرتش مصدقهاش الولاد دول ولا واحد فيهم زى خالد يبقى هى كدابة واحنا ظلمناه
على : طلعونى ليها الفاجرة دى أخلص عليها أشوفها كانت بتهبب إيه هناك لما الكلاب دول عملوا فيها كدا وليه اتهمت خالد
أمير : بابا ارتاح الأول أنتَ تعبان خلينا نأخدك لدكتور وبعدين اعمل اللى أنتَ عايزه أكيد مش هنسيب الموضوع يعدى دى فضيحة أكيد البلد كلها سمعت بالموضوع
على : لا أشوفها الأول ليه كدبت ومين الحيوانات اللى عملو فيها كدا ؟ أأأأأه وهو يمسك صدره
أحمد : يالا يا أمير لازم نأخد بابا للدكتور وحملوا والدها وذهبوا به للمشفى
.................................................. .........
كانت أصواتهم فى البداية عالية عند وقوع على ومناداة أمير لينقذوا على
استمعت إلى جزء من حديثهم وبافتضاح أمرها وقفت تلعن حظها ولكن لا مفر مما ستقدم على عمله
ها هم يحملون والدهم ويذهبوا به للمشفى ومعهم زينب
والدتها ما زالت رقيدة المشفى ترعاها هدى
جرت باتجاه غرفة والدتها وأخذت صندوق الذهب والمال الموضوع بدرج والدتها
وجرت لغرفتها ولملمت بعض ثيابها فى حقيبه صغيرة ووضعت معهم أوراقها الثبوتية والذهب والمال
وجرت باتجاه غرفة أختها الأصغر مى
منة وهى توقظ شقيقتها : مى مى اصحى بسرعة
قامت مى فزعة : خير خير ماما فيها حاجة ؟
منة : لا بس عايزاكى تسمعينى كويس
مى وهى تستمتع بعناية : اسمعى يا مى الفلاشة دى تخليها معاكى واوعى جنس مخلوق يعرف بيها
مى بتعجب : فلاشة إيه دى
منة : دى الفلاشة اللى هتقطم ضهر الحية دينا
مى : مش فاهمة حاجة
منة : مش مهم دلوقتى مفيش وقت أنا لازم أهرب قبل ما يرجعوا ويشوفونى
مى : تهربى إنتِ بتقولى إيه ؟
منة : خلى الفلاشة معاكى وأوعى تضيعيها دى هتكون حصن ليكى من دينا
مى : استنى فهمينى أنتِ رايحة فين
منة : مش مهم أنتِ لو سألوكى قولى مشفتهاش خالص أنا هخرج من الباب الورانى
مى : استنى
نزلت منة مسرعة وخرجت من الباب الخلفى تاركة أختها فى ذهولها وصدمتها فهى لا تعرف لمَ ستهرب وما هذه الفلاشة
..................................................
دينا بفزع : إنتِ بتقولى إيه يا سارة فيديو إيه ؟
سارة : والله زى ما بقولك والفيديو منشور فضيحة فضيحة
دينا وتقبض كفها غضباً وتحدث نفسها : الحيوان ابن ...... قالى معملتش نسخ واديه نشر الفيديو
.................................................. .................
اتصل على على رجاله وأمرهم بترك خالد ولين
طرق الحارس الباب وفتحه قائلاً : احنا أسفين خالد بيه تقدر تروح أنتَ والمدام
خالد بتوعد : حسابكم معايا بعدين فقد تذكرهم حراس مصنعهم الجدد
أمسك بيدها وخرجا بسيارته تجاه منزل جدتها
وصلا المنزل وهى ما زالت بصدمتها مما يحدث ومما تسمع
لين : أنا حاسة أنى تايهة فى كابوس مش عارفة
احتضنها قائلاً : أسف حبيبتى الكابوس خلص خلاص تعالى ودخلا غرفتها وقال : نامى شويه وارتاحى
لين : لا أنتَ هتخرج وتسيبنى وحدى
خالد : لا هفضل جنبى مش هسيبك متخافيش
لين : أوعى بعد ما أنام تمشى وتسيبنى
خالد وهو يقبل رأسها ويدثرها بالغطاء متخافيش أنا هفضل جنبك مش هسيبك ارتاحى بس شوية
استسلمت لنومها بعد أن اطمئنت انه لن يذهب ويتركها
اطمئن أنها خلدت لنومها وأمسك بهاتفه وهاتف والده : جاوبه أخيه أحمد
خالد بغضب : اديله التليفون عايز أكلمه
أحمد : معلش بس هو جوا تعب شويه والدكتور بيعاينه
خالد بدون اكتراث : تعبان ما هو من عمايله
أحمد : اهدى يا خالد ما هو أبوك بردو
خالد : أبويا يخطف مراتى ويهددنى بيها وتقولى أبويا
أحمد : هو معذور الحق ععلى الكدابة اللى شحنته ضدك
خالد : أه لو اشوفها لأكلها بأسنانى أكل
أحمد : اهدى بس وأكيد بابا من ضيقه معرفش هو بيعمل إيه وأكيد هيصالح لين ويعتذرلها ويعتذرلك
خالد وهو ينظر ناحية لين النائمة : يعتذرلها بعد إيه بعد ما موتها من الخوف وحبسها فى أوضة أنا مستحيل أسامحه على عملته حتى لو هى سامحته
رأى أحمد الطبيب يخرج من غرفة والده فقال : طب سلام يا خالد الدكتور طلع من عند بابا وأنا رايح أطمن عليه
أغلق خالد الهاتف دون اكتراث على حاله والده
..........................................

الفصل الثالث والعشرون
خرج الطبيب بعد أن عاين على
ما إن {اى الطبيب حتى قال : خير يا دكتور طمنا بابا عامل إيه ؟
الطبيب : الحمد لله هيبقى كويس هو بس ضغطه عالى
أمير : طب الحمد لله
الطبيب : تقدروا تأخدوا وتروحوا بس خدوا بالكم مينفعلش ولازم الهدوء والراحة التامة
زينب : أكيد أكيد يا دكتور
دخلوا على والدهم الغرفة واطمئنوا على صحته وعادوا لمنزلهم
...............................................
فى غرفتها بذعر تمسك الفلاشة التى أعطتها لها أختها منة ولا تدرى ماذا تصنع بها ولماذا هربت أختها
لا تدرى ماذا تصنع فقط مذعورة وتبكى
.................................................. .......
تقلبت فى فراشها وتحسست بجوارها لم تجده فقامت فزعة تناديه ك خااااااااااااالد
دخل مسرعاً على صوتها : حبيبتى متخافيش أنا هنا واحتضنها وربت على ظهرها
لين : خالد افتكرتك مشيت وسبتنى
خالد : أنا وعدتك مش همشى واسيبك وأنا عند وعدى
لين : ربنا يخليك ليا
خالد : ويخليكى ليا
لين بتساؤل : مفيش جديد
خالد : يغوروا فى داهية ومش عايز اسمع عنهم حاجة
لين : مش فاهمة ازاى حبسنى وبعدين خرجنا حاسة كأنى فى فيلم اكشن
خالد بابتسامة باهتة : قصدك فى فيلم عربى قديم واحدة صايعة وعايزة تلبس التهمة لأى حد وسلام
لين : عيب كدا متتكلمش عنها كدا دى مهما كانت بنت عمتنا ومتربين سوا
خالد : طب خلينا نقفل على السيرة دى بدل ما نزعل مع بعض
...............................................
ما إن دخل المنزل حتى قال : روح ناديهالى يا أمير
أمير : ارتاح دلوقتى يا بابا وبعدين افهم منها كل حاجة
على : بقلك روح
صعد أمير لغرفة منة وطرق الباب مرات عديدة فلم ترد فاضطر لمناداه زوجته سارة لتدخل الغرفة وتطمئن
دخلت سارة الغرفة ولم تجد منة بالداخل فذهبت لغرفة مى فوجدتها ولم تجد منة سألت عنها فادعت مى انها لم ترها
عاد امير لأبيه وأخبره بأختفائها من المنزل بأكمله
اضطرب على وغضب وأمر أحمد وأمير أن يبحثوا عنها بكل مكان
ظلوا طوال الليل حتى شروق الشمس ولم يجدوا لها أثر
.................................
حان موعد خروجها من المشفى بعد تماثلها للشفاء تماماً
نقلها أمير للمنزل
ما إن وصلت حتى قابلها أخيها باضطراب فهو لا يعلم كيف سيخبرها باختفاء ابنتها خصوصاً أنه لم يستطع إخبار الشرطة حتى لا تزيد الفضيحة أكثر
احتضمنتها ابنتها الصغرى مى وبكت بحضنها فقالت ماجدة : متخافيش يا بت أمك زى الحصان أدينى خفيت ورجعتلك
أمال أختك فين ؟
مى : لم ترد
لتلتفت ماجدة لأخيها على قائلة : نفذت وعدك يا على ولا لسه ؟
على نظر لها بارتياب ولم يجيب على سؤالها
ماجدة : روحى يا مى اندهيها هى مالهاش ذنب الحق على اللى مش متربى وهى تنظر لزينب وعلى
رمقتها زينب بغضب فوخزها على لتصمت فقد كانت على شفا أن تخبر ماجدة بحقيقة ابنتها المصون وتبرأ ابنها
ماجدة : مالك يا بت واقفة ليه روحى اندهى لأختك
ليتدخل على : ما هو أصل ...
ماجدة : أصل إيه بنتى فين ؟
على : بنتك طفشت
ماجدة وهى تضرب على صدرها : يالهوى يا مصيبتى بتى طفشت الله ينتقم منك يا خالد اللهى تموت اللهى اشوف فيك يوم زى ما دمرت بنتى
لتنفجر زينب : ما تتلمى بقى بتدعى على ابنى قدامى
ماجدة بغضب : ابنك اللى ينشك فى قلبه ضيع مستقبل بنتى و........
زينب : لا يا حبيبتى بنتك اللى صايعة وابنى معملهاش حاجة
ليصرخ بها على : زينب اخرسى خالص
زينب بغضب : لا مش هسكت وقدامكم كلكم ابنى ملوش ذنب فلى اللى حصلها بنتك المصون كانت مع الشاب دا وغدر بيها واعتدى عليها وصورها
ماجدة : اخرسى قطع لسانك بنتى اشرف منك ومن اللى خلفوكى وهى تضع يدها على قلبها
على ويصفع زوجته كف : ارتحتى كدا اهى تعبت تانى أنتِ إيه عايزة تموتيها
زينب ببكاء : بتضربنى يا على علشان بقول الحق وبدافع عن ابنى
ليتدخل أحمد : ماما تعالى معايا دلوقتى ,امسك والدته من يدها وصعد بها لغرفتها محاولاً تهدئتها
على ليراضى أخته : اهدى يا ماجدة لتتعبى تانى
ماجدة ببكاء : بنتى يا على هاتلى بنتى
على :حاضر والله بندور عليها من امبارح ولسه هندور تانى
ماجدة : تلاقيه خطفها وموتها لما قالت عليه
على : اهدى يا ماجدة وبلاش تخريف وإن شاء الله هنلاقيها ونجيبلها حقها من اللى عملوا فيها كدا
ماجدة : ابنك اللى عمل فيها كدا
على وهو يشير لمى : خديها أوضتها ترتاح واحنا هننزل ندور عليها فى كل مكان
.................................................. ...........
فى اليوم التالى فى المصنع
يدخل مكتبه بغضب ويهاتف أحد موظفيه فيأتى مسرعاً
خالد بغضب : إيه اللى خرج حراس الأمن بتوع الشركة امبارح ؟
الرجل : أصل أصل ........
خالد : انطق أصل إيه
الرجل : أصل على بيه أتصل وقالى ابعتهمله
خالد : نعم وأنتَ بتاخد أوامرك من مين منى ولا من على بيه
الرجل : من حضرتك طبعاً بس لما طلبنى ابعتهمله مقدرتش أقول لا
خالد : طب علشان تحترم نفسك المرة الجاية ومتنفذش أوامر حد غيرى مخصوملك أسبوع وتصفى حساب الأمن وتتصل بالشركة تبعت غيرهم النهارده
الرجل برعب : حاضر يا خالد بيه
خالد : يالا غور من وشى
.............................................
بدأت تهدأ وملت من المكوث وحدها بالمنزل فقررت ان تخرج أمام منزلها لتستمتع بدفء الشمس
كانت مطرقة تفكر فى أمراً ما
عندما فتح الباب الخشبى القصير الذى يفصل الحديقة عن الشارع ودلف
لم تشعر به وهو يدخل إلا عندما قال : وحشانى قوى
لين بفزع : يوسف ......
يوسف : أيوا يوسف اللى من يوم ما اتخليت عنه وعايش ميت
لين : يوسف خلاص دى قصة وقفلناها وأنا ست متجوزة وبحب جوزى يا ريت تروح بدل ما حد يشوف
يوسف : أنا مش جاى أضايقك أنتِ وحشتينى وحبيت اطمن عليكِ
لين : متخافش أنا كويسة روح يالا
يوسف : هروح الحمد لله اطمنت عليكِ وكحلت عينى بشوفتك
كان خارجاً من الباب الخشبى وهى خلفه عندما التقط رجلاً ما يختبئ خلف شجرة عدة لقطات لهما وهما يتحدثان وأخرى وهو خارج من باب الحديقة وأخرى وهو يمد يده لها ليودعها
.................................................. .............
ظل البحث طيلة اليوم عن منة التى ذابت كقطرة ندى مع الشمس
رفض على أن يبلغ الشرطة خوفاً من زيادة الفضيحة التى تعرضت لها الأسرة بسبب منة
..............................................
عاد لمنزله بعد انتهاء العمل استقبلته بترحيب وهمت أن تروى له قدوم يوسف لمقابلته ولكنها تراجعت فى أخر لحظة خوفاً من عصبيته وشكه الدائم
.........................
فى المساء كانا يجلسان سوياً
فقالت له : حبيبى
خالد : ايوا يا روحى وهو ينظر لها
لين : خالد أنا زهقت من قعدة البيت
خالد : إيه حابة تخرجى
لين : مش قصدى اتفسح لا أنا طول اليوم بقعد وحدى فى البيت وبزهق
خالد : خلاص طب نرجع بيتنا وهناك هتلاقى العيلة كلها تسليكى
لين : لا رجوع الفيلا تانى لا دا موضوع قفلته
خالد : طب اعملك إيه اسيب الشغل واقعد اسليكى
لين : لا يا حبيبى بس خدنى اشتغل معاك
خالد بضحكة :هههههههههههههههه تشتغلى معايا وهتشتغلى معايا إيه ؟
لين : بتضحك عليا فكرنى جاهلة معرفش حاجة
خالد وهو يضع ذراعة حولها : العفو يا حياتى بس أنا فى مصنع ودا شغل رجاله هتعملى أنتِ هناك إيه ؟
لين : خلاص يبقى اشتغل فى الشركة أو المكتب
خالد : دا أنتِ بتتكلمى جد بقى
لين : ايوا طبعاً جد أنتَ فاكرنى بهزر
خالد : لا يا قلبى انسى
لين : إيه هو اللى انساه
خالد وهو يعيد النظر للتلفاز : أنا محبش مراتى تطلع تشتغل وتحتك بالرجالة فى الشغل
لين : ما دينا بتشتغل اشمعنا أنا
خالد : أنا ماليش دخل بدينا أنتِ مراتى وتهمينى أنا بس
لين : لا هشتغل
خالد ليلهيها : شوفى أهى دى أحلى حتة فى الفيلم
.........................................
فى صباح اليوم التالى
توقظه بحب : خالد خالودة حبيبى يالا قوم هنتأخر على الشغل
يفتح عينيه وينهض عن فراشه فيراه ممتأنقه وترتدى ملابس رسمية
خالد : إيه يا حبيبتى لابسه كدا ورايحة على فين على الصبح ؟
لين : هكون رايحة فين الشركة طبعاً يا حبيبى
خالد : وهتعملى إيه فى الشركة
لين : مش احنا اتفقنا إنى هلروح اشتغل فى الشركة والنهارده اول يوم
خالد : واتفقتى مع مين
لين : معاك يا حبيبى امبارح بالليل أنتَ نسيت
خالد : طب روحى غيرى هدومك وجهزيلى الفطار
دخل المرحاض وتحمم وأبدل ملابسه
وجدها جهزت الفطار وما زالت مرتدية ملابسها الرسمية
أفطر وقبل خدها قائلاً : يالا سلام حبيبتى ونامى كويس ها
لين : خالد انا بجد رايحة الشركة
خالد بجدية : لين ادخلى نامى أحسنلك أنا قلت مراتى متشتغلش وخلص الكلام يالا سلام
...............................................
غضبت أشد الغضب من تحكمه الزائد بها وظلت طيلة اليوم تفكر بنفسها وبحالها وبتبعيتها له دون نقاش وبتزمته بأرائه وحرمانه لها من أبسط حقوقها وهى أن تدير أملاكها التى ورثتها من أبيها فقررت بعد تفكير طويل وعميق .........
.................................................
كان يجلس على مكتبه وفتح درج المكتب وأخرج الصور التى التقطت له ولها بالأمس فهو من عين رجلاً ليصوره وهو خارج من حديقتها لأمر ما يخطط له فى المستقبل القريب ......
.................................................. ............
ظلت عدة أيام مهمومة بوالدتها وبانهيارها على غياب أختها منة وأخيراً تذكرت الفلاشة وكلام أختها
دخلت غرفتها وفتحت حاسبها الخاص ورأت ما لم تتوقعه عن ابنة خالها المصون والتى كانت تراها قدوة حسنة رأت فيديو دينا عند الطبيب أثناء إجهاضها
.............
يتبع ...............
الفصل الرابع والعشرون
كانت تفكر وتقيم حياتها معه من المؤكد انه يحبنى ولكنه لا يعطينى مساحة من الحرية ولو قليلة : لين تحدث نفسها
وصل المنزل بعد انتهاء عمله
كانت قابعة تتابع برنامجاً على شبكة الانترنيت
خالد : مساء الخير حبيبتى
لين بابتسامة باهتة تحمل فى طياتها الضيق : وعليكم السلام
خالد وهو يقترب منها : يبقى لسه زعلانة حبيبتى .......
قاطعته قائلة : وانا أزعل ليه ما فى الأخر بردوه نفذ اللى أنا عايزاه وهشتغل
خالد وهو يعقد حاجبه : أممممممممم ما هو اليوم من أوله مكنش تمام يبقى لازم يكمل كدا
اسمعى يا لين موضوع شغلك دا انتهينا منه وأنا بقولك مفيش شغل
لين : وأنا أخدت رأيك وأنتَ موافقتش يبقى خلاص رأيك ميهمنيش
خالد باستنكار : رأيك ميهمنيش
لين : ايو ادا مالى وأنا حابة أديره وأنتَ مش من حقك تمنعنى
خالد : مش من حقى
لين وهى تعيد النظر على حاسبها : ايوا ميهمنيش
بعصبية تناول من أمامها حاسبها المحمول وألقاه بعيداً قائلاً : لما اتكلم معاكى تحترمينى
لين : أووووف عايز إيه تانى
خالد : إيه اللى أنتِ بتقوليه دا
لين : زى ما سمعت سواء رضيت ولا لا أنا هشتغل أنا اتصلت بأحمد وفهمته وهو وعدنى هيجهزلى مكتب وهروح الشركة
خالد : أه وأنا الطرطور اللى أخر من يعلم
لين : ما أنتَ اللى مش راضى خلاص يبقى مش هدخلك تانى
خالد ويجذبها بقوة من ذراعها : لين اتلمى أحسنلك وخلى ليلتك تعدى
لين : والله أنا هادية أنتَ اللى بتزعق
خالد : كدا طب قومى لمى شنطة هدومك
لين : ليه
خالد : هنرجع الفيلا مش هنقعد هنا تانى وهناك هتلاقى اللى يسليك وتبطلى حجة انك بتملى وأنتِ لوحدك
لين : لا مليون مرة قلتلك رجوع الفيلا تانى لا
خالد : يبقى تصرفى نظر عن موضوع الشغل خالص
لين : أنا خلاص أخدت قرارى ومش هرجع فيه
خالد : يعنى هتعصى كلامى
لين : طول ما كلامك مفيهوش منطق يبقى أه هخالفة
خالد : وإن قلتلك إنم حياتنا كوم ومروحاك الشركة كوم
لين بتحدى : يبقى أنتَ اللى اخترت
خالد وتضايق وغلى الدم بعروقه وهم بصفعها فتراجع فى أخر لحظة وخرج من المنزل بأكمله وهام بسيارته
انزعجت من غضبها عليها ما إن خرجت حتى تبعته ولكن كبريائها منعها من مصالحته أو مناداته وقفت عدة ثوانى وهى تنظر عليه حتى انطلق بسيارته وهو فى أوج غضبه منها
تضايقت للغاية وأمسكت بدفترها وكتبت
لمَ يمقت الرجال النساء المفكرة
لمَ يمقت الرجل المرأة العاملة الناجحة
بلى أعشقك ولا أتخيل حياتى بدونك ولكنك كسجان تأبى اختلاطى بالعالم
لم تتفهم حاجتى لم تتفهم رغباتى كل ما يهمك هو أنتَ وحدك
أسفة محبوبى فأنتَ أنانى وأن الأوان لأفرض كبريائى فإن كنت تعشقنى فاعشقنى كما أنا ولا تعشق بى تلك البائسة الضعيفة
ظلت تكتب خواطرها وهى حزينة لانها أغضبته وتضايق منها ولكن حزنها الأكبر أنه لم يتفهمها ويأبى أن يكون لها كياناً يريدها تابعة له لا أكثر
.................................
ظل هائم بسيارته غاضب منها
لم يعد المنزل ليلتها ومكث بسيارته فى مكان ما
.................................................. ........
تشرق الشمس وقد أضاعت معها أنين الليل
غفت بالأمس على أريكتها بعد تعبها من التفكير
نظرت بالغرفة وجدت الفراش مرتب كما هو ومعنى ذلك أنه لم يعد المنزل منذ المساء
قلقت فهاتفته
استيقظ فى سيارته على صوت هاتفه
نظر بالهاتف فرأى رقمها فتذكر وتضايق وأغلق الهاتف
حزنت من ردة فعله وإغلاقه الهاتف عليها
فازدادت إصرار على تحطيم غروره وإثبات ذاتها
تحممت وارتدت ملابس رسمية وخرجت من المنزل
لم تكن تملك سيارة خاصة بها فذهبت مشياً على الأقدام
.................................................. ......
فى شركة أبو الدهب
دخل بغضب لمكتب أخيه أحمد
ما إن رأه أحمد حتى قال مرحباً : خالد أهلاً يا خالد أتفضل اقعد
خالد بضيق ممزوج بالغضب : لا أهلاً ولا سهلاً اسمع الكلمتين اللى جى أقولهملك كويس
أحمد بارتياب : خير خير
خالد : أنتَ وافقت إن لين تيجى تشتغل هنا
أحمد : أه هى امبارح اتصلت وطلبت انها تشتغل وأنا وافقت
خالد : وأنتَ توافق بمناسبة إيه ؟ وليه ما اتصلتش بيا الأول
أحمد : اهدى بس يعنى أنتَ مكنتش تعرف أنها عايزة تشتغل هنا فى الشركة
خالد : كنت أعرف ومش موافق
أحمد : طب وأنا دخلى إيه دى حاجة بينكم
خالد : اسمعنى كويس أنتَ لو طلبت منك تشتغل معاك تانى اتحجج بأى حاجة وارفض
أحمد : أنا ما أقدرش أعمل كدا هى ليها نصيب ومن حقها تديره
خالد : يعنى مش هتقولها لا
أحمد : أسف بس هى وريثة فى الشركة وبعد ما قسمنا كل حاجة مش من حقى اعترض على متابعتها لأملاكها
زفر بقوة وخرج من المكتب
عاد للمنزل ودلف بحث عنها ولم يجدها تأكد بأنها خرجت
فهاتفها فرد له الصاع وأغلقت الهاتف بوجهه
كاد يجن من عملتها وأعاد الأتصال عدة مرات وهى تغلق الهاتف
.................................................. .........................
وصلت الشركة ورحب بها أحمد وأوصلها لمكتبها الذى وعدها به
أحمد : وادى يا ستى مكتبك
لين : تمام بس أنا هشتغل إيه بصراحة أنا مالي شفى إدارة الأعمال والبيزنس خالص
أحمد : متقلقيش أنا عارف وعلشان كدا همسك العلاقات العامة إيه رأيك
لين : وإيه العلاقات العامة دى
أحمد : لا دى بقى عايزة شرح وجلس على أحد المقاعد وهى جلست على رأس مكتبها الجديد
أحمد : بصى يا ستى العلاقات العامة دى يعنى انك تبقى مسئولة عن صورة الشركة فى السوق وتابعى الشركات الشريكة لينا فى الاجتماعات والأراء و..............
وشرح لها شرحٌ وافى عن مسماها الوظيفى الجديد
فرحت لين للغاية بعملها الجديد وعدت أحمد ببذل قصارى جهدها وهو وعدها بمساعدتها حتى تتفهم طبيعة العمل وتعتاد عليه
.................................................. ...................
ما إن أغلقت الهاتف عدة مرات حتى علم بذهابها للشركة وتوعدها ..........
.................................................. ................................
ظلت تفكر ماذا ستستفيد من تلك الفلاشة التى بحوزتها الأن وكيف ستحميها من دينا كما قالت منة وهل دينا تنوى إيذائها طالما أن تلك الفلاشة ستكون الحامى لمى كما قالت منة لها
.................................................. ................................
بعد هروبها من المنزل غادرت حتى محطة القطار واستقلت القطار المتجه للقاهرة
وصلت محطة القاهرة وكانت تبدو كالتائهة تماماً
تحمل بيدها حقيبتها هاربة من مصير مجهول وعار لحق بها
خرجت من المحطة وأوقفت سيارة أجرة فقال السائق : على فين يا أنسة ؟
لم تجيبه
فأعاد سؤالها : على فين يا أنسة ؟
فردت أخيراً : على اى فندق لو سمحت
أوصلها لإحدى الفنادق وحجزت بها غرفة مستخدمة المال الذى سرقته من والدتها
دلفت الغرفة بالفندق وهى غير مستوعبة لما يحدث بداية من خطفها والتعدى عليها وصولاً للفيديو المذاع عنها ومعرفة أهلها بكذبها وتلفيقها التهمة لخالد
تحممت وأبدلت ملابسها وبدأت تهدأ من روعها لتستطع التفكير بجدية فى مستقبلها المجهول
.................................................. .......................
ظلت عدة أيام لا تخرج من غرفتها بالفندق فقط تطلب الطعام ويأتيها لغرفتها وتنظر من النافذة سرحة تفكر حتى لملمت شتات عقلها أخيراً وقالت : يا بنت ال .. يا دينا أكيد أنتِ السبب
يا ......... يا ............ طبعاً طبعاً هى ضحكت علىّ وقالتلى تعالى الساعة واحدة وخلت ولاد ......... يعتدوا علىّ ويصورونى وتهددنى بيه ولما لقتنى فلت منها ولبستها لخالد قالت تفضحنى وتذيع الفيديو
يا ........... يا بنت ............ طب والله لاوريكى أيام سودا
ظلت تفكر فى الأنتقام من دينا وتفكر كيف تنتقم دون أن يراها أحد ودون عودتها للمنزل
.................................................. ..............................
أما الأخر خالد فغلت الدماء بعروقه بعد رفضه المستمر لاتصالاته وأيقن أنها بالشركة وذهب لهناك
دلف الشركة ومنها لمكتب أحمد وقال بعصبية : هى فين أنطق ؟
أحمد : اهدى بس الأول
خالد بغضب : بقولك هى فين ؟
أحمد : فى مكتبها الجديد
خالد : لا والله يعنى عملت اللى فى راسها بردو
أحمد : اهدى الأول وتناقش معاها بهدوء
خالد : هدوء أه هدوء دا أنا ...... ماشى وفين المكتب بتاع الهانم إن شاء الله
أحمد : فى أوضة العلاقات العامة أنا فضيت الأوضة وعملتهالها مكتب
خالد لم يدع أخيه يكمل جملته وانطلق ناحية مكتبها
فتح الباب بقوة فارتعبت عند رؤيته
فقال بسخريه : الله الله لا حلو المكتب مبروك يا مدام
نظرت له بتحدى مصطنع ورعب مكتوم
لين : الله يبارك فيك
خالد : ممكن أعرف المدام جات ازاى الشركة
لين : جيت مشى
خالد : يعنى مشيتى المسافة دى كلها
لين : أه اعمل إيه يعنى اتأخر على أول يوم شغل
خالد : لا بردو دى تيجى تتأخرى لا متتأخريش بس أنا عادى اطق أولع مش مهم
لين : والله دا قرارى وأنتَ لازم تحترمه
خالد : بسخرية : طبعاً طبعاً بس المدام متعرفش الظاهر حاجة عن الاحترام وأنا بقى هعلمهولك
لين : خالد اهدى كدا وخلينا نتكلم
خالد : نتكلم ما أنا من الصبح بتصل بيكى وأنتِ تقفلى فى وشى دلوقتى عايزة نتكلم
لين : حبيبى اهدى وأنا هفهمك ليه مكنتش برد
خالد وهو يشير ناحية الباب : يالا قدامى
لين : على فين ؟
خالد : يالا وبلاش فضايح
لين برعب : لا مش همشى معاك
فصرخ بها : يالا بقولك
فاستسلمت خائفة وغادرت الشركة وصعدت بسيارته وانطلقا
.................................................. ...................
وصلا لمنزلهما
دلفت المنزل خائفة ومنها لغرفتها وأوصدت الباب
دلف خلفها ورأها توصد الباب فطرقه بشدة قائلاً : افتحى الباب
لين من خلف الباب : لا مش هفتح أنتَ عصبى دلوقتى
خالد : افتحى الباب بدل ما أكسره
لين : لا يا خالد أنتَ بتخوفنى لما بتتعصب
خالد وبدأ يهدأ : افتحى خلاص هديت
لين فتحت الباب قائلة بصوت أقرب للبكاء : طب أوعدنى متمدش أيدك علىّ
عندها احتضنها قائلاً : يا هبلة فى حد يأذى روحه
لين وهى محتضناه : يعنى أنا روحك
خالد : أكيد وأنا لولا أنى بغير عليك ولو أطول لأخبيكى علشان مفيش حد غيرى يشوفك كنت خبيتك
لين : بس أنتَ بتخوفنى بجد لما بتتعصب
خالد : متخافيش الغول مبياكلش مراته
فضحكت من جملته فقال : تدوم الضحكة يا لينو
لين : بس أنا حابة أشتغل عايزة أطلع وأشوف الناس مش حابة الخنقة
خالد : تانى بردو
لين : أيوا حبيبى بجد والله مضايقة وهطق من قعدة البيت
خالد : طب خلينى أفكر وبعدين هرد عليكِ
لين : لا أنتَ بتضحك علىّ زى كل مرة
خالد : لا والله مش بضحك عليك هفكر فى شغل مناسب ليكى
لين : حبيبى بجد
خالد : أه بجد وهو يغمز لها : وبعدين يالا صالحينى أنا من امبارح هطق منك ومن عمايلك
لين بدلال : وأصالحك ازاى
خالد : يعنى متعرفيش
لين : وأنا أعرف منين أنا مؤدبة ؟
خالد وهو يحملها بين ذراعيه ويدخل بها الغرفة : طب تعالى أما اقولك يا مؤدبة
وتعالت ضحكاتهما ............
وسكتنا عن الكلام الغير مباح .............
الفصل الخامس والعشرون
وصلا لمنزلهما
دلفت المنزل خائفة ومنها لغرفتها وأوصدت الباب
دلف خلفها ورأها توصد الباب فطرقه بشدة قائلاً : افتحى الباب
لين من خلف الباب : لا مش هفتح أنتَ عصبى دلوقتى
خالد : افتحى الباب بدل ما أكسره
لين : لا يا خالد أنتَ بتخوفنى لما بتتعصب
خالد وبدأ يهدأ : افتحى خلاص هديت
لين فتحت الباب قائلة بصوت أقرب للبكاء : طب أوعدنى متمدش أيدك علىّ
عندها احتضنها قائلاً : يا هبلة فى حد يأذى روحه
لين وهى محتضناه : يعنى أنا روحك
خالد : أكيد وأنا لولا أنى بغير عليك ولو أطول لأخبيكى علشان مفيش حد غيرى يشوفك كنت خبيتك
لين : بس أنتَ بتخوفنى بجد لما بتتعصب
خالد : متخافيش الغول مبياكلش مراته
فضحكت من جملته فقال : تدوم الضحكة يا لينو
لين : بس أنا حابة أشتغل عايزة أطلع وأشوف الناس مش حابة الخنقة
خالد : تانى بردو
لين : أيوا حبيبى بجد والله مضايقة وهطق من قعدة البيت
خالد : طب خلينى أفكر وبعدين هرد عليكِ
لين : لا أنتَ بتضحك علىّ زى كل مرة
خالد : لا والله مش بضحك عليك هفكر فى شغل مناسب ليكى
لين : حبيبى بجد
خالد : أه بجد وهو يغمز لها : وبعدين يالا صالحينى أنا من امبارح هطق منك ومن عمايلك
لين بدلال : وأصالحك ازاى
خالد : يعنى متعرفيش
لين : وأنا أعرف منين أنا مؤدبة ؟
خالد وهو يحملها بين ذراعيه ويدخل بها الغرفة : طب تعالى أما اقولك يا مؤدبة
وتعالت ضحكاتهما ............
وسكتنا عن الكلام الغير مباح .............
فى المساء كان يحوطها بذراعه عندما سألته : خالودتى
خالد بحنو : عيون خالد
لين بدلال : حبيبى أنتَ بردو مقلتليش هتشغلنى فين
خالد: فى المصنع يا قلبى
لين باستنكار : فى المصنع !!!!!
خالد : أه فى المصنع
لين : بس أنتَ قلتلى قبل كدا إن شغل المصنع مينفعش فيه ستات
خالد : أه دا لما يبقى الشغل فى المصنع نفسه
لين : إيه الدوخة دى مش فهماك
خالد : حبيبتى أنتَ مش هتشتغلى فى المصنع أنتِ هتشتغلى معايا أنا
لين : ازاى
خالد : يعنى هتساعدينى فى الشغل الكتابى مراجعة ترجمة كدا يعنى مش هتطلعى من برا المكتب بتاعى
لين : أممممم ماشى خلينى أجرب ولو معجبنيش الشغل تشوفلى شغل تانى
خالد وهويتمتم : ما دا اللى هعمله هحرمك تقولى عايزة اشتغل تانى
لين وهى تلاحظه : بتقولى حاجة حبيبى
خالد : لا دا أنا بقول أنك هتستمتعى بالشغل قوى وتقولى يا ريتك خليتنى أساعدك من زمان
.................................................
كانت نوال رقيدة الفراش وبدأت حالتها الصحية تتدهور خاصة بعد اختفاء ابنتها منة وغضبها من أخيها على وإلقاء اللوم على خالد ورغبتها فى الانتقام ولكن حال المرض دون ذلك
..............................................
كان كالذئب يترصد فريسته وينتظر الوقت المناسب ليظفر بها نعم انه يعشقها ولكنه السبيل الوحيد للحصول عليها وهى تدمير سمعتها بالكامل حتى لا تجد مفر من الموافقة عليه متحججاً بحبها القديم له
انه يوسف ذالك الذئب الذى يمكر ويترصد للين قطعت عليه شروده دخول تلك الأفعى دينا
دينا : صباح الخير
يوسف بمكر : صباح النور حياتى
دينا : إيه الأخبار ؟
يوسف : الحمد لله تمام الأخبار كلها عندك ها طمنينى عملتى إيه فى اللى قلتلك عليه ؟
دينا : والله أنا فكرت كتير ورغم انها مخاطرة بس أوكيه أنا موافقة
يوسف بفرحة : عين العقل يا دندونتى دا مكسب مربح وسهل احنا هنجيب الحاجة فى حاجتنا المستوردة ونسلمها لأصحابها جوا مصر ونقبض من غير تعب
دينا : أه بس أنتَ عارف لو اتكشفنا فى الجمارك هنتحبس دى ممنوعات مش فوانيس رمضان
يوسف : عارف يا قلبى بس أنا مظبط بتوع الجمارك يعنى كله تمام متقلقيش
دينا بريبة : الا بالحق يا يوسف أنا كنت حابة اسألك سؤال من زمان وي اريت تجاوبنى
يوسف: خير
دينا : أنتَ عملتك ثروتك ازاى فى الوقت القصير دا
يوسف : بالحيلة والعقل
دينا :ك ازاى يعنى ؟
يوسف : فى حاجات لو معرفنهاش هنريح دماغنا لأن معرفتها تتعب .................................................. ..........................
ها قد عدتُ لأنتقم لشرفى ها قد عُدت لأعاقب تلك الأفعى وأقطع رأسها
وصلت لمحطة القطار متخفية تحت نقاب ممسكة بحقيبتها وبعيناها رغبة كبيرة لأنتقام وتتوعد ابنة خالها دينا بمعاقبتها أشد عقاب على تدميرها لحياتها
.................................................. ...............
كانت عائدة من عملها وتصف سيارتها عندما رأت ابنة عمتها الصغرى مى تقف وتنظر لها بتحدى
ارتبكت دينا من نظرات مى ولكنها تماسكت قائله : ازيك يا مى ؟
مى بتحدى : ازيك انتى كويسة ولا موجوعة
دينا بارتباك : موجوعة وهتوجع من إيه ؟
مى بتحدى : من الإجهاض دا أنا اسمع ان ألم الإجهاض زى الولادة وأصعب
دينا ولم تكد قدماها تحملاها : إنتِ بتخرفى تقولى إيه ؟
مى : والله مش أنا اللى بقول لا دى الفيديو تفتكرى لو اتشير هيعدى المليون مشاهدة ولا أكتر بكتير
هنا بدأت دينا بالغضب وجذبت ابنة عمتها باتجاه الحديقة
مى : ابعدى كدا سيبى دراعى
أفلتت دينا ذراع مى وقالت بغضب مكتوم : ممكن أعرف عايزة إيه ؟
مى : ولا حاجة هعوز إيه من واحدة زبالة زيك
دينا : هى اللى قالتلك على الفلاشة م كدا
مى لم ترد فأكملت دينا بتحدى : بصى يا شاطرة المثل قال اضرب المربوط يخاف السايب وأنتِ شفتى أختك المسكينة جرالها إيه لو حابة مصيرك يبقى زيها فضيحة وهروب وخوف من القتل يبقى تمام وحاولى تتجرأى وتشيرى الفيديو وأنا والله مش هقتلك بسهولة لا دا أنا هعمل فيكى أضعاف اللى عملته فى منة وهقطعك وأبعت الجثة لأمك علشان تموت بحسرتها عليكِ زى ما بتموت على أختك دلوقتى
مى :وقد ارتعبت مما تسمع فهى لاتشبه منة بخبثها فأمكلت دينا : اعقلى كدا يا شاطرة واسكتى احسنلك
.................................................. ....
فى صباح اليوم التالى ذهب بها للمصنع وبدأ يومها الأول بالعمل
كانت الملفات بدأت بالتكدس أمامها وهو يقول : ودول بقى الملفات اللى لازم تخلص النهاردة
لين بصدمة : إيه النهاردة !!!!!!!
خالد ك اه النهاردة تقرى الملفات كويس وترجعيهم وتعملى ملخص لملاحظاتك وتجيبهولى وبعد ما تخلصى الملفات هتقرى الايميلز وترجمى وتجيبهملى
لين : ولما أنا هعمل دا كله أنتَ هتعمل إيه ؟
خالد : ولا حاجة هنزل أشرف عالمصنع
لين ك نعم ودا عدل أنا أعمل كل حاجة
خالد : مش أنتِ اللى عايزة تشتغلى يالا دى فرصتك ورينى قدراتك
لين بتحدى بدأت بمراجعة الملفات
لم تكد تمر الساعة حتى ملت من العمل وهو يتابعها بشغف حتى ألقت بالمبف من يدها : أوووووف أنا تعبت
خالد بسخرية : لا لا دا أول يوم أمال لما تقعدى شهر هتعملى إيه
لين : خالد أنا تعبت وعايزة أروح
خالد وهو ينظر بساعته : ليه يا مدام لين دى الساعة مجتش تسعة
لين : لا بجد أنا تعبت ومليت يالا هتروحنى ولا أمشى وحدى
خالد : خلاص متزعليش هروحك بس لو جيبتى سيرة الشغل تانى
لين : لا لا شغل إيه بلا تعب ما أنا كنت برنسيسة فى بيتى بنام براحتى وأصحى براحتى مالى بالتعب دا
أولها للمنزل وتركها وعاد للعمل مطمئن البال بعد نجاح خطته فى إثنائها عن فكرة العمل
........................................
كطفلةٍ صغيرة عادت لمنزل جدتها الذى تسكنه الأن فرحة بخلاصها من عناء العمل ولم تعطيها البراءة مجالاً لتعى ما يحاك لها خلف ظهرها
........................................
كانت سرحة قلقة من تهديد دينا لها بالإضافة لما تمر به والدتها من إعياء شديد وحزن يخيم عليها
فجاءتها صديقتها الصدوق ابنة خالها سارة لتتحدث معها
سارة : ميويي حبيبتى
مى بابتسامة باهتة : أهلا يا سو تعالى اقعدى
تجاذبتا أطراف الحديث فقالت سارة : فين مى بتاعت زمان رمز الشقاوة والمرح وسرقة المانجه من عم عبده
مى بحزن : يا ريت يا سارة كل حاجة ترجع زى الأول ونرجع كلنا مع بعض ومكنش حصلت كل المشاكل دى
سارة : معلش حبيبتى غمة وهتنزاح بإذن الله
مى وهى تمتم : تنزاح مستحيل تنزاح غير لما هى تغور من هنا
سارة : بتقولى حاجة يا مى
مى لتتهرب من الإجابة : لا يا سو إلا بالحق إيه أخبارك مع أمير
سارة بفرحة : أمير دا أحلى حاجة فى حياتى ربنا يخليه ليا
مى : يا رب
سارة : إيه رأيك نروح نزور لين وأهو نتمشى شوية بدل الخنقة فى البيت
مى : يالا
خرجتا فى طريقهما لمنزل لين
..............................................
طرق الباب
بتكاسل استيقظت من نومها عقب عودتها السريعة من العمل فتحت الباب بتثاؤب لتراه أمامها
لين وهى تفتح عيناها ذعراً : يوسف
يوسف : أزيك يا لين
لين بعصبية : ممكن أعرف إيه اللى جابك هنا مش أنا قلتلك متجيش تانى
يوسف : مصيبة يا لين مصيبة
لين : خير خير مصيبة إيه
يوسف وهو يعطيها بعض الصور
لين بتساؤل : إيه دول لتنظر بالصور وتكاد تموت :هااااااااااااااااااااااااااااااا
يوسف : النهارده واحد حيوان بعتهمولى وبيهددنى انه يبعتهم لجوزك
لين وهى تضع يدها على فمها من الصدمة : يا لهووووى دا لو خالد شاف الصور هيقتلنى
يوسف : علشان كدا جيتك نلاقى حل فى المصيبة دى
لين : مش عارفة مش عارفة مين اللى اخدلنا الصور دى وإيه مصلحته
يوسف : الواضح انه حد بيراقبنا من زمان شوفى دى صور فى أكتر من مكان تقابلنا فيه
لين : أه بس دى كانت صدف يعنى معقولة حد بيراقبنى
يوسف : مش عارف بس هو طلب فلوس وأنا اديته بس خايف يخلف وعده ويبعت الصور لخالد
كانت تقف معه على باب المنزل عندما دلفتا من باب الحديقة ورأوها تقف مع ذاك الغريب عنهما
......
الفصل السادس والعشرون
كانت تقف معه على باب المنزل عندما دلفتا من باب الحديقة ورأوها تقف مع ذاك الغريب عنهما
لين بصدمة من رؤية سارة ومى : يا لهوى اهى كملت
اقتربتا منها فقالت سارة : ازيك يا لين عاملة إيه ؟
لين بتوتر وتلعثم من المفاجأة : الله يسلمك اهلاً تعالوا اتفضلوا
سارة ومى نظرتا بريبة ناحية يوسف فقالت لين : دا استاذ يوسف
سارة : اهلاً بيك وهى تنظر باستفهام ناحية لين
استأذن يوسف وذهب بعد أن ألقى حجر بالمياه الراكدة
..........................
رحبت بهما ولكن التوتر واضح وجلى عليها
سارة : مين يوسف دا يا لين
لين لتتهرب من الإجابة : دا شريكنا فى الشغل وبعدين سيبك منه أنتى ولا بتجى ولا بتسألى نسيانى خالص
سارة : معلش والله يا لينو بس تعبانة اليومين دول قوى
لين : ألف سلامة عليكى مالك
سارة : مش عارفة حاسة بخمول كدا وعايزة أنام على طول
مى وهى تنظر لسارة : يبقى عملتيها
سارة باستفهام : عملت إيه
لين : يعنى حامل
سارة : معقولة
لين : وليه لا أنتى حللى واتأكدى
لتسأل مى لين : وأنتى يا لينو مفيش حاجة فى السكة كدا
لين : مش عارفة لسه سيباها لله بس هيموت وعايز خلفة
سارة : ربنا يعوضكم عن ابنكم اللى راح من حقه يستعجل خالد دا ضاع منه ابنين بصراحة ربنا يعينه
أطرقت لين وقد تذكرت حملها الفائت
سارة لتغير الأجواء : وانتى عاملة إيه سمعت من أحمد أنك عايزة تشتغلى صحيح
لين : كنت ودلوقتى لا دا أنا يومها رحت الشركة مشى و.............. وقصت عليهما يومها فى المصنع مع خالد ومللها وجلستا وقت طويل مع بعضهما
.................................................. .
فى صباح اليوم التالى
بعد ذهابه للعمل أبدلت ملابسها وخرجت
فى شركة يوسف مرزوق
تطرق السكرتيرة الباب معلنة عن قدوم لين أبو الدهب
لم يصدق ما تسمعه أذنه أيعقل أنها هى لين حبيبته الأولى والأخيرة
يوسف بفرحة كبيرة : دخليها بسرعة أنتِ لسه واقفة
دلفت لين غرفة مكتبه وألقت التحية
لين : صباح الخير
يوسف بعيونٍ لامعة : صباح النور
اتفضلى اقعدى
جلست لين على المقعد
يوسف : تحبى تشربى إيه ؟
لين : اسمعنى أنا مش جاية أتضايف أنا جاية ألاقى حل للمصيبة اللى احنا فيها دى
يوسف بتمثيل : أه انا أديته الفلوس اللى طلبها بس مش عارف هو ممكن يعمل إيه لو طلع بيكدب ومعاه نسخ تانية من الصور
لين : أنا نفسى أعرف هو هيستفيد إيه لما يصورنى معاك دا أكيد كان بيراقبنى صحيح أنا كنت بشوف صدف وكلها قبل ما اتجوز بس الأخيرة لا
يوسف : متخافيش لو أنتى خايفة من خالد ليعرف أنا ممكن أروحله وأقوله إن فى واحد بيراقبك وصورنى وأنا بسلم عليكى وبيهددك بالصور
لين بفزع : لا لا خالد لا هو مش هيفكر انها صدفة أبداً
يوسف : بس دى الحقيقة
لين : دى الحقيقة اللى أنا وأنتَ نعرفها بس خالد مش هيفكرها كدا وخالد متهور وعصبى دا مش بعيد يقتلك
يوسف : خايفة عليا يا لين
لين بضيق : أنا خايفة على خالد جوزى ليدخل السجن
تضايق يوسف وكتم غيظه من خوفها على خالد
لين : احنا لازم نلاقى حل للمشكلة دى وبسرعة جداً علشان بجد أنا خايفة ومرعوبة لخالد يعرف بالصور دى
يوسف وهو ينظر لها : متخافيش طول ما أنا جنبك
لم تعير كلامه أى اهتمام واستأذنت بالخروج
كانت خارجة من بناية الشركة عندما كانت تلك الأفعى دينا تصف سيارتها
رأتها دينا فتعجبت وناداتها : لين لين
التفت لين ورأتها وحاولت كتم مشاعرها المختلطة بين غضبها من أختها وبين اضطرابها من رؤية دينا لها تخرج من شركة يوسف
دينا : لين خير أنتِ إيه اللى جابك هنا
لين بتوتر : بيتهيألى دى حاجة متخصكيش وتركتها وذهبت
.................................................. ..........................................
أخيراً تجرأت وقررت الانتقام من تلك اللعوب التى قضت على سمعة أختها
حملت تلك الفلاشة وطرقت باب غرفة سارة
مى : سو سو سارة
فتحت سارة الباب مرحبة بمى ودلفتا
كانت تحمل الفلاشة بيدها وتتحدث فى مواضيع عامة
لاحظت سارة الفلاشة فسألتها : إيه الفلاشة دى يا مى بتاعت إيه ؟
مى بتوتر : مش عارفة أنا لقيتها واقعة فى الطرقة قلت هسأل عنها يمكن تكون بتاعت أمير أو دينا أو أحمد
سارة بفضول : طب خلينا نشوف فيها إيه وهنعرف بتاعت مين
مى : تمام
وضعت سارة الفلاشة فى حاسبها وكانت الصدمة .......
.................................................. ..........................................
كانت عائدة من الشركة مشياً على الأقدام عندما تذكرت أمر شخصى هام فدلفت الصيدلية
أكملت طريقها للمنزل وبتوتر كبير أخرجت الأختبار وكانت فرحتها لا توصف بالنتيجة الإجابية لحملها
أخيراً سيأتى ابنها المنتظر قررت أن تزف الخبر لزوجها بطريقة مختلفة فاشترت قالب حلوى وجهزت المنزل لحفلة رومانسية بسيطة تجمعهما فقط
.................................................. .......................................
فى مصنعه يتابع عمله بجد واجتهاد عندما طرق مساعده الباب
أذن خالد بالدخول
المساعد : صباح الخير خالد بيه
خالد : صباح النور
المساعد : الطرد دا وصل المصنع يا فندم لحضرتك يا فندم
خالد وهو يتابع عمله : حطه على المكتب وروح ورايا شغل مهم
أكمل عمله غير مكترث بالطرد الموضوع على سطح مكتبه والذى يحمل سبب تعاسته المرحلة القادمة
.................................................. ............................................
فى غرفة سارة
بصدمة ترى الفيديو غير مصدقة لما ترى
مى بتمثيل : يا لهوى معقولة يكون دا حقيقى
سارة بصوت مخنوق غضباً : ما هو قدامك هى دى ولا مش هى
مى : وبعدين هنعمل إيه
سارة : هنروح نوريه لماما أوريها عمايل بنتها الطاهرة اللى فكراها ملاك
بعصبية حملت سارة الفيديو لهدى والدتها هى ودينا وأرتها إياه
على غير عادتها لم تنتحب أو تصرخ
جلست بثبات على المقعد وأطرقت تفكر فى أمراً ما
لتقاطعها سارة : وبعدين يا ماما هنعمل إيه فى الفضيحة دى
هدى بجرأة غير معهودة : أنتِ مش هتعملى أنا اللى هعمل بنتى ومعرفتش أربيها وجه الوقت دلوقتى
سارة : يعنى هتعملى إيه ؟
هدى بثبات : ارجعى أوضتك ومش عايزة مخلوق يعرف بالفيديو وتنبهى على مى بكدا
.................................................. .................
كان يتابع عمله بجدية وبجواره الطرد لم يفتحه حتى الأن فتكدس العمل أنساه أمر الطرد مؤقتاً
...............................................
انتهى دوام العمل فقد اقترب المساء
صعدت بسيارتها فى طريقها لمنزلها
دلفت المنزل لتناديها والدتها : دينا
دينا بغير اكتراث : ماما أنا جاية تعبانة لو عايزة حاجة خليها بعدين
لتصرخ بها لأول مرة على الأطلاق : ورايا على أوضتى أحسنلك
تعجبت من جرأة والدتها وصراخها فاعتقدت بأنمه أمر هام ودلفت خلفها الغرفة
.................................................. ........
انتهى دوامه نظر بساعته ولملم أوراقه وهم بالخروج فتذكر الطرد وعاد المكتب وأخذ الطرد وذهب دون أن يفتحه
دخل سيارته وهم بفتح الطرد عندما رن هاتفه معلناً عن رقم زوجته لين
خالد : الو
لين : حبيبى اتأخرت ليه قلقتنى عليك
خالد : معلش حبيبتى كان عندى شغل مهم أنا دلوقتى فى الطريق عايزة حاجة أجبهالك معايا
وبدأ بفتح الطرد وهو عبارة عن مظروف "
لين على الهاتف : يعنى لو قلتلك هتجيبلى
خالد بعد أن فتح المظروف وبدأ بإخراج الصور : طبعاً هجيبلك ...............
لين : طب هاتلى معاك .........
وقع الهاتف من يده من أثر صدمة ما رأى
لين : خالد الو الو أنتَ معايا
الهاتف ملقى فى أرضية السيارة وخالد يقلب بين صور زوجته وعشيقها كما اعتقد
................................
يتبع .................
الفصل السابع والعشرون
دلفت الغرفة خلف والدتها وأوصدت الباب خلفها
وقفت مكانها بتأفف تنظر لوالدتها التى استدارت وصفعتها على وجهها
دينا بصدمة وهى تضع يدها على خدها : أنتِ إيه اللى عملتيه دا ؟
هدى : زمان دلعتك وأبوكى قواكى لغاية ما فجرتى ومبقاش حد بيهمك دلوقتى بقى هأدبك
دينا بسخرية : لا والله بجد
هدى : بنت احترمى نفسك واتكلمى معايا كويس
دينا : اتكلم معاكى كويس ودا من امتى بقى صوتك طلع والقطة فتحت دا أنا طول حياتى معرفش عنك غير الاهانات عمرى ما سمعتك بتقولى غير حاضر ونعم دلوقتى بعد السنين دى كلها جاية وعايزة تأدبينى
أسفة يا ماما بس الوقت عدى وفات على فوقانك المتأخر
هدى : أه صحيح أنا ضعيفة ومبعرفش أخد حقى بس خوفى وجبنى هما اللى بيسيطروا عليا بس دا ميمنعش أنك لازم تموتى على عملتك السودا يا فاجرة وصفعت ابنتها مرة أخرى
دينا وبدأت تغضب : بصى بقى أنا مبخافش من حد هتعملولى إيه يعنى دى حياتى وأنا حرة فيها ولا أنتِ ولا أى مخلوق يقدر يحاسبنى
هدى : لا دا أنتِ محدش قادر عليكى أنا لازم اقول لعمك وهو يتصرف معاكى
دينا بضحكة سخرية : ههههههههههههه عمى لا بجد ضحكتينى
هدى ونظرات الغضب والحيرة على وجهها وصامتة لتكمل دينا : عمى بتقولى عمى فين عمى دا
أنتِ فاكرة عمى زى بابا الله يرحمه هيجمعنا حواليه ويحادى علينا لا فوقى وبصى حواليكى كويس
عمى دا ساب لين تخرج من البيت وحتى مكلفش خاطره يقولها ارجعى ومنة ولا لحقتى تنسيها وعملت ابنه معاها وطفشتها وخوفها من الفضايح وهو اكتفى دور عليها شوية وخلاص واهى اخته بتموت على بنتها وهو ولا سائل قال عمى قال والنبى شوفيلك حد كويس لو عايزة تشتكيله
توترت هدى فابنتها على حقيقة وهذا بالظبط ما حدث فعلى ليس كزوجها كمال على ضعيف الشخصية ولم يستطع لم شمل السرة كما فعل كمال من قبل وها هى الأسرة تفككت
لتكمل دينا بسخرية : اسمعى أنا معملتش حاجة حرام أنا كنت متجوزة فى أمريكا حابة تصدقى براحتك مش حابة براحتك بردو أنا مبخافش من حد ومفيش حد يجرأ يتكلم معايا فى أمورى الخاصة وخرجت من غرفة والدتها وصعدت لغرفتها بضيق
وقفت هدى حائرة من أمرها تفكر بماضيها وكيف أفلتت زمام أمور ابنتها حتى أصبحت الأبنة تسخر منها ولا تهتم مطلقاً بكلمتها أو رأيها كيف فشلت فى تربية ابنتها حتى وصلت لتلك المرحلة من الجرأة
.................................................. ................................
كان يقلب بين الصور فاتح فاهه وجاحظه عيناه غير مستوعب لما يرى حتى وجد الرسالة بين الصور
شفت بقى الحلوة اللى هتموت عليها عاملاك كُبرى
وبتقابله لغاية النهارده ما هى النهارده راحتله الشركة وكل الناس شفتها وتقدر تتأكد
تفتكر دى واحدة تنفع تكمل معاها أو تقتلها وتضيع مستقبلك علشانها
أنا نصحتك وأنتَ حر وأدى دليل خيانتها فى إيدك
لأول مرة تترقرق الدموع من مقلتيه أسفاً فحدث نفسه : أيعقل أن ما أراه حقيقة
أيعقل أن حبيبتى البريئة خائنة
أيعقل أن ذاك الوجه الملائكى يخفى أفعى خلفه
ثم بدأ يستجمع ذكرياته بداية من مقابلاتها ليلاً مع يوسف ورؤيته لهم فى الساحل رغبتها الملحة فى العمل ومن المؤكد أنها ستراه بحكم الشراكة وها هى صوره وهو يخرج من بيتها وأخرى وهى تسلم عليه وأخرى وأخرى
غلى الدم بعروقه وقاد السيارة بجنون ناحية شركة يوسف
وصل الشركة وبعصبية كبيرة سأل عنه فأخبروه أن سافر للتو فلم يصدق ودخل المكتب وبحث عنه كالمجنون ولم يجده
...............................................
زينت المنزل لحفلتها البسيطة وضعت اختبار الحمل فى علبة هدايا وزينتها لتعطيه تلك الهدية التى انتظروها طويلاً
سمعت صوت محرك السيارة
لمست على شعرها وهندمت ملابسها وفتحت الباب لاستقباله
ما إن رأته حتى جرت واحتضنته بحرارة وهو لم يبعدها واكتفى بالنظر بعيداً
بادرته قائلة : حمد الله على السلامة حبيبى
دلف المنزل ولم يعلق
رأى الزينة فقال : إيه دا ؟
لين بفرحة : أصلى عملالك حفلة بسيطة
خالد بضيق وغضب يحاول كتمه مؤقتاً : حفلة إيه ؟
امسكته من يديه وأجلسته على مقعد أمام المائدة فرأى الطعام مجهز وموضوع على الطاولة فقالت : هنتكلم بعد ما نتعشى
جلست على الكرسى المقابل وهويبادلها بنظرات نارية حتى قالت : مالك يا خالد فى حاجة مضايقاك ؟
خالد : ليه أنتِ عملتى حاجة تضايقنى ؟
بلعت ريقها وقالت : لا تعرف أنا جايبالك هدية
خالد : تصدقى وانا كمان
قامت وأحضرت العلبة التى وضعت بها اختبار الحمل ووضعتها أمامه وقالت بفرحة : دى هديتى ليك
أخرج المظروف من جيبه وقال ودا هديتى ليكى ووضعه أمامها
شكت بأمر المظروف وبيدان مرتعشتان وهو يراقبها جيداً أمسكت المظروف وفتحته فرأت الصور
ظل مراقباً لتعابير وجهها ولاحظ أنها لم تصدم من الصور كمن رأها من قبل فقال : متخضتيش يعنى ؟
لين بترجى : خالد أنا عايز أفهمك حاجة قبل ما تحكم عليا والله الصور دى كلها كانت مقابلات بالصدف
هنا أطلق ضحكة عالية هزت سكون المكان : ههههههههههههههههههههههه لا بجد صدفة تصدقى مكنتش أعرف
لين بصوت أقرب للبكاء : والله العظيم صدفة
خالد بقهر : أه صدفة صح معاكى حق طب وبالنسبة لمرواحك الشركة عنده كانت صدفة بردو
لين وهى تبتلع ريقها خوفاً ولا تستطيع الرد
ليصرخ بها وهو يضرب الطاولة بيديه بقوه : انطقى
لتفزع من صرخته : خالد والله أنا لما ورانى الصور خوفت أنك تفهمنى غلط فرحتله علشان اسألأه عنهم
خالد وقام من مقعده : وراكى الصور يعنى فعلاً بتقابليه
لين : متفهمنيش غلط أنا .....
خالد : لا أنا فهمتك وفهمتك صح قوى كمان دلوقتى الصورة وضحت قوى
زمان اعترفتى انك بتحبيه وبعدين أنكرتى وكتابتك عنه وعن حبكم وعن كرهك ليا واللى اتغضيت عنها والساحل وقعدتك طول اليوم عند جدتك واصرارك نسكن هنا رغم انك بتكونى لوحدك أكيد علشان يخلالك الجو معاه مش كدا
لين بانهيار : لا مش كدا لا أنا ........
لم يدعها تكمل كلامها وأخرج مسدسه وصوبه ناحيتها
فزعت وارتعبت لرؤية المسدس مصوب باتجاهها فقالت : خالد لا اسمعنى أنا ..........
أغمض عينيه من هول منظرها وهى تترجاه أن يسمعها
وأطلق الرصاص عليها .......
......................................
الفصل الثامن والعشرون
أطلق الرصاص عليها ونظر باشمئزاز ولم يتحرك له جفن لرؤيتها تنازع وسط دمائها السائلة وخرج لينتقم من عشيقها كما اعتقد
سمع الجيران صوت طلقات الرصاص ففزعوا وكلاً خرج من منزله قلقاً فرأوه خارجاً فسألوه فلم يجيبهم وانطلق مسرعاً بسيارته ليبحث عن يوسف ليعاقبه هو الأخر
احدى الجارات قلقت فدلفت المنزل بعد أن ترك الباب مفتوحاً فرأت لين وسط دمائها فصرخت فالتم الجيران داخل منزل لين
نقلتها الاسعاف للمشفى وعلم اهلها بما حدث
وشهد الجيران بسماعهم دوى الرصاص ورؤيتهم لزوجها يخرج من المنزل
كانت الطلقة اخترقت جانبها الأيمن وخرجت
أجريت لها عملية لتخييط مكان جرح الرصاصة التى اصابتها خارجياً وأودعت بالعناية الفائقة عدة ساعات حتى استقرار حالتها
كانت المشفى مزدحمة بعائلة أبو الدهب والشرطة والجيران
ينتظرون معرفة مصير تلك البائسة رقيدة العناية الفائقة ومن فعل بها تلك الفعلة وإن كان زوجها فلمَ أطلق الرصاص عليها
كان على وأبنائه قاب قوسين أو أدنى من الجنون على ما حدث كيف لخالد أن يفعل بها هذا وهم يدرون عشقه الجنونى لها
لابد أن أمراً كبيراً حدث لينتقم منها بهذا الشكل
أدلى الجيران بأقوالهم وقبض على خالد وهو يبحث بسيارته عن يوسف وأودع فى السجن ولم ينكر فعلته بل اعترف بها صراحة ولم يخف من مصير ينتظره بالسجن أو الإعدام إن ماتت
............................................
علمت بأمر ابنة خالتها وتيقنت من خروج خالها وأبنائه لزيارة لين بالمشفى فهى تراقب المنزل عن كثب
استغلت الفرصة ودلفت المنزل لرؤية والدتها
دلفت منة المنزل بسهولة وصعدت غرفة والدتها
أمسكت مقبض الباب وترددت كثيراً فى تحريكة حتى تجرأت أخيراً وفتحت الباب
نظرت بداخل الغرفة ورأت والدتها رقيدة بالفراش يبدو عليها الحزن والوهن
ترقرقت دموعها حزناً على حال والدتها ودلفت الغرفة واقتربت من سرير والدتها ودموعها منسابة
جلست على حافة السرير وازداد بكاها حتى أحست بها ماجدة فالتفت لتراها
ماجدة بفرحة حزينة : من ....منة بنتى بنتى
احتضنت منة والدتها وهى تبكى والأم تبكى واستمرا عناقهما طويلاً حتى أخيراً قالت ماجدة بوهن : بنتى أنتِ كنتى فين سبتينى ليه عملوا فيكى إيه ؟
منة محاولة طمئنة والدتها : متقلقيش يا ماما أنا كويسة متقلقيش
ماجدة وهى تمسك يد ابنتها وتربت عليها : احكيلى يا بنتى حصلك إيه ومين الى عملوا فيكى كدا
منة : متخافيش يا ماما أنا هجيب حقى منهم ولو كلفنى موتى
ماجدة : سيبيه أهو ربنا انتقم منه
منة : أنتِ تقصدى مين يا ماما
ماجدة : اللى ما يتسمى خالد
منة بفزع : خالد ماله خالد ؟
ماجدة : ضرب لين بالنار وقبضوا عليه
منة : ازاى ازاى خالد اتقبض عليه
ماجدة : يستاهل جزاة اللى عمله فيكى
منة : ماما أنا لازم أروح دلوقتى لازم لازم
ماجدة : لا متسيبينيش تانى يا بنتى
منة : متخافيش يا ماما أنا هرجع تانى بس لازم ألحقه لازم لازم

..................................
حاولت كثيراً زيارته فى السجن وفى كل مرة ترفض الزيارة فهو يأبى وبشدة مقابلة أحد حتى والداه فكيف بمنة
...................................
مرت عدة أيام عليها بالعناية الفائقة حتى أخيراً فاقت واستعادت وعيها
خرج الطبيب عليهم يبشرهم بإفاقتها فلم يفرح أحد على عكس المتوقع فشكهم بها وتصديقهم لكلامه وأيضاً شكوك سارة ومى اللتان رأتا يوسف يتحدث معها بمنزلها جعلها فى موقفٍ لا تحسد عليه
دلفت سارة ومعها أمير لغرفتها وقالا بابتسامة باهتة : حمد الله على السلامة
لين بوهن : الله يسلمكم
لتتذكر وتضع يدها على بطنها : ابنى
سارة : متخافيش متخافيش الولد بخير الرصاصة جات بعيدة عنه ومحصلوش حاجة
لين : الحمد لله الحمد لله
أمير بغضب مكتوم : اللى سمعناه صحيح يا لين
لين : قصدك على اللى خالد بيقوله
أمير : أه
لين : وأنتَ تفتكر إن بنت عمك اللى متربين سوا ممكن تعمل كدا
أمير : بصراحة مش عارف أنتِ الفترة اللى فاتت كانت تصرفاتك غريبة وكمان فى ناس شافوه خارج من عندك
لتفهم مغزى كلماته وتنظر لأختها سارة
لين بحزن مكتوم : طب واللى قالتلك مقلتلكش إن أختى مستحيل تعمل حاجة غلط
يطأطأ أمير وسارة رأسهما ولا يجيباها
لين وهى تنظر بعيداً : فهمت خلاص تقدروا تروحوا أنا بقيت كويسة
سارة : خلينا معاكى يمكن تحتاجى حاجة
لين : لا متخافوش مش هحتاج تقدروا تروحوا أنا تعبانة وعايزة ارتاح
خرجا من المشفى وعادا لمنزلهما وهما فى شكهما بها
..............................
كان فى زنزانته يلعن الوقت الذى لم يمهله أن ينتقم لشرفه من ذاك البائس يوسف وتمنى لو يراه الأن ويقبض روحه بيده وينتقم لشرفه
.................................................. ......
كانت فى نحيبها وحزنها على شكوكهم بها وعدم امتلاكها دليل تدافع به عن نفسها
لتحدث نفسها : يا لحماقتى يا لحماقتى لو أنى لم أخفى الأمر عنه وصارحته من البداية لم وصلت لهذا المنعطف الخطير بحياتى
كيف سأواجهه ثانية كيف سأدافع عن نفسى أمامه
أسيصدقنى هذه المرة ولكن أين دليلى فكل الأدلة ضدى
كم كنت حمقاء أتعامل بحسن نية مع الجميع
أيعقل أن زيارة يوسف وكل مقابلاته الأخرى لى كانت صدف !!!!!!!
بدأت الدموع تترقرق من عيناها أسفاً على ما تمر به ولكنها تذكرت فوضعت يدها عليه وقالت : أكيد هيسامحنى علشان خاطرك أنتَ أكيد هيسامحنى علشان ابننا
ليقطع عليها شرودها طرق بباب غرفتها
بوهنٍ ردت : اتفضل
دلف وبيده باقة زهور
أحمد : حمد الله عالسلامة
لين : الله يسلمك يا أحمد
أشارت له على المقعد وقالت : اتفضل اقعد
سحب أحمد المقعد وجلس عليه قائلاً : لين أنا جاية اتكلم معاكى فى موضوع ضرورى ومفيش وقت قدامى خالص
لين بقلق :خير
أحمد : أنتِ عرفتى أنهم قبضين على خالد دلوقتى
لين : إيه
أحمد : ليه أمال فاكرة الشرطة هتعدى موضوع ضربه ليكى بالرصاص
لين بقلق شديد على زوجها : طب وهو عامل إيه دلوقتى
أحمد : معرفش هو رافض يقابل حد نهائى
لين : ليه ؟
أحمد : مش دا المهم
المهم أن النيابة كمان شوية هتيجى تحقق معاكى وأنا عايزك تقولى ........
يقطع عليهما الحديث دخول وكيل النيابة لأخذ أقوال لين
طرق الباب ودلف بصحبة الطبيب
وكيل النيابة : صباح الخير
لين وأحمد : صباح الخير
وكيل النيابة : أنا سألت الدكتور اللى بتابعك وقالى أن ممكن أخد أقوالك وحالتك الصحية تسمح
لين : طبعاً يا فندم
ينظر أحمد لها بقلق وكأنه يريد إيصال شئ لتقوله ولكن دخول النيابة لم يعطه المجال
وكيل النيابة : تقدرو تتفضلوا أنا عايز أخد أقوال المريضة
خرج أحمد والطبيب وتبقى وكيل النيابة والكاتب
وكيل النيابة : اسمك بالكامل
لين : لين كمال محمد أبو الدهب
وكيل النيابة : سنك ؟
لين : 25 سنة
وكيل النيابة : تقدرى تحكيلى إيه اللى حصل ليلة الحادثة بالظبط ؟
لين بعد تفكير وصمت قالت : ليلة الحادثة ........
وكيل النيابة : أنتِ متأكدة من اللى بتقوليه دا ؟
لين : أه متأكدة
وكيل النيابة : طب اتفضلى أمضى على أقوالك
.............................................
يخرج وكيل النيابة من غرفة لين ويدخل أحمد مسرعاً ويقول : ها قولتيله إيه
لين : مش مهم قولت إيه
أحمد : ايوا يعنى اتهمتى خالد ولا لا
لين : ممكن تندهلى الدكتور
أحمد : ليه أنتِ حاسة بتعب
لين : لو سمحت ناديلى الدكتور
ذهب أحمد وأحضر الطبيب
الطبيب : خير يا مدام حاسة بحاجة بتوجعك ؟
لين : دكتور أنا لازم أخرج دلوقتى ممكن
الطبيب : لا طبعاً مينفعش تخرجى قدامك يومين تلاتة عالأقل
لين : أ{جوك يا دكتور أنا لازم أخرج الليلة
الطبيب : مستحيل أنتِ حالتك مش مستقرة وكمان حامل والجرح ممكن يفتح
أحمد بذهول : حامل إنتِ صحيح حامل ؟
الطبيب : أه مدام حامل ومن ستر ربنا إن الرصاص كانت سطحية ومجت شفى بطنها وإلا كانت ماتت هى والبيبى
يأست من إقناع الطبيب بالخروج من المشفى
انتصف الليل والمرضى نيام وهى وحدها بغرفتها
عقدت العزم
نهضت متألمة من فراشها وارتدت ثيابها وخرجت خُفية من المشفى
.......................................
كانت عائدة من مكانٍ ما بسيارتها وفى الطريق لمنزلهم عندما أشارت لها سيدة بالتوقف
فى البداية أبدت ريبة منها ولم ترد التوقف ولكن وقوف تلك المرأة أمام السيارة أجبرها على إيقاف السيارة
قبعت داخل سيارتها مغلقة النوافذ خائفة
حتى كشفت الأخرى عن وجهها فكانت منة
دينا بفزع : منة
اقتربت منة من زجاج السيارة وطرقته فغضبت دينا وقررت النزول للحديث مع منة ووضع حد لخلافهما
دينا : نعم
منة : والله وليكى وحشة يا بنت خالى
دينا بتأفف : ميوحشكيش غالى نعم عايزة إيه ؟
منة : من ناحية هعوز فهعوز كتير متقلقيش
...............................


الفصل التاسع والعشرون
كانت عائدة من مكانٍ ما بسيارتها وفى الطريق لمنزلهم عندما أشارت لها سيدة بالتوقف
فى البداية أبدت ريبة منها ولم ترد التوقف ولكن وقوف تلك المرأة أمام السيارة أجبرها على إيقاف السيارة
قبعت داخل سيارتها مغلقة النوافذ خائفة
حتى كشفت الأخرى عن وجهها فكانت منة
دينا بفزع : منة
اقتربت منة من زجاج السيارة وطرقته فغضبت دينا وقررت النزول للحديث مع منة ووضع حد لخلافهما
دينا : نعم
منة : والله وليكى وحشة يا بنت خالى
دينا بتأفف : ميوحشكيش غالى نعم عايزة إيه ؟
منة : من ناحية هعوز فهعوز كتير متقلقيش
دينا : أووووف يا بنتى أنتِ محرمتيش غاوية تجيبى لنفسك المصايب
منة : أه أصلى بموت فى التحدى
دينا : أه بتحبى التحدى بس أنا فاكرة أخر مرة أتجرأتى واتحدتينى فيها كان جزاتك إيه ؟
منة بغضب : أه يا واطية يا بنت .... يبقى أنتَ اللى بعتى الكلاب إياهم ليا
دينا بقهقه : هههههههههههههههههه بس كانت تجربة حلوة مش كدا
منة ورفعت يدها لتصفع دينا فأمسكت دينا يدها : إيه فوقى يا حلوة كمان بتتجرأى وعايز تمدى إيدك عليا
منة : والله لأقتلك يا دينا هقتلك
دينا : لا بجد يالا أهو أنا قدامك أقتلينى يالا
أخرجت منة من حقيبتها سكيناً ورفعتها لتقضى على دينا والتى باغتتها بضربه أوقعت منها السكين
فدينا رياضية
حاولت منة أن تمسك بالسكين فوضعت دينا حذائها على يد منة بقوة
تألمت منة واستطاعت أن تبعد قدم دينا عنها وسارعت بمسك السكين ودار بينهم شجار قوى على الأرض انتهى بطعن ...........
.........................................
خرجت لين من المشفى وهى فى حالٍ يرثى لها
كل ما يهمها أن تبرأ نفسها وتعود لحضن زوجها الدافئ
عادت لمنزلها وأخرجت نسخة مفتاحها الأحتياطية التى طالما خبئتها جدتها تحت الشجرة خوفاً من نسيانها المفتاح بداخل المنزل
نبشت قليلاً تحت الشجرة وأخرجت المفتاح وتذكرت جدتها الحنون وكلمتها يوم وضعت المفتاح تحت الشجرة
لين : أنتِ ليه دفنتى المفتاح تحت الشجرة يا تيته ؟
الجدة : لازم نعمل حساب كل حاجة يا بنتى لازم نعمل حساب كل حاجة
الواقع
يا ريتنى عملت حساب اليوم دا يا تيتة يا ريتنى مكنكش جرى دا كله لو صارحته من الأول أن يوسف جه وزارنى مكانش دا حصل بس أنا " وبدأت تشهق من كثرة البكاء : بس أنا غبية غبية ضيعت نفسى وضيعت جوزى
ظلت تبكى تحت الشجرة حتى لفحها البرد
فأمسكت مفتاحها وفتحت المنزل ودلفت
.......................
كل شئ كما هو
الدماء على الأرض
الطعام على المائدة
اقتربت من المائدة وهى تتذكر حديثه معها ليلتها ورأت تلك العلبة الملفوفة التى كانت هديتها له فتألمت
تضايقت من منظر الدماء فدخلت وأخرجت أدوات التنظيف وبوهن وألم مسحت أثار الدماء ورفعت الطعام الذى فسد على المائدة وتركت الهدية
كانت الألم الجسدى والنفسى يقتلها فذهبت لغرفتها ودثرت نفسها بالغطاء واستسلمت بعد عناءٍ كبير للنوم
....................................
فى الصباح الباكر
كان احد الفلاحيين ذاهب لحقله عندما سمع صوت أنين
تحسس من مصدر الصوت حتى وصل إليه
كانت ملقاة وسط الأشجار وتنزف من أثر الطعنات
ما إن رأها الفلاح حتى بدأ بالصراخ
قتيلة قتيلة
تجمع المار حول الفتاة قال أحد الفلاحيين لا دى حية مامتتش
فقال الأخر : حد يطلب الاسعاف يا ناس
جاءت الأسعاف ونقلتها للمشفى
لم تكن تملك أوراق ثبوتية فلم يتعرف عليها أحد
...............................
علمت زينب من ابنها أحمد نية لين الخروج من المشفى فتحسست خطاها من المشفى وكما توقعت لم تجد لين
ذهبت ناحية بيت جدة لين فمن المؤكد انها ذهبت هناك
طرقت الباب عدة مرات وما من مجيب
افاقت بكسلٍ شديد على صوت طرقات الباب نهضت متكاسلة ومتعبة وفتحت الباب فكانت ..
لين : طنط زينب
زينب بتأفف : ايوا أنا ممكن اتكلم معاكى ضرورى
لين مرحبة : اكيد يا طنط اتفضلى
دلفت زينب للمنزل وهى تنظر باشمئزاز للين
جلست على احدى المقاعد وجلست لين على الاريكة
بادر لين قائلة : تشربى ايه يا طنط ؟
زينب : أنا مش جاية اتضايف أنا جاية أقولك كلمتين وأمشى
لين بقلق : اتفضلى
زينب : بصى يا لين بغض النظر على انك بريئة ولا لا
انا دلوقتى ميهمنيش غير ابنى
لين مقاطعة : أكيد وأنا كمان يهمنى خا......
زينب : متقاطعنيش وأكملت : انا عرفت من أحمد أنك برئتى خالد وانه قريب قوى هيطلع
لين : إن شاء الله
زينب : متفرحيش قوى لو أنتِ متعرفيش خالد كويس يبقى أحب أقولك أنه لو خرجت هيقتلك بجد مش هزار
ابتلعت لين ريقها خوفاً
لتكمل زينب : خالد لو جبتيله مليون دليل مش هيصدق غير اللى هو عايزة ابنى وأنا عارفه ومبيسبش تاره مهما حصل فاسمعينى كويس لو أنتِ شاريه نفسك وابنك اللى فى بطنك يبقى اختفى من حياته ولأبد
لين : اه بس دا ابنى أنا وخالد معقوله هيأذى ابنه
زينب وهى تلوى فمها : الكلام دا اضحكى بيه على ناس تانية احنا عارفين كويس أنك لا بتطيقى خالد ولا عايزة تخلفى منه ولا نسيتى انك نزلتى ابنك الأولانى منه لما خدتى البرشام وأنتى حامل
لين كمن طعن بقلبه من كلمات زينب : بس أنا ......
زينب مقاطعة : اسمعى يا لين انا مش مستغنية عن ابنى لأنى واثقة لو خرجت المرة دى هيتأكد من موتك أنتِ والكلب عشيقك فلو باقية على العشرة اللى كانت بينا فاخرجى من هنا وبسرعة قبل ما يطلع خالد ويقتل ويودى نفسه فى داهية
أنا عرفت أن الحيوان عشيقك هرب فاهربى أنتِ كمان بدل ما ابنى يودى نفسه فى داهية علشانك
أنا قلت اللى عندى ولو خايفة على نفسك اهربى علشان مفيش مخلوق هيقدر ينقذك من ايد خالد لو خرج ولقاكى قدامه
ألقت بسهامها المتتالية وخرجت من منزل لين
تاركة تلك المسكينة تعانى الويل والأنين مما سمعت
فتأكدت بتخلى الجميع عنها حتى أقرب الناس لها عائلتها وأخوتها
.................................................. .
أجريت لها عمليه جراحية وكان النزيف كبيراً والحالة سيئة للغاية
........................................
فى مركز الشرطة
كان يقف بمكتب النيابة
النيابة : مش ناوى تقول قتلتها ليه ؟
خالد : أه قتلتها ولو أطول لأقتلها مليون مرة
النيابة : يعنى بتعترف أن أنتَ اللى طعنتها
خالد بثقة : أه بعترف
رئيس النيابة : غريبة بس تقرير النيابة واعترافات مراتك غير كدا خالص
خالد بغضب : هى عايشة ؟
الضابط : أه عايشة وأقوالها بتنفى أنك أنتَ اللى قتلتها هى بتقول أنك كنت بتنضف المسدس وخرجت منه طلقة بالغلط
خالد وهو يجز على أسنانه
رئيس النيابة : ممكن أعرف إيه رغبتك فى انك تتهم نفسك
خالد :..........
رئيس النيابة : قررنا نحن ........... رئيس نيابة ...... بالإقراج عن المتهم خالد على محمد أبو الدهب لسقوط التهمة عنه وعدم وجود دلائل كافية وغرامة ألف جنيهاً مصرياً
..............................................
أنهى أوراق خروج وخرج بصحبة محاميه خارج النيابة
كان والده وأخوته ينتظرونه خارج النيابة
ما إن رأى على ابنه حتى جرى واحتضنه وكذلك فعل أمير وأحمد
احمد : يالا يا خالد خلينا نروح البيت ماما قلقانة عليك قوى
خالد : بعدين أنا لازم أروح مشوار مهم الأول
على : لا مشوار لا أنتَ هتيجى معانا ولا عجبتك قعدة الحجز وعايز ترجعله تانى
خالد : بعصبية : هى فين دلوقتى ؟
أمير : خالد أعقل كدا ومتوديش نفسك فى داهيى خلينا نرجع البيت وبعدين نشوف هنعمل إيه
تحت إصرارهم الكبير صعدا معهم السيارة وانطلقوا إلى منزلهم
.....................................
فى المشفى
خرجت من العمليات وأودعت بالعناية الفائقة ولم يتعرف أحد عليها حتى الأن بانتظار إفاقتها
.......................................
وصل المنزل ورحب الجميع به وما إن رأته سارة حتى تضايقت وصعدت لغرفتها فتضايق زوجها أمير من فعلتها وصعد خلفها
.........................
فى غرفة أمير وسارة
أمير بغضب : ممكن أعرف إيه اللى عملتيه تحت دا ؟
سارة : يعنى عايزنى أشوف اللى كان هيموت أختى وأسلم عليه عادى
أمير : لا والله دا على أساس إن أختك مظلومة
سارة : أه صحيح أنا مضايقة من لين بس مش قادرة أصدق أبداً أنها عملت كدا
أمير : اسمعى يا سارة موضوع لين احنا قفلناه خلاص متجبيش سيرتها تانى ولا تروحى عندها سامعاه
سارة : ازاى يعنى هتمنعنى أزور أختى
أمير : أه بمنعنك
سارة : لا وأنا هزورها وقت ما أحب وأنتَ ملكش دخل
بغضبٍ عارم أمسكها من ذراعها وصفعها على وجهها فانتحبت ووقعت أرضاً إثر اصطدامها بالمنضدة
صعق من منظرها زارتعب عليها فجرى ناحيتها ورفع رأسها : سارة سارة حبيبتى اصحى أنا أسف
حملها ووضعها فى الفراش فرأى الدماء تسيل من رأسها ففزع وصرخ فجاء الجميع على صوته ورأوه يحملها ويهبط بها مسرعاً
أحمد بقلق : فى إيه يا أمير ؟ مالها سارة
أمير بتلعثم من شدة قلقه عليها : بسرعة بسرعة هات عربيتك خلينى أوديها المستشفى
ذهب الجميع خلفه عدا خالد
.......................................
جلس وحيداً يفكر حتى أتعبه التفكير وخرج من المنزل باتجاه منزل جدتها
الفصل الثلاثون
وصل أمير والجميع للمشفى وعاينها الأطباء وبدأت تستعيد وعيها
أمير بقلق وهو يمسك بيدها : حبيبتى أنا أسف والله ما كانش قصدى
سارة أبعدت يده عنها ونظرت الناحية الأخرى
اطمئن الجميع عليها
طلب الطبيب بعمل تحاليل لها للأطمئنان عليها

كان فى الطرقة ينتظر عندما رأها نائمة على الترولى ويسحبها الممرضين
عرفها فى الحال وجرى باتجاه الترولى وسأل الممرض : مالها مالها منة منة مالها
الممرض : المريضة دى جاتلنا الصبح مطعونة ومحدش عارف هىى مين وحالتها سيئة قوى
أنتَ تعرفها ؟
أحمد : طبعاً أنا أبن خالها
أدخلها الممرض للعناية الفائقة
فجرى أحمد باتجاه غرفة سارة وقال : بابا لقيت منة
على : إيه ؟
أحمد : هى فى المستشفى هنا وحالتها سيئة
جرى الجميع وبالخصوص مى أخت منة خلف أحمد لمكان غرفة منة
ظل أمير بصحبة زوجته وظل يراضيها ويعتذر لها وهى لا ترضى
........................................
ببكاء ونحيب أمام غرفة العناية محاولة الاطمئنان على أختها الوحيدة
والجميع يقف يترقب الطبيب
...........................................
ظلت هدى بالمنزل فى أوج غضبها الممزوج بالقلق فابنتها دينا لم تأتى المنزل منذ الأمس تُرى أين ذهبت ؟
...................................
كان الغضب والألم يفتك به فساقته قدماه إلى منزلها
وقف أمام المنزل ووجد النافذة مفتوحة فتيقن أنها بالداخل ففتح بمفتاحه الخاص ودلف
...................................
كانت شاردة تجلس مكانها منذ ساعات على الأريكة تفكر وتتألم من كلمات زينب لها فرأته يقف أمامها
..........................
برعبٍ لم تستطع أن تبتلع ريقها من منظره كان كالذئب الجائع كالثور الهائج
لحيته تكاثفت وعيونه أحمرت ووجهها مال للسواد من شدة التفكير
ما إن رأت هيئته حتى دب الرعب بأوصالها فوقفت مكانها قائلة : خا خالد
خالد وهو ثابت مكانه ينظر لها : .............
لين بصوت مخنوق : خالد أنا ........
خالد بثبات : أنتِ إيه ؟
لين : أنا ..... مش مش ........
خالد : مالك خايفة ؟
لين وهى تحبس دموعها : لا مش خايفة أنا .........
خالد : مش خايفة يعنى مش خايفة أنى أقتلك ؟
لين : لا أنا عارفة ومتأكدة أنى بريئة ومعملتش اللى بتتهمنى بيه
خالد وهو يجز على أسنانه : طب بلاش بريئة دى علشان متعجليش بموتك
لين بثبات ممزوج بالخوف : لا بريئة وأنتَ من جواك مش مصدق اللى بيتقال عنى بس بتكابر ومصدق شيطانك
خالد : طب والصور
لين : طب ما ممكن أصور أى اتنين واقفين فى الشارع وأقول دول بيتغزلوا فى بعض وميكونوش كدا
خالد بسخرية : ههههههههه لا بجد أنتِ بجحة
تألمت من كلمته وقالت : ربنا يسامحك
خالد وبدأ يقترب منها : إن شاء الله هيسامحنى علشان بدافع عن شرفى اللى مرمغتيه فى التراب
لين وهى تعود لوراء حتى وقعت على الأريكة
لين برعب : خالد اهدى كدا واسمعنى
خالد وهو يقتلرب منها ويحكم السيطرة على رقبتها : اهدى اهدى أنتِ خليتى فيا عقل جننتينى جننتينى
لين وهى تنازع ليفلت رقبتها : وحيات اببننا سيبنى
يفلتها بصدمة : إيه ابننا
لين وهى تكح : كح كح كح ايوا ابننا أنا حامل
خالد : ازاى يعنى حامل
لين بترجى وبكاء والله حامل وجرت باتجاه المنضدة : فاكر الحفلة والهدية اللى كنت هديهالك وأمسكت بالعلبة وناولته إياها قائلة : أفتحى هتعرف أنا كنت عاملالك حفلة ليه ؟
بعنف مزق غلاف العلبة وفتحها فوجد شريط اختبار الحمل
خالد وصعق :...........
لين وهى تقترب ببطء منه : يعنى أنا حامل وأمسكت يده وسط ذهوله وقالت : ابننا أنا أخيراص حامل
فأبعدها بعنفٍ عنه أوقعها أرضاً متألمة : ابعدى عنى وكمان حامل منه
لين ببكاء وتألم من وقعتها على جرحها : لا والله أنا عمرى ما خنتك ولا هخونك
خالد : كدابة كدابة طول عمرك كدابة
لين : خالد والله........
خالد : بس بقى كفاية كدب الله يقطع قلبى اللى حبك لو اطول أشيل قلبى من مكانه وأخرجك منه كنت عملتها
لين : أنا .........
خالد : اسمعى أنا مش عايز أنهى حياتى فى السجن اخرجى من حياتى يالين اخرجى قبل ما اقتلك اخرجى
لين : وأروح فين ؟
خالد : أنا مش هقتلك علشان مبقاش قتلت طفل ملوش ذنب غير إن أمه واحدة فاجرة وخاينة
لين ببكاء وهى واقعة أرضاً :.............
خالد بغضب وصوت أقرب للبكاء : اخرجى من حياتى بدل ما اقتلك
وخرج غاضباً متألماً من منزلها وسط بكاها ونحيبها وألمها من اتهامه بأننها ليست حامل بابنه
..................
جال القرية على قدميه لا يعلم طريقه حتى اهتدى للمقابر ووصل لقبر زوجته السابقة نهى وجلس كعادته يبيكيها ويشكو لها ألمه
.....................................
فى المشفى
بدأت تفتح منة عيونها ببطء
فخرجت الممرضة وأعلمت الطبيب الذى جاء مسرعاً وعاينها فسمعها تأن : خااااا خاااااااا خالد عايزة أشوف خاااالد

الطبيب بعد أن خرج من غرفة العناية
مى بقلق : طنا يا دكتور
الطبيب : إن شاء الله هتبقى كويسة متقلقوش بس مين فيكم خالد
رد أحمد : ليه يا دكتور
الطبيب : هى طالبة تشوفه وأخذ أحمد على جنب بمفرده قائلاً : بصراحة هى حالتها منتهية فياريت تنفذولها اللى نفسها فيه
حزن احمد من سماع الخبر وقرر كتمه لمراعاة مشاعر مى المنهارة على أختها والتى بدأت مشاعر إعجابه ناحيتها تتحرك
استأذن أحمد من والده وخرج يبحث عن خالد
ذهب للمنزل لم يره
تيقن بأنه عند لين ففزع من أن يكون خالد قتلها فهام بسيارته لهناك
طرق الباب بقوة ففتحت له بشبح أنثى
أحمد : لين أنتِ كويسة
لين تهز رأسها ولا ترد
أحمد : هو جوا
تهز لين رأسها بالنفى
أحمد : اسمعى يا لين أنا هروح أدور عليه ليعمل مصيبة وبعدين أبقى أرجع اطمن عليكِ تمام
تهز رأسها بالإيجاب ولا ترد
.....................................
جال القرية بأكملها يبحث عن خالد حتى تذكر المقابر فهى المكان الوحيد الذى لم يبحث به
بالفعل وجده هناك على قبر نهى
تألم أحمد من رؤية أخيه بهذا الأنهيار فاقترب منه قائلاً : وحد الله يا خالد
خالد محاولاً التماسك فهو يكره الظهور بصورةالضعيف
كفكف خالد دموعه المنسابة وقال : خير يا أحمد جاى ورايا ليه
فتذكر أحمد : منة فى المستشفى وحالتها خطيرة قوى
خالد : وأنا أعملها إيه ؟
أحمد : هى بتنازع يا خالد وطالبة تشوفك ارجوك حققلها رغبتها يمكن تكون الأخيرة
أشفق خالد عليها ونهض من مكانه وذهب برفقه أخيه إلى المشفى
.................................
بكبرياء أنثى دلفت غرفتها وجمعت حقيبتها قائلة : لقد أضعت ما يكفى من كرامتى إن كان لا يصدقنى فالزم كفيل بإثبات برائتى
سأخرج من حياته ليس خوفاً على نفسى وإنما حتى لا يقال بأن أبٌ قتل أبنه
جمعت حقيبتها وحملتها وذهبت إلى محطة القطار وانتظرت وصول قطارها
.........................................
وصل المشفى
واقترب من غرفة العناية المركزة حيث ترقد منة
رأه والده وهو خارج الغرفة فقال بحنو وعينٍ دامعة : ادخلها يا بنى
دلف خالد الغرفة فرأى مى تجثو بالقرب من سرسر منة تمسك بيد أختها وتبكى بصمت
اقترب من مى وربت على كتفها قائلاً : إن شاء الله هتبقى كويسة
انتبهت لصوته ففتحت عيونها وقالت بوهن : خالد أخيراً جيت
خالد : متتعبيش نفسك بالكلام
منة بابتسامة حزن : خايف عليا
خالد : طبعاً أنتِ ابقى كويسة وبعدين قولى اللى عايزة تقوليه
منة وهى تكلم مى : سيبنى وحدنا شوية يا مى
مى نظرت لاختها بتعجب ولم تعقب وخرجت من الغرفة
اقترب خالد من الفراش وجلس على حافة الفراش
منة بوهن : تعرف يا خالد انا ليه متجوزتش لغاية دلوقتى
خالد بضيق :...............
منة بابتسامة باهتة ك علشان ملقتش راجل قدر ياخد مكانك فى قلبى
خالد:.............
منة : اه بجد من واحنا صغيرين محبتش غيرك وطول عمرى عايشة على أمل تكون ليا فى يوم
خالد : مفيش داعى للكلام دا دلوقتى
منة : لو مقلتش الحقيقة دى النهارده كنت هموت وانا مخبية حبك فى قلبى
خالد : بعد الشر عليكى ربنا يشفيكى وتقومى بالسلامة مامتك وأختك عايزينك
منة : هى مظلومة
خالد : مين قصدك مين
منة : حبيبتك
خالد : وفهم ما ترمى إليه مش عايز اسمع سيرتها
منة : لو ما سمعتش دلوقتى عمرك ما هتسمع الحقيقة
خالد : حقيقة إيه ؟
منة : كل المصايب اللى أنتَ وهى فيها أنا سببها
خالد بتعجب : ............
منة : سامحنى يا خالد أنى درتلك حياتك بس كنت فاكرة إن دا الحل الوحيد علشان تبقى ليا وحدى
خالد : ازاى ازاى مش فاهمك
منة : لين طول عمرها هبلة وطيبة يضحك عليها بسهولة
أنا اللى كنت بخوفها منك علشان ترفضك وكلامى على الساحل كان من تأليفى هى عمرها ما خانتك ولا عملت حاجة غلطت
خالد بغير تصديق فهو رأى الصور بعينيه
خالد : لا هى خانتنى
منة : أنا واثقة منها زى ما أنا شايفاك قدامى
أكيد السبب ورا دا كله دينا هى اللى عملت كدا
خالد : دينا !!!!! وإيه دخل دينا وإيه مصلحتها
منة : مصلحتها إنك تدخل السجن والإدارة تفضالها
خالد : أنا مش داخل دماغى أى حاجة من اللى أنتِ بتقوليها
منة : خالد أنا مبكدبش وأنا عارفة أن نهايتى قريبة والله ما بكدب لين مظلومة هى ضحيتى أنا ودينا وهى من طيبتها بتنجر فى المشاكل بسهولة
منة وتوقفت لحظة وهى :كح كح كح
خالد : أنا هنادى الدكتور
منة : لا خلينى أكمل كلامى
خالد سامحنى بس أنا اللى حطيتلها الحبوب فى الشربة والعصير علشان البيبى ينزل وانتَ تتخانق معاها وتطلقها وتبقى ليا
خالد : إإإإإإإإإإإإإإيه
منة وهى تومأ رأسها بعينٍ دامعة : سامحنى سامحنى بس الحب عمانى وخلانى أعمل المستحيل علشان تبقى ليا
دينا هى اللى بعتت الرجالة اللى اعتدوا عليا وهى اللى طعنتنى وهربت
خالد :....................
ثم تذكر : لين لين أنا لازم أمشى
خرج مسرعاً من غرفة العناية وأستقل سيارة أحمد لمنزل جدة لين
فتح الباب ودلف مسرعاً خوفاً أن تكون ذهبت كما هددها إن بقت سيقتلها
بحث بلهفة ممزوجة بالخوف عنها فى أرجاء المنزل ولم يجد نظر أمامه فوجد ورقة موضوعة على المنضدة تناولها بسرعة وقرأ فيها ......
...........................
فى محطة القطار
النداء الأخير لركاب القطار المتجه للقاهرة
القطار سيتحرك الأن من الرصيف رقم 3 على الركاب سرعة الصعود بالقطار
انتبهت للنداء فحملت حقيبتها وصعدت بالقطار .....
..............................
انتبه للرسالة فتناولها وقرأ فيها "يا من سلمته قلبى طوعاً وعشت بجواره أجمل عام فى حياتى
لزوجى الذى احتل قلبى دون مقدمات لعشقى الخالد لزوجى خالد
كم عشقتك يا زوجى منذ زواجى بك وحتى أخر يوم فى حياتى
لتعلم جيداً أن خروجى من حياتك كان كرهاً
كم تمنيت أن نشيخ سوياً وأ، تصبح أحلامى بجوارك حقيقة
فلتعلم يا عشقى بأنى لم أخنك يوماً وربى الشاهد علىّ
حقاً كان حبيبى ولكنك احتليت مكانه بقلبى سريعاً
أعلم جيداً أنك لن تصدق كلماتى تلك وستمزق الرسالة
ولكن عشقى لك أجبرنى على كتابتها
فهى وداعى الأخير لك
ولتعلم أن من أحمله بين أحشائى الأن هو ثمرة حبى وزواجى منك
وليشهد ربى أنه ما من رجل لمس طرف ثوبى غيرك
وداعاً يا عشقى الأخير وليحفظك ربى من كل سوء
وليعنى على حياتى أنا وابنى بدونك
زوجتك المخلصة حتى أخر نفساً لها
لين
كان يقرأ الرسالة وتدب القلق والزعر بقلبه وترتجف يداه
كيف صدقت كل تلك الألاعيب عليها
كيف صدقت بأن ملاكى شيطان ولكن ........
وخرج مسرعاً يبحث عنها
ثم تذكر بأنها من المؤكد ستسافر فاتجه بسرعة هائلة ناحية المحطة بسيارته
دلف المحطة وجال وثباً يبحث عنها
كان القطار قد تحرك منذ دقائق معدودة أخذاً معه قلبه
بحث كالمجنون بين الركاب فى المحطة عنها
ذهب لبائع التذاكر وسأل عن إذ ما تحرك قطار فأخبره [ان منذ دقائق تحرك قطار متجه للقاهرة
فوقع قلبه حزناً مما سمع
وجثى على ركبتيه يبكى كطفلٍ صغير على ضياع محبوبته وابنه المنتظر
........................
انتظرونى فى الجزء الثانى
مع كبرياء أنثى
أحبكم فى الله
بسمة محمود أحمد
 


كبرياء انثى لين وخالد

هناك 4 تعليقات:

  1. احب اعرفك انكم مدونه حراميه لان دي حصري لجروب روايات رومانسيه تأملات قلب ولو عندك الجرأه لاتمسح التعليق https://www.facebook.com/groups/t2molat.2lb/?ref=nf_target&fref=nf

    ردحذف
  2. https://www.facebook.com/groups/t2molat.2lb/?ref=nf_target&fref=nf

    ردحذف
  3. السلام عليكم
    انا كاتبة الرواية دى وعايزة الادمن يرد عليا قبل ما ابلغ فى المدونة
    عايزة اعرف لما حابين تنزلوها ليه مستاذنتش او على الاقل كتبتوا اسم الكاتبة عليها

    ردحذف