بسمِ اللهِ الرحمن الرحيم
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصّلاةُ والسّلامُ على شمسِ هذهِ الأمة ، حبيبُ الرَحمنِ ، ويا لها من مَكانة !!
أُحبّك ربي ، ولن أُحصيَ الأسباب ، لأني لم ولن أقدر على أن أُحصيها زمانا
رحمتُك ، عفوك ، مغفرتك ، فضلك ، نِعمك ، لُطفك ، سِترك ، وُحبّك لنا
والكثير الكثير ، لكني سأذكر القليل ، لتكون ساعة تفكرٌ بفضلِ الرّحمنِ علينا
رحمتني رضيعاً ، وطفلاً .. يسّرتَ لي أُمّاً وأباً ، وغيري وُلدَ يتيماً ،
لم يحظَ بعطفِ أبٍ او حنانِ أُمٍّ أو قُبلةِ حُبٍّ منهما على الجبين
نعمتُكَ عليّ بأمنٍ وأمان ، وغيري يعيشُ تحتَ القصفِ والنّيران
بأذنٍ أسمعُ بها صوتاً نديّاً يتلو القرآن ، وفمٍ يُرتّلهُ ، وعينٍ ترى الأحباب
أنعمتَ عليّ بكل ذلك ، وسترتني حينما عصيتُكَ بنعمكَ عليّ
ألا حياءَ من ربّ السّماء !!
اغفر لنا يا الله ~
ويسترني حينَ أعصيهِ ، وهو عليّ قادر ، روحي بين يديه ، وهو لذنبي غافر
لُطفهُ عليّ حين أشكو .. حين أتألم .. حين أبكي .. وحينَ أصرخ
أُناجي .. يا الله ~ ويستحي أن يردني ، ولا أستحي حين أعصيهِ
أنا العبدُ الذي اقترف الذنوب ، يفرح بتوبتي أكثر مني أنا !!
أيُّ حُبٍ اعطانا الإلهُ ؟!
أيُّ عفوٍ منحنا إياه ؟!
نعصيه ونتوب .. ثم نعصيه ونتوب .. ثم نعصيه ونتوب ، وفي كل مرةٍ يغفر الذنوب
سبحان من رحمته وسعت كل شيء
سبحان من غلبت رحمته على غضبه
والحمد لله ، الحمد لله أن جعل لنا الإسلام ديناً وشرعاً ومنهاجاً
بالإسلام تحلو الحياة ، تصفو الحياة ، وتغدو أجمل وأجمل ~
نرى الحياة يملؤها الكدر والضيق والألم ، لأنا صرنا أبعد
أبعد عن النّهج الذي وضعه لنا الله
لأنه خلقنا ، ولأنه ربنا ، هو اعلم بما فيه صلاحُ أمورنا ، فلم يُشّرع لنا إلا ما هو خيرٌ لنا
الصّلاة .. لن تشعر بلذتها إلا إذا سكنت نفسك إليها ، وتضرّعت روحك لبارئِها
هي ليست مجرد حركات ، إنها خشوعٌ وتذلل ، إنها سكينةٌ وطمأنينة
الصيام .. تعويد النّفس تهذيبها ، ليس صيام الطعام ، إنما الصيام عن المعاصي
وتعليم الصّبر ، وليس الصّبر كأي خُلق ، إنه لخلقٌ عظيم ، إنه صفةُ كل الرسل والأنبياء
الزكاة .. تطهير النفسِ تزكيتها ، وتخليصُ نفسك من البخل ، من أرذل الصفاتِ وأسوءها
وكي لا يبقى قلبكَ مُعلقاً بالمالِ ، فبهِ شقاءُ المرءِ في هذه الحياة
لم يفرض عليكَ إلا ما هو خيرٌ لك
فهل تُحبّون الله تعالى ؟!
كُلٌ منا سيجيب ، نعم !!
لكن .. لننظر في أعماقنا ، حين نقول " الله أكبر " هل نستشعرها ؟!!
هل الله " أكبر " من أيّ شيءٍ في قلوبنا ؟!
إنّ المحبَّ لمن يحبُ مطيعُ
وإن المرء إذا أحب شيئاً أكثر من ذكره
فهل لا يزال لسانُك رطباً بذكر الله ؟!
لعلَّ الأيامَ تمرُ ، ولم تكن فيها ساعةٌ واحدةٌ نخصصها لذكر الله
بل تمضي الأيام ، ولا دقيقة واحدة جعلناها لنتفكر في خلقِ الله
دعوةٌ لي ولكم ، هي نصيحةٌ أسأل الله تعالى أن نعمل بها
هذه الأيام تمضي ، وغداً في الآخرة حينَ نذكرها ، ستكون مجرد لحظاتٍ لما سنعيشه في الآخرة
لكن هل سنكون في الجحيم أم في النّعيم ؟!
فليكن في يومك ولو دقيقةٌ واحدة لتتفكر فيها
فالتفكر من أعظمٍ العبادات ، تذكر أنك فيها هذه الدّنيا كأنك " عابر سبيل "
فالتسلك درب الجنة ، وخذ من طريقك ما ينفعك في الآخرة
وتذكر دوماً أنّ الله معك ، وهو يُحبّك ، وإن أحبّك الله ، فلن يُحبكَ أحدٌ أكثر منه
ولا تنسَ الدّعاء لإخوانك المستضعفين ، ولا تنسَ الصلاة على خير المرسلين
عُذراً على عدم التَنسيق ، إنما هي كلماتٌ بُحتُ بها ، ولم اجد لها مكاناً إلا هنا
أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه ~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق