( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) ) سورة البقرة
موسى عليه السلام قصد : ( السفهاء الذين يروون عن الله الكذب والباطل.)
لكن التعبير استوقفني، فلما ظن قومه به الاستهزاء بهم لطلبه ذبح بقرة، قال : ( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ).
بالمقارنة مع حالنا اليوم، أظننا غارقين في الجهل، من كثر الاستهزاء الذي نصرفه على من ومن لا نعرف.
استهزاء بغير وجه حق، من لبس، شكل، تصرف، حالة اجتماعية، والأنكأ ذنب، أو عبادة.
أظنني بدأت أفهم استعاذة موسى عليه السلام : ( فالفارغ الغارق في اللعب لن يتفرغ أو يقف لينقذ نفسه من جهل السفه)
لا حول ولا قوة إلا بالله.
( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) ) سورة البقرة
حتى لو سُحرت، أصبت بعين أو حسد. لن أُضر ما دام الله لم يأذن بذلك. سبحان الله، هذه الآية دائمًا تواتيني حين يفسر البعض،
بعض الأحداث بعين، حسد، أو سحر. فأطمئن ! لأنه حتى لو أصبت حقًا بهم، لن يظهر تغيير لم يأذن الله به، إنه مفهوم مُريح، ومزيل لوساوس
العين والحسد والسحر الغير مؤكدة والمبالغ بها حاليًا.
( وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) ) سورة التوبة
سبحان الله دائمًا أتأمل هذه الآيات برهبة، ولساني يردد : ( الحمد لله ما كنت مكانهم ) وفي الوقت ذاته منبهرة من كمية الصبر الذي تحلى به هؤلاء الثلاثة!
لا أعلم لم؟ لكنني أشعر حين أقرأ الآيات قبل الآية، بعسر نزولها عليهم وقتها، ثم بالفرج والفرحة حين أقرأها، وأفكر :
( سبحان الله، أراد بهم خيرًا فثبتهم على الاعتراف بالذنب، ثم أدبهم. ثم ثبتهم على طلب التوبة والسعي لها، ثم أعادهم إليه وتاب عليهم.)
بين رحمة الله بهم، وصبرهم الرائع وثباتهم بفضل الله، أحس بأمل، وأتساءل : (على أي درجة من الإيمان والعبادة كانوا؟!)
دائمًا تثير فيني هذه الآية الرغبة في مُنافسة كما في قوله : ( ... ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26() سورة المطففين
( ... وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا (164) ) سورة النساء.
آية تولد فيَّ نفس السؤال بدون فكرة المنافسة، لأن المنافسة مع الرسل مستحيلة، لكنني دائمًا أتساءل
عن الدرجة التقية والعابدة التي كان عليها موسى عليه السلام، والتي نال بها شرف كلام الله؟ وبالمثل التي كان عليها
إبراهيم عليه السلام،والتي نال الخلة بها؟ فهذه المنزلتين لم تأت من فراغ.
وسبحان الله يأتني الرد جليًا في الآيات، يكفي ثقتهم في الله : (قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62( ). سورة الشعراء.
يا جماعة كان أمامه البحر، وفرعون بجنوده خلفه ومن آمن معه، والقوم حوله هلعين، لكنه ثبت، وتكلم بلهجة واثق :
( كلا إن معي ربي سيهدين ).
قمة الجمال، والثبات، والصدق، واليقين، والايمان، و و و جمعه لكل هذا في تلك اللحظة الصعبة أجابتني بجزء.
فالمرء يثبت في المصائب إذا كان صادقًا في الرخاء، وثبات كهذا في الشدة يعني صدق مبهر في الرخاء. سبحان الله.
وبالمثل لـ إبراهيم عليه السلام : عروه وحفروا له حفره أضرموها نارًا، وعلى مشارفها يأتي جبريل يسأل :
( يا إبراهيم ألك حاجة؟ قال: أمَّا إليك فلا.)
في اللحظة التي لو وضع أحدنا فيها لتمسكنا بقشة فما بالكم بجبريل الملك، لكن ابراهيم عليه السلام ما كان معلق بجبريل،
بل بالله، ووثق بالله فرفض : أما إليك فلا.
ثم قال : بعد الدعاء حسبي الله ونعم الوكيل.وللحظة الأخيرة، ما اختلط يقينه السليم
ولا تزعزع مقدار انملة في رحمة الله به، وإنه سيساعده. وقد أتت الإجابة لحظيًا : (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (69(. سورة الأنبياء.
مثير للإزبهلال.
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) ) سورة الزمر
وإذا سئلت عن مخدري وقت الأزمات النفسية النابعة من أخطائي أو ذنوبي ستكون هذه الآية قطعًا.
في هذه الآية أستشعر لطف الله، استشعر دفء غريب، لأن ربنا لم يخاطبنا بيا خطاءين رغم أننا كذلك، بل
بيا عبادي قمة اللطف، ثم خصص الذين أسرفوا على أنفسهم، ثم بكل حنان يقول : ( لا تقنطوا من رحمة الله. )
لا تيأسوا، عودوا، لأنه يغفر الذنوب جميعًا، قد ما كانت كبيرة، جميعها جميعها سيغفرها الله. لأنه هو الغور الرحيم.
بجد بجد شعور آسر التعبير يضيع معه.
أما الآية اللي تجبر بخاطري، وترجعني أقوى من أي شيء ووقت كنته قوله تعالى :
(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48( سورة الطور
أوقات الضغط اللي كلنا نعرفها، الأوقات اللي نحس إن ما فينا نكمل، اننا استنفذنا طاقتنا على شيء قد لا يكتمل،
فنبدأ شيئًا فشيئًا بالتخلى عنه!
في هذه اللحظة وفي لحظات الضعف جميعًا، تأتي هذه الآية مرشدة، دائمًا تنزل على صدري كالثلج، وبشكل غريب، تودع فيَّ إرادة غريبة،
لأن الله يقول لي : ( اصبري، أنت في عيني)
مره ثانية، اختفى التعبير.
من قصة آدم عليه السلام :
) وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(
لم سجدت الملائكة لأبي؟ طاعة لأمر الله الذي كرمنا بهذا السجود كبشر. يا الله، أأنا من جنس أسجد الله لأبوه الملائكة؟!
وأرى نفسي قليلة! وبكل وقاحة أقارن!!
عذرًا، ربنا لم يُسجد لأبي الملائكة المكرمون لأني قليلة، أو لأني لا أنفع في هذه الحياة! ولا كي أكون صفر، لذلك يجب
أن أستحق هذا المكانة التي أورثني إياها أبي. ويجب أن أكون خليفة نافعة.
همممم على هذا يجب أن أصبح مشهورة؟!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولم المحدودية يا أنا؟! أيعقل أن المشهورين هم فقط من أدوا دورهم في الحياة؟! طبعاً لا. أداء الدور كعابدة لا يحتاج شهرة،
يحتاج علم، فابحثي وتعلمي يا أنا. وأداء دوري كخليفة، لا يحتاج شهرة، يحتاج أن أبدأ بنفسي، أقومها، أطورها،
ثم أعدل الخطأ حولي قدر المستطاع، ولو قدر لي ربي الأبعد، سأنطلق لم لا؟!...
( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ((18)
نحن شيطاننا أنفسنا الأمارة بالسوء، بالإضافة لتابع من أتابع إبليس، أو أكثر. من كان شيطان إبليس؟! نفسه.
وااااااو ألهذه الدرجة الأمارة بالسوء سيئة؟! افرضي إن النفس الأمارة بالسوء خاصية من خصائص البشر فقط؟ امممم هذا احتمال،
لكن لا يجب إغفال الاحتمال الأول _نفسك مو هينة_، وتحتاج تدريب وتدريب وتدريب كي لا تتكبر كما تكبر ابليس على الله، يحزن!! إبليس يحزن،
لأنه أنطرد من رحمة ربه، وما في مجال يتوب، الحمد لله الي رزقنا التوبة، وفتح لنا أبوابها، واللهم أجرنا كبر ابليس.
انتبهي يا أنا، باب التوبة مفتوح لوقت أنت ما تعلميه، فالثقة في نفسك يجب ألا تصل للغرور، وأصلا على من تتكبرين؟! الله يجيرنا بس.
( نعود لموضوعنا، يعني ما أثق بنفسي؟! وازني يا ماما أنا ما أثق درجة إبليس فتسيرني، ولا أترك درجة إني أسمح لأحد غيري يسيرني... )
( آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
سبحان الله، آدم عليه السلام من أكثر الخليقة معرفة بربنا، لكنه أخطأ! كل التكريم الذي أعطاه الله لم يمنعه من الوقوع في
المعصية والخطأ، لأن الخطأ طبيعة فينا، بالتالي قد ما عليتي لا تتكبري على الاعتذار لو أخطأت في حق البشر والتوبة لو أخطأت
في حق رب البشر، آسفة يا رب.أ ين ما كنتِ غدًا، لا تتكبري على الاعتذار أو التوبة، ولا تنسي إن ربنا تاب على أبيك وغفر له،
فأكيد وأكيد لن يردك خائبة، ثقي به فقط.
سؤال بديهي : ( بما أنني مجبولة على الخطأ، لم علي تحري الصواب ؟! لم أأنب نفسي على الخطأ ؟!(
يجب أن أتحرى الصواب، لأن الخطأ ينافي الإتقان، والله يحب إتقان العمل. ويجب أن أأنب نفسي، كي لا أكون الأغبى على الإطلاق
التي لا تتعلم من أخطاءها، ثم لو لم أأنب نفسي كل مرة، سيصير الخطأ هو الصح والصح هو الخطأ، سينقلب التوازن...
التأنيب، والضمير المستيقظ، تدخل ضمن أدوات المرء الصاقلة لنفسه. لم تكن يومًا أداة معاناة، بل دائمًا وأبدًا طوق نجاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق