سَنَحْتَفِلُ لِوَحْدَنَا
كَمَا اِحْتَفَلْنَا سَابِقًا بِآلَامِنَا
فَنَحْنُ مِنْ البَشَرِ كُنَّا مَنْسِيُّونَ
نَحْنُ آدَمِيُّونَ عِشْنَا بَيْنَ فَصَائِلِ الوُحُوشِ
فَنُبِذْنَا
وَ حُرِمْنَا وَ اُسْتُضْعِفْنَا
وَ طُرِدْنا مِنْ أَوْطَانِنَا
لِأَنَّنَا اِسْتَمْسَكْنَا بِعَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ السميحة
وَ سَنُطِلُّ صَامِدُونَ ، صَابِرُونَ ، بِدِينِ اللهِ مُعْتَنِقُونَ
تَجَرَّعنَا كَأْسَ الذُّلِّ سِنِينَ
وَأَمْسَيْنَا فرائسًا لِلجُوعِ وَالخَوْفِ
يَتَخَطَّفَانَا كَيْفَمَا يَشَاءَانِ
وَ نَشقَى ، َو نُخْزَى ، وَتَمْتَهِنُ كَرَامَتِنَا جَهْرًا أَمَامَ العَالَمِينَ
فَمَا نَسْمَعُ لِلإِنْسَانِيَّةِ حِسًّا ، و لا للضمائرِ اِسْتِنْكَارًا
وَحَدُّهُ الرَّحْمَنُ هَو مَن سَيَنْصُرُنَا
نَتَأَلَّمُ … نَتَوَجَّعُ
نُصَيِّحُ … نَنْتَحِبُ
نَبْكِي … نَصْرُخُ
وَ البَشَرُ بَأنينِنَا يَسْتَمْتِعُونَ ، وَمَا يَفْرَحُ بِمُعَانَاتِنَا إِلَّا الأَشْقِيَّاءُ
إنّا حَمَلْنَا جِرَاحِنَا و َرحَلْنَا مِنْ دِيَارِنَا
وَحَمَلْنَا فَوْقَهَا مَآسِيَ الآخَرِينَ
وَأَنِينُ المُعَذِّبِينَ ، وَدُمُوعُ المُشَرَّدِينَ
حَمَلنَا مَعَنَا آلامَ الكَوْنِ كُلَّهُ!
َصَبْرًا لِلجِرَاحِ المَرِيرَةِ ؛ فَسَتَلْتَئِمِينَ مَعَ مُرُورِ الأَيَّامِ
تَمَرَّدَتْ دَمْعَةُ أَحَدِ الأَطْفَالِ اللّاجئين
َسالَتْ عَلَى خَدَّيْهِ تَجَهِّلُ مَصِيرَهَا
سَالَتْ لِتَشَبُّعِهَا بِالأَسَى وَالقَهْرِ
لِتَلَفِظِهَا العَيْنَانِ فَتُتَرْجِمُ لِلآخَرِينَ قِصَّتَها
لَا تَبكِ يَا صَغِيرِي ، وَ لوْ تَجَاهَلَ الآخَرُونَ مَأْسَاتَكَ
فَدَمْعَتُكَ عِنْدَ اللهِ غَالِيَةٌ ،وَلَنْ يُضَيِّعَ اللهُ حَقَّكَ
"إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تُشَخِّصُ فِيهِ الأَبْصَارُ"
إِنَّ الأَرْضَ الَّتِي تَطَأُهَا بِقَدَمَيْكَ
عَطَّشَتْ يَوْمًا فَسُقِيَتْ بِدِمَائِنَا
سِلَاحِنَا الدُّعَاءُ
عِمَادِنَا الصَّلَاةُ
دَرعُنَا الإِيمَانُ
بِهَذِهِ أَرْكَعَنَا العَالَمُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ
شُكْرًا لَكِ أيَّتُهَا الآلامُ فَقَدْ صَنَعْتِ مِنَّا عُظَمَاءَ
عَلَى أَشْلاءِ أَحِبَّتِنَا نَمْضِي نَحْنُ اللَاجِئُونَ
نَسْتَحْضِرُ بَقَايَا ذِكْرَاهِمْ الحَمِيمَةِ بَينَ براثنِ الوَاقِعِ الفجيع
نَحْنُ مِنْ نَبْنِي مِنْ شَظَايَا الأَلَمِ صُرُوحَ الأَمَلِ
نَبْنِيهَا وَ لَكِنْ ...
نَبْنِيهَا بِأَفْئِدَتِنَا المُتَفَائِلَةُ
كُنَّا نُجْرَحُ ، فَنَتَأَلَّمُ بِصَمْتٍ
كُنَّا نُؤْذَى ، فَنَبْكِي بِصَمْتٍ
كُنَّا نَسْتَضْعِفُ ، وَ لازِلْنَا نُسْتَضْعِفُ ،فنئنُّ بِصَمْتٍ
نَحْنُ بَشَرٌ تَفَنَّنُوا فِي الحُزْنِ الأَنِيقِ
نَحْنُ الَاجِئُونَ فِي كُلِّ مَكَانٍ
فَنَحْنُ الأندلسيّون
وَ نَحْنُ الأراكانيّون
و َنَحْنُ القطّانيّون
وَ نَحْنُ الأحوازيّون
وَنَحْنُ البلوشيّون
و َنَحْنُ الكشميريّون
وَ نَحْنُ الفِلَسْطِينِيُّونَ
وَ نَحْنُ التركيون الشَّرْقِيُّونَ
وَ نَحْنُ الشِّيشَانِيُّونَ
وَ نَحْنُ الأَفْغَانِيُّونَ
وَ نَحْنُ العِرَاقِيُّونَ
وَ نَحْنُ السُّورِيُّونَ
وَ نَحْنُ اللّيبيون
وَ نَحْنُ اللُبْنَانِيُّونَ
وَ نَحْنُ الافْرِيقِيُّونَ *
وَ نَحْنُ اليَمَنِيُّونَ
وَ نَحْنُ المُسْلِمُونَ ، وَ لَكِنْ....
المُسْلِمُونَ المَنْسِيُّونَ
*افْرِيقِيَا الوُسْطَى
طُوبَى لِلغُرَبَاءِ
بؤساءٌ بِين سُعَدَاء
ضُعَفَاءٌ بَيْنَ أَقْوِيَاء
فُقَرَاءٌ بَيْنَ أَغْنِيَاء
طُوبَى لَهُمْ ، و َهَكَذَا هُمْ الغُرَبَاءُ وَ لا زَالُوا
و انتهت رحلتنا ، آملُ بأنّكم استمتعتم بها ، و تفكرتم فيها ، و أريد بأن أقول لكم بأنّ هذا العمل هدية لكل إنسان غال عليّ ، و كل من وقف
بجانبي ، و أتمنى بأنّي وفقت في طرحه ، و اختياره ، و شكر خاص لأختي ريكاري على مساعدتي في إعداده ، و كلّ من تابع القراءة حتى وصل إلى هنا ،
و أتمنى بأنّ نلتقي في موضوعٍ آخر إن شاء الله..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق