الأربعاء، 20 أغسطس 2014

أنت أيها المتهاون في صلاتك .



- هل صليتي اليوم ؟ قلتي أمس أنكي اليوم ستبدئين .

- قمت بأداء صلاة الظهر ، و فوت علي صلاتي العصر و المغرب ، سأبدأ غدا .

- أمتأكدة من أنكي ستفعلين غدا ، ليس الأسبوع القادم أو الذي بعده ، أو ربما لن تفعلي ذلك أبدا لا غدا و لا الشهر القادم تماما كالسابق .

- لا يهم -__- ، إنها حياتي و سأعيشها كما أريد .

و إستمر الحديث دون جدوى ، ثم بدون الإدراك تغير الموضوع لتسألني إذا ما كنت أعرف تلك الأغنية .

- توقفت عن سماع الأغاني ، و أنتي أيضا جربي التوقف عنها .

قلت بدون جدية : إنها تجلب الكآبة .( لم أأدرك أن الحديث سيصبح أكثر جدية إلى أن إنتهى بخصام )

- لا أريد ، و لن أجرب ، الكآبة الكبيرة أنتي فيها . بالإضافة إلى أنه لستِ أنتي من يحاسبني ، فقط الله يفعل .

- إذا كنتي تدركين أنكي ستحاسبين ، لماذا لا تعملي على إصلاح نفسكي .

-لا يهم ... و بالإضافة إلى ذلك سبق و أخبرتكي أني سأعيش حياتي كما أريد ، و لستي أنتي من تحاسبينني ، إن أردت أن أصلي سأفعل و إن لم أرد فلن أفعل .

- أعلم .. لكن لا ضرر من النصيحة ، لا أريدكي أن تكوني من فئة الضالين .

- لا يهم ... و أنتي لا دخل لكي .





سؤال: كيف نتعامل في مثل هذه المواقف مع مثل هؤلاء الأشخاص ؟ و أنا بطبعي لا أجيد الإقناع أو تقديم النصيحة بشكل جيد و سليم

أو ليس الخطأ فيما نفعله أو لا نفعله، بل هو فيما ندركه و نستمر في فعله ؟ !

عن معاذ بن جبل قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك فقال لي : " إِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ " ، قَالَ : قُلْتُ : أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " أَمَّا رَأْسُ الأَمْرِ فَالإِسْلامُ ، وَأَمَّا عَمُودُهُ فَالصَّلاةُ ، وَأَمَّا ذِرْوَةُ سَنَامِهِ فَالْجِهَادُ "

جميعنا ندرك أن الصلاة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل ، و أن لها منزلة كبيرة في الإسلام ، فلماذا نتهاون و نتكاسل عن آدئها ؟ ! و لا شك أن كثيرا منا يقيم الصلاة ، و لكنه يتكاسل أحيانا في آدئها في وقتها ،أو أنه يقيمها لكن لا يحسنها.

لا أحد منا غافل عن أن الله وعد الساهون عن الصلاة بعقاب شديد ، و لكنني أحببت مشاركتكم ببعض الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية التي تتضمن أمورا عن التهاون في الصلاة،أو تركها .

- أجل جميعنا ندرك بأنه عقاب شديد ، و لكننا فقط نلمس الكلمات ،و لا نحس بها ،ذاك الإحساس الذي يجعلنا نتقي الله.


الحياة :

الحياة رحلة قصيرة ، لا سعادة دائمة في الدنيا ، أفراحها لا تساوي الكثير و أحزانها بالمثل . لا تبحثوا فيها عن السعادة المطلقة ، و لا تبتعدوا إلى عمق أحزانها حتى لا تكونوا من الضالين الغافلين .

أيها المسلم أعزك الله تعالى ، رب كل شيئ ، و فضلك على سائر المخلوقات : " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (الإسراء: 70) ، فلماذا تتبع خطوات الشيطان الذي فضلك سبحانه و تعالى عليه !! ،إذ أمره بأن يسجد لك فأبى و قال أنا خير منه خلقتني من نار و هو خلقته من طين .


إجتنبوا خطواته إنه لكم عدو مبين يأمركم بالفحشاء و المنكر و يدعوكم إلى ترك الصلاة أو التهاونُ بها ، و إن من أعظم المصائب و أقبح القبائح التهاون بالصلاة ، فذنب ترك الصلاة عظيم ، و من أضاعها فقط بطل عمله الصالح و لا ينتفع به .

روى الترمذي في كتاب أبواب الصلاة : " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ " عن أبي هريرة رضي الله عنه .


و قد قال الله تعالى مخبرا عن أصحاب الجحيم : " مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ(42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) " " سورة المدثر

فلا خير في دين لا صلاة فيه، والصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن أضاعها فقد أضاع الدين . لا تكونوا من أصحاب السعير ، أقيموا الصلاة ، أحسنوها و أتموها .


وَفي حَدِيثٍ مَرْوِيٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله ُعَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخِرِهِ:" نَزَلَ عَلَى جِبْرِيلُ وَقَالَ اقرأ، قُلْتُ وَمَا أَقْرَأُ؟ قَالَ: " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيَّا "، فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ: وَهَلْ تُضَيِّعُ أُمَتِي الصَّلاَةَ مِنْ بَعْدِي؟ قَالَ: نَعَمْ، يَأُتِي آخِرَ الزَّمَانِ أُنَاسٌ مِنْ أُمَتِكَ يُضَيِّعُونَ الصَّلاَةِ، وَيُؤَخِّرُونَ الأَوْقاتَ، وَيَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ دِينَارٌ عِنْدَهُمْ خَيْرٌ مِنْ صَلاَتِهِمْ ".

و قد جاء ذكر الغي في القرآن الكريم ، لقوله عز و جل : " فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا " ( مريم : 59 ) . والغي وادٍ في جهنم ، بعيد القعر ، خبيث الطعم إستنادا لما قاله سفيان الثوري ، وشعبة ، ومحمد بن إسحاق ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود ، و قال الأعمش ، عن زياد ، عن أبي عياض أنه واد في جهنم من قيح ودم . و قد شرح بعض العلماء و الأئمة أن المراد بالغي هو شرو خسران . و الله أعلم .


وفي سورة القلم يقول تعالي‏:‏ "[ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ(42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ( 34 ) .


و عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال يوما لأصحابه : " اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ فِينَا شَقِيَّاً، وَلاَ مَحْرُوماً " ثم قال صلى الله عليه و سلم : " أَتَدْرُونَ مَنِ الشَّقِيُّ المَحْرُومُ؟ ،قالوا : وَمَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: تَارِكُ الصَّلاَةِ " - أخرجه ابن حجر الهيتمي في الزواجر .


و روي أنه أول ما يُسود وجوه تارك الصلاة و إن في جهنم واديا يقال له الملحم فيه حيات كل حية ثخن رقبة البعير طولها مسيرة شهر تلسع تارك الصلاة فيغلي سمها في جسمه سبعين سنة ثم يتهرى لحمه .

( وصف حيات جهنم جاء في حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي : ( إن في النار حيات كأمثال أعناق البُخت تلسع إحداهن السعة فيجد حرها سبعين خرفا ) رواه أحمد و الطبراني ، و رواه ابن حبان في صحيحه .


و روى أبو داود في كتاب السنة باب في رد الإرجاء عن جابر بن عبد الله ، عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه قال : " بَيْنَ الْعَبْدِ وَ بَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ . "

و قال عبد الله بن شقيق التابعي رضي الله عنه : " كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرون شيئا من الأعمال ترْكه كفر غير الصلاة " رواه الترمدي في كتاب الإيمان باب ما جاء في ترك الصلاة .


و روى الإمام أحمد بن معاد بن جبل رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله "


و في كتاب الإستئذان للدارمي عن عبد الله بن عمرو ، عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه ذكر الصاة يوما فقال : " مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا ، كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلا بُرْهَانٌ وَلا نَجَاةٌ ، وَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ " . فقال بعض العلماء و إنما يحشر تارك الصلاة مع هؤلاء الأربعة لأنه إنما يشتغل عن الصلاة بماله أو بملكه أو بوزارته أو بتجارته ، فإن اِشتغل بماله حشر مع قارون ، و إن اِشتغل بملكه حشر مع فرعون ، و إن اِشتغل بوزارته حشر مع هامان ، و إن اِشتغل بتجارته حشر مع أبي تاجر الكفار بمكة .


و لما طُعِنَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيل له : " الصلاة يا أمير المؤمنين ، قال : نعم ، أما إنه لا حظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة " ، و صلى رضي الله عنه و جُرحه يثعب - ( يجري دمه بقوة ) - .


اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين، و نسأل الله الثبات على الدين.


أتمنى للجميع الصحة و العافية .. إن شاء الله embarrassed ^^

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ^^






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق