الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

لَسْنَا في زَمَانِ أَبْرَهَة


بِسْمِ اللَّهِ الرّحمنِ الرّحيم


وَالحَمدُ لله عددَ ما ذَكرهُ الذّاكِرونَ ، وَغفِل عن ذكرِه الغَافِلون

وسُبحانَ ذي العِزّةِ والجبروت ، سُبحانه وَتعالَى عمّا يُشرِكون

وَالصّلاةُ والسلام على المَبعوثِ رحمةً للأَنام عددَ ما هَدِلَ الحمام ،


؛


WjvPGu


لَسنا في زَمانِ أَبرهة ، أَوْ عَصا موسى ، قد وَلّى زمنُ المُعجِزات

حينَ أهلكَ الله عادًا بريحٍ صَرصرٍ عاتية ، وانشقّ البحرُ وهلكَ فرعونُ ومن معه

وحينَ حمى اللهُ تعالى البيتَ الحرام من أبرهةِ ، وَأرسلَ عليهم طيْرًا أبابيل

قد وَلّى زمنُ المُعجِزات وَآن زمنُ الجِهاد !


ليسَ في زَمانِنا طيرٌ أبابيل ، ولا نَملِكُ عصا مُوسى، لكن .. لدينا سورةٌ أَنزلها الله ،

فَيقول في سورةِ الأنْفَالِ :



وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ

وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ

وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ


قَدْ وَعدَنا الله تعالى بالنّصر القَريب ، لكن ليسَ بِمُعجزة ، إنّما بعونِ اللَّهِ على يدِ المُجاهدين

والمُرابطين ، والمحبينَ لله وَرَسوله ، من كانَت أرْواحُهم رخيصَة الثّمن لإِعلاءِ كلمةِ الله

أعزّنا الله بالإِسْلام ، وفيه كُتِبَ علينَا الجِهاد ، وبهِ عزّة الأمةِ ورفعَتُها

وَها نَحنُ نَرى تَقاعُسَ الأمّةِ عن الجِهاد إلا ما رَحمَ ربي !

ليسَ الجِهادُ بِإعدادِ الجُيوش وَتدريبِ الجُنودِ فقط ، إنّما يكونُ بنصرةِ الدّين وَإِعلاءِ كلمة الله تعالى

وليْسَ الجِهاد بالسّيفِ أو البُندقية ، فبذلُ الرّوح فقط ليسَ وحدهُ جِهادًا ، فبذلُ المالِ جِهاد

وبذلُ اللّسانِ وَقولُ الحقّ جِهاد ، ربّما كلمةٌ تقولُها تُحرّكُ نُفوسًا أكْثرَ من صَليلِ السّيوفِ وصوتِ الرّصاص


كانت أُمتنا في قُوّةٍ ورِفعة ، حينَ كانَت الفُتوحات تِلوَ الفُتوحات

حينَ كانَ المُلوكُ والقادةُ على رَأسِ المُجاهدين في المَعركة

حينَ كان حَماسُ المُجاهدينَ يدبّ الرّعب في صُفوفِ الأَعداء

كان مجدُ الأمةِ ببدر ، وَمعركة القادِسية وَ اليرموك ، كانَ مجدُ الامةَ

بحطين وفتح عموريةَ والقُسْطَنطينِيّة وَالأندلُس ، بكلّ تلك الانتِصارات


والآن الأمة في وهن ، لانْغِماسِها في الملذّات ، وَتقاعُسِها عن الجِهاد

فالويلَ لأمةٍ كانت أعظمَ أمةٍ ، وصارت أوْهنَ أمة ، لأنّ عزّنا بالإِسلام

وَعزّ الإسْلامِ بالجِهاد لا باسْتِعراضِ الجيوشِ والمُدرّعات ، فَأينَ هي من كلّ ذلك

إذا بَقيت في ثَكَناتِها ؟!


HVUu8M


" أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ "


" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "


" الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ "


" انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ "


وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ "


" جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ "


" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ "


" وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ "


" كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "


" وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "


" وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا "


" فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "


" إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "


" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ "


" إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ "





hWavai

قَالَ النّبيّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلّم :



" إنّ سياحةَ أُمّتي الجِهادُ في سَبيل الله "


" وَاعلمُوا أَنَّ الجَنّةَ تحتَ ظِلالِ السّيوف "


" مَثلُ المُجاهدين في سَبيلِ الله كَمثلِ القائِمِ الصّائِمِ القانِتِ لآيات ٍِ الله

لا يفتر من صلاةٍ وَصيام حتّى يرْجعَ المُجاهدين في سَبيل الله "


" جاهِدوا المُشركينَ بِمَالِكُم وَأنفسكُم وَأَلسِنتِكُم "


" رِباط يومٍ وَليلة خيرٌ من صِيام شهرٍ وَقيامه "


" من مَاتَ وَلم يَغزو وَلم ْ يُحدّث به نفسه ماتَ على سُعبةٍ من النّفاق "


" رِباطُ يومٍ خيرٌ من الدّنيا وَمَا فيها "


" ما اغْبرّتْ قَدما عَبدٍ في سَبيلِ الله فَتمسّهُ النّار " أي لا يَدخلُ النّار


" يُغفَرُ للشّهيد كُلُّ ذَنْبٍ إلا الدّين "


عَنِ ابنِ مَسعودٍ رضي اللهُ عنه ، قال : سَألتُ النّبيّ صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسلّم

أيّ الأَعمالُ أحبّ الى الله ؟! قال: الصّلاةُ على وَقتها ، قال : قُلت : ثمّ أي ؟!

قال : برّ الولدين ، قال : قُلت : ثمّ أي ؟! قَالَ : الجِهادُ في سَبيلِ الله


" عَينانٌ لا تَمسُّهُما النّار ، عينٌ بكتْ من خَشيةِ الله ، وَعينٌ باتَتْ تَحرسُ في سَبيلِ الله "


" تكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا جِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ "


K3d8Cm


الجِهادُ لُغةً :


إما بالجَهد بِفتحِ الجيم وهوَ التّعبُ وَالمَشقّة ، أَوْ بِضمّ الجيم وهوَ الوَسع وَالطّاقة


الجِهادُ شَرعًا :


بذلُ الوسعِ بالنّفسِ وَالمالفي مُحاربةِ المُشركينَ وَالكُفّار والمُنافقين

كَذلكَ لإِعْلاءِ كلمة الإسْلامِ وإِقامةِ شَعائرِ الإيمان


caD8JU


اتّفقَ عُلماء المُسلمينَ أنّه فرضُ كِفاية


أيْ : إذا قامَ بهِ من يَكفي سَقطَ الإثمُ عن البقية


ومَشروعيةُ الجِهادِ ثابتةٌ بالقُرآنِ وَالسّنة


Q7gML2


جهادُ النّفس


ويكونُ ذلك بِكبحِ غَرائزِ النّفسِ وَشهواتِها ومُجهادَتِها للسّيْرِ على الطّريقِ الصّحيح


جهادُ الشّيْطان


ويكونُ ذلك بدفعِ وَسواسِه وما يُلقيهِ في النّفسِ الإنْسانِيةِ من شَهوات


جِهادُ المُنافقين وَالكُفّار


ويكونُ ذلك بالقَلبِ وَاللّسانِ وَالمالِ والنّفس


وهذا هُوَ الجِهادُ المَقصود وَليْسَ مُقتَصِرًا على طَريقةٍ واحِدة


فاللّسانُ سِلاحٌ تُجاهِدُ به ، فأَعظَمُ جِهادٍ كَلِمةُ حقٍّ عِنْدَ سُلطانٍ جائِر


وبذلُ المالِ في إعدادِ الجُيوشِ وَالجُنود ، فها هُم الصّحابةُ يَتسابقونَ لإعدادِ جيشِ العُسرة


وبذلُ النّفسِ وهوَ أغلى ما يُقدّمه المرء هو رُوحه ،


وقد ضربَ لنا كثيرٌ من الصّحابةِ الكرام أروعَ الأمثلةِ في الفِداء والتّضحية


وَللجِهادِ في سَبيلِ الله أهميةٌ كبيرةٌ عدا الأَجرِ والثّوابِ العَظيم


فهوَ يحفظُ الأمةَ الإسلاميةَ وَيصدّ عنها كل أذىً


كذلكَ لإِعلاءِ كلمةِ الله تعالى وَنشرِ الدّينِ الإسلامي


وحفظِ أموالِ المُسلمينَ وَأنْفِسهمْ وأعراضِهم


ولأنه بالجِهاد ارتْقت أمتنا وَكَانَ مَجْدنا فلا يَجبُ التّخلي عنه


في الخِتام أشكر сеℓеѕτiа على تَصاميها


لا تنسوا إخوانكم المُستضعفين في أرجاء المعمورة من دُعائكم


أستودِعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


XNIrOj





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق