الاثنين، 11 أغسطس 2014

" أفلا يتدبرون القرآن .."

بسم اله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد ،

فقد قال الله في كتابه العزيز :" أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً " [النساء 82]

وقال أيضاً :" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليت1كر ألوا الألباب " [ص 29]


وقال صلى الله عليه وسلم :" ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده "


ومن هنا يتضح أيها الكرام أهمية تدبر آيات القرآن ومعلافة معانيها والشعور بها تلامس قلوبنا وأرواحنا

قال أبو ذر رضي الله عنه : "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بهاfrown( إن تعذبهم فـإنـهـم عـبـادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)) [المائدة: 118] "


وكان الصحابة يتعلمون عشر آيات من القرآن فيحفظونها ويعلمون معانيها ويعملون بها قبل الانتقال إلى آيات أخرى

ومن هذا ما روى مالك عــــن نافع عن ابن عمر قال: "تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلما ختمها نحر جزوراً"

وليس تأخر عمر في حفظ سورة البقرة إلا تدبراً لمعانيها وعملاً بما جاء فيها


وكان السلف الصالح رضوان الله عليهم جميعاً لا يحتسبون عند الله أجر الىية من القرآن التي قرءوها ولم يتدبروها

قال الحـسـن البصري: "إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبُّر آياته إلا باتـبـاعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن فما أسـقـطـت منه حرفاً وقد - والله! - أسقطه كله ما يُرى القرآن له في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهـــم ليقول: إني لأقرأ السورة في نَفَسٍ! والله! ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الوَرَعــة مـتى كـانـت الـقــراء مـثـل هــذا؟ لا كـثَّــر الله في الناس أمثالهم"


وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: "كان الفاضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة ونحوها ورزقوا العمل بالقرآن، وإن آخـــر هذه الأمة يقرؤون القرآن، منهم الصبي والأعمى ولا يرزقون العمل به. وفي هذا المعنى قال ابن مسعود: إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل علينا العمل به، وإن مَنْ بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به"


لماذا إذاً يصعب علينا العمل بالقرآن ؟!

لأنا لا نفهم معانيه فلا يلامس قلبنا ولا نفقه ما أريد به


وليتأمل الواحد منا قول الله تعالي :" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " [محمد]

وسنعرف بكل وضوح لماذا لا نتدبر

لأن على القلوب أقفالها عافانا الله وإياكم


ولنفتح أقفال قلوبنا لابد من وجود ما يشجعنا

قال ابن القيم: "ليس شــيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده من تدبر القرآن وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع الـعـبـد عـلـى معالم الخير والشر بحذافيرها وعلى طرقاتهما وأسبابهما وثمراتهما ومآل أهلهما، وتتل فـي يـده مـفـاتـيـح كنوز السعادة والعلوم النافعة، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه، وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه، وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم، وتبصره مواقع العبر، وتـشـهــده عدل الله وفضله وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله وما يحبه وما يبغضه وصراطه الموصـــل إليه وقواطيع الطريق وآفاته، وتعرفه النفس وصفاتها ومفسدات الأعمال ومصححاتها، وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم وأحوالهم وسيماهم ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة.

فتشهده الآخرة حتى كأنه فيها، وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فـيـهــا، وتميز له بين الحق والباطل في كل ما يختلف فيه العالم، وتعطيه فرقاناً ونوراً يفرق به بـيـن الـهــــدى والـضـــلال، وتـعـطـيه قوة في قلبه وحياة واسعة وانشراحاً وبهجة وسروراً فيصير في شأن والناس في شأن آخر؛ فــلا تـزال مـعـانـيـه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل، وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبيل، وتهديــه فـي ظـلـم الآراء والمذاهب إلى سواء السبيل، وتصده عن اقتحام طرق البدع والأضاليل، وتبصره بحدود الحلال والحرام وتوقفه عليها؛ لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل، وتناديه كلما فترت عــزمــاتــه: تقدمَ الركبُ، وفاتك الدليل، فاللحاقَ اللحاقَ، والرحيلَ الرحيلَ.

فاعتصم بالله واستعن به وقل: "حسبي الله ونعم الوكيل"


إخوتي في الله

لا تهجروا كتاب الله فمن ترك القرآن يوماً تركه القرآن ُ أسبوعاً

ومن تركه أسبوعاً تركه القرآنٌ شهراً

ومن تركه شهراً تركه القرآنُ عاماً


ومن ترك القرآنَ فوق ثلاث فقد هجره


فلنركز على تفسير آيات كتاب الله عز وجل لنتمكن من استحضارها في أذهاننا عندما نقرأ

ولنستشعره في حياتنا فنعمل به فإن رسولنا صلوات الله وسلامه عليه كان خلقه القرآن


اللهم اجعلنا من أهل القرآن القائمين بحروفه وحدوده

واجعل القرآن حجة لنا لا علينا يا رب العالمين


.

.

.

اللهم انصر إخواننا المسلمين في غزة وفي مشارق الأرض ومغاربها

اللهم سدد رميهم

واهزم عدوهم

وانصرنا وانصرهم يا رب العالمين


.

.

.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق