الأربعاء، 13 أغسطس 2014

مخ العبادة

.

.

attachment


هل من الممكن أن تذهب إلى شخص ما تطرق بابه تطلب منه شئ ما إلا و أنت موقن بأنه لن يردك خائبا بل و سيلبي لك خدمتك أليس هذا صحيح ؟؟؟؟


هكذا الدعاء و لله المثل الأعلى فالله - عزوجل -فأنت حين تدعو الله فأنت موقن الإجابة ، و موقن بأن الله قريب منك فهو وكما قال فى كتابه العزيز:

" ونحن أقرب إليه من حبل الوريد "
فالدعاء هو خلاصة العبادة، كثير من الناس يتعاملون مع الدعاء كما يتعامل مثلا مع المصباح السحرى و تعالى الله-عزوجل- عن ذلك علوا كبيرا، كثير منهم يظنون أن الدعاء هو طلب أمنية من الله -عزوجل- فيحققها لهم فى حين أن الدعاء هو خلاصة العبادة

كيف ؟؟؟؟
- هل من أحد يدعو أحدا غير موقن بوجوده، فكأنه يكلم نفسه مثلا ؟؟

معنى أنك تدعو الله فهذا يعنى أنك موقن بوجوده و أنه قريب و أنه قادر على الإجابة و مفتقر إليه


أليس هذا قمة الإيمان ؟؟؟
الخلق جميعا مفتقرون إلى الله محتاجون لما عنده و هو غنى غير محتاج إليهم وقد أوجب الله الدعاء وقد ظهر هذا جليا فى قوله -تعالى-

" ادعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين "
و المقصود بعبادتى ---> دعائى

attachment



ورد في كتب السيرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمرَ بن الخطاب وعليِّ بن أبي طالب: إذا لقيتما أويساً القرني فاسألاه أن يستغفر لكما فإنه مجاب الدعوة. فترصدا موسم الحج عشر سنين يدعوان أهل الموسم من اليمن على طعام فما ظفرا بضالّتهما، ثم جاء العام الذي يليه فقال عمر لرئيس وفد اليمن: أبقي أحد لم يحضر وليمتنا، قال: لا، إلا فتىً خامل الذكر يرعى إبلاً لنا، فقال له سيدنا عمر: أهو آدم أشهل ذو صهوبة ؟ فقال: كأنك تعرفه يا أمير المؤمنين، فذهب عمر وعلي إليه، فلما أتياه قالا: من الرجل ؟ قال: راعي إبل وأجير قوم، قالا: لسنا نسألك عن ذلك ما اسمك ؟ قال: عبد الله، قال له علي رضي الله عنه: قد علمنا أن كل من في السماوات والأرض عبيد لله، ما اسمك الذي سمتك به أمك ؟ قال: يا هذان من أنتما وما تريدان مني ؟ فقال عمر: أنا عمر بن الخطاب، وهذا علي بن أبي طالب، فانتفض واقفاً، وقال: جزاكما الله عن الإسلام خيراً يا أمير المؤمنين، ويا صهر رسول الله، أما أنتما فقد كان لكما شرف الصحبة، وأما أنا فقد حرمت هذا الشرف، فقال له سيدنا عمر: كيف تتصور النبي يا أويس ؟ قال: أتصوره نوراً يملأ الأفق، فبكى عمر شوقاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال عمر: يا أويس إن النبي أمرنا أن تستغفر لنا، وأن تدعو لنا، قال: ما أخص بالدعاء أحداً، ولكن أعمم ! قال عمر: يا أويس عظني، قال: يا أمير المؤمنين، اطلب رحمة الله عند طاعته، واحذر نقمته عند معصيته، ولا تقطع رجاءك منه، قال سيدنا عمر: أفلا نأمر لك بصلة ؟ قال: يا أمير المؤمنين أخذت على عملي أربعة دراهم، ولي على القوم ذمة، متى تراني أنفقها ؟ وعليّ رداء وإزار، متى تراني أخرقهما ؟ يا أمير المؤمنين إن بين يدي ويديك عقبة كؤود لا يقطعها إلا كل مخفّ مهزول، فبكى عمر، وقال: ليت أم عمر لم تلد عمر، قال: يا أويس ألا تقيم عندنا ؟ قال: أريد الكوفة، قال: أفلا أكتب لك إلى عاملها ؟ قال: أحب أن أكون في دهماء الناس، ومضى إلى سبيله، ومات في غمار خيمة من خيام المسلمين خاملاً في الأرض علماً في السماء.

كان أويس القرنى ذاك مستجاب الدعاء كما قيل عنه وكان ذلك بسبب بره لوالدته فهذا أحد أسباب إجابة الدعاء أعنى بر الوالدين ، أرأيتم كيف عظمه الله فعرفه الرسول و وصى الصحابة بأن يطلبوا منه الاستغفار فيالها من مكانة


attachment

سئل ذات مرة أي هذه الأعمال أفضل قراءة القرآن أم الذكر أم الدعاء ؟؟؟

فكانت الإجابة أن الترتيب هو :
القرآن ثم الذكر ثم الدعاء

و لكن قد يعرض المفضول ما يجعله أفضل من الفاضل ،بمعنى أن الدعاء يوم عرفة مثلا أفضل من قراءة القرآن، وكذلك الأذكارالواردة دبر الصلوات أولى من قراءة القرآن فى ذلك اليوم


و الله أعلم



يتبع~~





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق