( الف , لام , ميم , راء )
هذه الأحرف و غيرها من حروف الهجاء التي نجدها في بدايات عدد من السور , مما جاء في تأويلها ان فيها تحدياًللعرب ,
فهي تشير الى ان القرأن الكريم لا يعدو أن يكون مؤلفاً من حروف الهجاء التي يتكلم بها العرب ,
و لكنهم عاجزون عن الاتيان بمثله أو بما يدانيه .
تلك الايات التي توحي الى نبينا محمد ( عليه الصلاة و السلام ) هي آيات الكتاب الكامل و هو القرآن الكريم .
الذي أنزل الى نبينا في السورة و غيرها هو الحق وحده و ان ما عداه من كل ما يخالفه هو الباطل .
لكن اكثر الناس لا يصدقون به و لا ينقادون لما فيه من الحكم النافعة و الاحكام الناصعة و العقائد الصحيحة ,
و ذلك لما تركز في نفوسهم من الخبث و الحسد و الخوف من زوال النعمة و السلطان .
( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ )
الله سبحانه و تعالى يلفت نظر الانسان الى مظاهر قدرته في عجائب خلقه و بدائع صنعه في العالم العلوي فذكر أنه هو الذي خلق السماوات و الكواكب و النجوم رفيعة عالية في الفضاء من غير أعمدة ترونها بقدراته الحقة و قوته العظيمة التي أمسكت هذه الأجرام
و أوقفتها في الجو , و تلك القوة هي الجاذبية العامة التي تحدد موقف كل السماء و كوكب حسب إرادة الله تعالى و كما يقتضي نظام
خلقه و بديع صنعه فتبارك الله أحسن الخالقين .
و بعد أن خلق الله تعالى السماوات , ( استولى على ملك جميع الموجودات و أحاطت قدرته بجميع الكائنات )
وجعل كلا من الشمس و القمر مسخرين يجريان و يعملان لمنفعة العباد الى وقت معين عند الله تعالى و حينئذ ينتهي عملهما و جريهما
و هو يوم القيامة و فيه يتبدل هذا النظام بنظام آخر , و أن الله تعالى يدبر الأمور في الكون كله و يحول شيئا الى شيء ومادة الى اخرى
و يخلق و يفني و يبديء و يعيد , وبذلك يبين الايات الدالة على الحياة و بعد الموت لتوقنو بلقاء ربكم في يوم القيامة .
( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
من عجائب قدرة الله سبحانه و تعالى خلقه للأرض مبسوطة كالفراش و ثبتها
بجبال شامخات لا تنتقل و لا تضطرب حتى لا تميد و لا تتحركـ , و خلق في الارض أنهار تجري سخرها الله لمنافع الانسان و الحيوان و النبات
و جعل من الاشجار و الثمار نوعين ( الذكر و الانثى ) لتتم عملية التلقيح و بذلك يتم النتائج و الاثمار .
و خلق الليل بحيث يأتي و يستر ضوء النهار
إن في ذلك الخلق البديع و الصنع العجيب لآيات لقوم يتفكرون و يتأملون في قدرة صانع هذا الكون المبدعة التي تدبره و ترعاه فيعلمون
ان الخالق لذلك هو القاهر فوق العباد , و هو صاحب الإرادة المطلقة , و القدرة الشاملة , فلذلك لا تجوز العبادة الا لله و لا التذلل و الخضوع الا لسلطانه
لأنه على كل شيء قدير , و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم .
أشياء ليس لها وجود الا بإرادتة قادر عليم
هناك أشياء لا توجد إلا بإرادة الله تعالى , هو الخالق الحكيم , يخصص بعض الاشياء ببعض الخواص و بعضها بخواص أخرى
مع اتحاد تلك الاشياء في الحقيقة فذكر تعالى ان في الارض قطعا متلاصقة بعضها ببعض , وكلها من عنصر واحد مع ان هذه مجدبة لا تنبت شيئا و هذه خصبة .
تنبت مختلف النباتات و تعطي أفضل الثمار . و في الارض بساتين كثيرة من الاعناب متحدة في الجنس و النوع و لكنها مختلفة في طعمها و لذتها وجودتها .
و فيها زروع متحدة في النوع و مختلفة في الجودة و اللون . و في الارض كذلك النخيل و لها فروع منتشرة
متحدة الاصول و الجذوع و مختلفة في جذوعها و اصولها , تنبت في ارض واحدة و تسقي بماء واحد ولكن ثمار بعضها مختلفة بحيث يفضل بعضها عن بعض في الطعم و اللذة و الشكل و الرائحة . ان في ذلك لآيات لقوم يعملون عقولهم , يفكرون في الاحوال السالفة التي تجعلهم
يؤمنون بأن لذلك صانعا حكيما مدبرا قادرا لا يعجزه شيء في الارض و لا في السماء و انه على كل شيء قدير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق