الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

حُكم أم نصيحة

نعلم أننا خطاءين، وأننا جبلنا على ذلك، وأن لا فكاك منه ما حيينا فتلك فطرتنا،

لكننا مُتناقضون كفاية لنسمي محاولة تصحيح أخطائنا نفاق!

فنجد أن البعض هداهم الله حين يرون من ترتدي القصير والبنطال وتصلي وتصوم،

يقولون: ( مُنافقة! لو كانت تعرف الله لارتدت الساتر). ولو كانت ترتدي الساتر نجد من

يقول : ( مُنافقة تستمع للغناء). ولو كانت لا تستمع قالوا: ( تعرف الله ولا تؤدي سنن رسوله!).

وعلى النقيض، نجد أن هناك فئة تُلاحق أخطاء من بدا عليهم الصلاح فتقول:

( هه يعرف الله كما تهوى نفسه، ألا يحتوي الفلم الذي شاهده معنا على مشاهد مُخلة وموسيقى تصويرية؟!

ألا يعرف الله الآن).


عذرًا, هل فكرت لحظة بالحديث معهما وتصحيح أفكارهما؟! فقد يكونا ضحية أحد الفتاوي الغريبة مؤخرًا،

وقد يكونا جاهلين بما تعلمه علم اليقين! والأهم قد يكونا على علم به، ويجاهدان نفسيهما للالتزام أو

الترك ويتبعان في ذلك سنة الرسول التدرج، فلا ندري، قد تكون نامت ليلتها تبكي رغبة في توبة ظلت الطريق

إليها، وقد يكون غافلًا أو مر بلحظة ضعف وُصمنا كخطاءين بها، وحيث أننا لم نكلف أنفسنا عناء النصح، أو التصحيح

والتذكير، فلا حق لنا بالحكم عليهما. أعني بما أن أعمالهما ليست لنا، ولن نُقدر لهما جنة ونار، فلم نطلق عليهما الأحكام،

ثم هل نطبق ما ننقدهما فيه؟!


أعرف أن ( الدين النصيحة )، لكنني لم أسمع بنصيحة في الظهر، بشتيمة وسوء ظن، وربما غيبة!

ما أعرفه أن النصيحة في الوجه.لطيفة أو فظة، ستكون دائمًا في الوجه.


لذا، لمن نصبوا أنفسهم حُكامًا على خلق الله، إنكم على خطأ، ليست وظيفتكم الحكم بل النصح، وشتان بينهما،

وعليه لدي نصيحة : لو رأى أحدكم ما ينكره بقلبه، منظرًا أو فكرة، أو موقف، ولم تستطع تغيره بالقول أو العمل،

لا تطلق الأحكام، فلسنا أهل لها.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق