المراد بسب الدهر
الدهر هو : الزمان .
والمراد بسب الدهر : عيبه أو لعنه ، والتسخط مما وقع فيه .
.........
أمثلة سب الدهر
1- لعن الله اليوم الذي رأيتك فيه ، أو عرفتك فيه .
2- لعن الله الساعة الذي حصل فيها كذا .
3- الزمن غدار .
4- هذا زمن سوء .
5- يا خيبة اليوم الذي رأيتك فيه .
.........
حكم سب الدهر
سب الدهر حرام .
والدليل على ذلك : حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال الله عز وجل : يؤذيني
ابن ادم يسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )) .
وفي رواية : (( لا تسبوا الدهر ، فإن الله هو الدهر )) .
وفي رواية : (( لا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر ، فإن الله هو الدهر )) .
ومعنى قول الله جل وعلا في الديث القدسي : (( أنا الدهر )) : أنه جل وعلا خالق الدهر والمتصرف فيه ، وهو الذي يقلب الليل والنهار
ويُجري حوادثه بمشيئته ، فمن سب الدهر فإنما يسب من خلقه وأجرى فيه الحوادث ، وهو الله جل في عُلاه .
.........
أقسام سب الدهر
سب الدهر قسمان :
القسم الأول : أن يسب الدهر معتقداً أنه الفاعل بنفسه ، أو أنه فاعل مع الله تعالى .
حكمه : شرك أكبر .
القسم الثاني : أن يسب الدهر مع اعتقاده أن الله وحده هو الذي فعل ذلك .
حكمه : محرم ، لأنه في حقيقته سب لله تعالى .
.........
سب الدهر عند العرب في الجاهلية
كان شأن العرب أن تسب الدهر عند النوازل والحوداث والمصائب النازلة بها مثل : موت عزيز أو هرم أو تلف مال
أو غير ذلك ، فيقولون : يا خيبة الدهر ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر ، فتهى الإسلام عن التشبه بهم في ذلك
لما فيه من المفاسد .
.........
الحكمة من تحريم سب الدهر
نهى الشرع عن سب الدهر لما فيه من المفاسد ، ومنها :
1- أن السب في حقيقة الأمر يقع على من فعل هذه الأفعال ، وهو الله عز وجل ، فهو المعطي المانع ، الخافض
الرافع ، المعز المذل ، والدهر ليس له من الأمر شيء .
2- أنه سب لمن لا يستحق السب ، فإن الدهر خُلق مُسخر مُنقاد لأمر الله .
3- أنه متضمن للشرك ، فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع ، وأنه مع ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضرر ، وأعطى
من لا يستحق العطاء ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحرم من لا يستحق الحرمان .
4- ما تضمنه من الاعتراض على قضاء الله وقدره .
5- ما تضمنه من الجزع وترك الصبر الواجب عند حلول المصائب .
.........
ما ليس من سب الدهر
ليس من سب الدهر : وصفه بأوصاف مختلفة غير متضمنة للسب ، بل يقصد منها مجرد الوصف والإخبار لا الذم والعيب .
مثال ذلك :
1- هذه أيام باردة .
2- هذه أيام حارة .
3- هذا عام جدب وقحط .
4- هذا يوم عاصف .
قال الله تعالى : [ ولما جاءت رسلنا لوطا سىء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب ] .
[ إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر ] .
.........
نسبة الحوادث إلى الدهر
نسبة الحوادث الى الدهر كفر من عمل الجاهلية ، حيث كان كثير من العرب في جاهليتهم ينكرون البعث ويزعمون
أنه ليس هناك حياة إلا الحياة الدنيا ، يموت قوم ويحيا آخرون ، ويزعمون أن الذي يفنيهم هو : مرور الأيام والليالي ، فكانوا
يقولون كما أخبر الله عنهم : [ وقالوا ما هى إلا حياتنا الدنيا نومت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ] ، فذمهم الله تعالى على
اعتقادهم الباطل ، وبين أن ذلك بسبب جهلهم وقلة علمهم ، فقال تعالى : [ وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون ] .
.........
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق