أتساءل هل بقيت هناك طائفة من المسلمين تجهل بفضل هذه الأيام ! ومدى قدرها
هل لازال هناك من يظن أن الخير محصور أو يكاد يمُر خلاله ولا يُدركه ؟
نحمد الله أنه جعل للخير مواسم وأعيادًا وطرح البركة للمسلمين فيحصدون أعظم الأجور بأيسر الأعمال
* ولا ننسى أخواني أن الأجواء مُعتدلة وهذا فضل من الله فلنكن ممن خرج بمكيال ثقيل من الحسنات هذه السنة ونغتم تلك الغنيمة الباردة (✿)
نذكر من فضائلها :
(.) هي الليال العشر فقد أقسم الله بها بقوله تعالى (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)
وقسمُ الله دليل على فضلها وعظيم منزلتها.
(.) عشر ذي الحجة هي الأيا م المعلومات والتي نزل فيها أمر بذكر الله (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)
(.) وهي العشر التي واعد الله فيها موسى متممًا بها تلك اللحظات من التعبد (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)
(.) يعظُم فيها العمل ويتضاعف فيها الخير والأجر
قال صلى الله عليه وسلم "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْر"
. فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ" .
فجمع في ذلك المال والنفس لكي يغلب فضل هذه الأيام , فلنغترف منها بقدر عزائِمنا .
(.) وهي أفضل أيام الدنيا لقول النبي صلى الله عليه وسلم "أفضل أيام الدنيا العشر"
(.) التاسع منها يوم كريم عظيم هو يوم عرفة
(.) عاشرها أعظم يوم عند الله , يوم الحج الأكبر والعيد الأكبر
لماذا !
لأن معظم أعمال الحج تكون في هذا اليوم
كالوقوف عند المشعر الحرام ، رمي جمرة العقبة ، الطواف ، والسعي والحلق أو التقصير ، ونحر الهدي وتقديم الأضحية.
قال الحافظ ابن حجر : "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يأتي ذلك في غيره"
وقال ابن القيم رحمه الله: "فالزمان المتضمن لمثل هذه الأعمال أهل أن يقسم الرب عز وجل به"
الإكثار والاستزادة , فإننا إن سمعنا أن هناك تخفيضات في المبيعات في السوق فإن الجميع يُسارع لاقتناء حوائجه فيها لتوفير المال لتزداد فرصة الاستمتاع به .
فماذا لو سمعنا أن في العمل سيكون راتبك في 5 أيام محددة مُضاعف ! لوجدت الموظفين يكادون يلجؤون لساعات إضافية !
هكذا الحسنات الآن مُضاعة وأجرها يكبر في هذه الأيام فلننظر ماذا يُمكننا أن نفعل :
- السعي لمزيد من الإخلاص والإتقان في العبادة وحُسنها والإحسان فيها
وأقصد هنا الفرائض والواجبات اليومية كالصلاة , بر الوالدين , اجتناب المعاصي والنواهي .
فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال في حديث قدسي :"وماتقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه
ومايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" .
- التقرب إلى الله بقراءة القرآن فبعض المسلمين يعتزمون ختمه في عشرة أيام ولا تتعسر على أهل العزم والإرادة .
- إخراج الصدقات عن النفس والأحبة بنيات متفرقة كالأجر , التطهير من الذنوب والخطايا والتوبة , الشفاء من العلل والأسقام
والأهم شفاء القلب من أشكال الغفلة وتزكيته من الشهوات . كذلك إعانة المحتاجين وإغاثة الملهوفين .
- النوافل , كالضحى والوتر وقيام الليل فلكل واحد منها باب من الأجر والثواب , ولا ننسى السنن الرواتب .
- صيام ما تيسر من الأيام التسع الأولى , وأولاها اليوم التاسع يوم عرفة
قال صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة اللتي بعده"
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كلِّ شهر.
- ذكر الله والإكثار من التهليل والحمد والتسبيح .
لقوله صلى الله عليه وسلم: "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"
و يُستحَبّ التكبير المطلق في البيت أو السوق أو العمل , وصفته: <الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله , الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد>
خاصة في يوم عرفة , وقد خُصص له دعاء ونصه ماذكره النبي صلى الله عليه وسلم :"
خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيُّون من قبلي:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"
قال ميمون بن مهران : "أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها، ويقول: إن الناس قد نقصوا في تركهم التكبير"
وينبغي الجهرُ به ؛ إحياءً للسنة، وتذكيراً للغافل.
- ومن الأعمال الجليلة في هذه العشر المباركة ؛ ذبح الأضاحي تقرباً لله
فالرسول صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده، وسمّى وكبّر، ووضع رجله على صِفَاحِهِما.
- آخرًا أعظم الأعمال في هذه العشر الحج , والتوجه لبيت الله لأداء المناسك لمن استطاع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق